بسم الله الرحمن الرحيم

هل تصح الصلاة وراء إمام يصلي إلى غير القبلة ؟!
 


يبدو أن الصلاة في هذه الحالة صحيحة ، في فقه من قال : ( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) ولكن يشترط في ذلك أن يكون المصلون على مذهب الإمام في جعل القبلة واشنطن و تل أبيب ، بدلا من الاتجاه إلى الكعبة .
ولكن من هو الإمام ، ومن هم المأمومون ؟؟!!

الإمام هو ياسر عرفات ، والمأمومون هم حكام الشعوب العربية والإسلامية الذين يؤمِّنُون ويقومون ويقعدون ويركعون ويسجدون ويسلمون ، وراء هذا الإمام ، مستدلين بالحديث الصحيح : ( إنما جعل الإمام ليؤتم به …!!!! )

وهذا الأمر واضح في تصريحات المأمومين الذين ظلوا يقولون – بلسان المقال والحال - : نحن نؤيد كل ما يرتضيه الشعب الفلسطيني – والمراد بالشعب الفلسطيني حقيقة الشرطة الفلسطينية - في قضية السلام ، ولهذا لا يتنازل إمام المصلين أي تنازلات للعدو اليهودي ، إلا قالوا وراءه : " آمين " !!!!! ويبدو أنهم هم الذين علموه مشروعية استقبال قبلته .

ومعلوم أنه يشترط فيمن تصح إمامته شروط ، منها أن يكون متجها إلى القبلة ، ويشرع أن يكون وراء الإمام أولو الأحلام والنهى ، فإذا اتجه الإمام إلى غير القبلة متعمدا لم تصح صلاة المأمومين وراءه ، لأن الاتجاه إلى القبلة شرط من شروط الصلاة التي لا تصح الصلاة إلا بها ، فإذا اتجه المأمومون وراءه متعمدين ، فهذا يدل على اتحاد مذهب الإمام والمأمومين ، وأن وحيا قد نزل إليهم بتغيير قبلتهم من الكعبة إلى واشنطن وتل أبيب ، ومنزل الوحي هو الذي قال : ( فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ) .
القبلة هنا هي الصلح المهين ، الذي سموه زورا وبهتانا " السلام ! " عفوا هو سلام حقيقي لليهود ، وعذاب وهوان للمسلمين .
القبلة هنا هي التآمر على رجال الجهاد وأطفال الحجارة الذي روَّوا بدمائهم ساحات الأقصى والأرض الفلسطينية كلها .
القبلة هنا هي السمع والطاعة لـ(السي آي إيه C.I.A ) والمخابرات اليهودية الشيمبين. القبلة هنا هي اعتقال المجاهدين وسجنهم ، بل وتسليمهم لليهود .
القبلة هنا هي الإسراع في تقوية اليهود بالعلاقات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية .
القبلة هنا هي : القضاء على الروح الجهادية في نفوس الشعوب الإسلامية ، بالخداع والغش وتضليل العقول ، وتغيير المناهج الدراسية ، بحذف كل ما يحقق للشباب المتعلم العزة والكرامة ، ويجعله واعيا لتاريخه وعقيدته وتاريخ عدوه من اليهود وأذنابهم !

هذه هي قبلة الإمام والمأمومين ……..!!!!!!!

وإنا لنحمد الله أن جماهير الشعوب الإسلامية قد غرست في قلوبها قبلتها ، فلم تترض أن تصلي وراء إمام يتعمد الصلاة إلى غير قبلتها ، وهذا هو المكسب الحقيقي لهذه الأمة أن لا يخدعها إمام فتتجه وراءه بصلاتها إلى غير قبلتها .

جماهير الشعوب الإسلامية أعربت عن قبلتها : الصلاة إلى الكعبة ، لا إلى واشنطن وتل أبيب . اجتماع صفوفها للدفاع عن قبلتها الأولى ، انطلاقا من قبلتها التي تصلي إليها في جميع أوقات صلاتها .
البراءة من اليهود الذين احتلوا أرضهم ، وانتهكوا أعراضهم ، ودنسوا مقدساتهم ، وقتلوا أطفالهم ونساءهم وشيوخهم ، وأهانوا علماءهم .
عدم الثقة فيمن يقودهم إلى غير قبلتهم ، مهتدين في كل ذلك بقول الباري جلت قدرته : ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) .

حافظوا على الصلاة إلى قبلتكم يا جماهير الأمة الإسلامية ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) حرروا الأرض المباركة ، بالاستمرار في الحركة الجهادية ( واصبروا وصابروا ) ( والله معكم ولن يتركم أعمالكم ) والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين !!! .

كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل