بسم الله الرحمن الرحيم

وليسَ الذكرُ كالأُنثى


(المساواة) كلمة تَتردد على الألسنة - مع الأسف - من غير رجوع إلى شرعية إطلاقها ، ولو رجعنا إلى نصوص القرآن لوجدنا نفي المساواة ، قال تعالى : '' لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ '' ، وقال تعالى : '' لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ '' ، وقال تعالى : '' قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ '' ... والآيات كثيرة في تقرير عدم المساواة ، فلو قيل : '' ما هو البديل '' ؟ لكان الجواب : '' إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ '' ، فكلمة العدل هي الكلمة الشرعية ، يقول العلامة ابن عثيمين - رحمه الله -: ''والذي أحبه من كتابنا ومثقفينا أن يكون التعبير بكلمة العدل بدل كلمة المساواة لما في المساواة من الإجمال والاشتراك واللبس بخلاف العدل فإنها كلمة واضحة بينه صريحة في أن المراد أن يعطى كل ذي حق حقه''.

بعد هذا المدخل للموضوع ؛ فإن دعوة مساواة الرجل بالمرأة في جميع جوانب الحياة دعوة غربية وكانت غريبة على المجتمعات الإسلامية في فترة من فترات تاريخها ، ويريد دعاة التغريب وتحرير المرأة من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا أن ينقلوا تلك النار إلى داخل المجتمع المسلم ، فيريدونها على سبيل المثال لا الحصر أن تتولى المناصب العامة ، ويريدونها أن تَنتخب وتُنتخب ، وباسم المساواة الرجل ليس له سلطة على زوجته ، فتخرج المرأة للبحث عن لقمة العيش فتختلط بالرجال في العمل أو المدرسة أو القاعدة العسكرية ، وتشترك المرأة في الألعاب والدورات الرياضية ، وباسم المساواة تعمل المرأة الأعمال الخاصة بالرجل ... وسلسلة لا تنتهي من الأعمال .

وقد اكتوت المجتمعات الغربية بنار دعوى المساواة بين الرجل والمرأة بعد تجربتها ، فبدأ العقلاء منهم بالمناداة والحدِّ من المساواة ، والمطالبة بأن تستقر المرأة في بيتها وتربي أبناءها ، فهذه جويس دافيسون زعيمة حركة كل نساء العالم تقول : '' هناك بعض النساء حطمن حياتهن الزوجية عن طريق إصرارهن على المساواة بالرجل ، إن الرجل هو السيد المطاع ، ويجب على المرأة أن تعيش في بيت الزوجية ، وأن تنسى كل أفكارها حول المساواة '' .ا.هـ.، وهذه هيلين أندلين وهي خبيرة في شؤون الأسرة الأمريكية تقول: ''إن فكرة المساواة - التماثل- بين الرجل والمرأة غير عملية أو منطقية، وإنها ألحقت أضراراً جسمية بالمرأة والأسرة والمجتمع''. أ.هـ. ، ورئيسة الجمعية النسائية الفرنسية رينيه ماري لوفاجيه تقول أيضاً: ''إن المطالبة بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة تصل بهما إلى مرحلة الضياع ، حيث لا يحصل أحد من الطرفين على حقوقه''. أ.هـ.، ولو رجعنا إلى لغة الأرقام التي أجريت في بلاد الغرب لطال بنا المقام.

فالمرأة في الغرب عندما انحرفت عن فطرتها التي فطرها الله عليها دفعت ضريبة المساواة مقابل صحتها ، وأسرتها ، ومجتمعها ، وصدق الله القائل : '' وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ '' ، وقال تعالى : '' وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى '' ، وقال تعالى : '' وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ''.

فيا أختي المسلمة هل تريدين أن يصبح حالك كحال المرأة الغربية في دعوة المساواة ؟ لا إِخَالُكِ ترضين بهذا ، فكوني على حذر من هذه الدعوة وغيرها من الدعوات لإخراج المرأة من بيتها في بلادنا ، نسأل الله أن يحفظ علينا ديننا وأعراضنا.
 



صورة ضوئية للمقال

رابط المقال فر جريدة المدينة ملحق الرسالة
 

كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل

الصفحة الرئيسة      |      صفحة الشيخ