صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







شكرا على اختياركم لأبي الأشبال !

عَبْداللَّه بن محمد زُقَيْل

 
اختارت جائزةُ الأمير نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة في دورتها الثانية الفائزَ بخدمة السنة النبوية في مجال التأليف الشيخ المحدث أحمد محمد شاكر – رحمه الله - .

وقد يجهلُ كثيرٌ من المسلمين من هو هذا الجهبذ العلم العالم المحدث الفقيه الشيخ أحمد محمد شاكر ...

والمتأمل في ترجمة المحدث أحمد شاكر يجد أن البيت الذي تربى فيه بيتُ علمٍ وأدبٍ ، ودعونا نعيش لحظات مع سيرة المحدث أحمد شاكر .

اسمه ونسبه ومولده :


ترجم له أخوه العلامة محمود شاكر – رحمه الله – في مقالٍ بعنوان : " أحمد محمد شاكر . إمام المحدثين " [ جمهرة مقالات الأستاذ محمود محمد شاكر (2/1011) ] ، وكما قيل : " أهل الدار أدرى بمن فيه " فهو خير من يتكلم عن أخيه الذي تربى وعاش وعمل معه في تحقيقاته ، فقال عنه : " ... وهو أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد القادر من آل علياء ، ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب ، وأبوه الإمام العلامة الشيخ محمد شاكر وكيل الأزهر السابق ، وجدّه لأمه هو العالم الجليل الشيخ هارون عبد الرزاق ، وأبوه وأمه جميعا من مديرية جرجا بصعيد مصر .

وولد الشيخُ أحمدُ – رحمه الله – بعد فجر يوم الجمعة 29 من جمادى الآخرة سنة 1309 هـ الموافق 2 يناير 1892 م ، بمنزل والده بدرب الإنسية ، بقسم الدرب الأحمر ، بالقاهرة . وسمّاه أبوه : " أحمد شمس الأئمة أبو الأشبال " ، وكان أبوه يومئذ أمينا للفتوى مع أستاذه الشيخ العباسي المهدي ، مفتي الديار المصرية " .

وفاته :


يصف أخوه محمود شاكر وفاته قائلا : " في الساعة السادسة بعد فجر يوم السبت 26 من ذي القعدة سنة 1377 هـ ( 14 من يونية سنة 1958م ) ، فقد العالم الإسلامي إماما من أئمة علم الحديث في هذا القرن ، هو الأستاذ الشيخ أحمد محمد شاكر ، المحدث المشهور ، وهو أحد الأفذاذ القلائل الذين درسوا الحديث النبوي في زماننا ، دراسة وافية ، قائمة على الأصول التي اشتهر بها أئمة هذا العلم في القرون الأولى .

وكان له اجتهاد عُرف به في جرح الرجال وتعديلهم ، أفضى به إلى مخالفة القدماء والمُحْدثين ، ونصر رأيه بالأدلة البينة ، فصار له مذهب معروف بين المشتغلين بهذا العلم ، على قلّتهم .

وقد تولى القضاء في مصر أكثر من ثلاثين سنة ، فكانت له أحكام مشهورة في القضاء الشرعي ، قضى فيها باجتهاده غير مقلِّدٍ ولا متَّبعٍ ، وكان اجتهاده في الأحكام مبنيا على سعة معرفته بالسنة النبوية ، التي اشتغل بدراستها منذ نشأته إلى أن لقي ربه ... " .

أعظم من أثر فيه :


ولا شك أن أمثال هؤلاء الجبال الأفذاذ كالعلامة أحمد شاكر له من الشيوخ الذين درس على أيديهم وتأثر بهم ، ولكن يبقى أن واحدا منهم له أثر عظيم فيه .

قال أخوه محمود شاكر : " أما أعظمُ شيوخه أثرا في حياته ، فهو والده الشيخ محمد شاكر ، فقد قرأ له ولإخوانه التفسير مرتين ، مرة في تفسير البغوي ، وأخرى في تفسير النسفي . وقرأ لهم صحيح مسلم ، وسنن الترمذي والشمائل ، وبعض صحيح البخاري . وقرأ لهم في الأصول : جمع الجوامع ، وشرح الإسنوي على المنهاج ... وقرأ لهم في فقه الحنفية كتاب الهداية على طريقة السلف في استقلال الرأي وحرية الفكر ، ونبذ العصبية لمذهب معين . وكثيرا ما خالف والدُه في هذه الدروس مذهبَ الحنفية عند استعراض الآراء وتحكيم الحجة والبرهان . وهكذا قال السيد أحمد في ترجمة والده ... " .

وتحدث أخوه محمود شاكر عن مسيرة أخيه العلمية ، فكانت سيرة مليئة بالعلم والتعلم ، والحرص على الأخذ من العلماء في عصره ، وخاصة بعد انتقال الشيخ أحمد شاكر للقاهرة ، والتحاقه بالأزهر .

مؤلفاته :


أما مؤلفات الشيخ أحمد شاكر – رحمه الله – صاحب جائزة الأمير نايف في خدمة السنة النبوية فهي كثيرة ، وجهد سنواتٍ طويلة من العمل في خدمة التراث الإسلامي تحقيقا وتعليقا وتصحيحا ، روايةً ودرايةً .

قال أخوه محمود عن مؤلفات المحدث أحمد شاكر : " ... وأول كتاب عُرف به الشيخ أحمد محمد شاكر ، وعرف به إتقانه وتفوقه ، هو نشره رسالة الإمام الشافعي ، عن أصل تلميذه الربيع بن سليمان ، الذي كتبه بخطه في حياة الشافعي من إملائه . ونشره رسالة الشافعي يُعَدّ من أعظم الآثار التي تولى العلماء نشرها في هذا العصر .

ثم شرح سنن الترمذي شرحا دقيقا ، ولكنه لم يتمه ، وشارك في نشر شرح " سنن أبي داود " ، ونشر كتاب جماع العلم للشافعي ، وشارك أيضا في نشر المحلى لابن حزم ، وشرح صحيح ابن حبَّان ، ولم ينشر منه غير الجزء الأول .

أما العمل الذي استولى به على الغايات فهو شرحه على مسند أحمد بن حنبل ، أصدر منه خمسة عشر جزءا فيها من البحث والفقه والمعرفة ما لم يلحقه فيه أحد في زمانه هذا ... وشارك أخاه الأستاذ " محمود محمد شاكر " في نشر تفسير الطبري ، فتولى جزءا من تخريج أحاديثه إلى الجزء التاسع ، وعلق على بعضها إلى الجزء الثالث عشر ، ثم وافته المنية ، ولم ينظر بعد في أحاديث الجزء الرابع عشر .

وكان قبل وفاته ، رحمه الله ، قد شرع في اختصار تفسير القرآن لابن كثير ، وسمّاه " عمدة التفسير " ، وصل فيه إلى الجزء الخمس من عشرة أجزاء . وقد قصد فيه الإبانة عن معاني القرآن ، بما يوافق حاجة المتوسطين من المثقفين ، مع المحافظة على ألفاظ المؤلف ما استطاع ... وأما أهم ما ألفه فهو كتاب نظام الطلاق في الإسلام دلّ فيه على اجتهاده وعدم تعصبّه لمذهب من المذاهب ، واستخرج فيه نظام الطلاق من نصّ القرآن ، ومن بيان السنة في الطلاق ، وكان لظهور هذا الكتاب ضجة عظيمة بين العلماء " .ا.هـ.

وللمحدث العلامة أحمد شاكر مصنفات وتحقيقات كثيرة في كل فن من الفنون رتبها عبد الرحمن العقل بحسب الفنون في كتابه " جمهرة مقالات العلامة الشيخ أحمد شاكر (1/66 – 120) .

وختاما الشكر الجزيل لجائزة الأمير نايف للسنة النبوية على جهودها المباركة في خدمة سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وتوفيقها في اختيار هذا العلم الجهبذ المحدث الشيخ أحمد شاكر لنيل جائزة خدمة السنة النبوية في التأليف .

وأرجو من أبناء الشيخ وتلاميذه أن يشحذوا همتهم لعمل موقع باسم الشيخ يُجمع فيه تراثه العلمي ليكون صدقة جارية للشيخ بعلمه تصديقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : ... وذكر منها أو علم يُنتفع به " .

وأقترحُ أن يكون مبلغ الجائزة ميزانية لعمل موقع الشيخ لتستفيد الأمة من علمه الذي ورثه رحمه الله رحمة واسعة


عبدالله بن محمد زقيل
كاتب وباحث شرعي
zugailamm@gmail.com

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عَبْد اللَّه زُقَيْل
  • مسائل في العقيدة
  • مسائل فقهية
  • فوائد في الحديث
  • فوائد في التفسير
  • فوائد في التاريخ
  • فـتـاوى
  • مشاركات صحفية
  • تـراجــم
  • متفرقات
  • كتب تحت المجهر
  • دروس صوتية
  • الصفحة الرئيسية