صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







( 5 ) مقالات من مجموع (227) مقالا !!!

عَبْداللَّه بن محمد زُقَيْل


قد يستغربُ القارئ من عنوان مقالي هذا ، ولكن بعد الاسترسال في قراءته يكتشف سر لغة الأرقام فيه ، والتي تعد في عصر التقنيات من الدلائل والمؤشرات المهمة في الكشف عن خلل ، أو الافتخار بإنجاز ، وفي المحصلة النهائية يجد المتأمل أن ما كان فيه خلل من الأمور فيها لا تحتمل التأويل أو التبرير .

لقد عصفت بالعديد من الدول المجاورة لبلادنا رياح الثورات الشعبية فأسقطت عروش بعضها ، وتسببت أخرى بسيل الدماء ، ونشوب حرب أهلية ، وأمور فُقد الأمن من خلالها ، ونزوح بعض أهل تلك البلاد .

وفي أثناء الثورات الشعبية كانت الصحافة المحلية بمستكتبيها تنقلُ ما يجري هناك ، وتحلل ، وتنتقد ، وتحذر ، و... ، و... إلخ ، وهذا من صميم عملها في نقل الخبر كما لا يخفى على الجميع ، ولا غبار في ذلك .

وفي أثناء تلك الثورات كذلك تنادى بعض المغرضين والحاقدين ، ودعاة الفتنة على بلادنا في محاولة فاشلة بائسة يائسة لنقل صورة مستنسخة من تلك الثورات إلى بلادنا بثورة سموها ، كذبا "ثورة حنين" لمقاصد خبيثة من اختيار اسم "حنين" تحديدا ، وأجلبوا بخيلهم ورجلهم في وسائل الإعلام الحديث (الفيس بوك ، تويتر ، اليوتيوب) علّ وعسى أن تثمر مساعيهم .

وقبل وأثناء وبعد تلك المناداة وكُتّاب الصحافة المحلية كأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد ، ولسان حالهم يقول : دعونا ننتظر فإن فشلت الثورة فيكون حالنا كحال الذين قال الله فيهم : " الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ " [ النساء : 141 ] ، وإن نجحت : " قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ " ، – ولا أعمم على الجميع لأن بعضهم ربما كتب ولكن يوجه السؤال : لماذا لم ينشر ؟! - .

ولئلا يكون كلامي مجردا من الدليل أعود مرة أخرى ما بدأت به مقالي إلى لغة الأرقام لإثبات التخاذل من الصحافة المحلية في المشاركة لصد ذلك العدوان عن بلادنا بالكتابة عن أمن واستقرار البلاد ، والوقوف في وجه تلك المظاهرات ، وسجلت تجاهلا لها وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد .

فقد قام الأخ مفرح الجابري في مقال له نشر في كثير من المواقع الإلكترونية برصد مقالات الكُتاب في ثلاث صحف محلية (عكاظ ، الرياض ، الجزيرة) خلال (12) يوما (من يوم الأربعاء 27/3/1432هـ إلى يوم الأحد 8/4/1432هـ) ، وخرج بنتيجة اختصرتها في مقالي هذا ، ولكم أن تعودوا إلى مقاله لمن أراد مزيدا من التفصيل بلغة الأرقام .

والأعجب من ذلك تبجح بعض الكُتّاب ، وبتبرير سخيف في عدم الكتابة عن المظاهرات ، فقال أحدهم بكل صفاقة قلم : " مثلما يطلب منك (بلطجية) الإنترنت أن تتحدث بإسهاب عن رأيك في مظاهرات لم تحدث، يطلب منك آخرون أن توضح موقفك من مقال إنترنتي فاقع الألوان لم تكتبه وليس لديك أدنى علاقة به " .ا.هـ.

أرأيتم اللغة الشوارعية التي يستخدمها الكاتب مع من كشفوا حقيقته وموقفه من المظاهرات ؟

سماهم "بلطجية" !!

ثم يأتي أحد رؤساء التحرير ويقول إن لغة الصحافة لغة راقية ! ، وأدع الحكم لكم في تعبير الكاتب الذي يرى أن الحديث عن شر المظاهرات ليس راقيا !!

وكاتب آخر مع الأسف كنتُ أكنّ لقلمه الاحترام نجد أنه انساق قلمه في مقال له عنون له " هياط ومهايطية" ، وقال بالنص : " يسألك أحدهم :

ـ لماذا لم تكتب ضد المظاهرات ؟

ولا يوجد لهذا الكائن حل إلا أن تسأله هذا السؤال المفاجئ :

ـ ولماذا لم تكتب أنت عن البركان الذي انفجر في رفحاء ؟

سيقول لك المهايطي / الزميل / الأحمق : لم ينفجر بركان في رفحاء حتى أكتب عنه!

قل له : إذًا لماذا يا مهايطي – يا ابن ست وستين مهايطي – تريدني أن أكتب عن مظاهرات لم تحدث ؟! " .ا.هـ.

ويجمع هذا الكاتب والذي قبله تبرير مشترك عن عدم الكتابة أنها : "مظاهرات لم تحدث" !

يا سبحان الله ! وهل كنتم تنتظرون حدوثها – لا سمح الله – لتكتبوا عنها ؟! ، وماذا كنتم ستكتبون ؟ هل معها أو ضدها ؟

المضحك أن كاتبا في صحيفة "عكاظ" كتب مقالا بعد أسبوعين من الدعوة البائسة للمظاهرة يتفذلك ويبرر عن سبب صمتهم المريب قائلا : " يجبرون الجميع على أن يكتبوا في موضوع واحد، وكأن كتاب المقالات لديهم اختبار تعبير لمعرفة من الكاتب الذي كان تعبيره أفضل " .ا.هـ.

عجبا لك ؛ وكيف اجتمعت أقلامكم على شن هجوم على الشيخ د. سعد الشثري ونالت منه ، ونهشت في عرضه ؟ هل كانت ضربة لازب ؟!

ومن صفاقة قلم الكاتب ليفضحه الله على الملأ أضاف تهمة أخرى مؤكدة أنه وأضرابه يحاولون أن يتعلقوا بقشة بعد خذلان الدولة قائلا : " كان بعض الأصدقاء ومنذ أن بدأ طرح «وهم ثورة حنين» يسألونني عن رأيي فيما سيحدث ؟ وكنت أقول لهم : لن يحدث شيء، فالثورة ولدت في العالم الافتراضي «الإنترنت» وستموت هناك " .ا.هـ.

ما شاء الله على الحدس والاستشراف الذي جعلك تقول هذا القول .

وثورة تونس ، ومصر ، وغيرها أين ولدت يا ذكي ؟!

أليست في العالم الافتراضي في الفيس بوك ، وتوتير ، واليوتيوب ؟!

منتهى التسطيح لعقول الناس أن يأتي هذا الكاتب بعد أسبوعين ويفضح نفسه وغيره من الكتاب بمثل هذه المبررات الساقطة ، وقلت في نفسي : " ليته سكت " ... نعم ؛ ليته سكت أفضل له من أن يكتب كلاما يفضحه أكثر ، وكنتُ في أمان لو سكت ، ويأبى الله إلا أن يظهر ما في القلوب على فلتات الأقلام .

لقد حمى الله بلادنا من تلك الفتنة ، ووقف العلماء والدعاة وطلبة العلم منها موقفا مشرفا قدرته الدولة ، وشكرته لها ولشعبها الوفي الذي كشف عن معدنه ووقوفه مع القيادة ، ولذا فإن مثل هذه الأزمات تخرج معادن الرجال ، وتفضح المكنونات ، وتكشف العيوب ، وتزيل أقنعة دعاة الوطنية من المنافقين .

ولا أنسى الإشارة إلى سقوط أقنعة بعض كُتّاب الصحافة الذين انحازوا إلى أصحاب العرائض المطالبة بتعديلات دستورية في وقت يجب فيه الالتفاف على الحاكم ، ووأد الفتنة لا تأجيجها إن كانوا وطنيين ...

وأخيرا أسأل الله أن يحفظ بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية ، ويمن عليها بالأمن والإيمان ، ويوفق ولاة الأمر فيها لما فيه صلاح العباد والبلاد .

عبد الله بن محمد زقيل
zugailamm@gmail.com

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عَبْد اللَّه زُقَيْل
  • مسائل في العقيدة
  • مسائل فقهية
  • فوائد في الحديث
  • فوائد في التفسير
  • فوائد في التاريخ
  • فـتـاوى
  • مشاركات صحفية
  • تـراجــم
  • متفرقات
  • كتب تحت المجهر
  • دروس صوتية
  • الصفحة الرئيسية