اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/adelalmhlawi/7.htm?print_it=1

🌱 سجود قلب ...

عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
@adelalmhlawi

 

الكائنات كلها تسجد لله طوعاً وإذعاناً ، وتعظيماً وإجلالاً .
ويسبح الكون كله لله ، بسمائه وأرضه ، وسحابه وماءه ، وهواءه وشجره .
نقرأ قوله تعالى :
" وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ " فنذعن لهذه العظمة ، وذاك الكبرياء .

ونتأمل قوله تعالى :
" تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا " فإذا ملِكاً جليلاً قد عرفت المخلوقات عظمته فتمتمت بالتسبيح ،
واستغرقت بالتقديس .
فهل تفكرنا في هذا السجود ، وذاك التسبيح ، الخاضع قائلُه لربه !

🌿 إنّ عظمت الله تسكن كل قلب حي ، وذو إحساس وشعور إلا عصاة بني آدم .
ولو تأمّل ذلك المسكين في عظمة الله لسجد سجدة لايقوم منها إلى يوم القيامة .
جبريلُ عليه السلام - أعظمُ الملائكة خِلقةً وعظمة  - مرّ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء فإذا هو ( كالحِلْس البالي ) خضوعاً وذلةً واستكانةً لخالقه .

هذا الملَك العظيم في خِلْقته وبُنيته يخضع ويخشع هذا الخشوع العظيم للباري ، وماذاك إلا لمعرفته لله ، لأنّ أس الأساس في تعظيم الله ، وأصل الأصول
( هو : معرفة الله )

🌱 سجود القلب :
هو الإذعان التام لله الملك ، والخضوع المطلق للإله الحق المبين .
هناك حيث يعرف المرء قدره حين يتذكر أصل خلقته " من نطفة " وختام حياته " تحلّل في تراب "

🌱 سجود القلب :
يحدث حين يتأمل المرء في عظمة الله المطلقة ، في أولية لا ابتداء لها ، وأخروية لا نهاية لها ، وإحاطة عظيمة للخلائق في برهم وجوهم وبحرهم وفضائهم ، إحاطة في أدق تفاصيل أمورهم من أسرار وأعمال وأقوال وخطرات ونوايا ومستقبل وماض...
في تقديرات يعجز أبلغ النّاس عن وصفه ولكنّها يسيرة في علم الله وعند قدرته .

🌱 سجود القلب :
في كل حال اضطرار وحاجة ، وفقر لملك قدير قادر ، يغيّر مجرى الأمور ، ويفرّج كل همّ ، ويقضي كل حاجة ، ويجيب كل دعوة ، ويحقق كل أمنية .

🔹 لا تفكر في أمنياتك التي لم تتحقق ، ولكن استحضر - الأن - كل فضل عليك :
( ستره ، عافيته ، حفظه لك في كل جارحة منك ، عطاءه في كل ذرة من حياتك )
🔹 أُعدد أيام الصحة لك في حياتك ؛ لا تستطيع .
🔹 عدّد أيام فرحك ؛ لا تقدر .
🔹 تكلم عن نعمة البصر والسمع فقط  ؛تحتاج معها لمجلدات .
🔹 أيام مرضك معدودة ، ساعات حزنك محدودة ، حوائج التي لم تتحقق تستطيع عدها ، ولكن في المقابل انظر لعطاءه لديك تجده لا حصر له ( إسلام تنجو به من النار ، علم تعبد به ربك ، صحة تمشي به لقضاء حوائجك ، أمن في وطن يُحفظ به عرضك ومالك )
🔹تفكّر في صغرك وضعفك ثم هاأنت قد قويت ، تذكر يوم كنت لا تملك شيئاً منه وهاأنت قد وسع الله عليك ، استحضر طفولتك وشبابك وكيف كانت وإلى أين وصلت الأن .

🌿 هذا هو " ربك " المنعِم عليك ، فاسجد سجود قلب .

كتبه /
عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
( أملج الحوراء )
عصر يوم الأثنين الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر لعام أربعين وأربع مئة وألف لهجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام .

 

 

عادل المحلاوي
  • رسائل دعوية
  • مقالات موسمية
  • كتب
  • مقالات أسرية
  • خطب الجمعة
  • الصفحة الرئيسية