بسم الله الرحمن الرحيم

رأس من دعاة تغريب المرأة يطالب ... ! وبماذا ردت عليه الدكتورة ؟


عبدُ الله باجبير ... رأسٌ من رؤوس تغريبِ المرأةِ ... أُشرب قلبهُ حبَّ الغربِ ... حتى غدت مقالاتهُ تمجيداً وتعظيماً لحضارةِ الغربِ ... تنكر لحضارةِ الإسلامِ ولكلِّ ما له علاقةٌ بها ... ومن آخرِ طلعاتهِ التي لا تكادُ تنتهي بخصوصِ تغريبِ المرأة ... إشراكها في الدورةِ الأولمبيةِ لأنه مظهرٌ حضاري - زعم - ... وخوفاً من حرمانِ بلادنا من المشاركةِ فيها بسبب اشتراطِ اللجنةِ المنظمةِ لها اشراك المرأة وإلا عوقبنا بالحرمان ... وصدق اللهُ : " وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا " [ النساء : 27 ] .

وقد انبرت د. نورة السعد - جزاها اللهُ خيراُ - في مقالها اليوم للردّ على مقالهِ ... فماذا قالت ؟
 


· ربيع الحرف
· المرأة السعودية.. واللجنة الأولمبية !!
· د. نورة خالد السعد
 

هل نحن في ورطة بسبب اللجنة الأولمبية ؟

سؤال كان في بدء مقالة أحدهم في الاقتصادية في عددها رقم 4547 في يوم الجمعة 24/صفر الحالي. والمقالة مفجعة في مقياس التشريع الرباني فيما يخص المرأة المسلمة بشكل عام ولن أقول (السعودية) فقط فهو يسفه بالتشريع الرباني الذي يُحرم اختلاط النساء بالرجال ويدعي أن عدم مشاركة المرأة السعودية في الألعاب الأولمبية يجيء من (باب الخصوصية) !!

ولأن اللجنة الأولمبية طالبت الدول التي لا تشترك المرأة في الألعاب الأولمبية ومنها السعودية أن تسارع بإشراك المرأة أولمبياً وإلا فإن اللجنة ستمنع هذه الدول من المشاركات الدولية في مختلف ألعابها !!

وحتى لا نخسر دخول (جنة الألعاب الأولمبية) فلابد أن نخضع تشريعات ربنا لما يتوافق مع مطالب اللجنة الأولمبية!! وذلك من خلال مطالبة صاحب المقال بأنه يجب علينا كي (نخرج من هذا المأزق) !! أن نشجع المرأة على ممارسة رياضات لا تستدعي الملابس الرياضية المكشوفة وذلك كرياضة السلاح (الشيش) وركوب الخيل وارتداء السروال الطويل في ألعاب مثل كرة السلة وكرة اليد وكرة الطاولة وغيرها.. ويقول: (لعلنا بهذا نخرج من هذه الورطة ونفوت من هذا المأزق)!!

ثم يستعرض كيف أن الرياضة النسائية وجه من وجوه التقدم والتحضر!! والمرأة من (حقها) أن (تعبر عن نفسها رياضياً) سواء محلياً أو عالمياً أو أولمبياً.. وأن تدخل المنافسات مع مثيلاتها في مختلف الرياضات وأن تحصل على الكؤوس والميداليات وأن تصنف في قوائم الشرف الدولية والأولمبية!!

وذكر أن هناك (إنذاراً) وجه إلى كل الدول التي لا تمثل نسوياً في الدورات الأولمبية ومنها (السعودية) !!

.. هكذا نستهين بالتشريع وبما جاء في آية الحجاب التي تضع الشروط الربانية وليس الأولمبية لما يجب على النساء المسلمات أن يلتزمن به والتي يقول خالق الكون ورب العالمين ورب الجنة والنار والنور والرحمة وأيضاً العذاب والعقاب.. يقول جل وعلا {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو اخوانهن أو بني اخوانهن أو بني اخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنين لعلكم تفلحون} .

هذه آية الحجاب الشرعية التي تحدد معنى غض البصر معنوياً واجتماعياً وشرعياً ومعنى الحجاب والستر والابتعاد عن أي مواقع للاختلاط بالرجال الأجانب الذين ليسوا من المحارم الذين تحددهم الآية.

فهل من أجل حرماننا من الأولمبياد نكسر قواعدنا الشرعية ونحور شعارات (حرية المرأة في أن تعبر عن حقوقها رياضياً ؟؟ )

هل الاختلاط بالرجال وممارسة أنواع الرياضة أمامهم بادعاء لبسهن سراويل طويلة!! هو التطبيق لهذه الآية الكريمة؟؟ أم أن الحجاب هنا سيناقض الحجاب الشرعي معنى وفضلاً عن الرجال الأجانب كما هو التشريع وليس كما هو الآن عندما أصبح الحجاب غطاءً للشعر فقط ولا مانع من مشاركة المرأة في العمل المختلط!! والآن المشاركة في النشاطات الرياضية حتى لا نُحرم من جنة وكؤوس الأولمبياد!!

هل بلغت ببعضهم الجرأة أن يطرح هذه القضايا التشريعية في الصحف والغاية هو الخروج من ورطة الأولمبياد ؟؟

هل نستهين بشرع الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وما جاء فيهما من قضايا توضح حدود خروج النساء للشأن العام بل إن آية {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} هي توجيه رباني بتقييد هذا الخروج وهذه المشاركة لما تقتضيه الضرورة الاجتماعية الآن.. والمشاركة في الأولمبياد ليس ضرورة شرعية ولا اجتماعية وليس هناك أهداف سامية من هذه المشاركات وليست وسيلة تقدم فليست هي معامل ومختبرات وتقدم علمي وصحي ينفع الأمة.

وإذا كان هناك من يردد أن الصحابيات كن يخرجن في الحروب للتمريض مثلاً وهي التي تتردد دائماً كدليل على مشاركة النساء في الحياة العامة ومن يستوعب الوضع الحقيقي لتلك المشاركة أنها كانت تتوقف عند تهيئة هذه الأدوات ولم تلمس امرأة مسلمة رجلاً في تلك الحروب وكن من كبيرات السن والسبب الأخير كان لقلة أعداد الرجال الذين سيقومون بهذا الجانب.. هذا جزء مهم والأهم هو ما جاء من حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع أم حميد التي قالت له : (يا رسول الله إني أحب الصلاة معك. قال : قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خيرٌ من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خيرٌ من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خيرٌ من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خيرٌ من صلاتك في مسجدي.. ثم بنِى لها مسجداً في أقصى بيت من بيوتها فكانت تصلي فيه حتى ماتت) هذه الرواية تؤكد ضرورة تقييد المواقع التي تختلط فيها النساء بالرجال حتى ولو في (المسجد) بل إن قوله صلى الله عليه وسلم: «خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها» دلالة أخرى على (عدم اختلاط النساء بالرجال) حتى في أداء الصلاة.. ويؤكدها ما جاء في رواية حمزة بن السيد الأنصاري عن ابيه رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال صلى الله عليه وسلم : «استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق» فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليعلق بالجدار من لصوقها.. حتى لا تختلط بالرجال وهي خارجة من المسجد!!

فهل المطالبة الآن بمشاركة المرأة السعودية في الأولمبياد هو (حق) أم هو خروج من الشرع وانتهاك لتشريع ومخالفات شرعية للآيات وللسنة النبوية ؟!

وهل خروجنا عن دستورنا القرآن الكريم سيحقق لنا (التقدم والتحضر) ؟! هل أوامر الله وسنة نبيه أهون عندكم من رأي رجال الأولمبياد ؟!

ترى هل ورطة الأولمبياد هي الأهم الآن أم فتح أبواب جهنم على مصراعيها لمن يحرض ويمرر هذه المخالفات الشرعية ؟!

.. إن مجتمعنا الإسلامي لن يحقق تقدمه ولا رفعته إلا باتباع أوامر الله سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه.. فلا عزة بدون إسلامنا كما جاء في القرآن والسنة.. ولا هوان إلا مع خروجنا منهما.
 



· وأيضاً ردّ عبد السلام بن محمد البراك على باجبير في " الاقتصادية " بمقالٍ عرى فيه فكر الرجل .

· منتقدا إلصاقه وضع المرأة في العصور الحجرية والوسطى
 

· البراك للكاتب باجبير: عصريتك المزعومة هي كالغراب الذي أضاع مشيته !
20/02/1427هـ
 

إلى رئيس التحرير :

يسرني أن أعبر لكم عن إعجابي الشديد بهذه الصحيفة وما كان إعجابي بها حديث عهد ولكن زاد إعجابي بها بعد القفزات الهائلة للصحيفة المرموقة حتى وصلت بها تلك القفزات إلى طليعة الصحف, وما كانت تلك القفزات إلا ثمرة لما تتمتع به الصحيفة من مهنية عالية وحس وغيرة على ثقافة وهوية المجتمع التي لا يزايد عليها أحد.

سعادة رئيس التحرير.. المجتمع السعودي يميزه ثقافته, دينه, مبادئه, قيمه, وتقاليده وهذا ينعكس على مدى تمسكه بهويته التي هي علامة تحضره, والتحضر لا يقوم على التخلي عن الدين والمبادئ والقيم والتقاليد باسم الانفتاح, بل يقوم على التعايش مع الحضارات والثقافات الأخرى في تمسكه بهويته وثقافته وليس التخلي عنها والذوبان لأجل الآخر أو لأجل حضارة أخرى, يمثل الجانب الأخلاقي فيها الجانب المظلم الذي لا يمت لنا ولا لديننا ولا لقيمنا وتقاليدنا بصلة.

أتابع منذ فترة كتابات الأخ عبد الله با جبير الكاتب في هذه الصحيفة المرموقة التي للأسف يروج من خلالها للانفتاح باسم العصرية والتقدمية ومواكبة التحضر المزعوم التي لم تقدم للذين طالبوا بها من قبل حتى كانت لهم في بلدانهم ووقتئذ أصبحوا لا هم تمسكوا بثقافتهم وهويتهم ومبادئهم ولا هم وصلوا بهذه العصرية المزعومة إلى مصاف الدول الصناعية المتقدمة حتى كانوا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء كالغراب الذي أضاع مشيته.

وليت الانفتاح على الغرب الذي يدعو إليه الكاتب يكون بتمسكنا بهويتنا ولزوم ثقافتنا وقيمنا, بل يدعو إلى محاكاة ثقافتهم وقيمهم ولن يكون هذا حتى يكون الانفتاح المزعوم انسلاخا من الهوية وذوبانا بثقافتنا في الآخرين.

فالكاتب الغيور, كما يصور نفسه, يكتب عن المرأة السعودية وكأنه وصي عليها أكثر من وصاية الآخرين, حتى وصل به الحال إلى أن يطلب تطبيق الرياضة في مدارس البنات أسوة بالدول الأخرى وبممارسة المرأة السعودية الرياضة وكأن المرأة السعودية قد وقف تحضرها وتقدمها العلمي حتى تمارس الرياضة.

وقد كتب أيضا في ظل مطالبته المتكررة حول هذا الموضوع في عدد (4524) يوم الأربعاء الموافق 30محرم 1427هـ يدعو إلى "مواجهة إنذار اللجنة الأولمبية الدولية التي تطالب الدول بإشراك المرأة في الألعاب الأولمبية", وزعم أن اللجنة ستمنع الدول من المشاركات الدولية في الألعاب الأخرى, حتى صور لنا الكاتب الوضع المأسوي وهو يقول "فليكن.. الإنذار لا يخصنا وحدنا ولكن نحن وغيرنا.. فماذا نحن فاعلون" وكأننا بأزمة اجتماعية وسياسية.

وصور لنا الكاتب كذلك في مقاله, النساء وكأنهن سيتوقفن ويتعطلن ويرجعن بتركهن الرياضة للعصور الوسطى أو قل العصر الحجري ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لذا أدعو كل كاتب غيور يتمتع بحس ديني ووطني وغيرة على مجتمعه أن يكتب بأمانة ونزاهة ويضع نصب عينيه مصلحة ورفعة وتقدم الوطن بما يتلاءم مع تمسكه بدينه وهويته ومبادئه وأن يكون نصب عينيه أنه مسؤول عما يكتب في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

وبالتوفيق ندعو لكم وسدد الله خطاكم .. ودمتم على خير.
 

· عبد السلام بن محمد البراك
· الرياض



· قال تعالى : " وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا " [ النساء : 27 ] .
 

كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل

الصفحة الرئيسة      |      صفحة الشيخ