أبو معاذ المكي
1- أن عائشة رضي الله عنها كانت تمسح
مقدم رأسها . 2- لما مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم غسله النساء .
3- كان الحسن بن صالح يحرم من الربذة . 3- روى الأثرم أن عمر بن عبيد الله
قبل عائشة بنت طلحة وهو محرم فسأل فأجمع له على أن يهرق دما . 4- قضى عمر رضي
الله عنه في الغزال بشاة . 5- قال ابن عباس رضي الله عنه : الهدي والطعام
بمكة والصوم حيث شاء . 6- أن سودة بنت عبد الله بن عمر تمتعت فقضت طوافها في
ثلاثة أيام . 7- أن ابن عمر حلق رأسه بعد ذبحه للهدي .
الجواب :
الأخ أبو معاذ المكي .
روى النسائي في سننه ، كتاب الطهارة ،
باب مسح المرأة راسها :
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ
بْنُ مُوسَى ، عَنْ جُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي
ذُنَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ سَالِمٌ سَبَلَانُ
، قَالَ : وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَعْجِبُ بِأَمَانَتِهِ
وَتَسْتَأْجِرُهُ فَأَرَتْنِي كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ فَتَمَضْمَضَتْ وَاسْتَنْثَرَتْ
ثَلَاثًا وَغَسَلَتْ وَجْهَهَا ثَلَاثًا ثُمَّ غَسَلَتْ يَدَهَا
الْيُمْنَى ثَلَاثًا وَالْيُسْرَى ثَلَاثًا وَوَضَعَتْ يَدَهَا فِي
مُقَدَّمِ رَأْسِهَا ، ثُمَّ مَسَحَتْ رَأْسَهَا مَسْحَةً وَاحِدَةً إِلَى
مُؤَخِّرِهِ ثُمَّ أَمَرَّتْ يَدَهَا بِأُذُنَيْهَا ، ثُمَّ مَرَّتْ عَلَى
الْخَدَّيْنِ قَالَ سَالِمٌ : كُنْتُ آتِيهَا مُكَاتَبًا مَا
تَخْتَفِي مِنِّي فَتَجْلِسُ بَيْنَ يَدَيَّ ، وَتَتَحَدَّثُ مَعِي حَتَّى
جِئْتُهَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقُلْتُ : ادْعِي لِي بِالْبَرَكَةِ يَا أُمَّ
الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَتْ : وَمَا ذَاكَ ؟ قُلْتُ : أَعْتَقَنِي اللَّهُ ،
قَالَتْ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ وَأَرْخَتْ الْحِجَابَ دُونِي فَلَمْ أَرَهَا
بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ .
وصحح هذا الأثر العلامة الألباني في
صحيح سنن النسائي (97) .
فهذا الأثر يبين أن عائشة استوعبت جميع رأسها في المسح ، وهذا هو الصحيح من
أقوال أهل العلم الذي جاءت به سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
والأثر الذي أوردته - أقصد أبا معاذ - هو من أدلة الإمام أحمد في أن المرأة
يكفيها أن تمسح مقدم رأسها .
وقد أورد أثر عائشة الإمام ابن قدامة
في معرض ذكره للخلاف في مسألة مسح الرأس فقال في المغني (1/93) :
... إلَّا أَنَّ الظَّاهِرَ عَنْ
أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ , فِي حَقِّ الرَّجُلِ , وُجُوبُ الِاسْتِيعَابِ ,
وَأَنَّ الْمَرْأَةَ يُجْزِئُهَا مَسْحُ مُقَدَّمِ رَأْسِهَا . قَالَ
الْخَلَّالُ : الْعَمَلُ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ
أَنَّهَا إنْ مَسَحَتْ مُقَدَّمَ رَأْسِهَا أَجْزَأَهَا .
وَقَالَ مُهَنَّا : قَالَ أَحْمَدُ : أَرْجُو أَنْ تَكُونَ الْمَرْأَةُ فِي
مَسْحِ الرَّأْسِ أَسْهَلَ . قُلْت لَهُ : وَلِمَ ؟ قَالَ : [[ كَانَتْ
عَائِشَةُ تَمْسَحُ مُقَدَّمَ رَأْسِهَا ]] .ا.هـ.
أما مذهب مالك فإنه لا يفرق في المسح لجميع الرأس بين الرجل والمرأة .
قال سحنون في المدونة (1/16) : وقال مالك : المرأة في مسح الرأس مثل الرجل
تمسح على رأسها كله ، وإن كان معقوصا فلتمسح على ضفرها .
وذكر ذلك عن عائشة وجويرية زوجتي النبي صلى الله عليه وسلم ، وصفية امرأة ابن
عمر ، وكذلك نسبه إلى ابن المسيب ، وابن شهاب ، ويحيى بن سعيد ، ونافع مولى
ابن عمر .هـ.
وأما أثر عائشة الذي سألت عنه فلم أجده إلا في كلام ابن قدامة فقط .
4- قضى عمر رضي الله عنه في الغزال
بشاة .
الجواب :
أجاب الأخ إحسان جزاه الله خيرا .
وأضيفُ أيضا :
روى البخاري في صحيحه ( الفتح 12/134) تعليقا في كتاب الحدود ، بَاب مَنْ
أَصَابَ ذَنْبًا دُون الْحَدّ فَأَخْبَرَ الْإِمَامَ فَلَا عُقُوبَة عَلَيْهِ
بَعْد التَّوْبَة إِذَا جَاءَ مُسْتَفْتِيًا ، فقال :
وَلَمْ يُعَاقِب عُمَرُ صَاحِبَ الظَّبْي .
وقصة عمر مع صاحب الظبي ذكرها
المحدثون في كتبهم وهي :
روى عبد الرزاق في المصنف (4/406)
بسنده فقال :
عَنْ معمر ، عَنْ عَبْد الْمَلِك بْن عُمَيْر , عَنْ قَبِيصَة بْن جَابِر ,
قَالَ : خَرَجْنَا حُجَّاجًا فَكُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا الْغَدَاة ,
اِقْتَدَرْنَا رَوَاحِلنَا نَتَمَاشَى نَتَحَدَّثُ . قَالَ : فَبَيْنَمَا
نَحْنُ ذَات غَدَاة إِذْ سَنَحَ لَنَا ظَبْي أَوْ بَرِحَ , فَرَمَاهُ رَجُل
مِنَّا بِحَجَرٍ , فَمَا أَخْطَأَ خُشَشَاءه , فَرَكِبَ رَدْعَهُ مَيِّتًا .
قَالَ : فَعَظَّمْنَا عَلَيْهِ ; فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّة , خَرَجْت مَعَهُ
حَتَّى أَتَيْنَا عُمَر , فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّة , قَالَ : وَإِذَا
إِلَى جَنْبه رَجُل كَأَنَّ وَجْهه قُلْب فِضَّة - يَعْنِي عَبْد الرَّحْمَن
بْن عَوْف - فَالْتَفَتَ إِلَى صَاحِبه فَكَلَّمَهُ ; قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ
عَلَى الرَّجُل , قَالَ : أَعَمْدًا قَتَلْته أَمْ خَطَأ ؟ قَالَ الرَّجُل :
لَقَدْ تَعَمَّدْت رَمْيه , وَمَا أَرَدْت قَتْله . فَقَالَ عُمَر : مَا
أَرَاك إِلَّا قَدْ أَشْرَكْت بَيْن الْعَمْد وَالْخَطَأ , اِعْمِدْ إِلَى
شَاة فَاذْبَحْهَا , وَتَصَدَّقْ بِلَحْمِهَا , وَأَسْقِ إِهَابهَا ! قَالَ :
فَقُمْنَا مِنْ عِنْده , فَقُلْت : أَيّهَا الرَّجُل عَظِّمْ شَعَائِر اللَّه
فَمَا دَرَى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ مَا يُفْتِيك حَتَّى سَأَلَ صَاحِبه ,
اِعْمِدْ إِلَى نَاقَتك فَانْحَرْهَا ! فَفَعَلَ ذَاكَ . قَالَ قَبِيصَة :
وَلَا أَذْكُر الْآيَة مِنْ سُورَة الْمَائِدَة : " يَحْكُم بِهِ ذَوَا عَدْل
مِنْكُمْ " قَالَ : فَبَلَغَ عُمَر مَقَالَتِي , فَلَمْ يَفْجَأنَا إِلَّا
وَمَعَهُ الدِّرَّة , قَالَ : فَعَلَا صَاحِبِي ضَرْبًا بِالدِّرَّةِ ,
وَجَعَلَ يَقُول : أَقَتَلْت فِي الْحَرَم وَسَفَّهْت الْحُكْم ! قَالَ :
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقُلْت : يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ , لَا أُحِلّ
لَك الْيَوْم شَيْئًا يَحْرُم عَلَيْك مِنِّي . قَالَ : يَا قَبِيصَة بْن
جَابِر , إِنِّي أَرَاك شَابّ السِّنّ فَسِيح الصَّدْر بَيِّن اللِّسَان ,
وَإِنَّ الشَّابّ يَكُون فِيهِ تِسْعَة أَخْلَاق حَسَنَة وَخُلُق سَيِّئ ,
فَيُفْسِد الْخُلُق السَّيِّئ الْأَخْلَاق الْحَسَنَة , فَإِيَّاكَ
وَعَثَرَات الشَّبَاب !
ورواه أيضا من طريق ابن عيينة عن عبد الملك بن عمير به .
وعلق الحافظ ابن حجر في الفتح
(12/135) على أثر عمر :
كَأَنَّهُ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى
مَا ذَكَرَهُ مَالِك مُنْقَطِعًا وَوَصَلَهُ سَعِيد بْن مَنْصُور بِسَنَدٍ
صَحِيح عَنْ قَبِيصَة بْن جَابِر قَالَ " خَرَجْنَا حُجَّاجًا فَسَنَحَ لِي
ظَبْي فَرَمَيْته بِحَجَرٍ فَمَاتَ , فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّة سَأَلْنَا
عُمَرَ فَسَأَلَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف فَحَكَمَا فِيهِ بِعَنْزٍ ,
فَقُلْت إِنَّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَدْرِ مَا يَقُول حَتَّى سَأَلَ
غَيْرَهُ , قَالَ فَعَلَانِي بِالدِّرَّةِ فَقَالَ : أَتَقْتُلُ الصَّيْد فِي
الْحَرَم وَتُسَفِّه الْحَكَم ؟ قَالَ اللَّه تَعَالَى ( يَحْكُم بِهِ ذَوَا
عَدْل مِنْكُمْ ) وَهَذَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَأَنَا عُمَر " .
وقال العلامة الألباني في مختصر صحيح
البخاري (4/210) :
وصله سعيد بن منصور بسند صحيح عنه .
رابط الموضوع