بسم الله الرحمن الرحيم

أبحث عن حديث فمن يدلني


أبو معاذ المكي
هل هناك حديث فيه أنه بعد ظهور المهدي تعود للناس ألفتهم ، وما صحته ، حيث أنه مر علي شيء من هذا ونسيت موضعه

الجواب :
أخي أبو معاذ المكي .
نعم ، هذا الأمر يكون في زمن عيسى عليه السلام ، وهو زمن أمن ورخاء ، يرسل الله فيه المطر الغزير ، وتخرج الأرض ثمرتها وبركتها ، ويفيض المال ، وتذهب الشحناء والبغضاء والحسد .
وإليك بعضا من الأحاديث الدالة على ذلك :
1 - جاء في حديث النواس بن سمعان الطويل ما نصه : " .... ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا ‏‏يَكُنُّ ‏ ‏مِنْهُ بَيْتُ ‏‏مَدَرٍ ،‏ ‏وَلَا وَبَرٍ فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا ‏كَالزَّلَفَةِ ‏ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ ‏الْعِصَابَةُ ‏ ‏مِنْ الرُّمَّانَةِ وَيَسْتَظِلُّونَ ‏بِقِحْفِهَا ،‏ ‏وَيُبَارَكُ فِي ‏الرِّسْلِ ‏حَتَّى أَنَّ ‏ ‏اللِّقْحَةَ ‏مِنْ الْإِبِلِ ‏‏لَتَكْفِي ‏الْفِئَامَ ‏‏مِنْ النَّاسِ ،‏ ‏وَاللِّقْحَةَ ‏‏مِنْ الْبَقَرِ ‏‏لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنْ النَّاسِ ‏، ‏وَاللِّقْحَةَ ‏‏مِنْ الْغَنَمِ ‏ ‏لَتَكْفِي ‏الْفَخِذَ ‏‏مِنْ النَّاسِ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ ‏يَتَهَارَجُونَ ‏ ‏فِيهَا ‏ ‏تَهَارُجَ الْحُمُرِ ‏ ‏فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ .
رواه مسلم في كتاب الفتن ، باب ذكر الدجال .

قال الإمام النووي في شرح مسلم (18/68) :
كَالزَّلَفَةِ : ‏رُوِيَ بِفَتْحِ الزَّاي وَاللَّام وَالْقَاف , وَرُوِيَ ( الزُّلْفَة ) بِضَمِّ الزَّاء وَإِسْكَان اللَّام وَبِالْفَاءِ , وَرُوِيَ ( الزَّلَفَة ) بِفَتْحِ الزَّاي وَاللَّام وَبِالْفَاءِ , وَقَالَ الْقَاضِي : رُوِيَ بِالْفَاءِ وَالْقَاف وَبِفَتْحِ اللَّام وَبِإِسْكَانِهَا . وَكُلّهَا صَحِيحَة .

قَالَ فِي الْمَشَارِق : وَالزَّاي مَفْتُوحَة . وَاخْتَلَفُوا فِي مَعْنَاهُ , فَقَالَ ثَعْلَب وَأَبُو زَيْد وَآخَرُونَ : مَعْنَاهُ كَالْمِرْآةِ , وَحَكَى صَاحِب الْمَشَارِق هَذَا عَنْ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا , شَبَّهَهَا بِالْمِرْآةِ فِي صَفَائِهَا وَنَظَافَتهَا , وَقِيلَ : كَمَصَانِع الْمَاء أَيْ إِنَّ الْمَاء يُسْتَنْقَع فِيهَا حَتَّى تَصِير كَالْمَصْنَعِ الَّذِي يَجْتَمِع فِيهِ الْمَاء . وَقَالَ أَبُو عُبَيْد : مَعْنَاهُ كَالْإِجَّانَةِ الْخَضْرَاء , وَقِيلَ : كَالصَّحْفَةِ , وَقِيلَ : كَالرَّوْضَةِ .ا.هـ.

2 - ‏عَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏أَنَّهُ قَالَ ‏: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :‏ ‏وَاللَّهِ ‏ ‏لَيَنْزِلَنَّ ‏‏ابْنُ مَرْيَمَ ‏حَكَمًا عَادِلًا فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ ، وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ ،‏ ‏وَلَيَضَعَنَّ ‏الْجِزْيَةَ ،‏ ‏وَلَتُتْرَكَنَّ ‏الْقِلَاصُ ‏‏فَلَا ‏‏يُسْعَى عَلَيْهَا ‏وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ ، وَالتَّحَاسُدُ ، وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فَلَا يَقْبَلُهُ أَحَدٌ ‏.
رواه مسلم (155) .

قال النووي (2/192) :
‏فَالْقِلَاص بِكَسْرِ الْقَاف جَمْع قَلُوص بِفَتْحِهَا وَهِيَ مِنْ الْإِبِل كَالْفَتَاةِ مِنْ النِّسَاء وَالْحَدَث مِنْ الرِّجَال .
وَمَعْنَاهُ أَنْ يُزْهَد فِيهَا وَلَا يُرْغَب فِي اِقْتِنَائِهَا لِكَثْرَةِ الْأَمْوَال , وَقِلَّة الْآمَال , وَعَدَم الْحَاجَة , وَالْعِلْم بِقُرْبِ الْقِيَامَة .
وَإِنَّمَا ذُكِرَتْ الْقِلَاص لِكَوْنِهَا أَشْرَف الْإِبِل الَّتِي هِيَ أَنْفَس الْأَمْوَال عِنْد الْعَرَب .
وَهُوَ شَبِيه بِمَعْنَى قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ { وَإِذَا الْعِشَار عُطِّلَتْ } وَمَعْنَى ( لَا يُسْعَى عَلَيْهَا ) : لَا يُعْتَنَى بِهَا أَيْ يَتَسَاهَل أَهْلهَا فِيهَا , وَلَا يَعْتَنُونَ بِهَا . هَذَا هُوَ الظَّاهِر .
وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض وَصَاحِب الْمَطَالِع رَحِمَهُمَا اللَّه : مَعْنَى لَا يُسْعَى عَلَيْهَا أَيْ لَا تُطْلَب زَكَاتهَا إِذْ لَا يُوجَد مَنْ يَقْبَلهَا .
وَهَذَا تَأْوِيل بَاطِل مِنْ وُجُوه كَثِيرَة تُفْهَم مِنْ هَذَا الْحَدِيث وَغَيْره بَلْ الصَّوَاب مَا قَدَّمْنَاهُ . وَاَللَّه أَعْلَم .
وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاء : ‏فَالْمُرَاد بِهِ الْعَدَاوَة .
وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَال فَلَا يَقْبَلهُ أَحَد : ‏‏هُوَ بِضَمِّ الْعَيْن وَفَتْح الْوَاو وَتَشْدِيد النُّون وَإِنَّمَا لَا يَقْبَلهُ أَحَد لِمَا ذَكَرْنَا مِنْ كَثْرَة الْأَمْوَال , وَقِصَر الْآمَال , وَعَدَم الْحَاجَة , وَقِلَّة الرَّغْبَة لِلْعِلْمِ بِقُرْبِ السَّاعَة .ا.هـ.

3 - ‏عَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَالَ ‏: ‏الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ ‏أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ ‏بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ‏‏لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ نَازِلٌ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ رَجُلًا ‏ ‏مَرْبُوعًا ‏ ‏إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ ‏ ‏مُمَصَّرَانِ ‏ ‏كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ فَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ ‏ ‏الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ ‏، ‏وَتَقَعُ الْأَمَنَةُ عَلَى الْأَرْضِ ‏حَتَّى ‏ ‏تَرْتَعَ ‏ ‏الْأُسُودُ مَعَ الْإِبِلِ ‏، ‏وَالنِّمَارُ مَعَ الْبَقَرِ ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ لَا تَضُرُّهُمْ فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ .
رواه أحمد في المسند (2/406) .
قال الحافظ ابن حجر في الفتح عن الحديث : وَرَوَى أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَاد صَحِيح .

رابط الموضوع

كتبه عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com