بسم الله الرحمن الرحيم

كَبْوَةُ فَارِسٍ .. رَدٌّ وتعقيبٌ على مقالِ الدكتورِ محمدٍ الهرفيِّ



الحمدُ للهِ وبعدُ ؛

وصلني على بريدي ردٌّ على مقالِ الدكتور محمدٍ الهرفي - غفر اللهُ له - في جريدِ الوطنِ والذي نُشر في يومِ الثلاثاءِ الموافق 24 - 3 - 1426 هـ ، ورأيتُ أنه ردٌّ يستحقُ النشرَ .

كَبْوَةُ فَارِسٍ
رَدٌّ وتعقيبٌ على مقالِ الدكتورِ محمدٍ الهرفيِّ
 

في المقال الأخير للدكتور محمد بن علي الهرفي بعنوان : ( أمير الرياض والمرأة ) والذي نشره الثلاثاء الموافق 24/3/1426هـ في جريدة الوطن ، وقد بين - رعاه الله - أن الواجب في قضية المرأة مراعاة الجانب الشرعي عند الحديث عن المرأة فقال : ( الذي أراه أن الضابط الشرعي هو الوحيد الذي تجب مراعاته )

وهذا كلام جيد ، لأن الشرع هو المقدم دائما عند المسلمين ، وآمل ألا تكون هذه العبارة كعبارات قاسم أمين حيث قال : ( إننا نتمسك بعوائدنا الإسلامية ونحترمها ) ، وقال : ( السعي لدى الحكومة في إصدار القوانين التي تضمن للمرأة حقوقها ؛ بشرط أن لا تخرج في شيء من ذلك عن الحدود الشرعية ) .

فكلمة الضابط الشرعي لا تعني الكثير .

ثم ساق الدكتور محمد بعض المسائل التى رأى أن من الواجب مناقشتها ومن هذه المسائل : ( مسألة كشف وجه المرأة ) !!!.

حق لي أن أتعجب جدا من هذه القضية الكبرى التى طرحها الدكتور ، وسبب التعجب أن جعلها الدكتور قضية يجب بحثها ، مع أن العقلاء يتفقون أن تغطية الوجه للمرأة أفضل من الكشف ـ هذا مع القول بالجواز ـ وقد دل الشرع المطهر على ذلك قال تعالى : (( وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) [ النور : 60 ] فأجاز الله للمرأة وضع الثياب ثم قرر أن العفة خير ، ولا يتصور أن الله أباح للقواعد كشف شعورهن أمام الأجانب ، بل أباح لهن كشف وجوههن فقط .

وأنا لن أحاورك يا دكتور محمد من الجانب الشرعي فقد يطول الأمر ، وتقول في نفسك : المسألة فيها خلاف ، ولكن سأحتج عليك بعمل الأمة الإسلامية ، فإن كشف الوجه أمر منكر قبل الإستخراب (الاستعمار) ولم تعرف الأمة كشف الوجه إلا على يد أذناب المحتلين (المستعمرين) ، وأنا أنقل لجانبكم الكريم صوراً من عدد من الدول الإسلامية يقول الدكتور النصراني فيليب حِتي ( كانت النساء عند خروجهن من دورهن يتأزرن بمآزر بيضاء تسدل إلى وجه القدم ، وكنّ يسترن وجوههن ببراقع (مناديل) ملونة لا يرى من ورائها الناظر شيئاً ، تعلوهنّ الحشمة والوقار ، ولا يجرؤ أحد على الدنوّ منهن ولو كان من ذوي القربى ، لأن تكلم الرجل مع المرأة في الأسواق كان يعدّ من المعايب ) . (1)

وقال الشيخ رشيد رضا رحمه الله في وصف نساء لبنان اللواتي كن يحضرن بعض المحاضرات : (... وإنما يكن مع الرجال سادلات على وجوههن النقاب الإسلامبولي الأسود ، لا سافرات ) (2)

هذا في لبنان ، وانظر لحال لبنان في هذا الوقت بسبب ما يسمى بتحرير المرأة .

ويقول الأستاذ عبدالعزيز العظمة - رحمه الله - ، وهو من المؤرخين المخضرمين الذين أدركوا الشام قبل الاستعمار الفرنسي وأثناءه : ( كانت النساء عند خروجهن من دورهن يتأزرن بمآزر بيضاء تسدل إلى وجه القدم، وكنّ يسترن وجوههن ببراقع (مناديل) ملونة لا يرى من ورائها الناظر شيئاً، تعلوهنّ الحشمة والوقار ، ولا يجرؤ أحد على الدنوّ منهن ولو كان من ذوي القربى ، لأن تكلم الرجل مع المرأة في الأسواق كان يعدّ من المعايب ) . (3)

هذا في الشام ،فكيف حال الشام الآن ؟

يقول الأستاذ عباس بغدادي واصفًا حال المرأة العراقية قبل الإستعمار : ( أما العبي النسائية ، فكانت من النوع الحريري الأسود ، ..... ، والمرأة المحتشمة تلبس عباءتين : داخلية تُلبس على الكتف ، وخارجية على الرأس مع (البوشية) التي تغطي الوجه ولا تمنع الرؤية ، وهي سوداء عدا بوشيات اليهوديات والمسيحيات ، فهي مصنوعة من الحرير والكلبدون ، ويمكن رفعها إلى الأعلى وتسمى "بيجة" ) (4)

هذا كان حال العراق ، ومن عرف ما وصل له حال العراق قبل الاستعمار الأمريكي الأخير يعرف أثر ما يمسى بتحرير المرأة ، فقد شرعت الدعارة في العراق علانية .

أما المغرب العربي فيقول الأستاذ محمد بن أحمد اشماغو: ( وبما أن النساء كن محجبات .. لا تبرز للعيان الجميلة منهن والعادية والدميمة ) ، ويُعلق الدكتور مصطفى الحيا على التأثير الفرنسي في مجال اللباس بالمغرب فيقول : (.. ظلت المرأة المغربية لعهود طويلة تُعرف بزيها الأصيل والمحتشم الذي يشمل الجلباب والنقاب ...) (5)

وأختم بكلام المرأة التي حملت لواء خلع الحجاب في العالم الإسلامي وعليها وزر من عمل بذلك إلى يوم القيامة ، هدى شعراوي حيث وصفت حالها وحال صاحبتها صفية زغلول وهما عائدتين من فرنسا فقالت : ( وقد بدأ سعد زغلول يهنئني على توفيقي في الوصول إلى رفع الحجاب ، وقال : إنه سر عندما رأى صورتي بهذا الزي الجديد ، ثم طلب من السيدة حرمه أن تقلدني فوعدت بذلك ، ثم لما صعدت على ظهر الباخرة للنزول وإذا بها تقابلني ببرقعها وملاءتها ... ) إلى آخر ما قالت(6) ، فهذا كان حال النساء المسلمات في جميع الدول الإسلامية بلا استثناء حتى ظهر لنا أدعياء تحرير المرأة .

أما قولك يا دكتور محمد : (إذا كان كشف وجه المرأة مباحاً عند طائفة معتبرة من علماء المسلمين فلماذا لا يكون هذا الموضوع اختياراً وبحسب قناعة المرأة ؟ فمن أرادت كشف)

فالجواب عليه أن المسائل العامة لا تترك للناس كل واحد منهم يفعل ما يريد ، فلا يصح أن يدرس الأستاذ ما يشاء من المواد غير المقررة بزعم أن المقرر الذي اختاره هو جيد ، وسأسر لك بسر لا يحب سماعه صاحب السمو الملكي امير الرياض : وهو أن حكم الناس بطريق غير الشورى لا يصححها عدد من العلماء ومن أبرز المعاصرين الدكتور محمد الغزالي رحمه الله ، فهل نجعل هذه المسألة من المسائل التي يجوز للبعض قبولها وللآخر الرفض ؟!

ولي عودة أخرى مع باقي مطالب الدكتور محمد - هداه الله - .


كَبْوَةُ فَارِسٍ [ 2 ]

أقف مع الدكتور محمد الهرفي رعاه الله في نقطة ثانية ألا وهي : قيادة السيارة للمرأة ، وأعجب من الدكتور أن يوافق أزلام العلمانية بالمطالبة بقيادة المرأة للسيارة وكأن هذا الطلب أمر عظيم وأن قضايا المرأة ستحل بهذا المطلب !!.

وعندنا أمور أهم من هذه المعضلة ـ قيادة السيارة ـ كالعنوسة ، وظلم الآباء وقهر البنات ، وهروب البنات من البيوت حتى صار ظاهرة ، ومشاركة النساء في العصابات الإجرامية ، بل وصل الأمر باكتشاف عصابة نسائية من رأسها حتى أخمص قدميها ،وغيرها .

وقد كتب عدد لا بأس به من طلبة العلم حول مسألة قيادة السيارة للنساء ، وهي إن كانت قد تصلح في بلاد غير بلادنا فهي لا تصلح في بلادنا فكل بلد له خصوصيته وظروفه .

مسألة قيادة السيارة للنساء وإن كانت مسألة فرعية في الفقة الإسلامي ولكن المسألة الفرعية التي يختلف في حكمها الناس : يُؤخذ فيها بالإجماع ، فإن لم يُوجد ، أخذ بالأحوط ـ لدين المسلم ـ ، ثم بالأوثق دليلاً ، ثم يُؤخذ بقول من يُظن أنه أفضل وأعلم . هذا قول جمع من أهل العلم .

ولا شك أن ترك المرأة لقيادة السيارة في هذا العصر هو الأحوط على أقل تقدير ؛ فإن" فعل ما يُخاف منه الضرر إذا لم يكن محرماً فلا أقَلَّ أن يكون مكروهاً "، حتى وإن تكلف رب الأسرة مهام نقل نسائه ، أو اضطر لجلب الرجل الأجنبي لتولي هذه المهمة ـ كما هو حاصل في بعض البلاد (7) ـ فإن هذا في العموم أهون الشرين ، وأخف الضررين ؛ لأن الضرر الخاص الذي تكلفه هذا الأب وأمثاله ، وما يمكن أن يحصل من الرجل الأجنبي يُتحمل في سبيل دفع الضرر العام (8) الذي يمكن أن يعم المجتمع بتوسيع دائرة قيادة النساء للسيارات ، فإن المفسدة العامة المنع فيها أشد من المفسدة الخاصة

وعلينا بدفع الشر ولو صغر خوفا مما قد يعقبه ، وكما قيل : معظم النار من مستصغر الشرر ؛ ففي بريطانيا قبل خمسين سنة تقريبًا كانت المرأة لا تحصل على رخصة القيادة إلا بعد إذن زوجها (9) ، ثم ما لبث أن فتح لهن الباب على مصراعية. وهكذا طبائع الناس تنتقل من الأهون إلى الأشد بالتدريج حتى يصبح الممنوع مرغوبًا فيه ، والسيارة كمركبة متحركة داخل المجتمع ليست حصنًا للمرأة من أن تُنال بسوء ، أو تتعرض للفتنة ، أو تعرض غيرها للافتتان ، ولا سيما عندما تتعطل مركبتها في أماكن لا تأمن فيها المرأة على نفسها .

وسأذكر لجنابكم المحترم بعض أسباب المنع :

1. قيادة المرأة للسيارة يعرضها للتلف (10) ، فإن السيارة آلة عنيفة لا تناسب طبيعة الإناث ، وقد أكدت ذلك دراسة بريطانية على مجموعة من النساء السائقات ، حيث توصلت إلى " أن 58% منهن يتوفين قبل الأربعين ، و 60% منهن يصبن بأمراض نفسية ، وقالت الدراسة : إن قيادة المرأة للسيارة لا تليق ولا تتناسب معها"(11) .

ويحاول بعض المتحمسين لتمرير موضوع قيادة المرأة للسيارة بضبطه من خلال منعهن من السفر بسيارتهن خارج المدن ، والسماح لهن بقيادتها في فترات النهار دون الليل (12) . وقد اتضح من خلال بعض الدراسات المحلية بالمملكة العربية السعودية أن 79% من حوادث السيارات تحصل داخل المدن ، و65% منها تحصل في فترات النهار ، كما أن 65% من هذه الحوادث تشارك فيها سيارات من الحجم الصغير (13) ، وهو الحجم المناسب من السيارات المرشح للمرأة .

2. إشكالية الطرق : فمشاكل الطرق لا تخفى على أحد من الناس ففي قيادة المرأة للسيارة في السعودية :

زيادة الاختناقات المرورية التي نشتكي منها حالياً ، فما ظنك بعد قيادة النساء " وبالرغم من التوسع الهائل في المملكة في إنشاء الطرق داخل المدن وخارجها فإن هذا التوسع لا يُواكب الزيادة الهائلة في أعداد السيارات ووسائل النقل الأخرى، وهذا قد سبب ـ ولا شك ـ الكثير من الاختناقات المرورية والزحام الشديد في المواصلات خاصة في المدن الكبيرة كجدة والرياض "(14) .

فهاتان المدينتان مع مدينة الدمام تستوعب ثلث سكان المملكة تقريباً (15) .

ولا شك أن لو سُمح للنساء بالقيادة لزاد عدد السيارات بصورة كبيرة لا تستوعبها الطرق ، وذكرت نشرة (تطوير) التي تصدرها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض (العدد 33) : أن الرحلات اليومية ( وهي المسافة التي يقطعها فرد واحد لتحقيق هدف واحد داخل المدينة ) لم تتجاوز 5,5 ملايين رحلة يومياً حتى عام 1422هـ ، وأنها سترتفع إلى 15 ميلون رحلة يومياً عام 1442هـ . وقس على ذلك بقية المدن .

3. الإشكالية الخلقية : ففي قيادة المرأة للسيارة : تعريضها للمضايقات والتحرشات من الشباب المتهور ( وما أكثرهم ! ) بل قد يصل الأمر إلى محاولة اختطافها بالقوة ، كما حدث في دول مجاورة . وإذا كانت المرأة لدينا لم تسلم وهي متحجبة ومع سائق من معاكسات وتحرشات الشباب الطائش ، فكيف تسلم منهم بعد القيادة ؟!

ومن تأمل شكاوى البلاد التي سبقتنا في هذا الباب بل حتى الدول الكافرة تشهد أن التحرش بالفتيات السائقات أكثر من غيرهن .

وأكثر ما نقلته كان من كتاب الدكتور عدنان حسن باحارث وعنوانه : " مبررات منع المرأة من قيادة المركبات من المنظور التربوي الإسلامي " ، وهو من أحسن ما كتب في هذا الباب. اضغط هنا لتحميل الكتاب

ولي وقفة أخرى قادمة إن شاء الله تعالى
 


كَبْوَةُ فَارِسٍ [ 3 ] وَالأَخِيْرَة
 

قدمت في حلقتين ماضيتين الرد على الدكتور محمد الهرفي ، وأنا أكتب ردي هذا اطلعت على مقاله الآخر بعنوان " تجديد الخطاب الديني " ، فصرت في حيرة هل أكمل هذا الرد أم أرد على مقال التجديد؟

ولا أدري ما الذي حدث للدكتور حتى انقلب هذا الانقلاب !!.

ثم عقدت العزم على اكمال هذا الرد المختصر ثم أحاول أن أكتب شيئا حول تجديد الخطاب الديني وهو مما يدندن عليه العلمانيين أيضا وغيرهم وكلٍ له نيته ومقصده .

في هذا المقال سأناقش فكرة الاختلاط التي دعا لها الدكتور محمد !! ، وهي عجيبة جدا من مثله خاصة في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي جورش بوش لمنع الاختلاط في التعليم ! ، وترسل اليابان وفدا لدراسة التجربة السعودية في الفصل بين البنين والبنات يأتي من يطرح قضية الاختلاط !! .

وإن كنت في المقال الأول لم أطرح الأدلة الشرعية لأنها حمالة وجوه والدكتور سيجد من المشايخ من يبيح الاختلاط ، ولكن سأحرص على طرحها بطريقة واقعية عقلية لذا سأنقل عن الكفار قبل النقل عن المؤمنين ، فالحق ما شهدت به الأعداء .

تقول الصحفية الأمريكية " هيليان ستانبري : " أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم ، امنعوا الاختلاط ، وقيدوا حرية الفتاة ، بل ارجعوا لعصر الحجاب ، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ، ومجون أوربا وأمريكا ، امنعوا الاختلاط ، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير ، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعـًا مليئـًا بكل صور الإباحية والخلاعة ، إن ضحايا الاختلاط يملؤون السجون ، إن الاختلاط في المجتمع الأمريكي والأوروبي ، قد هدد الأسرة وزلزل القيم والأخلاق " .

وتقول الكاتبة : " أنارود " إنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال " .

وفي بريطانيا حذرت الكاتبة الإنجليزية " الليدي كوك " من أخطار وأضرار اختلاط النساء بالرجال ، حيث كتبت محذرة : " على قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنى .

وننتقل من الأمريكان والأوربين للشرق أوسطين ، وتحت عنوان : " قطارات طوكيوا تمنع الاختلاط " نقرأ : " أثارت حملة متزايدة تشنها شركات قطارات طوكيو لحماية النساء من الرجال الذين يتحسسون أجسادهن بزيادة عدد العربات المخصصة للنساء فقط غضب بعض الركاب من الذكور" .

بدأ عدد من شركات السكك الحديدية في العاصمة اليابانية في إدخال العربات المخصصة للنساء فقط اليوم الاثنين في إطار سعي المدينة لمعالجة مشكلة الرجال الذين يستغلون ازدحام العربات ويتحسسون أجساد الراكبات.

وفي دراسة أجريت في طوكيو في العام الماضي قال نحو ثلثي النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و40 عاما أن رجالا تحسسوا أجسادهن في القطارات ،وارتفع عدد بلاغات حوادث التحسس والاعتداء الجنسي الى 2201 عام 2004 .

ويقول الدكتور محمد كامل عبد الصمد في كتابه : " الإعجاز العلمي في الإسلام السنة النبوية " : لقد أثبتت التجارب والمشاهدات الواقعية , أن اختلاط الرجال بالنساء يثير في النفس الغريزة الجنسية بصورة تهدد كيان المجتمع ، ونتيجة للاختلاط الكائن بين الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات ذكرت جريدة لبنانية : أن الطالبة في المدرسة والجامعة لا تفكر إلا بعواطفها والوسائل التي تتجاوب مع هذه العاطفة .. وأن أكثر من ستين في المائة من الطالبات سقطن في الامتحانات , وتعود أسباب الفشل إلى أنهن يفكرن في الجنس أكثر من دروسهن وحتى مستقبلهن .. وهذا مصداق لما يذهب إليه الدكتور ألكس كارليل إذ يقول : عندما تتحرك الغريزة الجنسية لدى الإنسان تفرز نوعا من المادة التي تتسرب في الدم إلى دماغه وتخدره فلا يعود قادرا على التفكير الصافي .. ولذا فدعاة الاختلاط لا تسوقهم عقولهم , وإنما تسوقهم شهواتهم , وهم يبتعدون عن الاعتبار بما وصلت إليه الشعوب التي تبيح الاختلاط والتحرر في العلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة .. من ذلك ما أورده تقرير لجنة الكونجرس الأمريكية عن تحقيق جرائم الأحداث , من أن أهم أسبابها الاختلاط بين الشباب من الجنسين بصورة كبيرة .. وغير ذلك من شواهد يومية تقرر الحكمة العلمية والعملية للحديث الشريف , مما يعد إطارا منهجيا في تحديد مجالات العلاقات الاجتماعية بوجه عام , وبين الرجل والمرأة بوجه خاص .. ثم إن الاختلاط من أعظم آثاره تلاشى الحياء الذى يعتبر سياجا لصيانة وعصمة المرأة بوجه خاص , ويؤدى إلى انحرافات سلوكية تبيح تقليد الغير تحت شعار الحضرية والتحرر , ولقد ثبت من خلال فحص كثير من الجرائم الخلقية أن الاختلاط المباح هو المسئول الأول عنها .. وماذا يقول أنصار الاختلاط عن فضيحة وزير الصناعة في إنجلترا مع سكرتيرته التي أشارت إحدى الصحف إليها بأنها تنتظر مولودا منه , الغريب أن صحيفة التايمز البريطانية قد أشارت إلى أن مارجريت تاتشر , قد لعبت دورا رئيسيا في إقناع وزير الصناعة باركتسون بعدم الزواج من سكرتيرته والاستمرار مع زوجته على أمل ألا يحط زواجه من السكرتيرة من قدره ... وهذا الخبر يحمل في مضمونه أثر الاختلاط بين وزير وسكرتيرته بدون محرم ... هذا من ناحية , من ناحية أخرى يحمل عدم الاعتراف بما نجم عن هذا الاختلاط , وهذا يعنى بصورة غير مباشرة عدم الاعتراف بالاختلاط والاستمرار فيه فالاختلاط في عمومه يحمل من الآثار السيئة ما يجعل كثيرا من الدعاة المخلصين يدعون إلى تنظيمة في إطار محدد يمنع شروره ... مما يعد رجوعا إلى الهدى النبوى الشريف منذ أربعة عشر قرنا .

إن العاقل لا يقول : " لنلقي إنسانـًا وسط أمواج متلاطمة ثم نطلب منه أن يحافظ على ثيابه من البلل .

وهو لا يقول : " لنلقي إنسانـًا وسط نيران متوقدة ، ثم نطلب منه أن يحافظ على جسمه من الاحتراق " .

_______________________________________

(1) في كتابه " تاريخ لبنان " ( ص 516 – 5518 ) نقلا عن بداية سفور المرأة ـ سليمان الخراشي
(2) انظر : رحلات محمد رشيد رضا ؛ للدكتور يوسف ايبش ، ص 244 – 247 نقلا عن بداية سفور المرأة ـ سليمان الخراشي
(3) سجل في كتابه الشهير " مرآة الشام " التغيرات التي طرأت على المجتمع بسبب الاستعمار النصراني ، ومن تقييداته التي تهمنا : قوله ( ص 74 ) نقلا عن بداية سفور المرأة ـ سليمان الخراشي
(4) في كتابه " بغداد في العشرينات " ( ص 143 ) نقلا عن بداية سفور المرأة ـ سليمان الخراشي
(5) في كتابه " المجتمع المغربي كما عرفته خلال خمسين سنة ، من عام 1350إلى عام 1400 هـ " ( ص 23 ) متحدثًا عن طبقات المجتمع المغربي " الغنية والمتوسطة والفقيرة " قائلا ( ص23 ) نقلا عن بداية سفور المرأة ـ سليمان الخراشي
(6) عودة الحجاب 1/79
(7) انظر : ولي، نور بيكم محمد. دراسة استطلاعية عن كيفية ودواعي اعتماد الأسرة السعودية على السائقين المستقدمين ص 68، 158 ـ 159.
(8) انظر : البورنو ، محمد صدقي . الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلية. ص 206.
(9) الموسى ، عبد الرسول . " الوظيفة كأحد إفرازات التحضر في الكويت " ص 128.
(10) انظر : المحرر . قطوف جمادى الأولى 1419هـ. ص 9.
(11) المحرر . " سياقة المرأة للسيارة تقصر العمر " ص 1.
(12) انظر : المحرر . قطوف شعبان 1421هـ. ص 96.
(13) انظر : أ ـ دياب ، عبد العزيز أحمد . " الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية ـ دراسة اقتصادية للمحددات وطرق العلاج " ص 10 ـ 11.
ب ـ عبد العال ، جمال عبد المحسن . " الحوادث المرورية والعناصر الحاكمة لها " ص 22.
(14) فهيم ، محمد عيسى وآخران : " السلوك المزعج الصادر عن السائقين أثناء القيادة ـ دراسة ميدانية بمدينة مكة المكرمة ". ص 6. ( بتصرف ) .
(15) الوهيد ، محمد سليمان . " القيم الاجتماعية وأثرها في مشكلة المرور ". ص 43 .

كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل

الصفحة الرئيسة      |      صفحة الشيخ