بسم الله الرحمن الرحيم

صار فرعون مذكرا!


طاغية العصر يَعِد بالعدالة للمعذبين في سجون عملائه في العراق، تحقيقا لنصر المظلومين، وحربا على ظلم الطائفة التي حَملتْها دباباته لتنفذ له مخططه الحاقد الذي يشفي أيضا حقدها الدفين على أهل السنة في الشعب العراقي الذي كان من أقوى الصخور التي يعرف الطاغية وأساتذته من اليهود أن أحلامهم وأحلام الدولة اليهودية المغروزة في قلب الأمة الإسلامية وقلب الأرض المباركة أرض الأنبياء والمرسلين وأرض الأقصى المسجد الثالث في هذا الكوكب ستتحطم عليها.
نعم هذا الراهب العادل الذي زعم أن الله أوحى إليه هو الذي حَمَلَ الطائفة التي تولت تعذيب الشعب العراقي، إلى المنطقة الخضراء في بغداد، وهو الذي حماهم من الشعب الغاضب، وهو الذي أمدهم بما يمكنهم ويبقيهم في وسط قوم لا يطيقون سيطرة عملاء على بلدهم، وزودهم بوسائل التعذيب ولم يكونوا ليبقوا في الشعب العراقي إلا بحمايته.
وهو الذي بدأ التعذيب في سجن أبي غريب وغيره في العراق، وفي غيره من البلدان في أفغانستان وجوانتنامو، وأنشأ السجون السرية التي تعذب استخباراته فيها المسجونين في بلدان العالم.
http://www.islam-online.net/Arabic/news/2005-12/13/article12.shtml

كما يستعمل سفنه في المحيطات والبحار لذلك.
وهو الذي عذب الشعب العراقي ودمره علنا بإحراق مدنه وقراه وقتل الآلاف من أبنائه.
عجيب أمر الفراعنة الطغاة الذين اجتمع ما تفرق فيهم سابقا، في فرعون هذا العصر لاحقا، من الظلم والعدوان على كل ضرورات حياة الناس، وبخاصة المسلمين.
ومع ذلك يصيح في وسائل الإعلام في بعض بلاد المسلمين منكرا ما يقوم به عملاؤه من تعذيب الشعب العراقي، ويعد بالتحقيق العادل في هذا الشأن.
إنه لو كان يوجد في الأرض من عنده قدرة على إقامة العدل والإنصاف هو يستحق أن يحقق معه في كل الجرائم التي يصدر أوامره باجتراحها على الأبرياء من الأفراد والجماعات والشعوب.
ومع يحاول أن يقنع المسلمين بأنه لا يحاربهم ولا يحارب دينهم، وهو الذي سلط جنوده لهدم مساجدهم و تدنيسها بنعالهم، وإهانة القرآن الكريم بتبولهم عليه ورميه في قاذورات دورات المياه.
هل يظن أن الذين يسمعون تصريحاته في العالم فقدوا عقولهم، حتى يصدقوا تمثيله المفضوح!؟
لقد سبقه فرعون مصر – الذي اقتصر عدوانه وتضليله على شعبه و استخف قومه فأطاعوه، وقال متبجحا مظهرا اتصافه بما يتنافى مع طبعه عندما قال: ((ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشا)) فعلق على دعواه بعض علمائنا في تفسير الآية قائلا: "صار فرعون مذكرا"!

 

كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل

الصفحة الرئيسة    |    صفحة الشيخ