بسم الله الرحمن الرحيم

الدستور يا أبطال العراق!


العدوان الأمريكي الظالم وعملاؤه استعملوا كل ما يملكون لتحطيم المقاومة الجهادية التي لم يزدها ذلك إلا ثباتا وإسرارا على قول: "لا"
وهو أمر يشرف رجال الفلوجة و كل المناطق الأبية التي هدمت منازلها وانتهكت أعراضها وشرد ساكنوها وقتل شبابها ولا يزالون ثابتي الأقدام رابطي الجأش يزلزلون الأرض بإمكاناتهم المحدودة تحت أقدام المحتل وعملائه.

ولما يئس المحتل ومن والاه على احتلال العراق من النصر المادي العسكري المخابراتي بما يملكون من القوة المادية الشاملة على رجال الجهاد، لجئوا إلى إغراءات المناصب الوزارية وغيرها من الوظائف ليخدعوا بها بعضا ممن حل بهم وبأهلهم الظلم والعدوان، لينضموا إلى صف الحكومة التي لم يبق على انتهاء مدتها إلا سبعة أشهر تقريبا.

وهدفهم من ذلك تمرير الدستور الذي ستبنى عليه الدولة العرقية الدائمة، والذي سينال الموافقة بالأغلبية التي أفرزتها الانتخابات التي استبعد من خوضها المجاهدون للاحتلال، بأساليب ماكرة من الأمريكان وعملائهم.

ومعلوم أن الدستور إذا أقر سيكسب الأمريكان [بل واليهود] ومن ناصرهم الأمريكان واليهود شرعية يصعب على مناوئي الاحتلال وسياسات الموالين له التخلص من نتائجه، لأنه سيكون منطلقا لجميع القوانين والمعاهدات المتنوعة السياسية والعسكرية والاجتماعية والعلاقات الدولية والإعلامية والتعليمية، والمخابراتية في مستقبل العراق.

وإن مادة واحدة أو عدة مواد أو فقرة واحدة أو عدة فقرات يتضمنها الدستور سيتقرر بها مستقبل العراق وأهله، سلبا أو إيجابا، والذين سيقررون تلك المواد أو الفقرات هم الأغلبية التي ستجتهد في إثبات مصالحها الخاصة وإن أضرت بغيرها، وهذا ما يتدل عليه واقع الدول في العالم، فما وضع دستور في بلد من البلدان إلا كانت الأقلية فيه مظلومة، وإن ادعت الأغلبية العدل وهي منه براء في الغالب.
ولهذا يجب عليكم أيها الأبطال في العراق أن لا تخدعكم الوزارات ولا الوظائف المؤقتة التي يرميها لكم خصومكم طعما، ليكسبوا بوجودكم بينهم شرعية تحطم مستقبلكم البعيد المدى.

فجهادكم في قول: "لا" لدستور يظلمكم ويهدد حقوقكم لا يقل خطورة من الجهاد العسكري للمحتل ومن ظاهره وإنما يتم جهادكم بالأمور الآتية:

الأمر الأول: اجتماع كلمتكم على الحق وعدم التنازل عن حقوقكم قلت أو كثرت، لأن قطع مليون ميل يبدأ بميل واحد، فاحذروا من التفرق والتساهل.

الأمر الثاني: الحذر من التلاعب بالألفاظ المجملة القابلة للتفسيرات المتعددة والتأويلات المغرضة، فإن كلمة معرفة تختلف عن كلمة منكرة، وكلمة محددة المعنى غير كلمة عامة، ومن عادة المحتالين اختيار ألفاظ مقصودة اختيارا مسبقا قد لا ينتبه لها خصمه، ليحتج بها عليه مستقبلا، فلا تغفلوا عن أي لفظة أو جملة تكون حجة عليكم في المستقبل.

الأمر الثالث: الوقفة الصادقة الحاسمة ضد أي مادة يشم منها استئثار جهة ما بأمر ما، حتى لا تأخذ بها الباطل بما ظاهره الحق.

الأمر الرابع: ألا تخدعكم التصريحات اللفظية عن الحقائق الميدانية، مثل: نحن ضد العنصرية والعرقية والطائفية، فلم تظاهر المحتل إلا الأعراق والطوائف، ولم تقم الحكومة برئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء وكل الوظائف الكبرى والصغرى، بعد الاحتلال مباشرة، وبعد الانتخابات إلا على العرقية والطائفية، وهي في طريقها للتعمق الثابت في المستقبل.

وإذا كانت الحكومات والأحزاب تختار الألفاظ الدبلوماسية المطاطة والمجاملات فلا ينبغي أن تنطلي علينا نحن الشعوب.

وفي بعض الفضائيات العراقية والأجنبية من التناقض ما يجعلنا نحذر من الخداع والتضليل، فلنعتبر بالواقع، لا بالأساليب الخادعة.

ومما يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لست بالخب ولا الخب يخدعني" فلا يخدعكم أهل الخب.
 

كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل

الصفحة الرئيسة    |    صفحة الشيخ