اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/ahmad/8.htm?print_it=1

تصحيح خطأ وقع فيه صاحب كتاب التعامل مع المبتدع

أحمد بن مانع بن حماد الجهني
@abo_abdalmlk

 
بسم الله الرحمن الرحيم


والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خير المرسلين وعلى آله وصحبة اجمعين ،،، وبعد
قال صاحب كتاب "التعامل مع المبتدع " : (بل لا ننسى ان المبتدع يكون مأجوراً في بدعته [لا عليها] ، ومن جهتين : من جهة انه اجتهد فأخطأ ، ومن جهة انه قد يكون داعيهِ الى البدعة حب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ، كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية عمن يقيم بدعة المولد ، وانه يؤجر على محبته للنبي صلى الله عليه وسلم لا على بدعته ) انتهى
علق الشيخ حامد الفقي رحمه الله على كلام شيخ الاسلام السابق فقال( كيف يكون لهم ثواب على هذا ، وهم مخالفون لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهدي اصحابة ؟ فإن قيل : لأنهم اجتهدوا فأخطأوا ، فنقول اي اجتهاد في هذا ؟ وهل تركت نصوص العبادات مجالا للاجتهادات ؟ والامر فيه واضح كل الوضوح .
وكلام شيخ الاسلام نفسه يدل على خلاف ما يقول من اثابتهم ، لأن الرسول وتعظيمة الواجب على كل مسلم انما هو باتباع ماجاء به من عند الله ، كما قال الله تعالى (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )
فكيف مع هذا يرجى لهم ثواب او يقبل منهم دعوى حسن القصد ؟ وهل الاعمال الظاهرة إلا عناوين للمقاصد والنوايا ، واذا كان لهؤلاءثواب على بدعتهم فليكن لليهود والنصارى وكل كافر اذاً ثواب على ما يأتون من الكفر والوثنية ، لأنهم يقسمون جهد ايمانهم انهم لا يقصدون الا الاحسان والتوفيق )انتهى
قال محقق كتاب "شفاء الصدور" فالحق انه لا يثاب وان كانت نيته صالحة وقصده الخير والطاعة ، ولذا قال ابن مسعود لبعض المبتدعة الذين اجتمعوا للذكر جماعة فقال لهم :(عدوا سيئاتكم فأنا ضامن ان لا يضيع من حسناتكم شيئا ) فقالوا : والله يا ابا عبد الرحمن ما اردنا الا الخير فقال : ( وكم من مريد للخير لن يصيبه) فحسن القصد وصدق النية ان لم يقترنا بالعمل المشروع فلا قمة لذلك العمل .
وقال الشيخ حمود التويجري رحمه الله : ما ذكره شيخ الاسلام رحمه الله تعالى عن الذين يتخذون المولد ان الله تعالى قد يثيبهم ، وقوله ايضا : انه يرجى لهم المثوبة على حسن القصد والاجتهاد وقوله ايضا: ان تعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه اجر عظيم . كل هذا فيه نظر .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول : صبحكم ومساكم ، ويقول : " اما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " وفي النص على ان شر الامور محدثاتها وان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار اوضح دليل انه لا ثواب ولا اجر ، بل فيه وعيد شديد .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : امر رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته فتوزن الاقوال والاعمال بأقواله واعماله فما وافق ذلك قبل وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائنا من كان ، انتهى .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية :
قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى (ليبلوكم ايكم احسن عملا ) قال : اخلصه واصوبه ، قيل يا ابا علي ما اخلصه واصوبه ؟ قال: العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ، واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا ، والخالص ان يكون لله ، والصواب ان يكون على السنة . انتهى
هذا ما يسر الله لي ، واعان عليه .
وما اردت إلا الاصلاح ، وما توفيقي إلا بالله .
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير المرسلين .
والله اعلم .

 

أحمد مانع الجهني
  • بحوث علمية
  • مقالات
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية