بسم الله الرحمن الرحيم

مع الداعية الإسلامي أحمد ديدات

 السبت : 20/3/1420هـ ـ 3/7/1999م
زيارة الداعية أحمد ديدات .
كان أول لقاء سجل في برنامج زيارتي لمدينة دربن ، الاجتماع بالأخ ( يوسف بن الداعية أحمد ديدات ) في مركز الداعية في وسط مدينة " دربن " للإطلاع على نشاط المركز ، وأخذ معلومات عن والده ، ثم القيام بزيارة والده الذي يلازم سريره منذ ما يقارب ثلاث سنوات .
وذهبنا إلى المركز مبكرين ولم نجد الرجل ، فاتصل به موظفو المكتب وأخبروه أن الضيف السعودي في انتظارك ، فقال لهم : أنا في الطريق إليكم .
وجاءنا المحاسب – وهو شاب طويل القامة – وأخذنا للاطلاع على مكاتب المركز ، وكان أول مكتب وقف بنا عليه هو مكتب الداعية أحمد ديدات الذي كان يدير منه المركز ونشاطه ، ثم مررنا على بقية مكاتب المركز الأخرى .
وبعد قليل قال لنا المحاسب : الأخ يوسف ينتظركم في الأسفل ، وظننت أن له مكتبا في أحد الطوابق السفلى سنجتمع به فيه ، ولكنه كان ينتظرنا بسيارته في الشارع .
صافحني وأشار لي بالركوب إلى جانبه ، وركب الأخوان "حسن " المغربي الذي كان يرافقني للترجمة ، والسائق يوسف في المقعد الخلفي ، وأخذ ينهب الطريق بسيارته نهبا ، كانت سرعته مخيفة !
وكانت المسافة من مدينة دربن إلى القرية التي يسكن فيها الداعية أحمد ديدات تزيد عن خمسين كيلا ، وتسمى : " فير ولام VERULAM " تقع في شمال شرق مدينة دربن .
في منزل الداعية أحمد ديدات .
وقفنا في خارج مقصورة الشيح ودخل الأخ يوسف ولد الداعية يستأذن لنا بالدخول .
دخلنا على ( الداعية أحمد ديدات ) وهو مستلق على سريره الصحي ، ولا يبدو على وجهه أثر المرض ، ولكنه لا يحرك إلا جفني عينيه ، وقد يحرك رأسه ، وحدق بعينيه في وجهي ، ولم يكن يصرف نظره غالب الوقت الذي قضيته واقفا أمامه .
وقد مضى للشيخ على حالته هذه ثلاث سنوات ونصف السنة .
الداعية يسمع ويفهم ويحاور !
‍لم يمنع الداعية مرضه الطويل الذي أقعده من سماع الكلام ، وفهمه بالرموز التي يخاطبه بها ابنه ، والموافقة على ما يقال له برفع جفنيه، أو المخالفة لذلك عن طريق تحريك رأسه يمينا ويسارا ، وإظهار السرور بالضحك المسموع ، وإظهار حزنه بالبكاء كذلك .
ولقد فتح جفنيه مصوبا عينيه إلى وجهي عندما قال له ابنه : هذا فلان جاء من المدينة المنورة ، ورغب في زيارتك ، ثم رفع صوته بالبكاء حنينا على المدينة المنورة !
وقلت له : لقد أديت واجبك في الدفاع عن كتاب ربك ، وبينت باطل الكتابين المحرفين ، واستفاد منك كثير من الدعاة في هذا الباب ، كما هدى الله بك من أراد من غير المسلمين ، لذلك نرجو أن يجزل الله لك الثواب وأن يحسن خاتمتك . فرفع جفنيه مؤمنا ، ورفع صوته بالبكاء مشفقا .
وقال ابنه : إن قسس النصارى يزورون والدي – وهو على هذا الحال -ويلحون عليه بأن يترك دينه ، ويدخل في النصرانية ، ولا يزوره المسلمون ! وهو يرد عليهم قائلا : لئن فعلت ذلك لأفتحن باب فتنة على الإسلام والمسلمين ، وأخبر والده بما قال لي ، فرفع صوته باكيا .
وقلت له : لو كانت هذه الدعوة النصرانية موجهة لمسلم عاقل – ولو كان غير عالم – لرجونا له ، وهو في هذه الحالة أن يثبته الله على دينه ، فكيف بمن أفنى حياته مبينا باطل هؤلاء القوم ؟! إن رجاءنا له التوفيق أعظم ! فرفع الداعية صوته ضاحكا مسرورا .
وقال لي ابنه : هل تريد أن تقول للوالد شيئا ؟
قلت له بتكلف شديد باللغة الإنجليزية التي حفظت منها كُلَيماتٍ – ناطقا بكل كلمة على انفراد - رافعا صوتي : أسأل الله الذي جمعنا بك هنا في منزلك في الدنيا أن يجمعنا هنالك في الجنة ، فرفع جفنيه مُؤَمِّناً ، ورفع صوته باكيا حنينا إلى الجنة .
وأعطاني يوسف ما يسمى بالإنجيل ( ألبا يبل ) – وفيه نص مترجم باللغة العربية – خلاصته : أن نوحا عليه السلام زنى – حاشاه – بابنتيه الصغرى والكبرى ، وقال لي : اقرأه بصوت مرتفع ليسمع أبي صوتك ، ففعلت ، وقلت بعد قراءتي : هذا النص وحده يكفي لنفور العقلاء من الإيمان بما في الكتابين الموجودين ( العهدين ) القديم والجديد ، فرفع الداعية جفنيه مؤيدا ، ورفع صوته ضاحكا مبديا سروره .
وقلت له : بماذا توصينا يا شيخ !
فقال : أوصي علماء العرب أن يجتهدوا في دعوة النصارى إلى الإسلام ، وأن يتسلحوا في دعوتهم بالرد عليهم من كتبهم ، فإن ذلك أدعى لتشكيكهم في دينهم وتفكيرهم في الإسلام ودراسته ثم الدخول فيه ، وهذا أمر مجرب .
ثم شكا من انتقاد بعض العرب لأسلوبه في الهجوم على المسيحيين وكتبهم وقال : إن الهجوم على عقيدتهم الباطلة جعل كثيرا منهم يشكون في باطلهم .
وطلبت من ابنه أن آخذ للشيخ صورة ، فرفض ، فقلت له : أخبر والدك أني أرغب في ذلك ، فأخبره فحرك جفنيه مظهرا إذنه بذلك ، فأخذ يوسف نفسه صورة أو صورتين وأنا بجانب الداعية .
ثم أخرج يوسف بعض كتب الداعية في الرد على المسيحية وقال للشيخ : هل أكتب إهداء لهذه الكتب منك للدكتور وتختم على الإهداء بإبهامك ؟ فرد بالإيجاب ، وفعل .
تاريخ مولد الداعية وموطنه الأصلي :
ولد أحمد ديدات سنة : 1918م في ( سرت ) بالهند ، وسافر والده إلى جنوب أفريقيا في نفس السنة ، ولحق أحمد ديدات بوالده في جنوب أفريقيا سنة 1927م وفي نفس السنة توفيت أمه .
درس بتفوق إلى السنة الثانية من المرحلة الإعدادية ، وترك الدراسة وعمل في دكان مع مسلم ، وكان عمره : 16 سنة ,
كيف ظهر المركز الدولي للدعوة الإسلامية ؟
هذا ، وقد حاولت أن آخذ من الأخ يوسف معلومات مفصلة عن الداعية وعن المركز ، عن طريق السؤال والجواب ، أو أن يكتب لي ذلك – ولو باختصار باللغة الإنجليزية – فاعتذر لكثرة مشاغله كما قال ، ووعدني أن يبعث لي بمقابلة مع والده في شريط فيديو مترجم باللغة العربية ، وببعض المعلومات في بعض المجلات العربية . ( الشريط صادر عن تلفزيون الإمارات الغربية المتحدة ( أبو ظبي ) أما المجلات فلم أجد فيها ما يفيدني عن الداعية ولا عن مركزه . ) وقد بعث لي بالشريط ، وفيه يبين الداعية سبب اتجاهه إلى دراسة التوراة والإنجيل والرد على عقائد اليهود والنصارى بشدة ، وأنه – في الأصل – كان عاملا ليس عنده علم بأمور الإسلام ، وأن النصارى كانوا يهاجمون الإسلام ، وكانوا يسألون المسلمين الذين يعملون معهم أسئلة تشككهم في الإسلام ، ولم يكن المسلمون يستطيعون الرد على تلك الأسئلة ، مع تمسكهم بدينهم ، ولكن ذلك كان يزعج ديدات وزملاءه ، وكان هو يفكر في ذلك ويتمنى أن يجد من يساعده في الرد على تلك الشبهات والأسئلة .
قدم الداعية في الشريط سؤالا واسترسل في الإجابة عنه ، وقد اطلعت على الشريط ولخصت ما رغبت في إثباته على النحو الآتي :
بداية المعركة !
يقول الداعية : إنه بعد أن انتهى من المدرسة ، عمل في أحد المحلات لبيع السكر والملح والدقيق والأرز ، وكان المكان يبعد عن مدينة دربن 125 ميلا
وكانت توجد في الجانب الآخر من موقع الدكان إرسالية مسيحية جامعية تسمى : ( آد مز مشين ) وهي تقوم بتدريس الطلاب المسيحية وتدربهم على مواجهة الإسلام والمسلمين بالشبه والتشكيك في دينههم .
وكان بجانب هذه الكلية مئات المنازل الصغيرة التي يسكن فيها السود .
وكان الطلاب المتدربون يزورون أحمد ديدات والعاملين معه في الدكان ، ويلقون عليهم أسئلة وشبهات يهاجمون بها الإسلام ، ولم يكن يعرف هو وزملاؤه شيئا عن ذلك .
من ضمن تلك الأسئلة والشبهات ما يأتي :
هل تعلمون أن محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) كان يكثر من الزوجات ؟
وهل تعلمون أنه أخذ القرآن عن اليهود والنصارى ؟
وهل تعلمون أنه نشر الإسلام بحد السيف وأكره الناس على ذلك ؟
قال الداعية : وقد أحال هذا الهجوم على الإسلام حياتنا إلى بؤس وعذاب وشقاء ، وأحدث عندنا حيرة وقلقا ، بسبب عدم معرفتنا شيئا نرد به عليهم .
وكنت أرغب في ترك المحل والهرب إلى مكان آخر ، ولكن ذلك كان مستحيلا ، لصعوبة وجود مكان آخر .
وجاء الحل !
قال الداعية : وأخذت أتساءل : كيف أتصرف ؟
ويسر الله الحل ! فقد كنت أقلب في رزما من الجرائد والمجلات القديمة في مخزن رئيسي في العمل ، وهي مليئة بالغبار ، فوجدت كتابا بين تلك الجرائد تنتشر عليه الحشرات ، وفتحته من باب الفضول ، فإذا هو باللغة العربية بعنوان ( إظهار الحق ) وكتب كذلك بالحروف اللاتينية ( IZHARULHAQ )
وأخذت أكر : إظهار الحق … وأتساءل : ما معنى إظهار الحق ، ثم نظرت في في بعض الأسطر في الكتاب ، فوجدت كتابة باللغة الإنجليزية : الكشف عن الحقيقة ، فربطت هذا المعنى بعنوان الكتاب ز
وقرأت الكتاب فوجدته يتناول هجمة النصارى على الإسلام في موطني الأصلي ( الهند ) وذلك عندما هزم النصارى الهنود واحتلوا بلادهم ، قالوا للهنود : إذا حلت بكم مشكلات في المستقبل فسيكون مصدرها المسلمين ، لأنهم قد استولوا على بلادكم وانتزعت منهم السلطة بالقوة ، وهم قد ذاقوا حلاوتها ، ولا بد أن يحاولوا استعادة السلطة بالقوة .
وإنما أرادوا تأليب الهنود ضد المسلمين ، لأنهم مناضلون أشداء ، بخلاف الهنود .
ولهذا خططوا لتنصير المسلمين ، ليبقوا في الهند ألف عام ، واستقدموا أفواجا من المنصرين إلى الهند .
قال الداعية : ووجدت أن الكتاب طبع قبل ولادتي بثلاث سنوات ، فقد كانت طباعته في سنة : ( 1915م ) وأنا ولدت في سنة ( 1918م ) . (فيكون عمر الداعية في هذا العام الذي زرته فيه ، وهو 1999م (81 عاما ) أسأل الله لي وله حسن الختام )
قال الداعية ديدات : وقرأت الكتاب - إظهار الحق – فوجدت فيه من المعلومات والمناظرات ما كان له أكبر الأثر في حياتي ، وجعلني أعزم على مواجهة المسيحيين ، لأن في الكتاب ما يجعلني مسلحا قويا في مواجهتهم ، ووجدت موقف النصارى هو نفس موقفهم في جنوب أفريقيا .
وشعرت بعد قراءتي هذا الكتب أنني أستطيع الآن أن أدافع عن نفسي وعن الإسلام .
وبدأت أتصدى للمسيحيين بالمعلومات التي تعلمتها من الكتاب ، وأزورهم في بيوتهم كل يوم أحد وأناقشهم ، وكنت أقابلهم بعد خروجهم من الكلية لأحاورهم .
ومن خلال تلك المناقشة تعلمت كيف أجادل وأناقش .
حافز آخر .
قال الداعية : وفي الخمسينات جد جديد بفضل الله مسبب الأسباب ، حيث جاء متحدث ساحر ( يقصد أنه قوي البيان ) من الخارج ، كانت أحاديثه جذابة فريدة يشتاق إليها كل من يسمعها ، وكان يحضر دروسه كل يوم أحد ما بين ( 200 و 300 ) وأخذ جمهوره يزداد ، وحرصت على حضور دروسه الجذابة فلم أكن أتخلف عنها . وكان في آخر كل درس يفتح للحاضرين باب الأسئلة والنقاش .
ودروس في الصميم .
وبعد تسعة شهور اقترح مسلم إنجليزي جديد اسمه : ( فير فاكس ) أن على من يرغب منا أن يدرسنا المقارنة بين الأديان في فصل ( ألبا يبل ) قال : أعلمكم كيف تستخدمون الكتاب المقدس في الدعوة إلى الإسلام .
فحضر من العدد المذكر سابقا ما بين 15 و 20 شخصا رغبوا في المزيد من العلم .
وقال لنا : انظروا في سفر دانيال ستجدون نبوءات يمكن استغلالها ، وفي سفر التثنية الكتاب المقدس نبوءة مقدم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ينبغي أن تستغلوا ذلك عرضا وتحليلا .
من طالب إلى أستاذ !
واختفى الأستاذ فاكس بعد شهرين من تدريسه لنا ، فحزن طلابه ، وانتظروه في الأسبوع الثاني فلم يحضر ، فأصيبوا بخيبة أمل ، وأخذ بعضهم ينظر إلى بعض في حيرة من أمرهم ، وفي الأسبوع الثالث ، قال لهم ديدات : ما رأيكم أن أملأ فراغ الأستاذ فاكس ، وإذا أحسستم بالملل والتعب من درسي فما عليكم إلا أن تتثاءبوا ، فإذا رأيتكم تتثاءبون قطعت الدرس ؟
وبدأت الدروس ، واستمر ذلك ثلاث سنوات ، اكتشفت بعدها أنها تجربة يمكن نقلها للآخرين ، والذي عنده علم قليل ينقله إلى من لا علم عنده ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( بلغوا عني ولو آية ) . ولم أدرك هذا المعنى إلا بعد مضي تلك المدة من حياتي .
قفزة غير متوقعة .
حضر إلى دربن زائر من مدينة : " جوهانسبرج " وسمع الدرس ، ورغب في أن يستفيدوا مني في جوهانسبرج ، وكان عندهم الاحتفال بالمولد النبوي ، فعرض علي السفر لإلقاء محاضرة في الاحتفال .
فقلت لهم : أنا من الطبقة العاملة ، فإذا كنتم تؤمنون لي تذكرة السفر ذهابا وإيابا فسأحضر ، فوافقوا على ذلك ، وكانت هذه أول مرة أركب فيه الطائرة ، وهناك ألقيت المحاضرة في " قاعة جوهانسبرج " .
وقلت في نفسي : ما دمت ألقيت محاضرة في " قاعة جوهانسبرج " فلماذا لا أفعل ذلك في قاعة " دربن ؟ " وفعلت ذلك .
وفي 9 من شهر ديسمبر جاء شخصان أوربيان يسألان عن الإسلام ، وترددا على مكاتبنا ، وكانت نتيجة ذلك أن دخلا في الإسلام ، وأعلنا إسلامهما في " مسجد الشارع الغربي " ( هكذا يسمونه وقد صليت فيه بعض الصلوات ومنها صلاة الجمعة ) في مدينة دربن .
ثم أسلم شخصان آخران ، أحدهما هندي والآخر أوربي ، وأعلنا إسلامهما في مسجد الجمعة – وهو أكبر مساجد النصف الجنوبي من الكرة الأرضية – وكان أحد أغنياء المسلمين يراقب ما يجري ، وهو ( الحاج كدوة ) فاستوقفني وقال لي : عندي أرض في منطقة " بريمر " تبعد 55 ميلا من مدينة دربن ، أهديها لك لتستغلها في الدعوة إلى الله .
قلت له : أنا مستعد لأخذها بسرعة .
قال : ليس بهذه السرعة ، بل لا بد أن تذهب وتقف على المنطقة التي تقع فيها الأرض .
قلت له : ماذا تريد من زيارتي للمكان ، أنا موافق وسأبدأ بالعمل ، فأصر على أن أرى الموقع ففعلت .
والأرض تقع في ساحل جنوب إقليم ناتال ، على بعد تسعين كيلو متر من مدينة دربن ، تقطعها السفارة في ساعة واحدة ، ويسمى إقليم ناتال بـ( الحديقة الخضراء ) لجماله الطبيعي وهناك في عام ( 1959 ) بدأت إنشاء مؤسسة السلام . ( وقد زرت هذه المؤسسة وكتبت معلومات عنها )
وهي تشتمل على مسجد ، ومدرسة ، وعيادة طبية ، وملحقات رياضية ، والمدرسة تخدم المجتمع المحلي يدرس فيها أطفال الأفارقة ، وتجذب أسرهم حيث يتعرفون على الإسلام ، كانت خطوة رائدة في نشر الإسلام بدأناها في سنة 1958م . بمبلغ : ثلاثة جنيهات و 5 شلنات .
وهاهي الآن تتمثل في هذا المركز ( المركز العالمي للدعوة الإسلامية ) في وسط مدينة دربن ، وهناك عمارة أخرى اشتريناها لنجهز فيها قاعة للجمهور الذي يريد أن يتعرف على الإسلام بدون مقابل . ( وقد جهزت تجهيزا جيدا ، ومررت بها والناس مجتمعون فيها لسماع ورؤية بعض أشرطة الفيديو التي سجلت محاضرات وحوارات الداعية ديدات ) (وقد جهزت ، ومررت بها والناس مجتمعون فيها يشاهدون أشرطة فيديو ) ولدينا دكاكين ومحلات كثيرة يعود ربحها للدعوة إلى الإسلام ونشره .
وعندنا مسجد الجمعة الذي نستغله للزوار والسياح ونجذبهم إليه لشرح معاني الإسلام ، ونوزع عليهم نشرات ومحاضرات .
ونقوم بإعلانات عن القرآن للفت أنظار الناس بأسلوب يجذبهم إلى البحث والسؤال ، مثل : ( القرآن يتكلم ) و ( اقرءوا القرآن – العهد الأخير ) ومثل هذا الإعلان قد يكون غير مألوف في البلدان الإسلامية ، ولكنه هنا مناسب للفت الأنظار إلى القرآن .
وقد طبعنا كتاب كثيرة عن القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى لغات شتى ، وعندنا مطبعة للمركز تطبع كل ما نحتاج إليه ، وتطبع بأجور ويعود ربحها للدعوة .
ونرسل ترجمة معاني القرآن الكريم إلى كل أنحاء العالم ، وكذلك أشرطة فيديو وكتب ورسائل ، غما بقيمة مخفضة جدا وإما مجانا.
السر في تحمس ديدات وهجومه الشديد على المسيحية .
إن الإنسان الذي يُعْتَدَى على حقوقه ويعجز عن الدفاع عنها ليصاب بالحزن والأسف الشديد ، وبخاصة إذا كان الاعتداء موجها إلى أصل ضرورات الحياة ، وهو : " الدين " الذي آمن بأنه الدين الحق وما سواه باطل ،ويحترق قلب المعتدى عليه غيظا لأمرين :
الأمر الأول : الاعتداء الظالم من ذي قدرة على الظلم .
الأمر الثاني : عجزه عن الدفاع عن حقه .
وحري بمن هذه حاله أن يبحث عن وسيلة يرد بها ظلم الظالم ، وماذا يُتَوَقَّع من مثله إذا وجد تلك الوسيلة ؟ وماذا ينتظر منه في معاملته للمعتدي الظالم ؟
لقد رأينا أسلوب ابن حزم رحمه الله في رده على خصومه الذين آذوه ، وأحرقوا كتبه ، كيف هاجمهم في كل صفحة من صفحات كتابه ( المحلى ) وكتابه " الأصول " ( أنا لا أذكر ذلك تأييدا للعنق والشدة ، فالأصل في الجدال أن يكون بالحسنى ، حتى مع أهل الكتاب الذين هاجمهم الداعية أحمد ديدات ، كما قال تعالى : { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) ولكني أذكر ذلك تنبيها على حالة البشر وعاداتهم التي هي من طبيعة بشريتهم ، وما الداعية أحمد ديدات إلا واحد من البشر . ) ولهذا نرى الداعية أحمد ديدات يذكر اعتداء النصارى على دينه وتشكيكه قيه ، وإرادتهم إخراجه منه ، يذكر ذلك بحرقة ، ثم يذكر ما من الله به عليه من أسباب يدافع بها عن نفسه وعن دينه وعن أمته ، ويسمي ذلك تسلحا ، ويطلق على نفسه لفظ " متسلح " ويسمي مجادلته لهم هجوما .
وغالب الظن أن الذين يأخذون على أحمد ديدات شدته لو كانوا في مكانه لأربوا عليه في الشدة !
والغريب أن قسس النصارى ما زالوا يتابعونه بدعوته إلى اعتناق النصرانية التي هاجمها أكثر من أربعين عاما إلى هذا الوقت الذي يرقد فيه على سرير موته في منزله ، كما سبق !!
===========================
( 1 ) مأخوذ من سلسلة ( في المشارق والمغارب )

كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل