بسم الله الرحمن الرحيم

لا يحصل الملك للعرب إلا بصبغة دينية!


هذا هو رأي ابن خلدون في مقدمته عن العرب، والمقصود بالملك السياسة الرشيدة التي يسوس فيها القادة ذوو العصبية القوية رعيتهم على أساس الشورى الصادقة، والعدل الشامل، والبعد عن الظلم والاستبداد، ومراعاة تحقيق مصالح الأمة، ودفع المفاسد عنها، والسعي في جمع كلمتها على الحق، واتخاذ الأسباب التي تقيها التنازع المؤدي إلى الفشل...
والمقصود أيضا إسناد الأمور إلى من هو أهل لها في شئون الدولة كلها، من أعلى موظف فيها إلى أصغر موظف، يضع في كل وظيفة من تتوفر فيه مقوماتها من علم وخبرة ومقدرة على تنفيذ مهماته فيها، بأمانة ومساواة بين الناس، وورع عن هضمهم حقوقهم..

والمقصود كذلك بسط الأمن في الدولة:

الأمن الداخلي، بغرس الإيمان الصادق في نفوس أجيال الأمة، والعبادة الخالصة لله، والإحاطة بكل ما يحتاجه المسلمون من العلوم الإنسانية والكونية، عن طريق دور العلم من المدارس و المعاهد والجامعات، وكل ما بردع القوي عن ظلم الضعيف، والأخذ على أيدي المجرمين من السراق والقتلة وقطاع الطرق والمرتشين، ليأمن الناس على ضرورات حياتهم، وهي دينهم ونفوسهم ونسلهم وعقولهم وأموالهم، وما يكملها في ذلك، بإقامة الحدود والتعازير الجامعة بين عقوبات المعتدين وزجر من يفكر في الاعتداء من مرضى النفوس البطالين...
وبذلك تزدهر البلاد في اقتصادها وتجارتها وزراعتها وسائر ما يحقق أمنها واستقرارها، ويطمئن أهلها على ضمان حقوقهم والعدل في أداء واجباتهم...
كما يُقصد كذلك سمع وطاعة الرعية لولاة أمرها، فيما لا معصية فيه لربها، واستجابتها لما يفرض عليها من حقوق يؤديها بعضهم لبعض، سواء في ذلك ما تعلق بالأمة ممثلة في الدولة، أو الأسرة أو الأفراد... لا ينازعون في الأمر أهله، ولا ينزعون يدا من طاعة، ولا يخرجون على من ولاه الله أمرهم، لما يترتب على ذلك من فوت مصالح ونزول مفاسد، وانتشار فوضى واضطراب وإهلاك للحرث والنسل...
والأمن الخارجي، بحماية صف الأمة من فساد المفسدين، من جواسيس الأعداء و المنافقين، وإعداد العدة لرفع راية الجهاد في سبيل الله، لإرهاب الطغاة المعتدين، وطرد من احتل أي جزء من البلاد من الغاصبين.
وأساس تلك العدة وعمادها، إيجاد الرجال الشجعان الذين يتحلون بالعقيدة والإيمان، والعبادة الصادقة للديان، وإيجاد كل أنواع السلاح الفعال، وتدريب جند الله من حماة الأمة على تلك الأنواع، وعلى كل أساليب القتال، التي تناسب العصر والحال، وحشد الأمة كلها لنصرة أبنائها الأبطال، كل فيما يقدر عليه من خدمة أو مال، ليتم النصر على الأعداء، ويطمئن الشعب ويَثبُت البناء...
ذلك هو الملك الذي عناه ابن خلدون، كما يظهر ذلك من فصول مقدمته الكثيرة في هذا الباب، كما يظهر كذلك من كتب السياسة الشرعية التي كتبها علماؤنا العظام، مثل كتاب "الأحكام السلطانية" للماوردي، وكتاب "الأحكام السلطانية" لأبي يعلى، وكتاب "الغياثي" لإمام الحرمين الجويني، وكتاب "السياسة الشرعية" لابن تيمية، وما بينه علماء التفسير عند الآيات المناسبة، وشراح الأحاديث عند الأحاديث المناسبة كذلك...
ومما لاشك فيه أن ولاة أمر المسلمين من العرب، قد حققوا تلك الأمور لأمتهم، عندما تمسكوا بدينهم، وكان ذلك بارزا في العصور المفضلة أكثر من غيرها مما تلاها من العصور، وكلما قوي تمسك ولاة الأمر من العرب بالإسلام وتطبيق شريعته في شعوبهم، ازداد تحقق تلك المقاصد والمصالح، وخف وجود المفاسد والشرور...
وعندما يضعف تمسكهم بالإسلام وتطبيق شريعته، يضعف تحقق تلك المصالح، ويكثر نزول المفاسد والمصائب بأمتهم بمقدار ما يصيبهم من ضعف في تمسكهم بالإسلام...
إلى أن يستبدل الله بهم غيرهم، منهم أو من غيرهم، من الشعوب الأخرى التي تتمسك بالإسلام، وكان آخر أمة قادت الشعوب الإسلامية الدولة العثمانية، التي أفل نجمها في أوائل القرن العشرين، لسببين:
السبب الأول: بعد حكامها عن الإسلام وتصدع صففها.
السبب الثاني: تعاون اليهود والصليبيين ومن خدعوا بهم من الطامعين في الزعامات من العرب، كما هو حال أمثالهم اليوم مع الأمريكان واليهود كذلك...
والذي يظهر من كلام ابن خلدون رحمه الله، أن العرب إذا لم تكن سياستهم مصبوغة بالصبغة الدينية، يكونون أبعد من غيرهم عن إقامة الملك الرشيد والحكم السديد، وقد أبدى في هذا الأمر وأعاد.
ويكفي أن ننقل عنه أحد فصول هذا الموضوع من مقدمته، فقد قال رحمه:

"الفصل السابع والعشرون
في أن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية، أو أثر عظيم من الدين على الجملة
والسبب في ذلك أنهم لخلق التوحش الذي فيهم، أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض، للغلظة والأنفة وبعد الهمة والمنافسة في الرئاسة، فقلما تجتمع أهواؤهم.
فإذا كان الدين بالنبوءة أو الولاية كان الوازع لهم من أنفسهم، وذهب خُلُق الكبر والمنافسة منهم، فَسَهُل انقيادهم واجتماعهم وذلك بما يشملهم من الدين الْمُذهب للغلظة والأنفة الوازع عن التحاسد والتنافس.
فإذا كان فيهم النبي أو الولي الذي يبعثهم على القيام بأمر الله، يُذهب عنهم مذموماتِ الأخلاق ويأخذهم بمحمودها، ويؤلف كلمتهم لإظهار الحق، تَمَّ اجتماعُهم وحصل لهم التغلب والملك، وهم مع ذلك أسرع الناس قبولا للحق والهدى، لسلامة طباعهم من عِوَج الْمَلَكات وبراءتها من ذميم الأخلاق، إلا ما كان من خلق التوحش القريب المعاناة المتهيئ لقبول الخير ببقائه على الفطرة الأولى، وبُعدِه عما ينطبع في النفوس من قبيح العوائد وسوء الملكات فإن كان مولود يولد على الفطرة كما ورد في الحديث وقد تقدم..."
وابن خلدون يتمتع بصفات وخلال، تؤهله لمثل هذا التحليل:
فهو أولا عربي أصيل، لأنه يمني حضرمي، لا يستطيع أحد اتهامه بعنصرية أو معاداة للعرب...
وهو ثانيا مسلم متحمس لدينه، كما يظهر مما كتبه في هذه المقدمة وفي تاريخه، فلا يستطيع أحد اتهامه بعدم المبالاة بما يكتب ويقول...
وهو ثالثا مؤرخ اجتماعي، يجمع بين الاطلاع على سجلات تاريخ الأمم وتحليلها اجتماعيا...
وهو رابعا محلل سياسي، يراقب تصرفات الساسة وتدابيرهم، بانيا تحليله على الربط بين التدبير ونتائجه.
ليس المقصود الحط من شأن جنس العرب
ولست ناسيا ما ذكره ابن تيمية رحمه الله، من فضل جنس العرب في الجملة، فلهم فضلهم في النسب والنجدة والشهامة والشجاعة والكرم وغيرها، فقد قال رحمه الله:
"فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم رومهم وفرسهم وغيرهم، وأن قريشا أفضل العرب، وأن بني هاشم أفضل قريش، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم، فهو أفضل الخلق نفسا وأفضلهم نسبا.
وليس فضل العرب، ثم قريش ثم بني هاشم، بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم، وإن كان هذا من الفضل، بل هم في أنفسهم أفضل، وبذلك ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نفسا ونسبا وإلا لزم الدور" [اقتضاء الصراط المستقيم (1/148)]
ثم ذكر حديث سلمان رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا سلمان لا تبغضني فتفارق دينك، قلت يا رسول الله كيف أبغضك وبك هداني الله؟ قال" تبغض العرب فتبغضني) [اقتضاء الصراط المستقيم (1/155) والحديث قال فيه الترمذي: "
حديث حسن غريب..." وقال الحاكم المستدرك (4/96): هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه]
والمقصود من هذا الفضل، ما يتميز به جنس العرب عن غيرهم، من الخلال الطبيعية التي جبلوا ‘ليها، ولكل جنس من أجناس البشر ميزات تخصهم، كما يتميز بعض الأفراد من كل جنس أو قبيلة أو أسرة عن بعضهم.
ولكن تلك الخلال التي تتحلى بها الأجناس والشعوب والجماعات والأسر والأفراد، قد تتغير وتستعمل في غير موضعها، كالشجاعة الممدوحة التي قد تنقلب إلى تهور وعدوان مذمومين، والكرم الممدوح الذي قد ينقلب إلى إسراف مذموم، والنسب الشريف الذي قد ينقلب إلى تعصب ممقوت وكبرياء مذمومة...
والذي يضبط ذلك كله هو الميزان الشرعي الذي قال الله تعالى فيه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) ﴾ [الحجرات]
وفي حديث أبي هريرة قَال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان الله عز وجل قد أذهب عنكم عُبِّيَة الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي، والناس بنو آدم وآدم من تراب، لينتهين أقوام فخرهم برجال، أو ليكونن أهون عند الله من عدتهم من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن) [المسند (2/361) و الترمذي (5/734) وحسنه]
وعن أبي نضرة: حدثني من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في وسط أيام التشريق، فقال (يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، إلا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى. أبلغت؟) قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم... قال ليبلغ الشاهد الغائب) [المسند (5/411) مجمع الزوائد(3/266 ، 267) وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، وعن ابن عمر قال: نزلت هذه السورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمنى في أوسط أيام التشريق"
وما ذكره ابن خلدون رحمه الله أمر ثابت دل عليه القرآن:
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)﴾ [آل عمران]
قال القرطبي رحمه الله في تفسير الآية: "أمر تعالى بتذكر نعمه وأعظمها الإسلام، واتباع نبيه محمد عليه السلام، فإن به زالت العداوة والفرقة، وكانت المحبة والألفة، والمراد الأوس والخزرج والآية تعم" [تفسير القرطبي (4/164)]
وقال ابن كثير رحمه الله: "وهذا السياق في شأن الأوس والخزرج، فإنه قد كان بينهم حروب كثيرة في الجاهلية وعداوة شديدة وضغائن وإحن وذحول، طال بسببها قتالهم والوقائع بينهم، فلما جاء الله بالإسلام فدخل فيه من دخل منهم، صاروا إخوانا متحابين بجلال الله، متواصلين في ذات الله، متعاونين على البر والتقوى" [تفسير ابن كثير (1/390)]
وقال تعالى:﴿...هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)﴾ [الأنفال]
قال القرطبي رحمه الله: ﴿وألف بين قلوبهم﴾ أي جمع بين قلوب الأوس والخزرج، وكان تأليف القلوب مع العصبية الشديدة في العرب، من آيات النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته، لأن أحدهم كان يُلطم اللطمة، فيقاتل عنها حتى يستقيدها، وكانوا أشد خلق الله حمية، فألف الله بالإيمان بينهم، حتى قاتل الرجل أباه وأخاه بسبب الدين، وقيل أراد التأليف بين المهاجرين والأنصار والمعنى متقارب" [تفسير القرطبي 8(/42)]
وقال ابن كثير رحمه الله: "ثم ذكر نعمته عليه بما أيده به من المؤمنين المهاجرين والأنصار، فقال: ﴿هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم﴾ أي جمعها على الإيمان بك وعلى طاعتك ومناصرتك وموازرتك، ﴿لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم﴾ أي لما كان بينهم من العداوة والبغضاء، فإن الأنصار كانت بينهم حروب كثيرة في الجاهلية بين الأوس والخزرج، وأمور يلزم منها التسلسل في الشر، حتى قطع الله ذلك بنور الإيمان، كما قال تعالى:
﴿واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون﴾
وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خطب الأنصار في شأن غنائم حنين، قال لهم: (يامعشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي) كلما قال شيئا، قالوا: الله ورسوله أمن"

الواقع يدل على ما ذكره ابن خلدون.
وإن الواقع الذي رأيناه في عمرنا القصير في هذا العصر، ليدل دلالة واضحة أن العرب لا تجتمع كلمتهم، ولا ينصاع بعضهم لبعض، بدون أن يقودهم منهج الله الذي أتاهم به كتابه وسنة نبيه.
ولنضرب بعض الأمثلة من دلالة الواقع في زمننا القريب:
المثال الأول: أن غالب الدول العربية جربت كل مبدأ من المبادئ التي ظهرت في العالم شرقيه وغربيه:
أطلقت شعار القومية العربية التي أراد المعتدون الغربيون، إحلالها محل الجامعة الإسلامية، بعد سقوط رمز الخلافة العثمانية، ونشأت على إثرها جامعة الدول العربية، سنة 1945م.
وأطلقت شعار العلمانية التي طبقت في الغرب، وهي تعني في الغرب، فصل الدين عن الدولة، ولكن الدول العربية التي نادت بهذا الشعار لم تكتف، بفصل الدين عن الدولة، بل حاربت كل من يدعو إلى العمل بالكتاب والسنة وتطبيق شريعة الله، وقامت باعتقالهم وسجنهم وتعذيبهم وتشريدهم بل وقتل كثير منهم، ولا زالت هذه الحرب مستمرة في بعض تلك البلدان إلى يومنا هذا...
ورفعت شعار الاشتراكية العلمية التي كانت سببا في فقر الأغنياء، وزيادة في فقر الفقراء...
بل إن بعضها رفعت شعار الإلحاد الشيوعي، وقامت عليه، وأنزلت بقادة الفكر والعلم وأهل الرأي في بشعوبها أشد أنواع الابتلاء، التي فاقوا فيها أساتذتهم في روسيا الماركسية و الصين الماوية....
المثال الثاني: عدوان من ملك القوة من زعماء العرب على من ضعف منهم، وما حصل في الستينات وما تلاها إلى أواخر الثمانينات التي كان آخرها حروب الحليج المختومة بالعدوان الصليبي اليهودي اليوم...
المثال الثالث: ما رفع من شعار الوحدة أو الاتحادات سواء كانت ثنائية أو إقليمية، بحيث لا ينادى بها اليوم إلا لتنشب بين أهلها نزاعات وإحن وعداوات غدا، ومن أمثلة ذلك الوحدة بين مصر وسوريا، والاتحاد المغاربي، والاتحاد العربي الذي أعلن بين مصر والعراق والأردن واليمن...
المثال الرابع: فشل المؤتمرات والاجتماعات العربية الثنائية أو الإقليمية أو القومية، التي تعقد بعد ضجيج إعلامي يظن عوام الناس معه أن وراء رعودها وبروقها غيثا مدرارا، ثم يفاجأون بعد زمن يسير بما يحزنهم من المواقف، وقد سربت وسائل الإعلام في الفترات الأخيرة قليلا مما يحدث بين بعض الزعماء من خصام وتلاسن كافيين للدلالة على ما خفي من ذلك...
المثال الخامس: ما جرى بين الدول العربية من حروب وعداوات، بسبب قِطَعٍ من الأميال على الحدود، وهي كثيرة ولا زالت ناشبة في بعض الدول العربية إلى اليوم...
المثال السادس: فشل جامعة الدول العربية التي مضى على إنشائها ستون عاما:
[كان التوقيع الرسمي على ميثاق في 22/3/ 1945م
http://www.arableagueonline.org/arableague/arabic/details_ar.jsp?art_id=185&level_id=60 ]
وقد أعلن قادتها على كل مستويات مجالسها، اتفاقات مهمة سطرت في أوراق وحفظت في ملفات.
ويمكن تصفح قراراتها من عام 1945 إلى هذا العام 2004م، التي يعجز عن حملها مائة وعشرون بعيرا، لوثائق كل سنة بعيران، دون أن ترى شعوبها منها ما يشعرها بالأمل في إنجاز شيء من تلك الاتفاقات...
ومن تلك الاتفاقات ما يتعلق بالاقتصاد، ومنها ما يتعلق بالدفاع العربي المشترك، ومنا ما يتعلق بالموقف من اليهود المغتصبين للأرض المباركة...
تكوين اللجنة السياسية 30/11/1946م

http://www.arableagueonline.org/arableague/arabic/details_ar.jsp?art_id=185&level_id=60&page_no=2

معاهدة الدفاع العربي المشترك
2 رمضان 1369هـ ـ 17 يونيو 1950م
 

http://www.arableagueonline.org/arableague/arabic/details_ar.jsp?art_id=135&level_id=121

http://www.arableagueonline.org/arableague/arabic/details_ar.jsp?art_id=185&level_id=60&page_no=2

اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري العربي 1359م
إبرام اتفاقية الوحدة الاقتصادية 1953م
إنشاء السوق العربية المشتركة 1960م
تكوين اللجنة السياسية 30/11/1946م

http://www.arableagueonline.org/arableague/arabic/details_ar.jsp?art_id=185&level_id=60&page_no=2


ومن عجائب فشل هذه الجامعة، أن يتنازع زعماؤها تنازعا قد يصل إلى حد القطيعة، في أصعب الأوقات وأشدها حرجا على شعوبها، كما حصل في العدوان العراقي على الكويت، وكما حصل في آخر اجتماع لقمتها في تونس هذا العام 1425هـ ـ 2004م

بل بلغ إن زعيما واحدا من زعماء الجامعة، يستبد بإلغاء اجتماع قمتها قبل انعقاده بساعات، لأسباب خاصة داخلية أو خارجية:
زعيم واحد ينفرد بتأجيل انعقاد مؤتمر القمة...
http://perso.club-internet.fr/mormik/
http://perso.club-internet.fr/mormik/ad182-moatamar%20tounis.htm

حتى أصبح بعض الكتاب يتمنى عدم انعقاد تلك القمة:
"ليتها ما انعقدت! 30/5/2004م"
http://www.daralhayat.com/opinion/05-2004/Item-20040529-d1e5d1cb-c0a8-01ed-001a-f0b13fc01f94/story.html

وفي نفس الوقت الذي تحصل هذه العجائب، تجد الشعوب العربية بعض قادتها يتسابقون إلى كسب ود اليهود، إما جهارا نهارا، وإما خفية وإسرارا!!!
كما يتسابق بعض زعمائها في تقديم مبادرات في جداول أعمال مؤتمرات قِممِها، كل مبادة تنقض أختها، يتبعها التنازع وعدم الاتفاق على شيء، ثم الخروج بالقرارات والتوصيات الإعلامية المعتادة التي لا تنتظر الشعوب من ورائها إلى فائدة...

مقارنة مخجلة!
وإن مما يثبت نظرية ابن خلدون رحمه الله، في الفشل العربي، مقارنة سريعة بين هذه الجامعة، وبين السوق العربية المشتركة التي أنشئت في روما، عام 1957م أي بعد تأسيس الجامعة العربية باثنتي عشرة سنة، وهذه السوق هي أساس الاتحاد الأوربي الذي أصبح اليوم يضم 25 دولة، بعد أن بدأ بثلاث دول تقريبا، ويكاد الاتحاد أن يعلن: "الولايات المتحدة الأوربية":
العوامل الجامعة والعوامل المفرق بين المؤسستين:
وإذا رجعنا إلى العوامل الجامعة والمفرقة بين المؤسستين، وجدنا عوامل كثيرة قوية تقتضي اجتماع الدول العربية، وعوامل كثيرة قوية تقتضي تفرق الدول الأوربية:
أولا: العوامل المقتضية لاجتماع الدول العربية:
أساس العوامل التي تقتضي اجتماع الدول العربية: الإسلام الذي هو دين غالبها، حيث إن بعض البلدان لا يوجد فيها إلا المسلمون، وبعضها غالب سكانها مسلمون، وغير المسلمين قلة فيها...
والإسلام هو الذي جمع العرب على كلمة سواء، بعد أن كانوا متفرقين، بل جمع العرب وغيرهم في البلدان الأخرى، إما بدخول أهلها في الإسلام، وإما باقتناعهم بفضائل منهج الإسلام الذي لم يجدوا في نظمهم ما يدانيه في عدله ومساواته ونشر أمنه في تلك البلدان...
ومن أهم العوامل الجامعة للدول العربية: اللغة التي حفظها الله لهم بحفظ كتابه وحفظ دينه، واشتراك أي قوم في اللغة، يسهل اتصال بعضهم ببعض في كثير من الأمور: الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية والإعلامية وغيرها، وقد كان للغة العربية أثر بالغ في اجتماع العرب في جميع العصور، حتى في ظل الخلافة العثمانية التي كان قادتها من غير العرب.
كما أن اللغة العربية عامل لاجتماع المسلمين كلهم عربهم وعجمهم، لأنها لغة دينهم ولغة كتابهم ولغة سنة رسولهم، ولغة مصادر ثقافتهم الأصلية...
ومن أهم العوامل التي تجمع الدول العربية: الاتصال الجغرافي بين شعوبها، من موريتانيا غربا، إلى الخليج العربي شرقا، وتتخلل أرضهم بحار وأنهار، ولا تفصل بينهم أي دولة غير عربية.
ولا عبرة بوجود اليهود المغتصبين للأرض المباركة، فهم جسم غريب طارئ طروء ابن الزنا لا جذور له في المنطقة، ومع ذلك لا يعتبر وجودهم فاصلا بين الدول العربية، لأن الشعب الفلسطيني يشاركهم في الأرض، ويعد العدة لطردهم من أرضه...
وهذا العامل يجمع كذلك بين الدول العربية وغيرها من الشعوب الإسلامية، مثل إيران وتركيا وجمهوريات وسط آسيا وأفغانستان، وباكستان...
ومن العوامل الجامعة بين الدول العربية: مصيرها المشترك في كل شئون حياتها: العقدية والتشريعية والتعليمية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والجغرافية، فهي تعلم أن أعداءها في حالة تأهب قصوى مستمرة، في النيل من كل هذه الأمور.
الدليل على ذلك واضح، في لحرب اليهودية الصليبية قديما وحديثا، على هذا الدين وأسس تشريعه وتعليمه وسياسة أتباعه الشرعية، ومصادر قوتهم الأسرية والسلوكية والعسكرية...
وما نراه اليوم من الحملة الظالمة على هذه الأسس والمصادر، خير شاهد على هذه الحرب...
ولم يتمكن أعداء هذه الأمة من هزيمتها إلا بنيلهم من هذه الأسس والمصادر...
العوامل التي فرقت بين الدول العربية
وإذا شئنا أن نجمل عوامل تفرق العرب في جميع العصور، وبخاصة في هذا العصر، فإننا نلخصها في الأمور الآتية:
الأمر الأول: تفريطها في قاعدة قواعد اجتماعها، وهو الإيمان الصادق بدينها الذي يترتب عليه تطبيق شرع الله في حياتها، بل نقول: مبالغة كثير من حكامها في إبعاد هذه الشريعة عن حياة شعوبها وحربها لمن دعا إلى تحكيك شرع الله بدلا من أحكام القوانين المصادمة للمعلوم من الدين بالضرورة في تلك الشريعة...
الأمر الثاني: تعاطي أسباب التنازع المؤدي إلى الفشل وذهاب الريح والهيبة، حتى أصبحت كل دولة تعادي الدولة الأخرى، وفقدت الثقة بين دولة وأخرى في الغالب...
بل دب الخلاف بين غالب الدول العربية وشعوبها، وتعددت في تلك الدول الأحزاب والجماعات، واحتدم الخلاف بينها أيضا، فوجه العرب صراعهم إلى ذات بينهم، فازداد ضعفهم الذي مكنوا به تداعي عدوهم على قصعتهم، وأغرقوا سفينتهم بخرقها بأيديهم...
الأمر الثالث: تعاون بعض الدول العربية ضد بعضها مع العدو، وتنافسها في التقرب إليه، طمعا في مصالح وهمية عاجلة زائلة، وهو يتربص بها جميعا، فتنقلب تلك المصالح الوهمية مفاسد عليها وعلى شعوبها، وتتكرر المآسي المترتبة على تلك المعاشرة السيئة، دون أن يأخذوا العبرة منها، فيلغون جميعا من جحر واحد مرات ومرات!
ومن مظاهر ذلك إيثار أعدائهم بالتبادل التجاري والاقتصادي وحرمان بعضهم من بعض، مع حاجة بعض الدول العربية إلى بعض في هذا المجال، حيث يوجد لدى بعضها من المصالح ما لا يوجد عند بعضها الآخر.
فدولة لديها مصادر طاقة ومال، فاقدة الأراضي الزراعية الكافية والمياه الوافرة، ودولة لديها أراض زراعية كافية ووفرة مياه فاقدة المال، وتلك لديها ثروة حيوانية تفقدها أخرى، وهذه لديها كفاءات عالية من المتخصصين في كل مجال، لا يجد كثير منهم العمل في بلادهم...
فتؤثر كل دولة سد حاجتها من الدول الأجنبية بسعر أعلى، وتصدر لتلك ما تحتاجه مما يتوفر لديها بسعر أدنى، وتستقدم كل دولة من تحتاج إليهم من المتخصصين من دول أجنبية بأجور عالية، وتحرم المتخصصين العرب ذوي الكفاءات المتنوعة من العمل فيها بأجور أقل من أجور الأجانب... فيضطر المتخصصون العرب إلى هجر بلادهم والذهاب إلى البلدان الأجنبية، ليشاركوا في بنائها وتقدمها طلبا للرزق الذي حرموا منه في البلدان العربية...
إن الدول العربية لو تبادلت المنافع والمصالح بينها لتكاملت ونالت من القوة ما تفقدها اليوم، ولقلت حاجتها للدول الأجنبية التي تتحكم فيها جميعا...
وطبق ذلك كله بين الدول العربية وسائر حكومات الشعوب الإسلامية...
الأمر الرابع: قلة صبر الزعماء العرب على ما يجري بينهم من خلافات وبخاصة في جامعة الدول العربية، فإذا اختلف زعيم مع آخر في مشروع من المشروعات النافعة، أصر كل منهم على موقفه وعطلوا ذلك المشروع ولو كان مرغوبا فيه عند بقية الزعماء...
الأمر الخامس: استبداد غالب الزعماء العرب بالتدابير العامة في سلم أو حرب، وعدم إشراك أهل الحل والعقد وذوي الاختصاص في شعوبها في تلك التدابير، التي قد يترتب عليها من الضرر ما يصيب الجميع...
وماذا عن الاتحاد الأوربي؟
هذه إشارات سريعة إلى ما يجمع الدول العربية وما يفرقها، وإلى الأحوال التي آلت إليها شعوبها بسبب الميل عن عوامل الاجتماع إلى عوامل التفرقة...

فماذا عن الاتحاد الأوربي؟
إنا إذا نظرنا نظرة تاريخية إلى العوامل التي تجمع هذا الاتحاد، وإلى العوامل التي فرقه، لوجدنا عوامل الفرقة أكثر وأقوى من عوامل الاجتماع...
فالشعوب الأوربية تختلف في لغتها اختلافا واضحا، فلا يفهم شعب منها لغة شعب آخر.
وهي مختلفة في ديانتها اختلافا وصل إلى اشتعال الحروب فيما بينها، ولا زالت المعارك دائرة في بريطانيا بين البروتستانت والكاثوليك، وكانت الحروب طاحنة بين فروع هذه الديانات في الشعب الواحد...
وقد اختلفت في سياساتها واقتصادها اختلافا أشعل بينها حربين عالميتين، أهلكت الحرث والنسل ودمرت الأخضر واليابس...
ولم تقع مثل هذه الحروب بهذه الشدة بين الدول العربية وكذلك الشعوب الإسلامية في هذا العصر، وإن حصلت حروب متفرقة بين دولة أخرى منها...
و مع ذلك نرى الدول الأوربية، قفزت قفزات عظيمة في تقاربها واجتماعها، اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ودبلوماسيا، وكادت ترفع علم الولايات الأوربية المتحدة...

ويمكن تلخيص الأسباب التي مكنتها من هذا الاتحاد في ما يأتي:
السبب الأول: الإرادة الجازمة والعزم المصمم على التقارب والتعاون، في الأمور التي يتفقون عليها وتنفيذ ذلك مهما قل أو كثر...
السبب الثاني: الإرادة الجازمة والعزم المصمم على الاستمرار في الحوار في ما اختلفوا فيه، وعدم الانقطاع عن ذلك الحوار ولو طال الوقت...
السبب الثالث: ضبط تصرفات الحكومات الأوربية وتدابيرها، بأنظمة وقوانين تمنعها عن الاستبداد بالأمر، وتجبرها على الرجوع إلى شعوبها وأهل الاختصاص فيها، في الأمور العامة التي تترتب عليها مصالح ومفاسد عامة، فلا تبت الحكومات في أمر من تلك الأمور دون الرجوع إلى شعوبها...
السبب الرابع: صبر الحكومات الأوربية على ما يجري بينها من خلافات، وعد التسرع في رفض ما لا ترغب دولة أو دول قبوله، وتنازل بعض تلك الدول عن بعض مصالحها الخاصة حرصا على مصالح أعظم منها تتحقق لها بذلك...
السبب الخامس: وضع حد للتنافس المفضي إلى عدم انقياد بعضهم لبعض، فهم يتنافسون وتحاول كل دولة أن تحصل على أكبر قدر ممكن من المصالح، ومن ذلك التنافس في القيادة والرئاسة، ولكن هذا التنافس لا يصل إلى عدم انقياد بعضهم لبعض، كما يفعل العرب...
ولهذا رأينا دولا قوية تتساوى مع دول ضعيفة في رئاسة بقية الدول، في الزمن المحدد، وتتفق على كبار الموظفين في الاتحاد...
السبب السادس: اتخاذ الحكومات الأوربية الوسائل القانونية مع شعوبها، فإذا رفضت أحزاب المعارضة ما ترى الدولة عمله في الاتحاد الأوربي، دعا الحزب الحاكم إلى الاستفتاء العام، فيقول الشعب كلمته ويحسم الأمر، وقد يرفض الشعب ما يدعو غليه الحزب الحاكم اليوم، فيجد الاستفتاء غدا، ويحظى بموافقة الشعب، كما حصل مرارا في كثير من تلك الدول، في ما يتعلق بالعملة الأوربية وغيرها...
ومن أهم المشروعات التي احتدم فيها الخلاف، الدستور الأوربي الموحد، ولا زالوا يواصلون التشاور والاجتماعات بشأنه، وما إخالهم إلا سيتفقون عليه قريبا... وستعلن الولايات المتحدة الأوربية التي هيئوا غالب أسس الوحدة لقيامها...
ولقد أجمل داهية العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه، لشعوب الروم خمس صفات تميزوا بها، نراها اليوم ماثلة أمامنا، وهي:
1- إنهم لأحلم الناس عند فتنة.
2- وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة.
3- وأوشكهم كرة بعد فرة.
4- وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف.
5- وأمنعهم من ظلم الملوك.
[صحيح مسلم، رقم (2898) وشرح النووي على صحيح مسلم (18/23)

أليست المقارنة بين الاتحاد الأوربي والجامعة العربية مخجلة؟
ألست الشعوب العربية نتجرع غصص اختلافات زعمائها الذين أوصلوها إلى هذه الحال المتردية؟
أليست فلسفة ابن خلدون صحيحة، وهي أن العرب لا تقوم لهم دولة قوية، ولا يحصل لهم اجتماع، ولا ينقاد بعضهم لبعض، إلا بصبغة دينية تجمعهم على الحق؟
ألم تدعم فلسفة ابن خلدون التجارب المتكررة في جميع العصور؟
يا زعماء العرب عودوا إلى ما أنعم الله به على سلفكم، من الوحدة بعد الفرقة، ومن العز بعد الذل، ومن الغنى بعد الفقر، ومن التبعية إلى القيادة:
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)﴾ [آل عمران]
(يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟ وكنتم عالة فأغناكم الله) [صحيح البخاري (4/1574) وصحيح مسلم (2 /735)]
 

كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل

الصفحة الرئيسة    |    صفحة الشيخ