بسم الله الرحمن الرحيم

إنهم يخططون لإحراق المنطقة كلها


استنجد الحاقدون في العراق بالطاغية الأمريكي، فأنجدهم بجيشه الذي ملأ به البر والبحر والجو، وبعد أسبوعين أدخلهم الطاغية بغداد، وأسكنهم في قصور رئيس النظام السابق، ونصبهم حكاما على شعبٍ أبَى على مدار التاريخ أن يقبل في جسمه عضوا أجنبيا أو ينحني بالتحية لأجنبي، فتعاون جنود الطاغية مع قادة الحرس الثوري ومريديهم الذي تدربوا على أيديهم استعدادا لإخراج العراق عن هويته العربية، وعقيدته الإسلامية الصافية التي لا تشوبها قومية أجنبية تتقمص قميص يوسف المصبوغ بدم كذب!
وكانوا قد أغروا المعتدي المحتل بأنه سيستقبله العراقيون بالزغاريد وينشروا على دباباته أنواع الورود، وحققوا له ذلك ليلة أسقط تمثال الرئيس السابق، فتظاهر عدد قليل من الصبيان السفهاء، مرحبين بدبابات العدو المحتل، فظنوا السراب أنهارا من الماء الزلال.

ولكنهم وجدوا العراق كعادته، مهما تفوق عدوه عَدَداً وعُدَّةً لا يستسلم بل يرفض ويلقن المحتلين وأولياءهم دروسا قاسية، فزلزل رجال الجهاد والمقاومة الأرض تحت أقدام العدو وأوليائه ولا زالوا، فاشتد حقدهم جميع، فزاد حقدهم وأخذوا يحرقون مدن العراق وقراه الأخضر منه واليابس، وتعنتروا [كلمة منحوتة من عنترة بن شداد المشهور بالشجاعة]بقوتهم المادية الصليبية ولا زالوا يتعنترون، ولكن العراق لا زال على أصالته وإبائه أن يبيت على ضيم.

وهاهو العدو وأولياؤه بعد ثلاث سنين يستنجدون بدولة مجاورة، ليضربوا بها المجاهدين المقاومين العراقيين نصرا للطائفة الموالية لتلك الدولة، وتخفيفا على قوات العدو المحتل، وليبقي قواعده المسيطرة على آبار البترول والحامية للعدو اليهودي، بعيدة عن ميادين الحرب.
وهدف العدو الأجنبي أبعد من إيجاد وكيل عنه في العراق، فهو يريد إحداث اضطرابات في كل البلدان المجاورة للعرق، لأن التدخل الطائفي من الدولة المجاورة المنجدة سيثير إخوان الطائفة المعتدى عليها في العراق، وسيكون الشعب العراقي والدول المجاورة لها ساحات للاضطرابات والمعارك بصورة أشد مما هي عليه الآن.

وستختلط حدود العراق مع حدود الدول المجاورة عندما تصبح الحرب أهلية وستصعب السيطرة عليها، لأن حدودها كلها طويلة كما هو معلوم.
وإذا حقق العدو هذا الهدف فقد نجح - برغم خسائره الفادحة – لأنه بذل يتمكن من إشعال المنطقة بالحروب والاضطرابات، وهو ما يريده طغاة اليهود الذين ترتعد فرائصهم من وحدة الشعوب الإسلامية وبخاصة العربية منها.
وعلى الدول العربية المجاورة أن تعي الخطر وتصحو من سباتها وتتخذ الوسائل الواقية منه قبل وقوعه:


مَحَضْتُهُمُ نُصْحِي بِمُنْعَرجِ اللِّوَا،،،،، فَلَمْ يَسْتَبِينُوا النُّصْحَ إِلاَّ ضُحَى الْغَدِ
 

كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل

الصفحة الرئيسة    |    صفحة الشيخ