اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/5.htm?print_it=1

الطريقة المثلى للاستفادة من الدورات العلمية

د/ عبدالعزيز بن أحمد الحميدي

 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد..
فمع إطلالة كل إجازة صيفية تعقد في مختلف مناطق البلاد دورات علمية شرعية في مختلف التخصصات والعلوم الشرعية والعربية تشرف عليها وتنظمها مراكز الدعوة والإرشاد ، ويشارك فيها نخبة من أفاضل العلماء والمشايخ الفضلاء ، ونظراً لما تحقق هذه الدورات العلمية الشرعية المباركة من إثراء لطلاب العلم وتنشيط للحركة العلمية ونشر للعلم النافع بين أبناء المجتمع ، فإنه ينبغي العناية بها والرعاية لها، ودعمها ، ولذلك فهذه مساهمة متواضعة للارتقاء بهذه الدورات ، ونصيحة للإفادة منها وحسن الأخذ عنها ، وسأوجه كلامي أولاً للقائمين على هذه الدورات ثم للطلاب والشباب وعموم المستفيدين منها.
أولاً : إن الإخوة الأفاضل في مراكز الدعوة والإرشاد والمتعاونين معهم في عموم البلاد ليشكرون حقاً على هذه الجهود الكبيرة والموفقة المتمثلة في إقامة هذه الدورات العلمية الصيفية لإفادة الأمة في أمور دينها وأحكام دينها وسنة نبيها عليه الصلاة والسلام ، ومساهمةً مني للارتقاء بهذه الدورات والرفع من مستواها أقدم هذه المقترحات علها تساهم فيما نصبو إليه جميعاً من نشر العلم بين الجميع :
1- ينبغي على الإخوة القائمين على هذه الدورات الإعداد المبكر لها فإن هذه الدورات لجديرة بأن يُعد لها إعداداً مبكراً ؛ لما لمثل هذا الإعداد المبكر من أثره في حسن الاختيار ودقة التنظيم وروعة الإخراج ، فإن التأخر في الإعداد يخرج برنامج الدورة شديد الارتباك ، فيه ثغرات كثيرة ، بل وسبب رئيس في اعتذار كثير من العلماء والمشايخ عن المشاركة مما يُضعف برنامج تلك الدورة بل لعله يلغيه تماماً.
2- مراعاة التسلسل العلمي بين كل دورة وأخرى ، وذلك بأن يكون برنامج كل دورة يبنى على الدورة التي قبلها وتتميز كل دورة عن سالفتها بمراعاة التدرج العلمي من الأدنى إلى الأعلى وهذا يفيدنا أولاً في ربط طلاب العلم بهذه الدورات ؛ لأنه يجد في كل دورة جديداً مفيداً لم يجده في التي قبلها ، ثم مراعاة الارتقاء الذهني والتواصل العلمي له أهميته الكبرى في البناء العلمي للطالب والمستفيد ، ثم ثانياً هذا يفيد في التخلص من التكرار الذي يكون عيباً واضحاً يخل ببرنامج الدورة ويظهرها ضعيفةً وغير ذي جدوى كبيرة.
3- مراعاة تقديم المتخصصين لتدريس علم تخصصهم فإن هذا يجعل الدورة متماسكة وقوية في طرحها العلمي ، فإن مما يلاحظ أنه قد يضيق الأمر بالمنظمين لبرنامج الدورة فلا يجدون من يقوم بالتدريس في بعض العلوم من المتخصصين المتقنين لفنهم ؛ فيلجأون لغيرهم فيظهر نوع من التفاوت في الطرح العلمي من فن إلى فن ومن أسبوع إلى أسبوع.
4- عدم إطالة فترة الدورة والوقت المقترح المناسب لها من أسبوعين إلى ثلاثة فقط ، فإن هذا يساهم في الإقبال عليها والمواظبة في حضورها ، وعدم الشعور بالملل والضجر منها ، فإنها لو طالت أكثر من ذلك لطرقتها هذه السلبيات من الملل وعدم الانتظام وهذا أمر ملحوظ مشاهد.
5- توشيح الدورة العلمية ببعض المسابقات الجذابة وبعض الكلمات من كبار المشايخ والدعاة وبعض الجوائز والاختبارات لأن كل عملية تعليمية تحتاج إلى شيءٍ من هذا لتصل إلى النجاح المنشود بإذن الله.
6- حسن الإعلان عن هذه الدورات عن طريق اللوحات الإعلانية الجذابة والملصقات في المساجد ومجامع الناس والمدارس والأسواق ونحوها ، ويكون إخراجها ملفتاً للنظر حتى تُقرأ ، وعن طريق التوزيع المتواصل والشامل لجميع المناطق التي يمكن أن تفيد من هذه الدورات والاهتمام بذلك اهتماماً بالغاً ، ويمكن أيضاً الإعلان عنها عن طريق الصحف اليومية الصادرة في البلاد وعبر إذاعة القرآن الكريم ؛ أن تسجل بعض هذه الدورة المهمة وتعمل على إذاعتها في برامج مخصصة لذلك ليعم النفع بها. كما أنه يمكن استثمار الإنترنت في ذلك أيضاً لما له من انتشار واسع.

ثانياً : وهنا أتقدم لطلاب العلم وعموم المسلمين في هذه البلاد بهذه النصائح للاستثمار الأمثل لهذه الدورات :
1- أحث جميع المسلمين من مختلف شرائح المجتمع أن يقبلوا على هذه الدورات ويحضروها فوالله إنها لفرصة ثمينة لاستفادة وإصلاح القلوب ، والخروج من الجهل بأمور الشرع الحنيف ، ولا يُعرض عن مثل هذا الخير والعلم إلا محروم ، وكم يُحرم من الخير المعرض عن تعلم العلم الموروث عن سيد الرسل عليه الصلاة والسلام.
في الحديث الصحيح عن أبي واقد الليثي أن رسول الله e بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أَقْبل ثلاثة نفر.. فأما أحدهم فرأى فرجةً في الحلقة فجلس فيها ، وأما الآخر فجلس خلفهم ، وأما الثالث فأدبر. فلما فرغ النبي e قال : ((ألا أخبركم عن النفر الثلاثة : أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله ، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه ، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه)) رواه البخاري. فالحذر من مثل هذا الإعراض.
2- يجب على من حضر هذه الدورات ونغيرها أن يحضر بنية خالصة ليتعلم هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتلقى أمر الله وينزله منزلته اللائقة به من التعظيم والعمل وليحضر فهمه وعقله ويفتح ذهنه ويُرعِ سمعه وليحذر من السرحان وكثرة الالتفات لكل داخل وخارج أو يحضر مستمعاً متفرجاً فإن هذا سيفوت عليه علماً كثيراً.
3- ليحضر الطالب والمستمع دفتراً خاصاً بكل علم يدرسه ويدون فيه المسائل وشرحها وأمثلتها والجواب على الإشكالات الواردة عليها فإن العلم إذا لم يدون ويحفظ ويكتب وإلا سيتبخر ويضيع ويكون الحاضر بدون ذلك كالحارث في البحر لم يصنع شيئاً.
4- إن كان هناك متن علمي يُدرَّس في الدورة فإن من الأولويات المهمة حفظ ذلك المتن عن ظهر قلب ثم الاستماع إلى شرحه وتقييده ؛ فإن ذلك هو الذي يحقق البناء العلمي الراسخ لدى طالب العلم.

ثالثاً : المرأة والدورات العلمية :
إن دين الله وتعلم أحكامه واجبٌ على المرأة المسلمة وجوبها على الرجل ؛ لذلك فإن حضورها لمجالس العلم ودوراته لأمرٌ له أهميته الكبرى لذلك فإني أدعو كل الأزواج والآباء والإخوان أن يبثوا الوعي بين زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم وهذه فرصة ثمينة فلنجعل من ضمن برنامجنا لقضاء الإجازة الصيفية أسبوعين لحضور الدورة العلمية الشرعية ونرغِّب نساءنا في ذلك ونزيل كل العوائق التي تعوقهن دون ذلك.
في صحيح البخاري في كتاب العلم ثلاثة أبواب :
باب : تعليم الرجل أمته وأهله.. وبعده :
باب : عظة الإمام النساء وتعليمهن وبعده بابين :
باب : هل يُجعل للنساء يوماً على حده في العلم.
فانظر هذا الاهتمام بتعليم النساء.
والحمد لله يوجد في المساجد التي تقام بها الدورات أماكن مخصصة للنساء ليحضرن ويسمعن ويستفدن ، فإن العلم الشرعي :
هو الحصانة بإذن الله تعالى من تيارات التغريب ومدارات الضياع..
هو الحصانة من الشبهات وخطرها والشهوات وأثرها..
هو القاعدة الراسخة لصيانة الأمة جميعها من كل فكر دخيل..
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ،،،

 

الدورات العلمية
  • أفكار ومقترحات
  • متون علمية
  • دورات صيف 1435
  • منهج الطلب
  • الصفحة الرئيسية