الحمد لله!


وقع في يدي كتاب لمؤلف سمى نفسه (صادق أمين) ينصح فيه من سماهم بـ(الإخوان المسلمين في اليمن) وبادئ ذي بدء، حملت صاحب الكتاب على محمل الصادق في نصيحته، والجماعات الإسلامية في أمس الحاجة إلى النصح والتوجيه والتنبيه على ما قد يبدر منها من خطأ، فالجماعات كالأفراد تخطئ وتصيب، وإن كان خطأ الأفراد أكثر من خطأ الجماعات، لأن الجماعات تقلب الرأي وتتشاور فيما بينها، والشورى هادية إلى الحق بإذن الله لأي جماعة إسلامية هدفها الوصول إلى الحق.
ولكني عندما قرأت الكتاب كله أحسست أن ما فيه ليس نصيحة، وإنما هو هدم لعمل إسلامي استمر عشرات السنين في يمن الإيمان والفقه والحكمة، ثبت مذهب أهل السنة والجماعة في كل أنحاء البلاد، دعوة وتعليما وتربية وجهادا.

كافح رجاله كفاحا مريرا في كل ميدان من ميادين الخير.
أسسوا المعاهد العلمية التي أصبحت قلاعا للتربية والتعليم، ووضعوا المناهج الشاملة المؤسسة على الكتاب والسنة لتلك المعاهد وللمدارس الحكومية.
ووقفوا ضد الإلحاد والماركسية في وقت قوتها وعنفوانها، وكان وقوفهم ضدها في أشد الأوقات حرجا، وكانوا من أشد المجاهدين على الانفصاليين الماركسيين الذين أحدثوا الفتنة في اليمن، وممن قوى الوحدة وثبتها بين الشطرين الشمالي والجنوبي، ولا أريد أن أعدد ما قاموا به من عمل جاد مفيد لهذا البلد، فهو واضح معروف لكل منصف نزيه.
والذي رابني في الكتاب تقسيمه العاملين إلى فريقين: فريق كال له المديح والثناء ، وفريق سلط عليه ألسنة حدادا، وكال له الشتائم والسباب، وأوهم القارئ بأن الفريقين متنازعان.

وأنا أعرف كثيرا من الفريقين، وعلى رأسهم زعيم التجمع الإصلاح شيخ مشايخ قبائل اليمن، ورئيس مجلس النواب،
الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، الذي تم التعارف بيني وبينه في وقت مبكر في الجامعة الإسلامية، عندما زارها في عهد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، وبين أسرته وأسرتي في اليمن صلات قديمة، واجتمعت به مرات في زياراته المتكررة للمملكة العربية السعودية، والشيخ عبد المجيد الزنداني الذي رافقته فترة طويلة في المملكة العربية السعودية عندما بدأ في تأسيس هيئة الإعجاز العلمي في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، ثم في رابطة العالم الإسلامي بمكة، والدكتور عبد الوهاب الديلمي، الذي تخرج في الجامعة الإسلامية بالمدينة عندما كنت مسئولا فيها عن شئون الطلاب.... وغيرهم من الطلاب والدعاة إلى الله، الذين التقيهم في أوقات زياراتي المتكررة لأسرتي في اليمن.
ولم يكن يدور بخلدي أن تنازعا سيحصل بين هؤلاء العاملين، لما أعلم فيهم من أخوة وحب وانسجام.
ولكني مع ذلك توجست خيفة من نزغ الشيطان الذي يتربص بالأفراد والجماعات على السواء، ونزغه بين الجماعات أشد، لأن اجتماع الكلمة وتراص الصفوف يغيظه.

ولكني أحمد الله أن زال ذلك التوجس باطلاعي على البيان الصادر من التجمع اليمني للإصلاح، الذي وقعه كل من ذكر في الكتاب، مذموما أو ممدوحا، والذي فيه ما يخيب آمال المخربين، ويهدم كيد الكائدين، ممن يدعون الحرص على الدعوة الإسلامية، والنصح للدعاة، وهم – في الحقيقة – إلى تمزيق الصفوف وتشتيت شمل الدعاة أقرب، ولا يبعد أن يكون وراء هؤلاء متربصون بالإسلام وأهله ممن تسوؤهم قوته وانتشاره، واجتماع الدعاة إليه على كلمة الحق.
ولهذا يجب على الدعاة إلى الله والجماعات الإسلامية الحذر من هؤلاء الهدامين الذين قد يندسون في صفوفهم، لإحداث الفرقة بينهم، أو يتخذون وسائل ظاهرها النصيحة، وباطنها الكيد لهم، كما هو حال هذا الكتاب المشبوه.

وهذا نص البيان الذي اطلعت عليه بعد الاطلاع على الكتاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً )) الأحزاب الآيتين (70-71)
((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) الحجرات الآية (6) .
أما بعد :-
فقد صدر قبيل الانتخابات المحلية التي جرت مؤخراً في بلادنا كتيب مجهول المؤلف رمز لاسمه بصادق أمين يتحدث عما سماه بالإخوان المسلمين في اليمن يزعم النصيحة والحسبة بينما هو في الحقيقة لم يكن سوى سهم من سهام التحريش الشيطاني وحلقة في مسلسل التآمر والكيد الموجه ضد التجمع اليمني للإصلاح وقيادته وتوجهه ونهجه القائم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج أهل السنة والجماعة ، والكتيب بما فيه من أباطيل وافتراءات وأكاذيب وتقولات وبما حمله من أساليب الدس وزخرف القول إنما استهدف إحداث بلبلة وإثارة للفتنة وتمزيق الصف والانتقاص من دور التجمع اليمني للإصلاح بل والحركة الإصلاحية عموماً .
إننا نحن الموقعين أدنا هذا نعلن إدانتنا لهذا الكتيب المشبوه وتبرؤنا منه نظراً لما سبق بالاضافة إلى كونه يهدف إلى :
1. هدم الحركة الإسلامية في اليمن المتمثلة في التجمع اليمني للإصلاح .
2. إظهار قياداته العاملين في حقل العمل الإسلامي أنهم فريقان متناقضان .
حيث اشتمل على مجموعة من المغالطات والتجاوزات وكثير من التهم الكاذبة وأساليب التجريح والتفسيق والتضليل والسباب والشتم والاتهام بالزيغ والضلال مما لا يليق بناصح مهما كان أن يوجهها إلى من يريد نصيحته مما يدل على أن الهدف ليس هو النصيحة وإنما هو إيذاء المؤمنين والوقيعة بينهم
قال تعال(( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً )) الأحزاب الآية (58)
وإننا إذ نصدر هذا البيان لنؤكد لإخواننا في التجمع اليمني للإصلاح وأنصاره ومحبيه ومؤيديه وجماهير المسلمين في داخل اليمن وخارجه أننا سائرون على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج أهل السنة والجماعة بتوفيق من الله وفضله ، وإننا يد واحدة وقلب واحد وصف متماسك وبنية متراصة قلوبنا على قلب رجل واحد .
كما نؤكد أن الخطأ من طبع البشر وأن باب النصيحة في صفوفنا بشرائطه الشرعية مفتوح وقد أصدرنا هذا بياناً وتوضيحاً وإقامة للحجة وندعو الجميع إلى اليقظة والحذر والتنبه من كيد الكائدين وأساليبهم الماكرة ، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل .،،،،،،
الصفة التوقيع الاسم
رئيس الهيئة العليا الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر
رئيس مجلس الشورى الشيخ عبدالمجيد عزيز الزنداني
نائب رئيس الهيئة العليا الأستاذ ياسين عبدالعزيز
الأمين العام الأستاذ محمد عبدالله اليدومي
رئيس الهيئة القضائية الدكتور عبدالوهاب لطف الديلمي
الأمين العام المساعد الأستاذ عبدالوهاب أحمد الآنسي
رئيس دائرة التخطيط الأستاذ محمد سعيد السعدي
عضو الهيئة القضائية الأستاذ محمد الصادق عبدالله
عضو الهيئة العليا الأستاذ أحمد عبده القميري
عضو الهيئة العليا الأستاذ عبدالله علي صعتر
رئيس الدائرة السياسية الأستاذ محمد محمد قحطان
رئيس دائرة التعليم الأستاذ زيد علي الشامي
نائب رئيس مجلس الشورى الأستاذ عبدالرحمن يحيى العماد
عضو مجلس الشورى الدكتور غالب عبدالكافي القرشي
رئيس دائر الإعلام والثقافة الدكتور نجيب سعيد غانم
نائب رئيس دائرة التعليم الأستاذ حسن محمد جابر
عضو مجلس الشورى الشيخ محمد علي المؤيد
رئيس المكتب التنفيذي (إب) الأستاذ إسماعيل غانم الحمادي
رئيس هيئة الشورى (إب ) الشيخ عبده عبدالله الحميدي
عضو هيئة الشورى(أمانة العاصمة) الأستاذ محمد علي الآنسي
أمين المكتب التنفيذي ( تعز ) الأستاذ عبدالحافظ الفقيه

http://www.yemeniislahparty.com/k-islah/FAHRAS.htm

كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل