بسم الله الرحمن الرحيم

تخريج حديث : إن لله عبادا خلقهم لحوائج الناس ...


روى ابن أبي الدنيا بسنده في " قضاء الحوائج " (49) فقال :

أخبرنا القاضي أبو القاسم ، حدثنا أبو علي ، حدثنا عبد الله ، حدثني المحارب ، حدثني داود بن المحبر ، حدثنا الربيع بن صبيح ، عن الحسن ؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله عبادا خلقهم لحوائج الناس ؛ تُقضى حوائج الناس على أيديهم ، أولئك آمنون من فزع يوم القيامة " .

قال المحقق الشيخ عمرو عبد المنعم عند تخريجه للحديث :

إسناده واه جداً .

فيه داود بن المحبر ، وهو متروك الحديث ... والربيع بن صبيح ضعيف من قبل حفظه .

وللحديث شاهدان :
الأول : عن عمرو بن عوف المزني رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن لله من خلقه وجوها خلقهم لحوائج الناس ، يرغبون في الأجر ، ويعدون الجود مجدا ، والله يحب مكارم الأخلاق " .

رواه ابن حبان في " المجروحين " (2/222) من طريق : كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، عن أبيه ، عن جده به .

قلت ( عمرو عبد المنعم ) : وهذا إسناد تالف ، كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف كذاب متهم ، قال الشافعي وأبو داود : " ركن من أركان الكذب " ، وقال ابن معين : " ليس بثقة " ، وقال ابن حبان : " منكر الحديث جدا ، يروي عن أبيه ، عن جده نسخة موضوعة " .

والثاني : عن عبد الله بن عمرو ـرضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله عباداً خلقهم لحوائج الناس ، يفزع الناس إليهم في حوائجهم ، أولئك الآمنون يوم القيامة " .

رواه الطبراني في " الكبير " : (12/358) ، وأبو نعيم في " الحلية " : ( 3/225) من طريق : محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حديثنا أحمد بن طارق الوابشي ، حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن ابن عمر به .

قال أبو نعيم : " هذا حديث غريب من حديث زيد ، عن ابن عمر ، لم يروه عنه إلا ابنه عبد الرحمن ، وما كتبناه إلا من حديث أحمد بن طارق " .

قلت (عمرو عبد المنعم ) : يشير بذلك إلى نكارته ، فعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف الحديث ، وأحمد بن طارق الوابشي ، قال هيثمي في " مجمج الزوائد " : (8/192) : " لم أعرفه " .

ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة متكلم فيه .

ورواه القضاعي في " الشهاب " : (1007 و 1008) من طريق : عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري ، حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن ابن عمر به .

والغفاري هذا متروك متهم بالوضع ، ولا يستبعد أن يكون قد سرق هذا الحديث من أحمد بن طارق الوابشي ، فالحديث معروف من روايته . والله أعلم .ا.هـ.

رابط الموضوع

كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل
zugailam@islamway.net 

الصفحة الرئيسة