بسم الله الرحمن الرحيم

هل يرى الله عز وجل جميعُ أهل الجنة ..؟


السؤال :
- من المعلوم أن رؤية الله عز وجل في الجنة ثابتة في معتقد أهل السنة والجماعة .. ولكن هل هناك أدلة تثبت القول بأن رؤية أهل الجنة لله تتفاوت حسب منازلهم فمنهم من يراه ومنهم من لا يراه .. ؟؟!!

الجواب :
الثابتُ من الأحاديث الصحيحةِ أنهم متساون في رؤيةِ ربهم في الجنةِ ، وهذه من الغيبياتِ التي لا بد من ورودِ النصِ فيها .

قال الشيخُ محمدُ بنُ صالح العثيمين في " شرحِ الواسطيةِ " ( ص 104 ) : قولهُ : " كما يشاء " ؛ يعني : يرون اللهَ كما يشاءُ سبحانهُ وتعالى في كيفيةِ رؤيتهم إياه ، وكما يشاءُ اللهُ في زمنِ رؤيتهم إياه ، وفي جميعِ الأحوالِ ؛ يعني : على الوجهِ الذي يشاؤهُ عز وجل في هذه الرؤيةِ .

وحينئذٍ ؛ فإن هذه الرؤيةَ لا نعلمُ كيفيتها ، بمعنى أن الأنسانَ لا يعلمُ كيف يرى ربه ؟ ولكن معنى الرؤية معلومٌ ، أنهم يرون اللهَ كما يرون القمرَ ، لكن على أي كيفيةٍ ؟ هذه لا نعلمها ، بل كما يشاءُ اللهُ " .ا.هـ.

إن كنتَ تريدُ الاستدلالَ بالحديثِ الذي أوردت فإليك تعليقُ الحافظِ ابنِ حجرٍ عليه كما في " الفتحِ " : " قوله ( باب قول الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) كأنه يشير إلى ما أخرجه عبد بن حميد والترمذي والطبري وغيرهم وصححه الحاكم من طريق ثوير بن أبي فاختة " عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه ألف سنة ، وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر في وجه ربه عز وجل في كل يوم مرتين " قال : ثم تلا ( وجوه يومئذ ناضرة ) قال بالبياض والصفاء ( إلى ربها ناظرة ) قال تنظر كل يوم في وجه الله ، لفظه الطبري من طريق مصعب بن المقدام عن إسرائيل عن ثوير ، وأخرجه عبد عن شبابة عن إسرائيل ولفظه : لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه وخدمه ونعيمه وسرره مسيرة ألف سنة ، وأكرمهم على الله تعالى من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ، وكذا أخرجه الترمذي عن عبد .

وقال غريب ، رواه غير واحد عن إسرائيل مرفوعا ، ورواه عبد الملك بن أبجر عن ثوير عن ابن عمر موقوفا ، ورواه الثوري عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر موقوفا أيضا ، قال : ولا نعلم أحدا ذكر فيه مجاهدا غير الثوري بالعنعنة .

قلت: أخرجه ابن مردويه من أربعة طرق عن إسرائيل عن ثوير قال " سمعت ابن عمر " ومن طريق عبد الملك بن أبجر عن ثوير مرفوعا .

وقال الحاكم بعد تخريجه ثوير لم ينقم عليه إلا التشيع .

قلت : لا أعلم أحدا صرح بتوثيقه ، بل أطبقوا على تضعيفه .

وقال ابن عدي : الضعف على أحاديثه بين وأقوى ما رأيت فيه قول أحمد بن حنبل فيه ، وفي ليث بن أبي سليم ويزيد بن أبي زيد : ما أقرب بعضهم من بعض " .ا.هـ.

فالحديثُ لا يثبتُ مرفوعاً أو موقوفاً لأن في سندهِ ثويرَ بنَ أبي فاختة الذي أطبقوا على تضعيفهِ .

فيبقى الأمرُ على ما قررهُ القرآنُ والسنةُ من رؤيةَ المؤمنين لربهم في الجنةِ تكونُ عامةً لهم ، والله أعلم .
 

كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل

الصفحة الرئيسة      |      صفحة الشيخ