اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/adelalmhlawi/32.htm?print_it=1

🌾 لمن لا زال يراوح مكانه في حفظ القرآن

عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
@adelalmhlawi


يداوم يومياً على قراءة ورْدِه من القرآن حتى لا يتفلّت منه ، فيفوز بآلاف الحسنات من أجور تلاوة القرآن كل يوم بخلاف غيره .
يحرص كثيراً على قيام الليل حتى يُثبتّهُ في صدره ، فيفوز بأجر هذه العبادة الجليلة ، ويكون من أهل الشرف الحقيقي " فشرف المؤمن قيام الليل " .
يطيل أحياناً في صلاة النافلة المطلقة حتى يقرأ يراجع محفوظه كل يوم ، فينال أجر القانتين .
يتورع عن المعاصي خوفاً من ضياع القرآن منه ، فيعصمه الله بهذا الحفظ .
يتذلل لربه بأن يُتم عليه حفظه ولا يضيع منه ، فيفوز بأجر تذلل الخاشعين .
تجده كثير القراءة في سيره ، ووقت انتظاره في أي مكان ، ويقطع سفره بختم أجزاء من كتاب ربه ، فهو لا يحتاج النظر في المصحف فقد حفظه عن ظهر قلب .
يحث غيرَه عليه دوماً لأنّه يرى فضل الله عليه ، فيزيد أجره بالدلالة على الخير .
يقتدي به غيرُه ، وهو يراه حافظاً ثبْتاً متقناً ، فينال أجر الإمامة في الدين .
هذه وغيرها الكثر - ياكرام - أحوال حافظ القرآن مع كتاب ربه ، وثمرات حفظه في الدنيا .

أمّا ثواب الحفظ في الآخرة فلا تُحصى ، فمنها :


حافظ القرآن يفوز ووالده بالتزين بتاج الكرامة يوم الجزاء والحساب ، تمييزاً له بين العالمين ، أفلا ترغب بهذا التكريم !؟
حافظ القرآن من أهل الله وخاصته ، أفلا يحفّزك هذا الفضل لتكون منهم !؟
حافظ القرآن ، يرتقي ويعلو في الجِنان فوق كثير من المؤمنين حتى يبلغ أعالي درَج الجِنان ، أفلا تطمع نفسك بهذه الرفعة ، وهل المسألة هيّنه !؟ فبين كل درجة ودرجة مئة عام .
حافظ القرآن لا تمسه النّار ، بفضل رحمة الله ثمّ بفضل هذا الحفظ - خصوصاً مع الإخلاص ، ومراقبة الله على الدوام - ألا تحرص على النجاة !؟
حافظ القرآن فاز بالخيرية ، فخير هذه الأمّة من تعلّم القرآن وعلّمه ، أفلا تُحب أن تكون منهم !؟
حافظ القرآن يُحاجّ له القرآن بين يدي الله تعالى ، فقد كان القرآنُ جليسه وأنيسه ، فيشفع له حتى يرضى ربُه عنه .


وبعد أمّا زلت تُراوح مكانك في الحفظ ؟؟
أعرف - ويعرف غيري - إخوة لا يزالون يُراوحون مكانهم في الحفظ من سنوات ليست بالقليلة  ، عندهم الرغبة الصادقة ، ولكنّهم تنقصهم الهمّة العالية ، والتنظيم لوقتهم ، والتفرّغ للحفظ ، فلم يُتمّوا حفظهم .

أخي الكريم ... أختي الكريمة /

حفظ القرآن - وقد عرفتم بعض فضائله ، ومنزلة أهله ليس بالأمر الهيّن - فلذا يحتاج الأمر صبر ومصابرة ، وهمّة وتفرّغ ، ونية جازمّة ، ومحاسبة للنفس وصدق معها ، والنظر في أسباب هذا التأخر والاتقان ..
وكلُّ واحد منّا أدرى بنفسه ، وأعرف بالأسباب .


📌
فلذا لا بد من أساسيات لتحقيق هذا المقصد النفيس ، منها :
الإرادة الصادقة ، فلا يحول بينك وبين تحقيق هدفك إلا الموت .
الأخذ بعزيمة التفرّغ ، والبعد عن كلِّ فارغ ، والبحث عن كل سبب حال بينك وبين ختم القرآن ، ثمّ العزم على إزالته ، وسترى النتيجة مفرحة بإذن الله تعالى .
ترتيب وقتك ، فاجعل هناك وقتاً للحفظ والمراجعة لا تُخلُّ بهما البتة .
التزم بوِرد يومي للحفظ وللمراجعة - ولا تستعجل ولا تيأس - ستمر بك آيات كأنّك تقرأها لأول مرة ( هذا شيء طبيعي ) فمع التكرار ستجدها ثبتت في صدرك بإذن الله .
لابد من الإرتباط بشيخ تحفظ عليه ، وابحث عن الحريص على حفظك ، فإنّه سيكون نعم المعين لك .
لا تُكثر محفوظك ، فالحفظ القليل أثبت للحفظ . سترى البعض يحفظ سريعاً ، فهذا قد يكون وهبه الله ذاكرة قوية ، فالحفظ الأولي مدته غالباً مابين سنتين إلى ثلاث ثم تبدأ مرحلة الثبيت .
لا تيأس ، فلئن تضل عشر سنوات في حفظ القرآن ثم تلقى الله وفي صدرك كتابه خيراً من أن ترد القيامة صفر اليدين بلا حفظ .
نية الحافظ تبلّغه منازل الحفّاظ ، فالبعض قد يشرع في الحفظ وتخرمه المنية فيلقى الله ، فمثل هذا نحتسبه عند الله حافظاً مادام أنّه ساع في هذا الطريق .

همسة أخيرة /

لئن بلغت من العمر عتياً ، فبإمكانك الحفظ بإذن الله ؛ أعرف رجلاً بدأ بالحفظ وليس في وجهه شعيرة سوداء ، بل كله أبيض من كبر سنه ، ومع الإرادة والعزيمة صار يحفظ القرآن كله كسورة الفاتحة ، والسبب :
الإرادة الجازمة ، والمواصلة وعدم اليأس .
والشواهد كثيرة جداً .

وبعد أخي الفاضل ... أختي الفاضلة /

فهذه كلمات يسيرات سطّرتُها لمن يرغب في حفظ كتاب ربه - وهو أعظم مشروع في الحياة - ولكنّه قد تأخر لعدة أسباب ، وهذه التوجيهات من واقع خبرة ، وقراءة ميدانية في هذا الشأن .

فاستعن بالله ولا تعجز ، وستحقق هذا الهدف العظيم .
 

كتبه الداعي لك بخير /
عادل بن عبدالعزيز المحلاوي .
١٤٤١/٧/٤

 



 

عادل المحلاوي
  • رسائل دعوية
  • مقالات موسمية
  • كتب
  • مقالات أسرية
  • خطب الجمعة
  • الصفحة الرئيسية