بسم الله الرحمن الرحيم

هل سمعت أذانا مثل هذا من قبل ؟


الحمدُ للهِ القائل في كتابهِ : " أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ " [ فاطر : 8 ] .

والقائل : " أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ " [ محمد : 14 ] .

لا يشكُ عاقلٌ أن ما عليه أهل البدعِ من رافضةٍ وغيرِهم هو عينُ الضلالِ ، وتتعددُ صورُ الضلالِ في الدرجاتِ والدركاتِ ، فمنه ما يكونُ شركاً بالله - والعياذُ بالله - ، ومنه ما دون ذلك ، واللهُ - جل وعلا - يغفرُ جميعَ الذنوبِ إلا الشركَ بالله ، قال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا " [ النساء : 48 ] .

والاختلافُ الذي بيننا وبينهم ليس في الفروعِ ، بل هو خلافٌ في الأصولِ ، ولو قلنا تنزلاً أننا نختلفُ معهم في الفروعِ ، فأهلُ العلمِ الراسخين لا يعُدّون خلافهم معتبراً ، فالخلافُ في الفروعِ دائرٌ بين المذاهبِ الأربعة المعتبرةِ ، وليس خلافاً ينتقي منه الإنسانُ ما شاء ، فيأخذُ من المذهبِ الحنبلي ما وافق هواه ، ويأخذُ آخر من المذهب المالكي ما يؤيدُ زعمه ، وهكذا دواليك ، بل لا بد من موافقةِ الدليلِ الواردِ عن اللهِ وعن رسولهِ صلى الله عليه وسلم .

قال الإمامُ الذهبي في " السير " (13/465) :

رَوَى أَبُو العَبَّاسِ بن سُرَيْج ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي ، قَالَ : وَدَخَلْتُ مرَّةً ، فَدَفَعَ إِليَّ كِتَاباً ، فنظرتُ فِيْهِ ، فَإِذَا قَدْ جَمَعَ لَهُ فِيْهِ الرُّخَص مِنْ زلل العُلَمَاء ، فَقُلْتُ : مُصَنِّفُ هَذَا زِنْدِيْقٌ .ا.هـ.

وبعد هذه المقدمةِ ، فكما نعلم أن الأذانَ عبادةٌ أقرها النبي صلى الله عليه وسلم من خلالِ رؤيا رأها عبدُ الله بنُ زيدِ بنِ عبدِ ربه .

‏عَنْ ‏‏مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ ‏‏قَالَ : حَدَّثَنِي ‏‏أَبِي ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ ‏‏قَالَ ‏: ‏لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏بِالنَّاقُوسِ ‏‏يُعْمَلُ لِيُضْرَبَ بِهِ لِلنَّاسِ لِجَمْعِ الصَّلَاةِ ، طَافَ بِي وَأَنَا نَائِمٌ رَجُلٌ يَحْمِلُ ‏‏نَاقُوسًا ‏فِي يَدِهِ فَقُلْتُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ أَتَبِيعُ ‏‏النَّاقُوسَ ، ‏‏قَالَ : وَمَا تَصْنَعُ بِهِ ؟ فَقُلْتُ :‏ ‏نَدْعُو بِهِ إِلَى الصَّلَاةِ ، قَالَ : أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ ؟ فَقُلْتُ لَهُ : بَلَى ، قَالَ : فَقَالَ : تَقُولُ :‏ ‏اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنَّ ‏مُحَمَّدًا ‏‏رَسُولُ اللَّهِ ، أَشْهَدُ أَنَّ ‏مُحَمَّدًا ‏‏رَسُولُ اللَّهِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، قَالَ : ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنِّي غَيْرَ بَعِيدٍ ، ثُمَّ قَالَ : وَتَقُولُ إِذَا أَقَمْتَ الصَّلَاةَ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنَّ ‏‏مُحَمَّدًا ‏‏رَسُولُ اللَّهِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ، قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ ، قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ ، فَقَالَ : " إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَقُمْ مَعَ ‏ ‏بِلَالٍ ‏ ‏فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ فَإِنَّهُ ‏‏أَنْدَى ‏ ‏صَوْتًا مِنْكَ ، فَقُمْتُ مَعَ ‏ ‏بِلَالٍ ‏، ‏فَجَعَلْتُ ‏‏أُلْقِيهِ عَلَيْهِ ، وَيُؤَذِّنُ بِهِ قَالَ : فَسَمِعَ ذَلِكَ ‏عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ،‏ ‏وَهُوَ فِي بَيْتِهِ ، فَخَرَجَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ ، وَيَقُولُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ مَا رَأَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ : ‏فَلِلَّهِ .

رواه أبو داود (499) ، والترمذي (189) ، وأحمد (4/43) . قال الترمذي : " حسن صحيح " ، وقال أيضا : سألتُ محمدَ بنَ إسماعيل - أي البخاري - عن هذا الحديث فقال : " هو عندي صحيح " .

فلنأخذ على سبيلِ المثالِ لا الحصرِ الأذانَ عند أهلِ السنةِ والرافضةِ في هذه المسألةِ الفرعيةِ بعد أن عرفنا في الحديثِ الآنفِ ألفاظ الأذانِ والإقامةِ من خلالِ حديثِ عبدِ الله بن زيدِ بنِ عبدِ ربه عند أهل السنةِ .

فما هي ألفاظُ الأذانِ عند الرافضةِ .

لنستمع إلى هذا الملفِ الصوتي :
http://alkarbalaeia.net/sound/doa/azan-mustafa.rm 

ولنستمع إلى أذانِ أهلِ السنةِ في الملف الصوتي :
http://www.muhaddith.org/pub/go-maccah1.z 

لمن يريدُ إنزالَ الأذانِ...عليه وضع الفأرةِ - الفويسقة - على العنوان ثم اختيار : save target as

وختاماً نقولُ : الحمدُ لله الذي هدانا للعملِ بهدي نبينا صلى الله عليه وسلم ، واتباعِ سنتهِ .

كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل
zugailam@islamway.net 

الصفحة الرئيسة      |      صفحة الشيخ