بسم الله الرحمن الرحيم

ورطـتــهم فــي الفلوجــة.. !!!.


لقد عاث عباد الصليب في الفلوجة فسادا..
لقد رأيناهم وقد دنسوا المساجد، وانتهكوا حرماتها، وأصابوا مآذنها..

ولم يرقبوا الله تعالى فيها، ولم يحترموا دين الإسلام، ولا مشاعر المسلمين..

وفوق ذلك وأعظم منه: .................


في كل زمان يقيم الله تعالى لعباده آية، تدل على صدق ما أخبر به، من نصره أولياءه المتقين، وجنده المخلصين، على أعدائه الكافرين الظالمين، قال تعالى:

- {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإن جندنا لهم الغالبون}.

- {إننا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}.

وفي هذه الأيام أقام الله تعالى لنا أهل الفلوجة آية من آياته، الدالة على صدق وعده بنصره المؤمنين، فهذه البلدة الصغيرة، التي لم نعرفها، ولم نسمع بها، إلا بعد غزو العراق، إذاقت المحتل الأمريكي سوء العذاب، وانتقمت للمؤمنين منهم، وردت شيئا من كرامة المسلمين.

يثبت هذا أمور:

1- رغبة المحتل في هدنة، والهدنة لا يطلبها طرف إلا في حالات الإصابة البالغة المؤلمة.

2- طلبه من دولته تعزيزات عسكرية، والتعزيزات لا تطلب إلا في حالة الخسارة الكبيرة في العدد والعتاد.

3- اعتراف المسؤولين الأمريكيين أن قواتهم لقيت أياما عصيبة وشاقة، لم تشهد مثلها منذ بدء الغزو.

4- تشبيه وسائل الإعلام ما يحدث للأمريكان في العراق بما حدث لهم في فيتنام.

5- طلب المحتل من الدول المجاورة التدخل للوساطة.

6- وأخيرا الاستعانة بقيادات حزب البعث السابق لضبط المدينة.

كل هذه أدلة على ما ناله من إنهاك وخسارة بالغة مؤلمة، في العدد والعتاد، على يد فئة قليلة، مؤمنة، صابرة، مجاهدة، ترجو ربها، تلقي بنفسها في المعركة، تبتغي النصر أو الشهادة.

فهذا دليل على أن عز المسلمين إنما في الجهاد في سبيل الله تعالى، فما تركوه إلا ذلوا، والعدو لن يرتدع، ولن ينزجر إلا بهذا، وإذا لزم أهل العراق خط الجهاد والمقاومة، فلن يبقى له قرار.

نعم.. المسلمون لا طاقة لهم بهذا العدو، الجبار في الأرض، الظالم، الذي تملك وتحكم على حين غفلة من المسلمين، لكن ضعفهم لا يخوّل لهم الاستسلام والرضا، بالاحتلال الصريح لبلاد الإسلام، كلا، بل ضعفهم حائل دون تقدمهم بعداوة، مانع من بدئهم بجهاد، أما الدفاع عن البلاد فواجب في كل حال، حتى حال الضعف الشديد، وشروط جهاد الدفع ورد المحتل، أسهل من شروط جهاد الطلب والفتح.


لقد عاث عباد الصليب في الفلوجة فسادا، لقد رأيناهم وقد دنسوا المساجد، وانتهكوا حرماتها، وأصابوا مآذنها، ولم يرقبوا الله تعالى فيها، ولم يحترموا دين الإسلام، ولا مشاعر المسلمين، وفوق ذلك وأعظم منه:

قتلهم النساء والشيوخ والأطفال، بصواريخهم الفاجرة، وحربهم الجبان، إذ لم يقدروا على النيل من المجاهدين الأبطال، فانتقموا من الضعفاء، فهدموا عليهم المساكن ؟؟!!!.

لقد ارتكبوا العظائم، وفي كل محنة منحة ربانية، فهذه الأحداث على قساوتها، أزالت عن أعين كثيرة من المسلمين، كانوا يحسنون الظن بهذا العدو، ويظنونه وفيا صادقا.. وكان أهل العلم يقولون:

الكافر عدو لله تعالى، غير مأمون، وكمونه في بعض الأحيان، وعدم ظهوره بعداوة صريحة، لا يعني ولا يدل على سلامة قصده:

- فعداوته المبطنة، وكيده الخفي الدائم: دليل على حسده وحقده.

- وهمه في التضييق على المسلمين، والانحياز ضدهم: دليل على عدواته وكرهه للإسلام.

غير أن جمعا من الناس كانوا بين مرتاب ومشكك، ورافض ساخط لمثل هذا الظن بهؤلاء.!!.

فجاءت هذه الأحداث لتزيل تلك الغشاوة، عن أعين المسلمين، الذين لم يتصورا الحقيقة..

ومع أن كل هذه الحقائق مسطورة في القرآن الكريم، غير أن البعد عن القرآن كان سببا في الجهل بها، وإن هذا ليدعونا إلى العناية بكتاب الله تعالى، عناية بالغة، ففيه كل الهداية، وكل الحقائق.

- قال الله تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}.

- وقال: {قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر}.

- وقال: {إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون}.

- وقال: {لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون}.

والنصوص في المعنى كثيرة.

نعم ليس كل الكافرين كذلك، لكن منهم من هو كذلك..

وإذا كان من الغلو اعتبار جميع الكافرين محاربين:

فكذلك من التفريط والتساهل والخطأ اعتبارهم جميعا مسالمين.

وإن كانت الشعوب في جملتها لا تحارب الإسلام، فإن دولا بعينها قد اضطلعت بحرب الإسلام، وأعلنتها في بعض الأحيان صريحة، وإن كان أفعالها دليلا لا يحتاج إلى تصريح.


إن الولاء والبراء أصل الدين، فمن لا ولاء له للإسلام، ولا براء له من الكفر، فليس بمسلم، وهوية المسلمين في هذه العقيدة..

ومن البلية، وقت اشتداد محنة المسلمين على يد العدو الكافر، أن يخرج علينا من دعاة التجديد والإصلاح، من ينادي بإلغاء هذه العقيدة، ناسبا إليها التطرف والإرهاب والتفجيرات، وأن السلام والأمن لا يحل إلا:

- بإلغاء مصطلح الكفر والبراء.

- وإلغاء كافة الحواجز بين الأفكار والأديان والملل.

يتسترون وراء دعوات تجديد الخطاب الديني، وقبول الرأي الآخر..؟؟!!!!!..

وهي شعارات تحتمل حقا وباطلا، وقصدهم الباطل منه، ليس إلا.

والعجب!..

كيف يجرءون على دعوة الأمة أن تتخلى عن برائها من الكفر والكفار، في الوقت الذي:

ترى فيه..

وتلمس..

وتحس..

بكل أنواع الأذى البدني والنفسي والديني، ينزل عليها بيد هذا العدو الكافر المحتل؟!!.

كيف نفسر موقفهم هذا؟.

وبماذا يمكن تعليله؟.

هل هو جهل مطبق؟.

أم ماذا..؟؟؟!!!..
 

أبو سارة
abu_sarah@maktoob.com

الصفحة الرئيسة       |      صفحة الشيخ