بسم الله الرحمن الرحيم

ما حكم إسناد هذا الحديث في فضائل علي ؟


محمد الأمين : ما حكم إسناد هذا الحديث (في فضائل علي) ؟
أخرج عبد الله بن أحمد في زوائده على مسند أبيه: ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن حماد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو عوانة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو بلج ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عمرو بن ميمون ‏ ‏قال ‏
‏إني لجالس إلى ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏إذ أتاه تسعة رهط فقالوا يا ‏ ‏أبا عباس ‏ ‏إما أن تقوم معنا وإما أن ‏ ‏يخلونا هؤلاء قال فقال ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏بل أقوم معكم قال وهو يومئذ صحيح قبل أن ‏ ‏يعمى قال فابتدءوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا قال فجاء ينفض ثوبه ويقول أف وتف وقعوا في رجل له عشر وقعوا في رجل قال له النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لأبعثن رجلا لا ‏ ‏يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله قال فاستشرف لها من استشرف قال أين ‏ ‏علي ‏ ‏قالوا هو في ‏ ‏الرحل ‏ ‏يطحن قال وما كان أحدكم ليطحن قال فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر قال فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء ‏ ‏بصفية بنت حيي ‏ ‏قال ثم بعث فلانا بسورة ‏ ‏التوبة ‏ ‏فبعث ‏ ‏عليا ‏ ‏خلفه فأخذها منه قال لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه قال وقال لبني عمه أيكم ‏ ‏يواليني في الدنيا والآخرة قال ‏ ‏وعلي ‏ ‏معه جالس فأبوا فقال ‏ ‏علي ‏ ‏أنا ‏ ‏أواليك في الدنيا والآخرة قال أنت وليي في الدنيا والآخرة قال فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال أيكم ‏ ‏يواليني في الدنيا والآخرة فأبوا قال فقال ‏ ‏علي ‏ ‏أنا ‏ ‏أواليك في الدنيا والآخرة فقال أنت وليي في الدنيا والآخرة قال وكان أول من أسلم من الناس بعد ‏ ‏خديجة ‏ ‏قال وأخذ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثوبه فوضعه على ‏ ‏علي ‏ ‏وفاطمة ‏ ‏وحسن ‏ ‏وحسين ‏ ‏فقال ‏
‏إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ‏
‏قال وشرى ‏ ‏علي ‏ ‏نفسه لبس ثوب النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم نام مكانه قال وكان المشركون يرمون رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فجاء ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏وعلي ‏ ‏نائم قال ‏ ‏وأبو بكر ‏ ‏يحسب أنه نبي الله قال فقال يا نبي الله قال فقال له ‏ ‏علي ‏ ‏إن نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قد انطلق نحو ‏ ‏بئر ميمون ‏ ‏فأدركه قال فانطلق ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏فدخل معه الغار قال وجعل ‏ ‏علي ‏ ‏يرمى بالحجارة كما كان ‏ ‏يرمى نبي الله وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا إنك للئيم كان صاحبك ‏ ‏نرميه فلا يتضور وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك قال وخرج بالناس في ‏ ‏غزوة ‏ ‏تبوك ‏ ‏قال فقال له ‏ ‏علي ‏ ‏أخرج معك قال فقال له نبي الله لا فبكى ‏ ‏علي ‏ ‏فقال له أما ‏ ‏ترضى أن تكون مني بمنزلة ‏ ‏هارون ‏ ‏من ‏ ‏موسى ‏ ‏إلا أنك لست بنبي إنه لا ‏ ‏ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي قال وقال له رسول الله أنت وليي في كل مؤمن بعدي وقال سدوا أبواب المسجد غير باب ‏ ‏علي ‏ ‏فقال فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره قال وقال من كنت مولاه فإن مولاه ‏ ‏علي ‏ ‏قال وأخبرنا الله عز وجل في القرآن أنه قد رضي عنهم عن ‏ ‏أصحاب الشجرة ‏ ‏فعلم ما في قلوبهم هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد قال وقال نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لعمر ‏ ‏حين قال ائذن لي فلأضرب عنقه قال أوكنت فاعلا وما يدريك لعل الله قد اطلع إلى أهل ‏ ‏بدر ‏ ‏فقال اعملوا ما شئتم ‏
‏حدثنا ‏ ‏أبو مالك كثير بن يحيى ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏أبو عوانة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي بلج ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن ميمون ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏نحوه
http://hadith.al-islam.com/Display/...Doc=6&Rec=2938&



الأخ محمد الأمين .

الحديث رواه الإمام أحمد في " المسند " (1/330 - 331) ، والحاكم في " المستدرك " (3/132) ، وابن أبي عاصم في " السنة " (1351) .

والحديث مداره على أبي بلج واسمه يحيى بن سليم ، أو ابن أبي سليم .

قال البخاري : فيه نظر .

وقال ابن حبان في " المجروحين " (2/464) : يحيى بن أبي سليم أبو بلج الفزاري ، من أهل الكوفة ، وقد قيل : إنه واسطي ، يروي عن محمد بن حاطب ، وعمرو بن ميمون ، روى عنه شعبة وهشيم ، كان ممن يخطىء ، لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك ، ولا أتى منه ما لا ينفك منه البشر ، فيسلك فيه مسلك العدل ، فأرى أن لا يحتج بما انفرد من الرواية فقط ، وهو ممن استخير الله فيه .ا.هـ.

وقال الشيخ مقبل الوادعي - رحمه الله - في تتبعه لأوهام الحاكم التي سكت عنها الذهبي (3/155 رقم 4715) عند قول الحاكم : " هذا حديث صحيح " : لا ، أبو بلج يحيى بن سليم ، ويقال : ابن أبي سليم مختلف فيه ، والرجح ضعفه ؛ إذا الجرح فيه مفسر ، قال البخاري : فيه نظر ، وهي من أردى عبارات التجريح عند البخاري .ا.هـ.

وهذا الحديث مما تفرد به أبو بلج يحيى بن سليم .

وقد تابع العلامة الألباني - رحمه الله - الحاكم والذهبي في تخريجه لحديث : " من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وعاد ِ من عاداه " في " الصحيحة " (4/341 رقم 1750) عند ذكره لطرق الحديث فقال (4/341) : وهو كما قالا .

وذهب الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في تعليقه على المسند (5/25 رقم 3062) إلى تصحيح سنده فقال :

إسناده صحيح . أبو بلج ، بفتح الباء وسكون اللام وآخره جيم : " اسمه يحيى بن سيلم " ويقال : " يحيى بن الأسود " الفزاري ، وهو ثقة ، وثقه ابن معين وابن سعد والنسائي والدارقطني وغيرهم ، وفي التهذيب أن البخاري قال : " وفيه نظر " ! وما أدري أين قال هذا ؟ فإنه ترجمه في الكبير ولم يذكر فيه جرحا ، ولك يترجمه في الصغير ، ولا ذكره هو ولا النسائي في الضعفاء ، وقد روى عنه شعبة ، وهو لا يروي إلا عن ثقة ...ا.هـ.

وممن توسع في تخريج هذا الحديث توسعا جيدا محقق " مسند الإمام أحمد " (5/178-188) ، بعد أن أعل الحديث بتفرد أبي بلج يحيى بن سليم ، وسأنقله بنصه فقال :

إسناده ضعيف بهذه السياقة ، أبو بلج - واسمه يحيى بن سليم ، أو ابن أبي سليم - وإن ويقه غير واحد ، قد قال فيه البخاري : فيه نظر ، وأعدل الأقوال فيه أنه يُقبل حديثه فيما لا بنفرد به كما قال ابن حبان في " المجروحين " ، وفي متن حديثه هذا ألفاظ منكرة بل باطلة لمنافرتها ما في الصحيح ، ولبعضه الآخر شواهد ...ا.هـ.

وقد تتبع ألفاظ الحديث وبين ما فيها من النكارة والمخالفة للأحاديث الثابتة ، فمن ذلك :
1 - نقله لكلام شيح الإسلام في " المنهاج " (5/34-36) على الحديث فقال شيخ الإسلام بعد أن ساق الحديث : وفيه ألفاظ هي كذب على رسوله صلى الله عليه وسلم ....ا.هـ.

2 - قصة نوم علي رضي الله عنه في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم رويت في كتب السير وغيرها وليس فيها إسناد قائم .

3 - قصة تأخر خروج أبي بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة ، فهي مخالفة لما وقع في الصحيح في أنهما خرجا معا من بيت أبي بكر ، أخرجه البحاري في صحيحه (3905) .

قال ابن كثير في " السيرة النبوية " (2/235) : وقد حكى ابن جرير عن بعضهم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق الصديق في الذهاب إلى غار ثور ، وأمر عليا أن يدُلَّه على مسيره ليلحقه ، فلحقه في أثناء الطريق . وهذا غريب جدا ، وخلاف المشهور أنهما خرجا معا .

4 – وفي قصة سد الأبواب غير باب علي أحاديث ... وليس في أسانيد هذه الأحاديث إسناد صالح ، بل هي أسانيد ضعيفة لا تثبت على نقد ، ولم يصنع الحافظ ابن حجر رحمه الله شيئا في تقوية هذا الحديث بمثل هذه الأسانيد ، ولم يصب في تنقيد الحافظين ابن الجوزي والعراقي رحمهما الله في إيرادهما هذا الحديث في " الموضوعات " .

هذا ملخص لما أورده المحقق لمسند الإمام أحمد – طبعة الرسالة – من إيرادات على الحديث .

ومن كان له تعقيب ، أو إضافة فنكون له من الشاكرين .

رابط الموضوع

كتبه عَـبْـد الـلَّـه زُقَـيْـل
zugailam@yahoo.com