آلآن يا حسن الصفار !!

عَبْداللَّه بن محمد زُقَيْل

خرج حسن الصفار بعد دخول قوات درع الجزيرة في البحرين لضبط الأمن بنداءٍ يناشد فيه قادة دول الخليج !!! ، ومن حقّ الصفار أن يوجه نداءه لمن شاء ، وهو حقّ مكفول له كمواطن سعودي ، ويبقى السؤال : لماذا جاء توقيت ندائه بعد دخول قوات درع الجزيرة للبحرين ؟!

ألحظ أن حسن الصفار دخل في بيات شتوي ، والتزم الصمت فلم نقرأ له حرفا واحدا عن قمع إيران للمظاهرات فيها بفتوى من مرشد الثورة الإيرانية ! .

ثم بدأت أحداث البحرين واستمر البيات الشتوي ! قلنا : ربما خوفا من الفتنة ! ، وتورعا عن الخوض فيها .

وقامت المظاهرات في القطيف والأحساء والصفار يلزم الصمت ، وهل يعقل أن جميع الأحداث السابقة تمر عليه ولا نسمع له ركزا ؟!

فجأة وبعد دخول قوات درع الجزيرة خرج الصفار من بياته الشتوي بنداء لقادة دول الخليج ومنهم خادم الحرمين الشريفين الذين هم من أهل السنة .

استهل الصفار مناشدته قائلا : " المبادرة للدعوة إلى حقن الدماء وإيقاف العنف في البحرين " .

عن أي عنف تتحدث يا صفار ؟ ، وممن ؟

أين احترام عقول الناس ؟ فقد انكشفت الأمور ، وسقطت الأقنعة ، وبان ما كان خافيا ، ولعلك رأيت في القنوات واليوتيوب أي الدماء التي أهدرت ؟ وأي البيوت التي روعت ؟ وأي الجامعات التي اقتحمت ؟ وأي المدارس التي عطلت ؟ ، وأكبر شاهد للعبث بأرواح أهل السنة مستشفى السليمانية وما فعله الطبيب السفاح علي العكري فيها بصمت مريب من وزير الصحة البحارنة ، وأزهقت ارواح أهل السنة فيه وهم على أسرة المرض .

ويبدو – إن قلنا أنك تتلقى أخبارا - أنك متسمر أمام قناة "العالم" وأخواتها ، وتستقي أخبارك منها فلذلك جاءت مناشدتك لقادة الخليج بناء على ما تنشره من كذب وأراجيف .

ثم قال الصفار محاولا تسطيح عقول الناس ، والنظر بالنظرة العوراء : " وبذل قصارى الجهد للمساعدة في معالجة الأزمة القائمة هناك بالاتجاه نحو الحوار والحلّ السياسي لتحقيق المصالحة الوطنية " .

يا صفار أليست حكومة البحرين بذلت قصارى جهدها لاجتماع قوى المعارضة على طاولة الحوار مدة شهر كامل ، وبكل الطرق الممكنة ؟

لكن المعارضة مارست الصلف والكبر والتعالي إلى أن وصل بهم الحال بالمطالبة بإسقاط النظام ! ، وقد قدمت حكومة البحرين تنازلات كثيرة من أجل جمع الكلمة ، ووحدة الصف ولكن المعارضة ضيعت الفرصة لأنها بنت خروجها على أجندة معينة تابعة لإيران يراد لها التنفيذ في البحرين ثم تنتقل لغيرها ، فجاءت قوات درع الجزيرة قاطعة الطريق على المخطط الذي يراد له في البحرين لتحويلها إلى جزيرة تابعة لحكم ولاية الفقيه في إيران ، ولكن الله غالب على أمره .

ثم ذكر الصفار جملة أخرى مضحكة أيضا فقال : " بعيدا عن الاصطفاف المذهبي والشحن الطائفي " !

أرجو من الصفار أيضا عندما يكتب أو يُكتب له أن يحترم عقول من يقرأ له ، ويحاول الابتعاد عن العبارات الموهمة والهلامية ! ، فلسنا نعيش في المريخ أو عطارد أو أي كوكب آخر !

عن أي اصطفاف مذهبي تتحدث وأنت من كنت ترى في البحرين أنموذج التعايش بين الشيعة والسنة ، وتسبح بحمده ، وتتغنى به في كتاباتك ولقاءاتك وتصريحاتك ؟! .

يا صفار ... بدأت المظاهرات في البحرين بعبارة "سلمية سلمية" ، ثم انتهت "دموية دموية" على أهل السنة ، ورفع شعار إسقاط نظام الحكم بتحريض من بعض المعممين من مثل المعمم علي سلمان ، والمعارضين القادمين من الخارج من أمثال حسن مشيمع الذي حاول الهروب بعد دخول قوات درع الجزيرة فارا إلى لندن ، ولكن السلطات البحرينية كانت له بالمرصاد ، واعتقلته ومن معه ممن أرادوا تحويل البحرين إلى بحر من الدماء ! .

أقول : والله وبالله وتالله لولا الله ثم دخول قوات درع الجزيرة للبحرين لنقلت لنا وسائل الإعلام الحديث من يوتيوب وفيس بوك وتويتر نسخة كربونية لما حصل لأهل السنة في العراق من صور بشعة لقتل أهل السنة هناك في البحرين ... أما سمعت يا صفار بذاك الطالب الجامعي السني الذي قطع من يتبعون مذهبكم لسانه عند اقتحامهم للجامعة ؟ ... وآخر فقأوا عينه ؟ ... وثالث تركه مع زملائه رجل الأمن والسلامة في الجامعة في غرفة أدخل عليهم بعد ذلك أتباع مذهبكم الذي هم منهم ليضربونهم ضربا مبرّحا ؟ ... أما رأيت صور العمالة الأسيوية التي قتلها من يتبعون مذهبكم من أجل أن ينسبوا القتل في الفضائيات لأهل السنة ؟ ... بل رأيت مقطع فديو لبنات في مدرسة متوسطة في البحرين يتظاهرن ، وعندما أنكرت بنت سنية عليهن كادوا أن يقتلوها لولا تدخل بعض المدرسين في المدرسة لحمايتها ! ، يعني حتى النساء الشيعيات لم يبخلن في دعم المعارضة !

أبعد هذه الأفعال وغيرها تريد حوارا ؟ ... تريد غضّ الطرف عن المفسدين في الأرض ؟ ... كم مرة حصل التخريب والإفساد في دول الخليج ممن يتبعون مذهبكم ؟ .. وأنت ممن يُطالب بالحوار معهم ، وربما العفو عنهم إن رأيت مآلهم العقوبة ، فقل لي بربك هل تستغفل الناس إن كنت عاقلا وواعيا أن للناس عقولا ؟!

ختاما أقول للصفار وغيره ممن نطقوا بعد دخول قوات درع الجزيرة وقبل ذلك لزموا الصمت لمراقبة ما يحدث في البحرين : لقد احترقت الأوراق ، وسقطت أقنعتكم ، وأرجو وأتمنى أن يأخذ قادة الحليج مما حصل في البحرين درسا مهما أظن أن الصفار يعيه جيدا .

وأوجه نداء لقادة الخليج وأقول : أهل السنة في بلادكم هم الأصل لا ينبغي المساومة عليهم ، والأزمات تظهر المفسد من المصلح ، والصديق من العدو ، والمحب ممن ولاءه لقبلة معينة فلا تساوموا عليهم .

واحذروا كل الحذر من تولية من كان ولاؤه وقبلته لدولة أخرى في مناصب ، فقد رأينا كيف انكشفوا في أحداث البحرين وخاصة وزير الصحة البحارنة ، وغيره ممن أُعطي الثقة .

لقد استمعتُ إلى نداءات مبكية في القنوات الفضائية من نساء أهل السنة في البحرين تتقطع لها أكباد وقلوب من فيه غيرة عليهن وعلى أهل السنة في البحرين .

اللهم احفظ أهل السنة في البحرين ، والشكر لقوات درع الجزيرة التي كف الله بدخولها شرا عظيما على أهل السنة في البحرين ، ووفق اللهُ قادةَ الخليج لمعرفة من يحافظ على مكتسبات الأوطان ومن يساوم عليها ويتربص بها الدوائر ، وفي أحداث البحرين دروس وعبر تحتاج إلى أن تفرد في مقال مستقل .

اللهم احفظ دول الخليج وبلاد المسلمين عامة من كل من يريد نشر التشيع الصفوي ، وبصر أهل السنة بذلك .

عبد الله زقيل
zugailamm@gmail.com