بسم الله الرحمن الرحيم

رد كلام العتيبي
حول كتاب رفع اللائمة عن فتوى اللجنة الدائمة

احصل على نسخة منسقة من الموضوع


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
فقد زعم أبو عمر العتيبي أن هذا الكتاب الصغير ( رفع اللائمة عن فتوى اللجنة الدائمة) والذي ألفه الأخ الشيخ محمد الدوسري ‘ وقدم له فضيلة الشيخ صالح الفوزان وفضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي‘ وفضيلة الشيخ المحدث سعد آل حميد ‘ والذي يرد فيه على ( الحلبي) ‘‘‘ فيه من الطامات والأوابد الضلالات والبدع الشيء الكثير من بتر للنصوص وتقول على العلماء وكذب عليهم وتدليس وموافقة المرجئة وجهل فاضح بفرقهم وضحالة في العلم وأما صاحبه الدوسري فهو كذاب مفتر آثم أفاك ظالم متجني جاهل !! فتأمل أيها المنصف كل هذا قد مر على المشائخ الذين قدموا للكتاب ولم يقفوا منه على شيء رغم كثرته ووضوحه ولوعلي شيء يسير، بل زكوه وقدموا له ، بل جاء هؤلاء المشائخ هم أيضا بطامات يستتاب منها بعضهم ويخطأ فيها الآخر! ، فالفوزان قد أخطأ في التقديم لهذا الكتاب والراجحي عليه أن يتوب إلى الله من هذه الطامات التي جاء بها وآل حميد ظالم متجني !!! أما صاحب الكتاب فلا حيلة فيه يسأل الله أن يهديه أو يريح المسلمين منه !!!
ثم جاء هذا (( النحرير)) (( أبو عمر العتيبي )) فوقف على ما لم يقف عليه هؤلاء العلماء فكشف زيف الكتاب وبين ضلالاته ووضع نماذج من تخبطات هذا الدوسري وتخليطاته بين يدي طالب العلم المنصف المتجرد للحق !!!
سبحانك اللهم وبحمدك على حلمك بعد علمك ، سبحانك هذا بهتان عظيم
وصدق القائل :
إذا أراد الله نشر فضيلة **** طويت، أتاح لها لسان حسود
وإن إيراد هذا الكلام السابق كان يغني عن رده ‘ وعرضه يكفي للإعراض عنه ‘ ولكن كي لا يرتع الرجل في تعالمه ويصدّق نفسه ويزيد في غيه ويغتر به بعض الجهال ، رأيت أن أبرز هذا الجهل الفاضح وهذا التعالم المزري لهذا الرجل والذي لم يعط فرصه لأحد أن يحترم له قولا أو يقبل منه عدلا والمتابع لمقالاته يقف على فضائحه و ضلالاته وسيأتي بعضها إن شاء الله وأن الأمر كما قال أحد الفضلاء ( أنه من البلاء على الباحث أن يعارضه " بليد الذهن " فيصبح بين أمرين : إما أن يعرض عنه فيرمى بالإفلاس عند أمثاله( وهذا ما حصل ) ، وإما أن يرد عليه فيكون كمعلم الصبيان في التلقين والتفهيم وهو ما بليت به من هذا العتيبي :
ولو أني بليت بهاشمي **** خؤولته بني عبد المدان
لهان علي ما ألقى ولكن ****تعالوا فانظروا بمن ابتلاني
وأنا هنا أسجل ردا بسيطا على ملاحظاته التافهة والتي بتسجيله لها وتسويده إياها يشهد على نفسه بالجهل الفاضح والكذب الكالح وأنه لم يكتب في هذه المسألة خاصة إلا ويدل على جهله ويقف الناس على حاله ومدى تجرده وإنصافه !.
وسأتكلم عما زعم أنه ملاحظات على كتاب الشيخ الدوسري , متجاوزا سوء الخلق والأدب وبذاءة اللسان التي له قصب السبق فيها وهو فيها لا يمارى هذا مع كل من يعارضه أو يخلفه ولو من كبار أهل العلم فضلا ً عن طلابه ،
ولكي لا يأتي بعد ذلك من(( لا يفهم )) ويسمي هذه الوقاحة وسوء الأدب " شدة وغيرة" من طالب العلم وبدل من أن يأخذ علي يد السفيه يبرر فعله الشنيع أن البعض الآخر قد أساء إلى المشائخ فما أحكمه من فهم وما أوجهها مبررات !!! ، والضحية هم أهل العلم وخاصته وكبار المشائخ وورثة الأنبياء وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومن المعلوم عند كل ذي لب أن هناك فرقا بين الرد على أهل العلم والتعقيب علي أقوالهم ‘ وبين سوء الأدب والخلق معهم- بحجة الرد عليهم- وأنهم ليسو معصومين ، فلا يجهل الفرق بينهما إلا محروم : أما الأول فهذا لا يمنعه طالب علم منصف متحرر من قيد العصبية والحزبية التي نهانا الله عنها ورسوله صلى الله عليه وسلم والتي كانت سببا في اتخاذ بني إسرائيل أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله.
وأما الثاني فلا يقع فيه أو يبرره إلا من سلبه الله لباس التقوى وأعماه الله عن نور الوحي،
ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذووه.
ونبدأ من حيث بدأ هذا المتعالم :
الملاحظة الأولى :
التي أثارها هذا الكاتب عن الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله في قوله :
" فزَعْمُ الراجحي أن الشيخ علي الحلبي يذهب إلى أن الإيمان لا يكون إلا بالقلب زعمٌ باطل لم أر من سبقه إليه !
فيجب على الراجحي أن يتوب وأن يترك التجني على المسلمين ولو كانوا على خطأ .
وفي تقريظ الراجحي غير ذلك من الأخطاء سأبينها –إن شاء الله- في ردي الموسع على كتاب الدوسري هذا " ا.هـ كلام العتيبي

وليت شعري لماذا أفتت اللجنة الدائمة بتحريم كتابي الحلبي ؟ ولماذا اتهم بالإرجاء ؟! وكيف يفهم هذا المتعالم قول اللجنة عن الحلبي أنه يقصر الكفر على: ( الجحود والتكذيب والاستحلال القلبي ) فالشيخ حفظه الله لم يخرج في كلامه عما قرره غيره من أهل العلم الكبار في أن الحلبي يقصر الكفر على الجحود والتكذيب والاستحلال القلبي ومعلوم عند كل من لديه مسكة علم بمنهج السلف أن الكفر مقابل الإيمان فإذا قصر الكفر علي الجحود والتكذيب والاستحلال القلبي كما ذكرت اللجنة الدائمة ، فإن هذا بالضرورة يعني قصر الإيمان على ما يقابله ولكن القوم لا يفقهون ولا يتورعون ،
فلو نادى أحدهم ليل نهار أن الإيمان قول وعمل ثم جاء وقصر الكفر علي أحدهما، ( القول أو العمل) لجاز لكل عارف أن يقول ويلزمه بأنه يقصر الإيمان علي ما يقابل الكفر عنده ‘ هذا أمر معلوم عند طلاب العلم فضلا عن كبار أهل العلم ، ولذا تجد الكثير من هؤلاء ينقل كلاما لآهل العلم مفاده أن من قال كذا فقد برئ من الإرجاء !!! وهذا صحيح لكن هذا لا شك أنه مقيد بالتزام باقي أصول أهل السنة في مسألة الإيمان والكفر!
وإلا فأولى منها الإطلاقات الشرعية والتي تنص أن من قال كذا أو عمل كذا دخل الجنة فكل هذا مقيد عند أهل السنة بالتزام التوحيد وترك المكفرات !
وأصدق ما يقال في هؤلاء هو ما نقله المؤلف الدوسري عن شيخ الإسلام رحمه الله حيث قال :
(( وكثير من المتأخرين لا يميزون بين مذاهب السلف وأقوال المرجئة والجهمية: لاختلاط هذا بهذا في كلام كثير منهم ممن هو في باطنه يرى رأي الجهمية والمرجئة في الإيمان ، وهو معظم للسلف وأهل الحديث ، فيظن أنه يجمع بينهما ، أو يجمع بين كلام أمثاله وكلام السلف )) مجموع الفتاوى ( 7/364 ).
وأنا أنقل للمنصفين بعض النقولات عن الحلبي والتي استمات العتيبي في الدفاع عنها وتصحيحها وأنها ليست أخطاءاً فضلا أن تكون بدعا وحتى يكون طلاب الحق على بينة من الأمر! :
قال الحلبي صيحة نذير صـ 39 :
قاعدة : ما يكفر به المسلم عند أهل السنة مبنية على العلم والمعرفة - قاعدة وأصلاً - ثم يتفرع عنها ، إمَّا : أولاً : الاعتقاد ؛ جحوداً وتكذيباً أو ثانياً الاستحلال ؛ تحريماً للحلال وتحليلا للحرام
وقال أيضا صيحة نذير صـ70
قاعدة التكفير الجحود ، أو ما ينبثق منه ويبنى عليه ، كالاستحلال الذي هو تحريم ما أحل الله ،أو تحليل ما حرم الله عن عقيدة
وقال كذلك التحذير صـ 21-22
فالأمر كله - في دائرة الكفر - مبني على نقض الإيمان وعدم الاعتقاد " إذ الأحكام في الدنيا والآخرة مرتبة على ما كسبه القلب وعقد عليه" ا.هـ كلام الحلبي

هذه القواعد وهذا التأصيل قد عمي عنه هذا المتعالم وكلها لا تمثل عنده أخطاء فضلا عن أن تكون تأصيلا لمنهج إرجائي بشهادة الأكابر من أهل العلم ولكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الذي في الصدور !
فإذا كان قاعدة ما يكفر به المسلم عند أهل السنة مبني على:
(( العلم والمعرفة ))
وإذا كانت قاعدة التكفير: هو الجحود وما ينبني عليه وينبثق منه !
فما هي قاعدة الإيمان أيها المتعالم ؟؟؟!!!
ففضيلة الشيخ الراجحي حفظه الله لم يخرج في قوله عما قرره أهل العلم وعلماء اللجنة الدائمة ولكن الأمر كما قال القائل :
وكم عائب قولا صحيحا **** وآفته هو الفهم السقيم

ثم جاء هذا العتيبي على صاحب الكتاب وصب عليه جام غضبه وأراد أن يخرج ذلك في صورة نقد –زعم- ووالله الذي لا إله إلا هو إن الأمر كما قال أحد الفضلاء بان المرء غاية ما يصل إليه في هذه المسائل الدقيقة أن يكتب كلاما يوافقه عليه أمثال الفوزان والراجحي والحميد حفظهم الله جميعا وغيرهم من أهل العلم ممن اطلع علي الكتاب وزكاه وهذا ما فاز به الأخ الشيخ محمد بن سالم الدوسرى وفقه الله وجعله في ميزان حسناته ‘ فلو أن العتيبي هذا عنده من الجرأة والعلم فليكتب كلاما في هذه المسائل ويعرضه علي هؤلاء لنرى بعد ذلك الداعي من الدعي !!! ولكن هيهات

الملاحظة الثانية:
نقل كلاما للشيخ محمد الدوسري حفظه الله ذكر فيه أن الحلبي يرى نفسه من الأوصياء عن السلفية ومنهجها ثم اتهم الشيخ حفظه الله بأنه كاذب مفتر أفاك !!!
ومع أن هذا ليس من المسائل العلمية التي ينتصب للرد عليها إلا أني أحببت أن أؤكد هذا الذي ذهب إليه صاحب الكتاب وأقره عليه المشائخ ، وهذا المتعالم ينكر هذا وكأنه خطأً علمي فادح تهتز له أركان العتيبي وتنتفخ له أوداجه، أن يتهم شيخه المرجئ بأمر قد أدين بأبشع منه على لسان كبار العلماء وهو( الإرجاء ) ولكن هذا شأن المفلسين دائما !!!
وأقول لهذا العتيبي إن هذا أمر معلوم بالضرورة يعرفه العام والخاص ممن عرف الحلبي وأضرابه وقرأ له فهو حقا يظن نفسه من الأوصياء علي السلفية ويعتبر الطعن فيه طعنا في السلفية فهون على نفسك أيها المسكين وإذا تكلم الكبار وأقروا هذا الكلام فليسكت الصغار أو .......!.

الملاحظة الثالثة:
يقول العتيبي تعليقا على صاحب الكتاب الدوسري في قوله :
( وعمل القلب الذي هو طاعته وانقياده يقابله ترك الالتزام والتولي عن الطاعة)
فيعلق العتيبي بقوله :
[ وهذا الكلام من السقوط ومخالفة قول أهل السنة بمكان وعليه عدة مآخذ منها : أنه جعل مقابل عمل القلب ترك الالتزام والتولي فقط وهذا باطل مخالف لما عليه السلف ، وهذه موافقة من الدوسري للمرجئة في مقالاتهم !!!
والجواب على هذه النقطة(( الخطيرة !)) :
أقول هذا الجاهل بين أمرين لا ثالث لهما :
إما أن يقول أن الطاعة والالتزام ليسا من أعمال القلوب فيبين لنا عن جهله وبلادة ذهنه .
وإما أن يقول أنهما من أعمال القلوب فيأتي بفهمه هذا المنكوس على إمام من أئمة السنة ابن القيم رحمه الله ويتهمه بما ذكر عن المؤلف وفقه الله !
وبيان ذلك فيما يأتي :
أولاً :
ليس هناك فرق في التعبير عن عمل القلب بأي من الأعمال القلبية سواء قيل ( طاعة محبة، انقياد، قبول، استسلام ،التزام، نية، إخلاص، إرادة.....الخ ) فالمعلوم عند من درس هذه المسائل أن أهل العلم يعبرون في هذا المقام بعبارات مختلفة وألفاظ مجملة لأعمال القلوب ويقتصرون في التعبير عن عمل القلب بعمل أو أثنين أو يسمونه باسمه ( عمل القلب ) لأن المعنى مفهوم وهي في حد ذاتها مستلزمة لغيرها من الأعمال القلبية وبعضها مبني على بعض ‘
قال شيخ الإسلام رحمه الله ((7/506 ))
(فإن أولئك قالوا قولا وعملا ليبينوا اشتماله علي الجنس ولم يكن مقصود هم ذكر صفات الأقوال والأعمال.....)
وفي كلام ابن القيم رحمه الله والذي نقله الشيخ الدوسري وعمي عنه العتيبي أكبر دليل:
-ففي بداية النقل يقرر- أي ابن القيم - أن حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل والقول قسمان :
قول القلب وهو الاعتقاد وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الإسلام ،
ثم يقرر رحمه الله بعد ذلك أن أهل السنة مجمعون على أنه : ((لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو" محبته وانقياده" )).
ففي الأولى ذكر أن عمل القلب نيته وإخلاصه ) وفي الثانية ذكر أن عمل القلب هو
( محبته وانقياده ) !
وعلى هذا شيخه ابن تيميه رحمه الله حيث يقول ( مجموع الفتاوى ج: 7 ص: 186 ):" فإن الإيمان أصله الإيمان الذى فى القلب ولابد فيه من شيئين : تصديق بالقلب وإقراره ومعرفته ويقال لهذا قول القلب ....... ولابد فيه من عمل القلب مثل حب الله ورسوله وخشية الله........ ثم يعبر في نفس السياق ويقول : ثم القلب هو الأصل فإذا كان فيه (( معرفة وإرادة )) سرى ذلك إلى البدن بالضرورة ................ثم يقول رحمه الله : فإذا كان القلب صالحا بما فيه من الإيمان ((علما وعملا قلبيا )) لزم ضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالإيمان المطلق
- ويقول في (الزهد والورع والعبادة ج: 1 ص: 166)
."....بل يفرق بين إرادة وارادة إذ( الإرادة ) هي عمل القلب الذي هو ملك الجسد كما قال أبو هريرة القلب ملك والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث الملك خبثت جنوده...) )
وما زاد صاحب الكتاب ( الدوسري ) وفقه الله هو أنه عبر بتعبير آخر لعمل القلب وهو الطاعة والالتزام وجعل انتفاء عمل القلب بانتفائهما وهذا ما هو إلا تكرار لكلام بن القيم رحمه الله كما سبق ، فما الذي أثار حفيظة هذا العتيبي ؟ !
هذا وإن لفظ الطاعة والانقياد من أعم الألفاظ وأجملها ( من الإجمال ) والتي يستعملها العلماء في الدلالة عن أصل الدين فضلا عن عمل القلب ! فكيف لا يدخل في انتفائهما جميع المكفرات العملية ؟!!!
يقول شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله شاهدا علي العتيبي بالجهل والكذب ……..
- مجموع الفتاوى ج: 7 ص: 142 ((...... وقال تعالى ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين و التولى هو التولى عن الطاعة كما قال تعالى ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فان تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وان تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما وقال تعالى فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى وقد قال تعالى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى وكذلك قال موسى وهارون " إنا قد أوحى إلينا أن العذاب على من كذب وتولى " .‘‘ (( فعلم أن التولى ليس هو التكذيب بل هو التولى عن الطاعة)) فان الناس عليهم أن يصدقوا الرسول فيما أخبر ويطيعوه فيما أمر وضد التصديق التكذيب وضد الطاعة التولى فلهذا قال فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى وقد قال تعالى ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين(( فنفى الإيمان عمن تولى عن العمل )) وان كان قد أتى بالقول ..........."
فتأمل كيف يجعل شيخ الإسلام رحمه الله التولي عن الطاعة في مقابلة عمل القلب ويجعل التكذيب في مقابلة قول القلب وهو التصديق .
- وقال رحمه الله في مجموع الفتاوى ( 7 / 531 ) في بيان معنى الإقرار:
" أحدهما: الإخبار وهو من هذا الوجه كلفظ التصديق والشهادة ونحوهما وهذا معنى الإقرار الذي يذكره الفقهاء فى كتاب الإقرار والثاني: إنشاء الالتزام كما في قوله تعالى " أأقررتم وأخذتم على ذلكم أصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين "
وليس هو هنا بمعني الخبر المجرد فإنه سبحانه قال وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقرتم وأخذتم على ذلكم إصرى فهذا الالتزام للإيمان والنصر للرسول وكذلك لفظ الإيمان فيه إخبار وإنشاء والتزام بخلاف لفظ التصديق المجرد فمن أخبر الرجل بخبر لا يتضمن طمأنينة إلى المخبر لا يقال فيه آمن له بخلاف الخبر الذي يتضمن طمأنينة إلى المخبر والمخبر قد يتضمن خبره طاعة المستمع له وقد لا يتضمن إلا مجرد الطمأنينة إلى صدقه فإذا تضمن طاعة المستمع(( لم يكن مؤمنا للمخبر إلا بالالتزام طاعته مع تصديقه))(( بل قد استعمل لفظ الكفر المقابل للإيمان)) في نفس(( الامتناع عن الطاعة)) والانقياد فقياس ذلك أن يستعمل لفظ الإيمان كما استعمل لفظ الإقرار في نفس التزام الطاعة والانقياد فإن الله أمر إبليس بالسجود لآدم فأبى واستكبر وكان من الكافرين .................."
- ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله ( عدة الصابرين ج: 1 ص: 88)
(( الاعتبار الثالث أن الإيمان قول وعمل والقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب والجوارح وبيان ذلك أن من عرف الله بقلبه ولم يقر بلسانه لم يكن مؤمنا كما قال عن قوم فرعون " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم" ........ فهؤلاء حصل قول القلب وهو المعرفة والعلم ولم يكونوا بذلك مؤمنين وكذلك من قال بلسانه ما ليس في قلبه لم يكن بذلك مؤمنا بل كان من المنافقين وكذلك من عرف بقلبه وأقر بلسانه لم يكن بمجرد ذلك مؤمنا حتى يأتى بعمل القلب من الحب والبغض والموالاة والمعاداة فيحب الله ورسوله ويوالى أولياء الله ويعادى أعداءه ويستسلم بقلبه لله وحده وينقاد لمتابعة رسوله وطاعته والتزام شريعته ظاهرا وباطنا واذا فعل ذلك لم يكف في كمال ايمانه حتى يفعل ما امر به فهذه الأركان الأربعة هي أركان الإيمان التي قام عليها بناؤه وهى ترجع إلى علم وعمل...))
ويقول ابن القيم رحمه الله أيضا ( زاد المعاد 3/639) :
" فلم تدخلهم هذه الشهادة في الإسلام علم أن الإسلام أمر وراء ذلك وأنه ليس هو المعرفة فقط ولا المعرفة والإقرار فقط بل المعرفة والإقرار والانقياد والتزام طاعته ودينه ظاهرا وباطنا....."
-ويقول رحمه الله مفتاح دار السعادة ج: 1 ص: 94 ( إن الإيمان لا يكفي في قول اللسان بمجرده ولا معرفة القلب مع ذلك بل لا بد فيه من عمل القلب وهو حبه لله ورسوله وانقياده لدينه والتزامه طاعته ومتابعة رسوله...) ا.هـ
وأختم بنقل قد عمي عنه العتيبي ( الفهيم ) وهو تكملة لكلام ابن القيم رحمه الله في نفس الموضع الذي انتقده هذا المتعالم والذي يدل على أنه لم يكمل حتى كلام ابن القيم أو يراجعه من كتابه ! يقول ابن القيم رحمه الله : (......فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو محبته وانقياده كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به وإذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب فغير مستنكر أن يزول بزوال أعظم أعمال الجوارح ولا سيما إذا كان ملزوما لعدم محبة القلب وانقياده الذي هو ملزوم لعدم التصديق الجازم كما تقدم تقريره، ‘‘‘ فإنه يلزمه من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح - (إذ لو اطاع القلب وانقاد أطاعت الجوارح وانقادت) - ويلزم من-(عدم طاعته وانقياده عدم التصديق المستلزم للطاعة )
وهو حقيقة الإيمان فإن الإيمان ليس مجرد التصديق كما تقدم بيانه ( وإنما هو التصديق المستلزم للطاعة والانقياد)وهكذا الهدى ليس هو مجرد معرفة الحق وتبينه بل هو معرفته المستلزمة لاتباعه والعمل بموجبه وإن سمي الأول هدى فليس هو الهدى التام المستلزم للاهتداء كما أن اعتقاد التصديق وإن سمي تصديقا فليس هو التصديق المستلزم للإيمان فعليك بمراجعة هذا الأصل ومراعاته) الصلاة وحكم تاركها
فهل من يطلع على هذا من كلام ابن القيم رحمه السابق ! يأتي بعد ذلك ويفتري ويقول :
" أنه جعل مقابل عمل القلب ترك الالتزام والتولي فقط وهذا باطل مخالف لما عليه السلف ، وهذه موافقة من الدوسري للمرجئة في مقالاتهم !!! ؟
أليس هذا يدل على أن هذا المتعالم أجنبي عن هذه المسائل !
علما بأن النقل عن أهل العلم في هذا لا يحصر ولكني أكتفي بما ذكرته ‘‘‘
فإذا ثبت عن أهل العلم استعمال لفظ الطاعة والالتزام في الدلالة عن عمل القلب كغيرها من الأعمال فليس هناك وجه لكلام هذا العتيبي بحصر الكفر في أعمال معينه وإخراج بعض الصور منه كالسجود للصنم كما يزعم هذا المتعالم !
ثانيا : إن كلام صاحب الكتاب الشيخ محمد الدوسري ما هو إلا تكرار لكلام ابن القيم رحمه الله كما سبق الذي تعامى عنه العتيبي والذي نقله بتمامه صاحب الكتاب قبل ذلك بأسطر قلائل من كلامه حيث قال ابن القيم رحمه الله : ((لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو" محبته وانقياده" ))
فإن ابن القيم رحمه الله جعل انتفاء عمل القلب يكون بانتفاء المحبة والانقياد فقط فهل يقال إن ابن القيم رحمه الله حصر الكفر في انتفاء هذين العملين فقط وهو موافق للمرجئة في مقالاتهم !!!
فانظروا ماذا يفعل الجهل بأصحابه!!
ثم يبرهن هذا النحرير ( العتيبي ) لماذا وافق ( الدوسري ) المرجئة في مقالاتهم فيقول :
فبناءاً على قول هذا الدوسري يكون السجود للصنم ليس كفراً أكبر !! وذلك لأنه حصر الكفر العملي الظاهر بترك الالتزام والتولي عن الطاعة فقط . وهو لا يجعل السجود للصنم من التكذيب والجحود والإنكار والاستحلال . والسجود للصنم خارج عن باب الالتزام والتولي عن الطاعة. فإن تحذلق متحذلق وقال: إن السجود للصنم يدخل في ترك الالتزام والتولي عن الطاعة . فالجواب: أن هذا غير صحيح فمصطلح الالتزام والطاعة له معنى معروف عند أهل العلم كما سيأتي بيانه -إن شاء الله- .) ا.هـ
أقول : كان الواجب على هذا العتيبي أن ينقل لنا عن أهل العلم ممن زعم أنهم عرفوا معنى الطاعة والالتزام بدلا من التدليس والتلبيس الذي يلجأ إليه العتيبي عند الإفلاس ! فبدلا من أن ينقل لنا عمن زعم من أهل العلم تعريف الطاعة ،إذا به ينقل لنا زبالة فهمه و بلادة ذهنه !!! فيقول :
فقد يكون الشخص ملتزماً مطيعاً يصلي الخمس ويصوم الشهر ثم يسجد للصنم لأجل الدنيا فهذا كافر ظاهراً وباطناً بإجماع السلف بخلاف ما يوهمه كلام هذا الدوسري الذي وافق المرجئة في هذا القول . وقد سبق النقل عن أهل العلم ما يبطل هذا الهراء. فهل عرفت أيها العتيبي أن شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم من المتحذلقين ؟!!!

الملاحظة الرابعة:
نقل العتيبي عن صاحب الكتاب ( الدوسري ) قوله :
[ فأهل السنة مجمعون على أن الإيمان ينتفي بترك الالتزام والتولي عن الطاعة ولو لم يكن هناك جحود أو تكذيب . أما المرجئة فإنهم يخالفون في ذلك ويرون أن الإيمان لا ينتفي إلا بانتفاء التصديق (أي بالجحود والتكذيب) .].ثم علق العتيبي بقوله : [ " وعلى قول هذا الدوسري مآخذ أذكر منها واحداً : - حصر هذا المتعالم الدوسري انتفاء الإيمان عند المرجئة بانتفاء التصديق فقط . وهذا كذب على المرجئة وهو مما يبين ضحالة علم هذا الدوسري وجهله بأقوال الفرق البدعية !! فالمرجئة أصناف وأنواع فالجهمية والصالحي ومن وافقه في مسمى الإيمان هم الذين يحصرون الكفر بالجحود والتكذيب على تفصيل عند بعضهم . ومرجئة الفقهاء لا يحصرون الكفر بالتكذيب والجحود بل يرون الكفر يكون باللسان أيضاً . وكذلك يرى مرجئة الفقهاء أن الكفر يكون بالعمل المنتضمن ذهاب عمل القلب وليس التصديق فقط . ] ا.هـ كلام العتيبي
وأقول :
المتأمل في شأن هذا العتيبي لا ينقضي عجبه ، فما من أحد ناقشه في هذه المسائل إلا ويتهمه هذا المتعالم بموافقة الجهمية والمرجئة أو أنه جاهل بهما وغيرهما من الفرق ! وهو والله من أجهل الناس بهذه الفرق بل هو وأشباهه هم المتلبسون بأقوالهما بشهادة كبار أهل لعلم ،
وسأنقل للقارئ بعض النقولات لهذا الدعي كي يقف الجميع على جهله وتناقضه ولكن قبل ذلك أشير للنقطة المثارة في نقل المؤلف صاحب الكتاب وفقه الله
وهي زعم العتيبي أن المؤلف " يحصر انتفاء الإيمان عند المرجئة بانتفاء التصديق فقط" .
فمن المعلوم أن المؤلف ( الدوسري ) وفقه الله لم يتطرق البتة في هذا الموضع لأقسام المرجئة ولا فرقها وليس المقام مقام تفصيل بل كان كلامه فقط تأكيد للمعاني التي ذكرها ابن القيم رحمه الله ،
. وعلى كلام هذا العتيبي فابن القيم رحمه الله يرد عليه ما أورده هو على صاحب الكتاب لأنه جعل المعركة مع جميع فرق المرجئة ( على زعم العتيبي ) في عمل القلب فقط.!
فإن ابن القيم رحمه الله يقول : " وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة " ا.هـ
هذا مع العلم أن غالب فرق المرجئة خاصة الفقهاء لا ينازعون في دخول عمل القلب في الإيمان كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ولكن الكلام على العموم يختلف في مقامه عن الكلام على التفصيل :
- يقول شيخ الإسلام رحمه الله :مجموع الفتاوى ج: 7 ص: 543
( ولهذا كان جماهير المرجئة على أن عمل القلب داخل في الإيمان كما نقله أهل المقالات وقول.....) ا.هـ ( مجموع الفتاوى ج: 7 ص: 195 )
ويقول : " والمرجئة ثلاثة أصناف الذين يقولون الإيمان مجرد ما فى القلب ثم من هؤلاء من يدخل فيه أعمال القلوب وهم أكثر فرق المرجئة ...."
وهذا العتيبي نفسه يقول :
" وكذلك يرى مرجئة الفقهاء أن الكفر يكون بالعمل المتضمن ذهاب عمل القلب وليس التصديق فقط " !!!
فعاد اتهامه وتجهيله على إمام السنة ابن القيم رحمه الله ! فانظروا ماذا يفعل التعالم بأصحابه !!!

فلو أن المؤلف وفقه الله ذكر تفصيل فرق المرجئة وأقسامها ثم قرر أن الجميع يشترطون التصديق فقط لزوال الأيمان لكان هناك وجه لهذا الاعتراض !
وهذا الإطلاقات قد درج عليها أهل العلم في مقام الإجمال وأذكر بعضا منها لعل العتيبي يفيق غيه ويترك تعالمه.
قالت اللجنة الدائمة في التحذير من كتاب " إحكام التقرير في أحكام التكفير " لمراد شكري" :
( بعد الاطلاع على الكتاب المذكور ، وُجد أنه متضمن لما ذكر من تقرير مذهب ((المرجئة ))، ونشره ، من أنه لا كفر إلا كفر((( الجحود والتكذيب))) وإظهار هذا المذهب المردي باسم السنة والدليل وأنه قول علماء السلف ...).
ثانيا : قالت اللجنة في فتواها المطولة في التحذير من الإرجاء :
(هذه المقالة المذكورة هي مقالة المرجئة الذين يخرجون الأعمال عن مسمى الإيمان ويقولون : الإيمان هو التصديق بالقلب أو التصديق بالقلب والنطق باللسان ، وأما الأعمال فإنها عندهم شرط كمال فيه فقط ، وليست منه ... ولزم على ذلك المذهب لوازم باطلة ، منها : حصر الكفر بكفر التكذيب والاستحلال القلبي ، ولاشك أن هذا قول باطل وضلال مبين مخالف للكتاب والسنة وما عليه أهل السنة والجماعة سلفا وخلفا...).
ثالثا : قالت اللجنة في تحذيرها من كتابي علي الحلبي :
( بناه مؤلفه على مذهب المرجئة البدعي الباطل ، الذين يحصرون الكفر بكفر الجحود والتكذيب والاستحلال القلبي).
رابعا : قال الشيخ بكر بن عبد الله أبوزيد حفظه الله في كتابه درء الفتنة عن أهل السنة ص 38 :
(وهو مذهب المرجئة الذين ضلوا في بيان حقيقة الإيمان ، فجعلوه شيئا واحدا لا يتفاضل ، وأهله فيه سواء وهو التصديق بالقلب مجردا من أعمال القلب والجوارح ، وجعلوا الكفر هو التكذيب بالقلب وإذا ثبت بعضه ثبت جميعه ، فأنتج هذا مذهبهم الضال : وهو حصر الكفر بكفر الجحود والتكذيب المسمى: كفر الاستحلال) وقال ص 49 في بيان معتقد أهل السنة:
( وأن الكفر يكون بالاعتقاد وبالقول وبالفعل وبالشك وبالترك ، وليس محصورا بالتكذيب بالقلب كما تقوله المرجئة).
- ومن طرائف هذا العتيبي أنه لما كان يدافع عن شيخه الحلبي وكان شيخه يقرر عن ((أهل السنة)) أن الكفر لا يكون إلا بالجحود والتكذيب والاستحلال القلبي كما ذكرت اللجنة الدائمة عن(( الحلبي )) ، كان هذا العتيبي ينفخ لفظ ( الجحود ) نفخا حتى يستوعب القول والعمل والاعتقاد ، حتى أنه كان ينقل الإجماع على ذلك وكان يقول :
(( والمشكلة أن كثيرا من الناس لا يفهمون من كلمة "الجحود" إلا "جحود القلب" وهذا جهل عظيم بلغة العرب وبمقاصد الشرع فالجحد لا يطلق على جحد القلب إلا إذا قيد بالقلب . لأن الجحد يكون باللسان والقلب والجوارح وهذا معروف في الكتاب والسنة وما عليه إجماع العلماء . )) ا. هـ كلام العتيبي
أما هنا فالأخ الدوسري وفقه الله يذكر عن (( المرجئة )) لا عن (( أهل السنة )) وعلى العموم وبما يتفق عليه سائر فرق المرجئة أنه ينتفي عندهم الإيمان بانتفاء التصديق أي ( بالجحود والتكذيب ) فنجد العتيبي هنا يضيق عطنه ويغلق بابا فتحه على مصراعيه لأشياخه بل يجهل أسياده في العلم بهذه المذاهب ! فماذا عسانا أن نقول عن إنصاف هذا العتيبي المتعالم ؟!!!
مع أن صاحب الكتاب وفقه الله ذكر أن التصديق ينتفي ويزول( بالاستحلال والتكذيب والإنكار والجحود ) مما قد يشمل فرق المرجئة جميعهم لكن هذا كله لم يكن ليحرك إنصاف العتيبي وكما قال القائل
وعين الرضا عن كل عيب كليلة**** ولكن عين السخط تبدي المساويا
وأنقل للقارئ بعض جهالات هذا المتعالم الذي يحكي حاله أنه من أعلم الناس بمذاهب المرجئة والجهمية في كل مناسبة بل ويجهل غيره من إخوانه فالله حسيبه وهو الهادي إلى سواء السبيل :
يقول هذا العتيبي :
(( فالكفر مبني على الجحود بمعنى أن من ارتكب كفرا أكبر كالسجود للأضرحة والقبور فهذا كافر لأن السجود لغير الله لا يكون إلا عن((-- جحد --))لاستحقاق الرب -تبارك وتعالى- وهذا الاستحقاق هو إفراده-عز وجل- بالسجود وعدم صرف ذلك لغيره . ولو كان سبب هذا السجود شهوة أو طلبا في دنيا أو عن تقرب وتعبد فلا يختلف الحكم . فالسجود في حد ذاته كفر أكبر(( لما تضمنه من جحود )) لاستحقاق الرب تبارك وتعالى هذا هو(( ------ رابط الجحود بالفعل-----))ا . هـ
ويقول أيضا: (( سب الله كفر جحود ،وهو كفر عملي يدل على الكفر القلبي دلالة قاطعة))
ويقول :
(( ففعله للمكفر جحود وهو كفر أكبر لا يلزم فيه استحلال القلب وهو دليل على جحود القلب أيضا فافهم هذا))
وأقول أريد من العتيبي أن يأتي بنقل واحد عن أي من أهل العلم يوافقه على هذا الهراء !
وهناك قولا عجيبا ما كنت أتصور أن طويلب علم لا أقول طالب علم لديه مسكه من علم بمنهج السلف
في الإيمان والكفر يقول بهذا الهراء:
يقول هذا العتيبي في إحدى نقاشاتي معه وتعليقا على قولي : " أنه " لم يختلف أهل السنة والجماعة في هذه المسألة خاصة ولا في غيرها من مسائل الإيمان ولم يحك أحد من أهل العلم هذا الخلاف
(( يقول أبو عمر العتيبي : وهذا جهل من (الباشا) بمسائل الخلاف . فقد اختلف السلف في تكفير تارك الصلاة وهو خلاف معروف مشهور وهذه المسألة من مسائل الإيمان والكفر.... ))
وأقول للعتيبي المتعالم كم من جهل لا يضر خير من تعالم يفضح صاحبه !
و كنت قد علقت عليه هناك بكلمات فقلت :
" من الواضح أن العتيبي لم يتلق هذا العلم عن العلماء أو أنه تلقى بعضه ولم يستفد منهم ما ينفعه في فهم منهج السنة فإن العتيبي قد وصل به فهمه السقيم أن اختلاف السلف في تكفير تارك الصلاة والمباني أربعة مبني على اختلافهم في مفهوم الإيمان والكفر ، وصاحب هذا الفهم يتصدر للكلام عن كبار المسائل وتفاصيلها أسال الله العافية وإن من المعلوم لدى صغار الطلبة أمثالنا ولا شك أن السلف لم يختلفوا في مفهوم الإيمان والكفر على الإطلاق وان إجماع الأمة مشهور محفوظ على ذلك ولا يخفى على أحد سوى الأدعياء أما اختلافهم في تكفير تارك الصلاة وغيرها فإن مبناه ليس على أ صل اختلافهم في مفهوم الإيمان أو الكفر كما يزعم هذا العتيبي وإنما مبناه على اختلافهم في دلالة النصوص الواردة على كفر تارك الصلاة ،هل تدل على الكفر الأكبر أم هي دونه وهذا الاختلاف فيما بينهم ليس اختلافا في مفهوم الكفر والإيمان كثير من أهل العلم حتى العتيبي نفسه يستشنعون أن يتهم المخالف في مسالة كفر تارك الصلاة أو المباني الأربعة سواء بأنه من المرجئة أو من الخوارج ( إلا إذا بناه على أصول أحدهما ) ويقررون أن المسالة على هذا خلاف فقهي بين أهل السنة والجماعة ليست خلاف عقدي في مفهوم الإيمان والكفر! وكنت أتمنى من العتيبي أن لا يقحم نفسه في هذه المسألة التي كلما ازداد فيها كلاما كشف لنا عن جهله بها واشتباهها عليه لكنه لهوى والعياذ بالله الذي يأبى بصاحبه إلا أن يكون رأسا في الضلالة " ______
وأختم بنقل فاضح لهذا العتيبي يبين ضحالة علمه بالفرق خاصة المرجئة والجهمية وأنه من أجهل الناس بذلك قال :
: (( جميع المسلمين وغالب الفرق الخارجة عن الإسلام وغالب أهل الأديان يحكمون على أفعال بالكفر دون ربطها بفاعل. وهذه بدهية يقول بها أكثر العقلاء . فالسجود لغير الله (مجرد عن الفاعل والذي لا حقيقة له إلا في الذهن) كفر أكبر حتى عند جمهور الجهمية !! فالخلاف بين الجهمية وبين السلف ليس من جهة أن السجود لغير الله كفر في نفسه وحقيقته في الذهن أم لا ؟ بل عندههم أن السجود كفر أكبر . لكن الخلاف بين الجهم ومن تبعة وبين السلف : أن السلف يقولون: إن السجود للصنم كما هو كفر ظاهر فإنه لازم لكفر الباطن ولابد . أما الجهم ومن تبعه فيقولون السجود للصنم كفر أكبر لكنه لا يلزم منه كفر الباطن وبعضهم يقول: يلزم منه كفر الباطن بمعنى زوال العلم والتصديق والمعرفة الذي هو الإيمان عندهم. ))
وقال :((فالجهمية يجعلون سب الله كفرا أكبر ولكن كلامهم على الفاعل هل هو كافر بالسب أم بالاستحلال ؟! فدعوكم من التخليط !! )). ا .هـ
وبعد تسفيه كلامه هذا زعم أنه قد حصل منه سبق قلم !! وأنه لم يكن يتكلم عن " الجهم " ولا عن الجهمية الذين هم على معتقد جهم !!!! وإنما مراده من نصر قول جهم في الإيمان من الأشاعرة والماتريدية !!!
قال : (( أن المقصود بالجهمية في الأصل هم من على قول الجهم في معتقده في مسائل الإيمان والكفر . وهنا أطلقت الجهمية على من على مذهب جهم في مسائل الإيمان وعلى غيرهم ممن وافق جهم في معنى الإيمان(نصر قول جهم في الإيمان).
2- أن مقصودي بالجهمية هنا من نصر قول جهم في الإيمان من الأشاعرة والماتريدية ومتكلمة المرجئة وليس الجهم نفسه. وقد حصل مني هنا سبق قلم )).ا.هـ
ثم عاد فقال : :( فالجهم لا يرى للسجود للصنم تأثير على الباطن) وقال : (وعند الجهم : الساجد للصنم ليس بكافر! )
وقال : (فالجهم يرى أن السجود للصنم وسب الله ورسوله ليس كفرا ولا دليلا على الكفر).
أفمن كان هذا حاله من الجهل والتناقض والتخبط أن يتكلم في هذه المسائل فضلا أن يستدرك على كبار أهل العلم ويتهمهم ويسيء الأدب معهم ؟!!!
وأخيرا آسف على طول المقال فقد حاولت والله اختصاره قدر الإمكان ولكن هذا ما يقتضيه الأمر
وأسأل الله سبحانه وتعالى يرزقنا وجميع إخواننا الإخلاص والصدق في القول والعمل
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كتبه : أبو عبدالرحمن الباشا