بسم الله الرحمن الرحيم

صونوا السفينة قبل أن تغرق
سفينتكم إرهابية (2)


http://www.eslah.org/ubb/Forum1/HTML/000463.html 
لقد آلت أمريكا على نفسها أن تقضي على الإرهاب والإرهابيين في كل مكان في العالم.

ومعنى الإرهاب لدى أمريكا: كل ما يخالف مخططاتها الاستبداية الاستعمارية في العالم.
وسفينتنا التي بها نجاتنا نحن المسلمين، وهي دين الإسلام، هي الغاية الأولى من حملة أمريكا الإرهابية.

فالإسلام الحق الذي لا ترضى أمريكا له البقاء كما أرد الله له أن يبقى في الأرض، هو الإرهاب بعينه، والذين يتمسكون به ويدعون إليه ويريدون تطبيقه في حياتهم، هم عين الإرهابيين.

والمدن والقرى، والجبال والسهول، والنجود والوهاد، والوديان والشعاب، التي تؤوي الإسلام الذي يتخذه سكانها منهجا لحياتهم، هي مواطن إرهاب يجب تدميرها والقضاء على أهلها.

والشعب الذي يعتدي عليه المعتدون من قوى الظلم والطغيان، فيحتلونه ويطردون أهله، ويخربون بيوتهم، ويفسدون مرافقهم، ويدنسون مقدساتهم، وينتهكون أعراضهم، هو شعب إرهابي يجب أن يباد ويشرد في الأرض.

والدول التي تصر على تطبيق الإسلام المخالف لمنهج أمريكا، هي دول إرهابية.
الجماعات والأحزاب الإسلامية التي تصر على جعل الإسلام منهج نشاطها، هي جماعات وأحزاب إرهابية يجب استئصالها.

المدارس والمعاهد والجامعات الإسلامية التي لا ترضي عن مناهجها ومسؤوليها وأساتذتها، هي مؤسسات إرهابية يجب أن تزول هي ومؤسسوها.

والجمعيات الخيرية الإسلامية التي تجمع المال وتغيث به الجوعى، وتروي به العطشى، وتداوي به المرضى، وتؤوي به المشردين، وتكسو به العريانين، هي جماعات إرهابية لا بد من مضايقتها والحجر على نشاطها.

والحسابات المالية للجماعات أو الشخصيات الإسلامي ذات النشاط الإسلامي المؤثر في الناس، هي أموال إرهابيين يجب إغلاقها وتجميدها، وقد تقتضي المصلحة تعميمها واستعمالها في المصالح الدينية النصرانية أو اليهودية...

وأئمة المساجد وخطباؤها الذين ينشرون الوعي بحقائق الإسلام، وحقائق الكفر، ويردون على شبهات أعداء الإسلام المفتراة، ويكشفون عورات الأديان المحرفة، والسياسات الظالمة، هم –أيضا-إرهابيون، يجب عدم تمكينهم من اعتلاء المنابر وإمامة المصلين في محاريب بيوت الله.

وعلماء المسلمين الذين يقومون بواجب البلاغ المبين للأمة، ويبصرونهم بمصالحهم التي يجب عليهم حفظها والدفاع عنها بالمال والنفس، وينبهونهم على المفاسد التي يجب عليهم دفعها أو رفعها، هؤلاء العلماء هم إرهابيون لدى أمريكا يجب على دولهم أن يحجروا عليهم ويضيقوا الخناق عليهم، أو يسلموهم للاستخبارات الأمريكية (C.I.A) ليجاور زملاء له في المعتقلات والسجون الأمريكية، ويتعرض لإهانات الحاقدين على المسلمين عامة، وعلى علماء الإسلام خاصة، من قبل اليهود الصهاينة، والبروستانت الغلاة.

الجماعات والأحزاب-إسلامية كانت أو ما يسمونها بالوطنية-التي تعارض الاعتراف الكامل بالدولة اليهودية، هي جماعات وأحزاب إرهابية يجب أن تعقد للقضاء عليها مؤتمرات قمة دولية يشترك فيها زعماء العالم الإسلامي، ومنهم حكام العرب، على غرار مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد برئاسة "كلنتن" الرئيس الأمريكي السابق ضد المقاومة الإسلامية الفلسطينية.

اجتماع كلمة المسلمين القطرية والإقليمية والدولية التي ترمي إلى الاستقلال بمصالحها، دون الخضوع لأمريكا الطاغية، هي تجمعات إرهابية، يجب إيقافها عند حدها وعدم إعطائها فرصة التقارب والتعاون غير المأذون به من فرعون العصر الذي يقول: (أنا ربكم الأعلى)

الدول التي تسعى لتقوية مؤسساتها العسكرية القادرة على دفع العدوان الأمريكي واليهودي على بلدانها، هي دول إرهابية تملك أسلحة الدمار الشامل، يجب تدمير كامل قوتها العسكرية، وهذا التدمير لا يتم إلا بخراب غالب مرافق الشعب الذي ستحشد أمريكا لحربه التحالفات الدولية-ومنها حكومات الشعوب الإسلامية- التي ألفت حشدها بشريا وماليا وعتادا.

الدول التي لا تمنح المرأةَ فيها الحريةَ الكاملة بمفهومها الغربي، وهي التي لا تقيدها الأحكام الإسلامية، من سفور وعلاقات اجتماعية، وخروج عن آداب الإسلام التي جاء بها شرع الله، كالاختلاط غير المشروع، والإجهاض والخروج على طاعة ولي أمرها...

الدول التي لا تخضع للسياسة الأمنية الأمريكية، التي يجب أن تتدخل في التحقيقات مع رعايا تلك الدول أو غيرهم من المقيمين فيها، وتهيمن على سيرها وإجراءاتها، هيمنة تفقد بها الدولة سيادتها واستقلالها، هذه الدول التي لا تخضع للسياسة الأمنية الأمريكية، هي دول إرهابية، يجب إسقاطها وإقامة دول السمع والطاعة للإدارة الأمريكية وأجهزتها الأمنية.

ومن باب النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، أرى من الواجب علي أن أصدع بما يغلب على ظني أن أمريكا عازمة على تنفيذه من السيطرة الكاملة على العالم الإسلامي، ويحجم عن التصريح به غالب العلماء، إيثارا للمجاملة وخشية من الإثارة، ولكن الفتن الخطيرة التي تعم الأمة كلها، يجب أن بيانها والتحذير منها قبل أن يستفحل خطرها.

(((فأمريكا تريد))) أن تجعل حكومات الشعوب الإسلامية كلها عمليا-وإن لم تعلن ذلك رسميا- ولايات غير رسمية تابعة لها.
(((وأقول: هذا ما تريده أمريكا، ولا يعني أن حكام الشعوب الإسلامية سيخضعون بالضرورة لهذه الإرادة الجائرة، بل سنجد بإذن الله من لا يزال يحافظ على كرامة نفسه وكرامة شعبه، مهما كثرت الضغوط الظالمة من الإدارة الأمريكية)))

فالرئيس الفيدرالي هو الرئيس الأمريكي، وزعماء دول الشعوب الإسلامية-مهما كانت تسمياتهم-هم حكام لتلك الولايات، كالحال في الولايات المتحدة الأمريكية الرسمية، مع فارق جوهري، وهو أن للولايات المتحدة الأمريكية الرسمية صلاحياتها التي يحميها الدستور والقوانين الأمريكية الفيدرالية وقوانين الولايات، أما الولايات التابعة –غير الرسمية-فلا صلاحيات لها غير الأوامر الأمريكية، وإن بدت في الشكل غير ذلك.

ورئيس الاستخبارات الأمريكية (C.I.A ) هو الرئيس الفعلي لرؤساء الاستخبارات في الولايات التابعة غير الرسمية.

ولقد كانت حكومات الشعوب الإسلامية يخجلون، إذا نشرت صحيفة أو إذاعة، أو أي وسيلة إعلامية أن لهذه الوكالة السيئة السمعة صلة ببعض موظفيها من المباحث أو الاستخبارات أو السفراء، ولكن هذه الوكالة اليوم

ووزير الدفاع الأمريكي ستنصبه إدارته وزيرا عمليا للدفاع في الولايات غير الرسمية، يصدر الأوامر العسكرية التي لا يجوز لوزراء دفاع تلك الولايات عصيانها، وإذا عصوها فهم إرهابيون يجب أن ينالوا جزاءهم العسكري الرادع.

ووزير الداخلية الفيدرالي الأمريكي، هو الوزير العملي لوزراء داخلية تلك الولايات، يأمر بالمتابعة والإيقاف، والاعتقال، وحظر السفر، والتحقيق والتفتيش، لكل من تشتبه أمريكا في كونه إرهابيا، بحسب مفهومها للإرهاب: (من لم يكن معنا فهو ضدنا)

((( ولْيُقَسْ ما لَمْ يُقَلْ))) كما قال ابن مالك رحمه الله في ألفيته الشهيرة المفيدة.
الخلاصة: إن سفينتنا-نحن المسلمين-التي ترى أمريكا وأعوانها،من الداخل ومن الخارج، أنه يجب إغراقها، هي السفينة التي تحمل الإسلام الحق الذي يدعو إلى العزة والقوة وموالاة المؤمنين بعضهم بعضا، والوقوف صفا واحدا ضد أعدائهم الذين يعتدون عليهم، وعدم الركون إلى الذين ظلموا.

لكنْ هناك إسلامٌ –بالمفهوم الغربي-سيُمنحُ أفراد المسلمين –إذا شاءوا- الحق في اعتقاده، وفي العمل به، وهو الإسلام الذي يقوم به الفرد بينه وبين ربه.

فله أن يؤمن بما شاء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، بشرط أن يكون إيمانه كامنا في قلبه، لا يحركه لدعوة غيره إلى الحرية التي يحققها ذلك الإيمان لصاحبه، وهي العبودية لله وحده، والكفر بجميع الآلهة الطاغوتية، بما فيها أمريكا التي تقول بلسان حالها اليوم: (أنا ربكم الأعلى)

وله أن يصلي الصلاة التي لا تنهى عن الفحشاء والمنكر. وله أن يصوم الصوم الذي لا يثمر التقوى. وله أن يحج الحج الذي لا يشعر المسلم في حجه بتحقيق المنافع التي يجنيها المسلمون من حجهم، ومن أهمها تعاونهم على البر والتقوى، ومناصرة بعضهم بعضا على من اعتدى عليهم...

وله أن يحمل السبحة ليذكر ربه، الذكر الذي لا يؤدي إلى الصفقة الإلهية (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فَيَقْتُلُون ويُقْتَلُون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) [التوبة: 111]
الذكر الذي لا يثمر حماسَ فلسطين، ولا جبهةَ مورو الإسلامية في الفليبين، ولا المجاهدين الشيشانيين في الشيشان، ولا المقاومة الجهادية في كشمير.
أما إذا أثمر الذكر تلك الكتائب الجهادية التي تدفع الظلم عن أرضها ودينها وأهلها، فكل سبحة تعتبر في الدستور الأمريكي سبحة إرهابية يجب أن تقصفها الطائرات الحربية، والصواريخ العابرة للقارات حتى تتقطع خيوطها، وتتناثر حباتها...

وصدق الله العظيم القائل: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) [البقرة: 120]
والقائل: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) [البقرة: 217]
http://www.aljazeera.net/news/asia/2001/12/12-9-1.htm 

وللحديث صلة.
 

كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل
 

الصفحة الرئيسة