اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/alahdal/14.htm?print_it=1

رَأَى الْبَدْرَ

د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل

 
 رَأَى الْبَدْرَ فِيْ تَمِّهِ فَـانْبَهَـرْ *** وَهَامَ زُهَيْرٌ بِحُسْـنِ الْقَمَرْ
رَأَى غَادَةً مِثْـلَ رِيْـمِ الْفَلاَ *** تَمِيْسُ وَتَخْتَالُ بَيْنَ الشَّجَرْ
وَتَهْتَزُّ كَالْغُصْـنِ فِيْ دَوْحَـةٍ *** وَتَزْهُو كَزَهْرٍ سَقَـاهُ الْمَطَرْ
وَبَـاتَ مُعَنًّى غَرِيْقًـا بِهَـا *** حَلِيْفَ الْبُكَاءِ صَدِيْقَ السَّهَرْ
فَأَمْهَـرَهَا جَنَّـةً عَرْضُـهَـا *** مَهِيْبٌ وَطُـوْلٌ كَمَدِّ الْبَصَرْ
وَأَصْبَحَ بَعْلاً لِشَمْـسِ الضُّحَى *** وَأَطْفَأَ نَـارَ الْجَوَى وَاسْتَقَرْ
وَمَرَّتْ لَيَالٍ كَحُلْـمٍ جَمِيْـلٍ *** وَأَعْقَبَـهُ طَيْـفُ سُوْءٍ وَشَرْ
وَذَاقَ زُهَيْـرٌ أَشَـدَّ الْعَنَـاءِ *** وَعُنْـفَ الْبَـلاَءِ وَأَيْنَ الْمَفَرْ
تَـزَوَّجَ مِـنْ أُسْـرَةٍ هَشَّـةٍ *** تَهَـاوَتْ بِأَفْعَالِهَـا فِي الْحُفَرْ
فَبَـاتَ كَئِيْبًـا شَدِيْـدَ الْوَنَى *** سَقِيْمًا غَـزَاهُ الأَسَى وَالضَّرَرْ
فَهَلاَّ تَـزَوَّجَ بِنْـتَ الصَّلاَحِ *** وَبِنْتَ الْوَفَـاءِ وَغَـضِّ النَّظَرْ
تَرَبَّتْ عَـلَى خُلُـقٍ نَـيِّـرٍ *** وَدِيْنٍ كَمَـا جَاءَنَـا فِي الأَثَر
وَفَرَّ مِـنَ الْحُسْـنِ فِيْ مَنْبَةٍ *** رَدِيْئٍ تَغَـذَّى بِـلَوْثِ الْبَقَرْ
زُهَيْرٌ أَسَاءَ اخْتِيَـارَ الشَّرِيْكِ *** فَزَجَّ بِبَحْـرٍ عَظِيْـمِ الْخَطَرْ
فَلاَ تَقْتَفُـوا إِثْـرَهُ وَاظْفَـرُوا *** بِصَاحِبَةِ الدِّيْنِ عِطْـرِ الزَّهَرْ
فَتَبْقَى الْحَيَـاةُ ضِيَـاءً بِـهَا *** وَحَلَّ الصَّفَـاءُ مَحَلَّ الْكَدَرْ

◙ ◙ ◙ ◙ ◙ ◙ ◙
 

عبدالرحمن الأهدل
  • مقالات
  • كتب
  • قصائد
  • الصفحة الرئيسية