اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Anshatah/dole/22.htm?print_it=1

حصار القطاع الخيري لمصلحة من ؟

د.سليمان بن حمد العودة

 
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره . .
إخوة الإسلام، ديننا دين المحبة والرحمة والإحسان ، وأخلاقنا وبذلنا للمحتاج يتجاوز الإنسان إلى الحيوان " في كل كبد رطبةٍ أجر "، بل يتجاوز المسلمين إلى الكفار لتأليفهم ودعوتهم للإسلام ( والمؤلفة قلوبهم ) مصرفٌ من مصارف الزكاة .
ومنذ شع نور الإسلام ونزل القرآن داعياً للبر والإحسان والنفقة والصدقة ، وبساطُ المسغبة يُطوى ، وتباشير الفرحة تعلو وجوه اليتامى والأيامى والأرامل والمحتاجين، فلا يبأس محتاج ، ولا يتلوى جائع ، ولا يقتل الهمُّ والغمُّ مديناً أو معسراً.

بل مرت في تاريخنا الإسلامي أوقات كان يُطاف بالصدقات والزكوات فلا تجدُ لها آخذاً ، إذ استغنى الناسُ بما يُعطون من حقوقهم وأعطياتهم .
وفي تاريخنا المعاصر ، ورغم النكبات والجوائح وكثرة الرزايا والضحايا ، وانتشار الفقر ، واتساع مساحة الجهل إلا أن العمل الخيري ـ بمؤسساته وهيئاته المختلفة ـ كان نقطة ضوء وإشعاع خير وسط هذا الظلم والظلام الدامس .
أجل لقد كان العملُ الخيري الإسلامي هو كفَّ الرحمة التي امتدت على كل أرض وتجوب كلَّ قطر ، تمسح دموع اليتامى ، وتبدد أحزان الثكالى ، وتقتلع مآسي الأرامل وترعى الأطفال وتُعلم الجهلة ، وتنقذ الغرقى في أتون الشرك والوثنية أو براثن الخرافة والبدعة ، وكانت هذه المؤسسات الخيرية واسطة خير ، ومستشاراً ناصحاً لرجال المالِ والأعمال ، إذ تتكفل بإيصال نفقاتهم إلى المحتاجين وتُسهم في تحقيق الخيرية نيابة عنهم .

لا يُقال ذلك عاطفةً ولا تخرصاً ، ولا وهماً ولا ادعاءً ، بل إن لغة الأرقام تكشف عن إحصاءات وإن تطلعنا إلى المزيد منها فهي تسرُّ الصديق وتغيض الأعداء، وعلى سبيل المثال لا الحصر بلغت قيمة نفقات بعض المؤسسات الخيرية الإسلامية وفي مدة محدودة كما يلي : "بناء المساجد بلغت تكاليفها مائة وستةً وعشرين مليون دولار، المشاريع التعليمية وبلغت تكاليفها مائة وثلاثة وثلاثين مليون دولار، المنح الدراسية بلغت أكثر من خمسة وأربعين مليون دولار ، الإغاثة الفردية بلغت تكاليفها مائتان وخمسة وثمانون مليون دولار ، المخيمات الطبية أكثر من ستة وعشرين مليون دولار ، آبار ومياه شرب ستة وثلاثون مليون دولار ، وجبات إفطار الصائمين أكثر من أكثر من ستة وأربعين مليون دولار ، أما المراكز الاجتماعية (غير التعليمية) فقد بلغت تكاليفها أكثر من ثلاثة وستين مليون دولار .

وبالجملة فقد زادت تكاليف هذه المشاريع وغيرها عن ثمانمائة وثلاثة وستين مليون دولار" (د. محمد السلومي : القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب ص585) .
إخوة الإيمان : ما جرم من يتعرض لهذا الخير المتدفق ، وكيف الحال إذا تعرض لهذه المسيرة الحضارية من يزعمون أنهم رعاة حقوق الإنسان ، ورواد الحضارة وحماةُ العدل في هذا الزمان ؟
لقد كشف المخبوء وتعرت القيم ، وانكشف عوارُ المجرمين، وأُحيطت هذه المؤسسات الخيرية بسياج من الحصار، واتهمت زوراً وبهتاناً بالإرهاب، وإذا قدر لهذا الحصار الظالم أن ينجح فستكون الكارثة بأهل الأرض فادحةً ، كم ستكون الصدمة؟ وأيُّ شقاء سيحل بالبشرية إذا حيل بينها وبين هذا الخير؟ والعالمون وغيرُ العالمين يدركون كم هي بعيدةٌ هذه الأعمال الإغاثية عن الإرهاب المزعوم ؟!

وهُنا يُقال: كم تُصدم البشرية البعيدة عن هدي القرآن بمخرجات هذه الحضارة النكدة التي لم يقتصر نكدُها على شعوبها ، بل تحاول أن يكون النكد سمةً لهذا الكون؟ وخاصة لأهل الإسلام .
إن على المسلمين ألا يستجيبوا لهذه الصيحات المُرجفة ، ولا يستسلموا للدعاوى الخاطئة الكاذبة ، وألا يقعوا ضحية للإعلام المزيف ، والتي أوجدت فتنةً دجالية تشبه إلى حد ما فتنة الدجال الأكبر ـ كما يقال ـ .
أجل إن الحكم على هذه المؤسسات الخيرية الإسلامية واتهامها بالإرهاب ظلمٌ بيِّن ، فليس في قاموسها ولا عندها وقتُ له ، إن الذين يشتغلون بتلبية الحاجات الأساسية للناس في إشباع بطونهم، وتقديم دوائهم، وتوفير غطائهم، وإزاحة ركام الأسى والألم من طريقهم، هؤلاء لديهم من الطهارة وسلامة المقصد ونزاهة الهدف وشرف تحمل الأعباء وطلب الأجر ما يسموا بهم عن الإرهاب ، تلك البضاعة المزجاة التي صُدرت للمسلمين ثُم اتهموا بها .

معاشر المسلمين، إن علينا أن ندرك المخطط والهدف من الاتهام، فأعداؤنا يغيضهم أن يتقدم الإسلام بمدِّه الحضاري ، وأن يفتح قلوب الناس عبر عدة وسائل في الدعوة والإغاثة ، وحين أحسوا بالمنافسة ، ورأوا الناتج للداخلين في الإسلام لم يكن لديهم من وسيلة إلا أن يطعنوا بهذه الأعمال الخيرية بُغية الحدِّ منها ، وكان (الإرهاب) هو الدعوى المقدمة والمدخل الواسع للاتهام والإسقاط ، وقد صدر مؤخراً كتابٌ قيمٌ يعالجُ هذه التهمة بأسلوب علمي ، ويعرض بلغة الأرقام ما يكشف عن إرهاب القوم الحقيقي، والكتاب بعنوان (القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب) لمؤلفه د.محمد بن عبدالله السلومي ، وهو من إصدارات مجلة البيان ، والكتاب جديرٌ بالقراءة والتأمل للعلماء والدعاة ورجال المال والأعمال والعاملين في المؤسسات الخيرية الإسلامية وسواهم .

وزان الكتاب مقدمة لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ صالح الحصين ، والذي شخّص في مقدمته أهداف الغرب في هذه الهجمة على (الجهاد) والمؤسسات الخيرية والقيم والمبادئ الإسلامية، فقال : قبل سنوات عُني أحد الباحثين بوضع فرضية أدخلها في حاسوبه الشخصي وظلَّ يرصد الأحداث وتصريحات السياسيين التي لها صلة بهذه الفرضية ، وكان يُدهش كيف أن الوقائع ظلت تؤيد فرضيته ، لقد بنى هذه الفرضية بشكل هرم كُتب على ثلثه الأعلى الجهاد وعلى ثلثه الأوسط المؤسسات الخيرية والمؤسسات المالية ، وعلى قاعدته القيمُ والمبادئ ، وقد افترض أن الغارة على الإسلام ـ في صراع الحضارات ـ سوف يكون هدفها الأول الجهاد ، وهدفها الأخير القيم والمبادئ مروراً بالمؤسسات الخيرية والمالية (مقدمة كتاب القطاع الخيري ص7) .

أما مؤلف الكتاب فيعرض في مقدمة الكتاب لعمق هذه الظاهرة المُتهمة للأعمال الخيرية الإسلامية ، وأبعادها والتخطيط لها فيقول : لقد وُلدت مشوهةً بإسقاط مبكرٍ ، ورغم ذلك كانت قضية عملاقةً تزداد يوماً بعد يوم وسنةً بعد سنة حتى تأكد أنها معركةٌ طويلة الأجل ، وأنها انطلقت من استراتيجيات وليست من طوارئ أو ردود فعلٍ لأزمات طارئة ، بل إنها كانت مسبوقة بتخطيط ومتبوعة بقوةِ تنفيذ ، وقد تعمدتُ التكرار في إبراز القوة الدينية والأصولية الأمريكية والأدوار والأقوال المتطرفة لرجال الدين النصارى ، كما أبرزت نمو وتكاثر المناهج والمدارس والجامعات الدينية في أمريكا، وذلك في مواضع كثيرة من الكتاب لأهميتها في كشف حقيقة الحملة ودوافعها وأهدافها (المقدمة ص14، 15) ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون" (التوبة/ 32-33) .

أيها الإخوة المؤمنون القطاع الخيري رئة يتنفس بها الخيرون وأصحاب الأموال والمناشط الخيريةُ دوحة غناء يستظل بظلها المحتاجون والفقراء، ومن أعظم جرائم العصر أن توأد هذه النبتةُ المباركة ، أو تجف منابعها ، ومن أبرز معالم الشقوة أن يقف الملأ لهذا النهر الجاري بالمرصاد ، ومن المُذل المخزي أن يستجيب الراشدون وأهلُ الإسلام لهذه الممارسات المستفزة فيُصدِّقوا التهمة بالإرهاب ، ويتواروا خجلاً بأعطياتهم ومساعداتهم للمؤسسات الإسلامية والهيئات الإغاثية ، أو يتحسسوا من متابعة حساباتهم أو كشف أرصدتهم وحوالاتهم ، وهل في عرف دين أو حضارة أو قيم أو مبادئ عالية أن يُمنع عطاءُ فقير أو علاجُ مريض أو تنفيسُ مكروب أو نحوها من أعمال الخير ؟

بل على المسلمين كافة والموسرين منهم خاصة أن يدركوا حجم الإعانات والمساعدات وأعدادَ الهيئات والمنظمات الغربية التي تقوم بدورها بكل صراحة وراحة، وعليهم أن يعلموا أن عدداً من هذه المنظمات والهيئات الإغاثية تُمارس الإرهاب بشكلٍ أو بآخر ، وتلقى من الدعم الرسمي والشعبي ما يفوق الخيال ، وإليكم شيئاً من البيان عن منظمات القوم وهيئاتهم وإرهابهم ؟
كشف تقرير بريطاني معلومات مهمةً وخطيرة عن مراكز تدريب في أمريكا تخرج إرهابيين متخصصين نفذوا عشرات العمليات التي فاقت ضحاياها في العدد والوحشية ضحايا عمليات 11 سبتمبر ، وتفجيرات السفارتين الأمريكيتين في أفريقيا دون أن يتحدث عنها أحد!!

وجاء في تقرير نشرته صحيفة (الجارديان البريطانية) الحديث عن مركز لتدريب الإرهاب، وتعجب الكاتب من وجود هذه المراكز في أرض الدولة التي تدَّعي محاربة الإرهاب ، بينما هي ترعاه وتموله (القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب/150).
أما المنظمات (غير الربحية) فقد تشكل في أمريكا ما يزيد عن مليون ونصف المليون جمعية ومنظمة كلُّها مُعفاة من الضرائب ، بل لها حقُّ الحصول على نسبة كبيرة من الضرائب المستحقة على الشركات والأفراد والمنشآت (السابق/439) .
بل تشير لغة الأرقامِ المُقارنة أن المنظمات الخيرية في كل أقطار العالم العربي لا يتجاوز مجموع المنظمات الخيرية في ولايتين فقط من الولايات المتحدة الأمريكية (السابق/441) .

إخوة الإسلام، أما عن الدعم المقدم لهذه الجمعيات الأمريكية من الأفراد فقد بلغ تبرعُ أكبر ثلاثة متبرعين في أمريكا في عام من الأعوام أكثر من إحدى عشر مليار دولار حسب إحصائية كتاب (عطاء أمريكا 144) (السابق/449) .
وثمة دعمٌ آخر أهمُّ مما سبق ـ إنه المؤسسات الوقفية ـ وهذه تقوم بدعم المؤسسات والمنظمات وجمعيات القطاع غير الربحي ، وهذه المؤسسات الوقفية يزيد رأس مالها على سبعة وسبعين مليار دولار (السابق/448) .
إنها أرقام وإحصاءات خيالية ومخيفة، ومع أن القوم ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله وستكون عليهم حسرة . . إلا أنهم شرقوا بمؤسساتنا وهيئاتنا الخيرية، وهي رقمٌ صغير إلى جانب أرقامهم ، وما زالوا ولن يزالوا يترصدون لها، ولئن كان أمراً طبيعياً وقوفهم لمناشطنا ومحاولاتهم وقف مدِّ إسلامنا ، وإطفاء نور الإسلام كما أخبرنا الله عنهم " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمُّ نوره ولو كره الكافرون " .

فليس طبيعياً أن نستجيب لهم ، وأن نصدق تهمهم ، بل علينا أن نكاثرهم وننافسهم في عمل الخير ، ولئن كنا نألم ويألمون فنحن نرجوا من الله ما لا يرجون ، ولئن كانت نتيجة نفقتِهم حسرة وندامة ، فنحن عاقبةُ أمرنا في النفقة خلفٌ ونماءٌ وبركة وسعادة ، وبعدٌ عن الخوف والحزن ، فلا خوف على المنفقين المؤمنين ولا هم يحزنون .
أيها الإخوة المسلمون : وهنا يبرز سؤال مهم ، بل عدة أسئلة تقول : محاصرة القطاع الخيري لماذا؟ ولمصلحة من؟ وما المخرج؟ وما النداء الموجه للمسلمين عامة والموسرين والعاملين بالقطاع الخيري خاصة .

وإلى أن أجيب عن هذه الأسئلة في خطبةٍ قادمة ـ بمشيئة الله ـ أختم حديث اليوم بالقول : والعجبُ لا ينتهي والدعم للعمل الخيري الغربي لا يقف عند حدِّ دعم كبار الأثرياء ، ولا عند دعم المؤسسات الوقفية الغربية ذات الأرصدة الضخمة ، بل يصل في قمته إلى دعم الرئيس الأمريكي ومؤازرته ، وفي كلمة (بوش) التي انتظرها العالمُ في الذكرى الأولى لأحداث الحادي عشر من سبتمبر ركّز في كلمته وبشكل لافتٍ للنظر على أهمية العمل الخيري الأمريكي ـ في الوقت الذي تعلن فيه الحربُ على المؤسسات الخيرية الإسلامية ـ ومما قاله ـ في هذا الصدد ـ وقد سألني عدد لا يحصى من جميع أنحاء البلاد، كيف يمكنني أن أساعد في الحرب على الإرهاب؟ والجواب (كما يقول بوش)، هو : "تغلبوا على الشرِّ بأعمال الخير ، أحبوا جاراً ، تواصلوا مع شخص يُعاني من حاجة ، أطعموا جائعاً ، علموا طفلاً القراءة ، أو شاركوا في الجهود المحلية للتأهب لحالات الطوارئ" (القطاع الخيري/518) .

هكذا إخوة الإسلام ينادي الغرب بأعمال الخير ، وتستحثُّ الساسةُ شعوبهم للمساهمة ، ولئن كان هذا من حقهم ، أليس هذا تناقضاً صارخاً؟ أليس استغفالاً للمسلمين، بل وقهراً لكرامتهم، واعتداءً على قيمهم وإسلامهم حين يمارس الغربُ الضغط على مؤسساتهم ويحاصرون إنفاقهم؟ وصدق الشاعر حين قال :

بلادُ المسلمين بلاد خيرٍ *** به شهد المؤيِّد والمُشيح
ألا يا من يُعكِّر ما وردْنا *** خسِرت منبعُ أمتنا طفوح
هو الإسلام غوثٌ للناس يسمو *** به عقلٌ وتسعد فيه روح
رويدك لو خضعنا للدعاوى *** لما فتحت أمتنا الفتوح
ولا سمحت بدين الله (صينٌ) *** ولا شفيت بمنهجه الجروح

(د. العشماوي ، انظر : القطاع الخيري/583)


حصار القطاع الخيري . . لماذا ؟ وكيف المخرج ؟

إخوة الإسلام : هذا الحديث مُتممٌ لحديثٍ قبله عن القطاع الخيري ومحاصرته ، وإجابةٌ على تساؤلات : محاصرة القطاع الخيري لماذا؟ ولمصلحة مَنْ؟ وما المخرج؟.
وهو حديثٌ عن الدوافع والأهداف ، وكشفٌ للحقائق بلغةِ الأرقام ، وبيان للمخرج من الحصار ، ونداءٌ للمسلمين عامة ، وللموسرين والعاملين في القطاع الخيري خاصة .
وفي البداية لا بد من التأكيد على هويّة المحاصرين للعمل الخيري وقطاعاته المختلفة ، فمن هؤلاء ؟ .
إنهم : السائحون على الكوارث ، الراقصون على الأزمات ، هم المتطرفون ، الأصوليون الإنجيليون ، والواقعون تحت قبضة الصهاينة المفسدين أصحاب المطامع الشخصية ، عبءُ البشرية ومصدرُ قلاقلها ونكدِها ، والمفاخرون بتدمير العالم وتحجيم فرص الخير لمصالحهم الخاصة .

إن تطاول هؤلاء الأعداء على القطاع الخيري هو جزءٌ من حملةٍ مسعورة هدفها في النهاية القضاء على الإسلام ، وتدميرٌ إمكانات المسلمين . . ومن تصريحات القوم وكلماتهم هُوجم الإسلام ، والقرآن ، والرسول عليه الصلاة والسلام ودونكم البيان، فقد قال القِس ( فرانكلين جراهام ) في مناسبة حفلِ تنصيب الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش : " إن الإسلام دينٌ شرير سيءٌ جداً " ، وهو الذي قال : " إن الإرهاب جزءٌ لا يتجزأ من تعاليم الإسلام " ( القطاع الخيري : 503 ) .
وقال منظر صراع الحضارات ( صموئيل هنتنجتون ): " إن المشكلة الفعلية ليست الأصولية الإسلامية ، إنه الإسلام نفسُه بحضارته المختلفة ، وبأتباعه الذين يعتقدون بتفوق حضارتهم في نفس الوقت الذي نراهم مهووسين فيه بتخلف قوتهم" (السابق : 510) .

وقال ( جيري فالويل ) في برنامجه التلفزيوني أمام العالم كلِّه : " إن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم إرهابي " (السابق : 514 ونسبها إلى مصادرها ) .
ونحن لا نحتاج إلى مزيد نقولٍ لنؤكد حقدَ وعداوة القومِ للإسلام والمسلمين والله يقول عنهم (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) (الممتحنة:2) ويقول : (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) (النساء: من الآية89) ، ولكنا نذكر ذلك لنرفع اللثام عن الدعوى المُغرضة بمحاربة الإرهاب ومطاردة الأصولية ، فالأمر أبعدُ من هذا وأعمق ، وإنما جُعل (الإرهابُ) قِناعاً خادعاً أمام البسطاء، واستطاع الغربُ وأذنابُهم بحملةٍ ظالمة مُظلة تمريرَ مشاريعهم المُفسدة ، وتبرير حروبهم المدمرة ، وتجفيف المنابع الإسلامية . . وكلُّ ذلك باسم (الحملة على الإرهاب) هذا ( القميص المُفترى ) والذي فُصِّل ونُسج في بلاد الغرب ، وأُلبسه المسلمون زوراً وبهتاناً ، وما أكلَ الذئبُ يوسف عليه السلام ، وما صدَّق يعقوبُ عليه السلام الفِرية بمجرد قطرات دمٍ كاذبةٍ نُثرت على قميص الغلام ؟ ! .

إنها (دعوى الإرهاب) فريةٌ أبى الله إلا أن يكشفها وستنكشف أكثر مع مرور الزمن . . لكن وماذا ينفع النائمين إذا استيقظوا على مكرِ الأعداء وهم يجوسون خلال الديار ، وأيُّ خسارة إذا تنبه الغافلون وقد سرق اللصوص نفائس الكرماء ؟ .
لا بد أن ندرك أن (الإرهاب) في مصطلح الغرب (يعني عداوة أمريكا) فكل من حارب أو عادى أمريكا فهو (إرهابي) .
ولا بد أن ندرك كذلك أن من أهداف الغرب الاستراتيجيةِ ضرب العمل الإسلامي باسم (محاربة الإرهاب) وما محاصرة القطاع الخيري إلا أسلوب من أساليب تطويق العمل الإسلامي .
ومن أهداف الغرب محاصرة التعليم الديني ، والتدخل في تغيير المناهج الدراسية في بلاد المسلمين ، فثمة مطالب أمريكية بإلغاء مناهج التعليم الديني في الوطن العربي، بل ثمة أبحاث وباحثون متخصصون في دراسة الشرق الأوسط أوصوا بضرورة إلغاء التعليم الديني في المنطقة العربية . . (القطاع الخيري : ص236) .

وفي هذا السياق طالب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور (جوزيف بيدن) بإبلاغ (السعودية) بضرورة التوقف عن دعم المدارس الدينية التابعة لها (السابق : 237) ، وحينها انتقد وزير الداخلية هذه التصريحات كما نشرت صحيفة عكاظ (السابق : 237) ، فإن لم يحصل الإلغاء فعلى الأقل تشويه هذه المناهج ، وتفريغها من محتواها وطمس معالم الجهاد ، والولاء والبراء ونسخ عداوة الكفار المؤصلة في المناهج . . إلى غير ذلك من قيم إسلامية لا تُرضي الغرب.
ومن أهداف حملة الإرهاب (المزعومة) إضعافُ ومحاصرة القضية الفلسطينية ، وذلك من أجل ضمان أمن ورفاهية إسرائيل ، وفي أمريكا تم إغلاق أكبر المؤسسات الإسلامية الداعمة لفلسطين ، ثم تبع ذلك إقفالٌ لمؤسسات مماثلة في أوربا ، ثم تطور الغرب في محاصرته للمقاومة الإسلامية في فلسطين حين أعلنت (واشنطون) أن حركتي (حماس) (والجهاد) منظمتان إرهابيتان ، وبالتالي جمّدت أموالهما ، واستباحت دماء أعضائهما على الأقل من وجهة النظر الإسرائيلية ، بل ضغطت (أمريكا) على دول الاتحاد الأوربي لتبني موقفها من المقاومة الإسلامية وقد كان . . ومن هنا جاز لبعض المتابعين أن يربطوا بين حصار القطاع الخيري ، وحصار المقاومة .

والهدف : هو خنقُ الانتفاضة والقضاء على المقاومة المشروعة ، وتأمين إسرائيل (د. السلومي : القطاع الخيري: 286 ، 291) . أما (اليهود) في فلسطين فمع إرهابهم وتطرفهم فالغرب يدعمهم مادياً ومعنوياً، وهم في نظرهم يدافعون عن أنفسهم، وتلك آفة من آفات الكيل بأكثر من ميزان؟
أيها المسلمون أهدافٌ كثيرة ودوافعُ متعددة يمكن أن تُحصى وتُعلم من مُخططات القوم وتصريحاتهم ولكنها في النهاية تصُب في محاربة الإسلام الحق ، ومحاصرة المسلمين .
ولذا ينبغي أن يُعلم أن الإرهاب في نظر الغرب يعني (عداوة أمريكا ، والتعرض لشيء من أهدافها) وأن (الإرهابيين) في نظر الغرب (هم الرافضون لسياسات أمريكا الكارهون لمبادئها) .

وإذا عرفنا هذا وأدركناه استطعنا أن نفهم السرَّ في محاصرة الدعوة الإسلامية والقطاع الخيري ، فهي وسيلةٌ لتجفيف المنابع في ظنهم ، وهو أسلوب من أساليب الحصار الاقتصادي ، سبقهم إليه كفارُ قريش في حصار المسلمين ودعوتهم بمكة في شعب أبي طالب ، وكما خرج المسلمون حينها منتصرين كذلك ينبغي أن يخرج المسلمون اليوم، وهذا يستدعي إيماناً وصبراً وتفكيراً وتخطيطاً حاضراً ومستقبلاً ، فمكرُ أولئك يبور ، وكيد الشيطان ضعيف ، ويأبى اللهُ إلا أن يتمَّ نوره ، والعاقبةُ للتقوى والمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين .
إن (تقوى الله) من أعظم المخارج لهذه الأزمة كيف لا ؟! واللهُ يحكمُ ولا معقب لحكمه ويقول : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) (الطلاق: من الآية2) ، والتقوى فرقان بين الحق والباطل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً) (الأنفال: من الآية29).

ومن مخارج الأزمة التخطيطُ والعمل الدؤوب والتفكيرُ المستمر في الآليات والأساليب ، وفقهُ الواقع ومعرفة المداخل والمخارج وعدم إتاحة الفرصة للمتربصين لاختراق هذه الجمعيات والمؤسسات الإسلامية ، أو الفصل بينها وبين حكومات بلادها ، ومن ثم محاربتُها من الداخل ، فالأعداء قديماً وحديثاً بارعون في سياسة (فرِّق تسد) .
ومن المخارج تطويرُ العمل الخيري ، والتفكير في وجود مؤسسات وقفية داعمة له ، وتطوير مخرجاته من كونه أو بعضه مجرد عطاء استهلاكي إلى كونه عطاءً إنتاجياً، يُعلم الفقير كيف يستثمر وقته وينفع نفسه وأمتَه.

ولا بد مع هذا من تنسيق وتشاور وتكامل بين المؤسسات في تطوير الأداء ووضع استراتيجيات بعيدة المدى لمواجهة الهجمات التي تُشن على الإسلام ومؤسساته ولا بد كذلك من ترويج العمل التطوعي الشعبي ، وذلك من خلال تشجيع إنشاء جمعيات تطوعية متخصصة في جميع أوجه العمل الخيري ، وإذا ركّز أعداؤنا على (عولمة فكرهم) فنحن أولى (بالعالمية) منهم .
ولا بد من التفكير والعمل على وجود مشاريع استثمارية في البلاد الفقيرة يكون ريعها للدعوة والإغاثة في هذه البلاد ، ويُقطع الطريق على محاصرة الحوالات للخارج .
وأخيراً يحتاج القطاع الخيري إلى وسائل إعلام تعمم فكرته وتُدافع عنه، وتكشف الأنشطة المعادية له .


الحمد لله وحده نصر عبده وأعزَّ جنده وهزم الأحزاب وحده .
إخوة الإسلام ومرةً أخرى ، وثالثة : محاصرةُ القطاع الخيري لماذا؟ ولمصلحة مَنْ؟ .
إنه استخفاف بشرائع السماء ، واعتداءٌ على قيم أهل الأرض إلا من نُكست فطرته وخَبُثت طويتُه ، ومرّغ في الوحل قيمه ومبادئَه ، هو اعتداءٌ صارخ على دعوة القرآن للبر والإحسان ، بل تسفيه لدعوات الأنبياء ـ عليهم السلام ـ الناهية عن الظلم والعدوان . .
محاصرة القطاع الخيري مؤشر إلى فساد الأرض ، وتعميق الجهل وزيادة حجم الكوارث ، وارتفاع أصوات البكاء والعويل .
إن ثمة حقيقةً لا بد أن تُدرك وهي : أن الطغاة والمفسدين في الأرض يشعلون الحرائق هنا وهناك ، ونحن ـ معاشر المسلمين ـ نطفئ ما استطعنا من هذه الحرائق وغيرنا يوسعون دائرة الكوارث في كل حين ، ونحن نجتهد في تخفيف معاناةِ المتضررين منها . . أليس ذلك جرمٌ يَشهد على عُنف هذه الحضارة وويلاتها على البشرية، والجرمُ يتضاعف إذا مُنع إطفاء الحريق ، وصدر القرار الأرعن باتهام من يحدُّ من الكوارث ويُنقذ المصابين ؟ .

وهنا تُوجه رسالةٌ إلى عقلاء ومفكري القوم مفادها أن ما يمارسه صنَّاع القرار في بلادهم سببٌ لتدمير حضارتهم هم قبل تدمير الآخرين ، وهو موجبٌ لكره العالم لهم ، وحين لم يغب عنا وجود ( 1.500.000) منظمة غير حكومية في بلادكم
و(90) مليون متطوع و(80) مليون أصولي جديد (المسيحيون المولودون من جديد ، (32000) مؤسسة وقفية (القطاع الخيري ص554) فماذا صنعنا نحن المسلمين لمحاربتها أو محاصرتها ؟ .
أما النداءُ الموجه للمسلمين عامة فهو إدراك طبيعة المعركة ومساحة الحصار ، وتعانقِ عدوان اليهود والنصارى للمسلمين ، وعلى كلِّ واحدٍ من المسلمين أن يُشمِّر عن ساعدِ الجدِّ ، وألا يشتغل بالقول : ماذا صنع المسلمون لمواجهة هذا الحصار ؟ بل ينبغي أن يكون الشعار والسؤال المطروح [ ماذا صنعت للدعوة وللإسلام، وما حجم مساهمتي في الدفاع عن قضايا المسلمين ] وعلى كل مسلم أن يستشعر أنه إنما يُقدم لنفسه ، فالله غنيٌ عنا ، وهو قادرٌ وحده على إهلاك الظالمين ، وإتمام نور الإسلام ، ولكن ليبلوا بعضكم ببعض، وأن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم .

أجل إن الله أغيرُ لدينهِ وحرماتهِ منا ولكن (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) (آل عمران: من الآية179).
وثمة رسالةٌ توجه للجنود المجهولين العاملين في القطاع الخيري ملؤها الإعزاز والإكبار لمجهوداتكم ، فكم سهرتم والناسُ نيام ، وكم سافرتم وتحملتم المخاطر ، وغيركم آمنون مقيمون بين أهليهم وأبنائهم . . تحيةً لكم حين تخططون ، وتحية لكم حين تنفذون ، وما أشدّ فرحتكم حين يدعم الآخرون مشاريعكم وكأن كلَّ درهم هديةٌ لكم ، مع أنه يحملكم مزيداً من المسؤولية والعناء .

وهمسةٌ في آذانكم تقول : اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله ، ومعها أخرى تقول : وإلى مزيد من التفكير والتخطيط المستقبلي ، والتحدي في قدرتكم على فتح آفاق جديدة للعمل الخيري ، وعلى تجييش الناس للعمل ودعم القطاعات الخيرية ، وإياكم أن يستفزكم الذين لا يوقنون ، أو يُوهن من عزيمتكم المثبطون والشانئون والمرجفون حتى وإن كانوا من أبناءِ جلدتكم ومن أقرب الناس إليكم واسمعوا لنصح الناصحين المخلصين، ففرقٌ بين هؤلاء وبين الشائنين والمرجفين.
أيها المسلمون جميعاً ولا يسوغ لنا بحال أن نعطل السنة النبوية في الجمع في المساجد للمحتاجين وإغاثة الملهوفين ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال يحث المسلمين ويستصرخهم لسدِّ حاجة ( وفد مُضر ) حتى جمع لهم من المال والمتاع ما أذهب البؤس عنهم وغيّر حالهم وسدَّ حاجتهم ، ولكم في رسول الله أسوة حسنة .

وعلى العلماء وطلبة العلم والدعاة والأئمة والخطباء والمعلمين والموظفين أن يقوموا بدورهم بجمع التبرعات، وأن يكونوا واسطة خير بين أصحاب المال والعاملين في القطاع الخيري، فالدالُّ على الخير كفاعله.
أيها الموسرون من المسلمين ، المال نعمة وزينة وهو امتحان وفتنة وفي أموالكم حق معلوم للسائل والمحروم ، وتغبطون إن كنتم ممن قال الله عنهم : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً) (الإنسان:8-12).

يا معاشر الأغنياء صائح السماء ينادي : " اللهم أعطِ منفقاً خلفاً وأعطِ ممسكاً تلفاً " وصارخ الأرض يصيح : من يغيث الملهوف ، من يداوي الجراح ، من يحي الموتى بالعلم والإيمان . . وهنيئاً لأموالكم إن لبت دعوة المنادي.
هل سمعتم بإنفاق الأثرياء من غير المسلمين وأحدهم (موناهن) الأمريكي تبرع بكل ثروته لصالح (الكاثوليك) وصاحب مؤسسة (بل غينس) أوقف أكثر من (24) مليار دولار عام 2000 لجمعياتهم الخيرية (القطاع الخيري/577) .
أيكون هؤلاء أسبق إلى الخير منكم ، وأفقه بحاجة المحتاجين من فقرائكم ؟ هل هم أكثر منكم أجراً أم أهدى سبيلاً ؟ كلا ثم كلا ، إذن فليكن في صدقاتكم وزكواتكم ردءٌ للإسلام ونصرة للمظلومين من المسلمين.

معاشر الأغنياء : لا داعي للقلق والخوف الوهمي في النفقة ، فالشيطان يعدكم الفقر والله يعدكم مغفرةً منه وفضلاً .
إن ما تنفقون حجابٌ لأموالكم من الهلكة ، ولجلودكم من النار ، وعلاج لأنفسكم من البخل والشح ، هل غاب عنكم أن من تدعمون يمثلون خطَّ الدفاع الأول عنكم وعن إسلامكم ، وأن الجهاد بالمال مقدم على الجهاد بالنفس في القرآن الكريم ، وفي السنة : " من جهز غازياً فقد غزا " ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه ، والله الغني وأنتم الفقراء ، وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم .
معاشر المسلمين : تصوروا ضخامة الكارثة وشدة الحاجة على لسان الشاعر الفحل حين يقول :

هنالك في العراء ترى نساءً *** وأطفالاً ونائحـة تنـوح
تُحدِّث عن بيوتهم الشظايا *** ويروي قصة الظلم النُّزوح
ألوفٌ في أتون الحرب تشوى *** كأن الأرض تحتهم صفيح
إذا هربوا تلقتهم صقيع *** وإن لم يهربوا حُفِر الضريح
أتنسبُنا إلى الإرهاب زوراً *** وفي عينيك إرهابٌ صريح
نُغيث من اعتديت عليه ظلماً *** ومن تقسوا عليه وتستبيح
أفعلُ الخير إرهابٌ لماذا ؟ *** وقد نادى إلى الخير المسيح
رويدك لو خضعنا للدَّعاوى *** لما فُتحت لأمتنا الفتوح
ولا سَمِعت بدين الله صينٌ *** ولا شُفيت بمنهجه الجروح
بلاد المسلمين بلادُ خيرٍ *** به شهد المؤيِّد والمُشيح
ألا يا من يُعكِّر ما وردنا *** خسِرت فنبع أمتنا طفوح
هو الإسلام غوثُ الناس يسمو *** بـه عقلٌ وتسعدُ فيه روح

[من قصيدة للدكتور/عبدالرحمن العشماوي (القطاع الخيري/581-583) ].


المصدر موقع المسلم
 

العمل الخيري