اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/ail/22.htm?print_it=1

ليس واجباً فحسب بل هو معروف

علي بن صالح الجبر البطيّح

 
أرأف لحال بعض الآباء تجاه مايبذلونه لأسرهم , ومايقدّمونه من تضحيات في سبيل إسعادهم , فكم من الأموال التي ينفقونها حتى في توفير كماليات يمكن الاستغناء عنها , والمشكلة هنا أن بعض الزوجات والأولاد يعدّون هذه الجهود الجبارة من الأب إنما هي واجبة مفروضة عليه فقط , وليست معروفاً ومنةً وتفضلاً منه .. ! هم بهذا التصور لايقدّرون مايبذل منه في كل وقت وحين , ولذا يكثر في تصرفاتهم تجاه مايبذل الإسراف وعدم التدبير واللامبالاة , وإغفال الترشيد في الماء والكهرباء والغذاء .. والإلحاح المستمر في طلب ما عنه يستغنون من كماليات العصر , وتمر فترة طويلة لايكاد يسمع فيها الأب ولو كلمة شكر وعرفان لامن زوجة ولامن ولد , ولايحظى بقبلة على جبينه نظير ما قدّم .. إن سافر بهم بقصد النزهة والسياحة تذمّروا لأتفه عائق يمرّ بهم , وإن وفّر لهم ما تكمل به سعادتهم من أمور لاتخفى قالوا : لم لايكون من النوع الفلاني ؟ أما وجدت غير هذا ؟ هذا غير مناسب !! ابحث عن الأفضل !! فاللوم والإقلال من جهوده تنصبّ عليه من كل حدب وصوب .. فهذه زوجة لها متطلبات عجيبة لا تنقضي, وهذه بنت لها متطلبات أعجب , وقل غير ذلك عند بعض أبنائه الآخرين .. حتى يصل به الحال إلى ألا ينتظر شكرأ من أحد , وإنما يؤثر السلامة ورضاهم فقط بما قدّم .. قال أب من هذا النوع : دائماً أسمع من زوجتي وأولادي كلمة ( هـــات ) ولم أسمع كلمة ( خـذ )
وقال آخر : عندما أرى غيري من الآباء تقبل رؤسهم وأيديهم أتقطّع حسرات وأقول في نفسي : لماذا لايحصل لي مثل هذا ؟ بل لماذا لاتربي زوجتي أولادي على مثل هذا ؟ لماذا لاتقول لأولادي : هذا أبوكم قد تعب من أجلكم وضحّى بكل غال ونفيس لإسعادكم احتضنوه وقبّلوه وادعوا له واشكروه دوماً وأبداً , فلولاه – بعد الله – لعشتم كاليتامى لا أحد ينظر إليكم أغناكم – بعد الله – عمّا في أيدي الناس .. لو نشأ الأولاد على هذا لتلذذ الآباء بكل جهد يبذلونه لأولادهم ولم يتذمروا مطلقاً جزى الله آباءنا عنا خير الجزاء .. آمين
 

محبكم / علي بن صالح الجبر البطيّح
Asb1388@gawab.com
 

علي البطيّح
  • مقالات دعوية
  • قف وتأمل
  • استشارات
  • الصفحة الرئيسية