بسم الله الرحمن الرحيم

لا يسخر أحد الزوجين من هوايات الآخر


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

لاشك أن كل إنسان له طريقة في تسلية نفسه ، وفي قضاء أوقات فراغه واستراحته .. فهناك من يهوى الشعر .. وهناك من يهوى الرياضة .. وآخر من يهوى القراءة .. الخ . وللناس فيما يعشقون مذاهب .. ومن حكمة الله سبحانه وتعالى هذا التنوع والاختلاف ، حتى يثري الجميع الحياة ، ويعمروا الكون ..

وفي يوم كنت أتصفح في كتاب بعنوان ( أخطاء شائعة تقع فيها الزوجات وطرق علاجها ) للكاتب المبدع الأستاذ : عادل فتحي عبد الله .. فاستوقفتني فقرة تحمل عنوان ( السخرية من هوايات الزوج ) قرأتها فوجدتها فقرة ممتازة ، لكن المؤلف أهمل ذكرها في كتابه الآخر ، و الذي يحمل عنوان ( أخطاء شائعة يقع فيها الأزواج وطرق علاجها ) ، ولو أنصفنا فإن للزوجة أيضاً حق في ممارسة هواياتها الخاصة بشرط أن لا تكون على حساب الزوج والبيت والأولاد ..

وبعد الاستعانة بالله قمت بإعادة صياغة ما كتبه الأستاذ بأسلوبي الخاص ، مع إضافات أخرى تناسب كلا الجانبين ( الزوج والزوجة ) والله الموفق ..

قلت : ومن الأخطاء الجسيمة والغير ملتفت إليها ؛ أن يسخر أي إنسان من آخر ، فقط لأنه يعمل عملاً لا يروق له .. أو يمارس هواية لا تستهويه أو لا يحبذها أو يستهين بها .. وهذه السخرية مما يبعث على الكراهية لأي شخص ، فما بالك بالزوجين اللذين يسخر كل منهما من هوايات الآخر أو اهتماماته ؟! مهما تكن هذه الاهتمامات تافهة بالنسبة للآخر ..

فلا ينبغي لأحدهما أن يتحدث عنها للآخر بطريقة تضايقه ، هذا إن أرادا أن يكسب كل منهما قلب صاحبه ..

يقول صاحب كتاب ( كيف تكسب الأصدقاء ) : أول ما ينبغي أن تتعلمه في فن معاملة الناس ، هو ألا تعترض الطريق التي يستمدون منها السعادة .

ولاشك أن الحياة اليوم متشعبة ومعقدة بدرجة كبيرة ، والرجل بخلاف المرأة .. يعمل ويكد ويجتهد ، ويذهب هنا وهناك ، ويكون مثقلاً بالهموم والمشاكل ..

والمرأة أيضاً بخلاف الرجل .. تعمل وتجتهد في المنزل .. تنظف البيت وتطبخ الطعام و تعتني بالأولاد وتقوم بالكثير من الأعباء المنزلية .. فتكون مثقلاً متعبة وجهدة أيضاً ..

وحين يخلو كل منهما بنفسه .. ويحب أن يمارس الشيء الذي يسعدة من الهوايات ( قراءة .. رياضة .. رسم .. سماع الأشرطة النافعة .. الخ ) وطالما أن هذا الشيء في حدود ما أحل الله .. ودون أن يكون على حساب الآخرين .. فيجب أن يترك كل منهما الآخر لحاله – هذا إن كانت الهوايات مختلفة ، أما إن كانت الهوايات مشتركة ، وهذا غالباً ما يحدث بعد الزواج ؛ لأن الزوجة بطبيعة الحال تحرص على أن تسعد زوجها فتحاول أن تتأقلم مع اهتماماته وما يسعده ، ومع مرور الوقت لا تشعر الزوجة إلا وقد اندمجت مع هوايات الزوج واهتماماته - يفعل ما يشاء في حدود الشرع ، وأما إن كان في ذلك إثم أو كان أحد الزوجين يرتكب ما حرم الله ، فإنه على أحدهما أن ينصح الآخر لله ، وينهاه عما يفعل بأسلوب حسن ، ويدعو الله له ، ولا يقره على هذه المعصية أبداً .. فإنه ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) ، والطاعة فيما أحل الله فقط بالمعروف ، أما الحرام فلا ، ولا يجوز لأحدهما بحال أن يرغم الآخر على الحرام – وغالباً ما يكون هذا الإرغام من قبل الزوج – وإن وصل الأمر للطلاق ..

والله أعلم ..

أخوكم : أبو عبد الله الذهبي ..