صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







رَبَّاهُ عَفْوًا

د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل

 
 رَبَّـاه عَبْدُكَ مَغْمُـوْسٌ بِأَوْزَارِ *** مُكَبَّـلُ الْفِكْـرِ مَغْلُـوْلٌ بِأَكْدَارِ
وَالْمَوْجُ يَقْـذِفُهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ *** وَسَاحِلُ الْبَحْـرِ مَحْفُـوْفٌ بِأَخْطَارِ
كَمْ تَاهَ فِي دُنْيَةٍ شُـؤْمٌ عَـوَاقِبُهَا *** وَغَـاصَ فِـيِ زِيْنَةِ الدُّنْيَـا كَمُحْتَارِ
كَأَنَّهُ قِشَّةٌ فِيْ الأرْضِ قَـدْ تُرِكَتْ *** تَدُوْرُ بَيْـنَ رَحَـى رِيْـحٍ وَإِعْصَارِ
رَبَّاهُ كَمْ نِعْمَةٍ عَنِّيْ قَـدِ ارْتَفَعَتْ *** بِشُؤْمِ ذَنْبِيْ وَمَا قَدَّمْـتُ أَعْـذَارِيْ
تِلْكَ السَّحَابُ الَّتِي عَاشَتْ تُدَاعِبُنَا *** دَهْـرًا طَوِيْلا وَلَـمْ تَبْخَـلْ بِإِدْرَارِ
قَدِ اخْتَفَتْ عَنْ سَمَائِيْ لَمْ أَجِدْ أَثَرًا *** إلا النَّـذِيْـرَ بِإِفْـلاسٍ وَإِقْـتَـارِ
رَبَّـاهُ عَـفْـوًا وإِحْسَانًا وَمَغْفِـرَةً *** فَلَسْتُ أَقْـوَى عَلَى التَّأْدِيْبِ بِالنَّارِ
يَا أُمَّةَ الدِّيْنِ تُوْبُوْا وَاخْلِصُوْا عَمَـلا *** وَادْعُوْا الرَّؤُوْفَ بِإِصْبَـاحٍ وَأَسْحَارِ
صَلُّوْا الصَّلاةَ بِقَلْبٍ ذَابَ مِنْ خَجَلٍ *** فَـالذَّنْبُ يُـؤْذِنُ فِي الدُّنْيَا بأَغْيَارِ
وَالْجَدْبُ عَمَّ بِلادًا كَـانَ يقْطُنُهَا *** مُزْنُ السَّحَابِ كَمِثْلِ الظِّل فِي الدَّارِ
لَوْلا الذُّنُـوْبُ لَمَا فَـرَّتْ سَحَابَتُنَا *** وَلا ابْـتُـلِيْـنَا بِإِعْصَـارٍ وَإِعْسَارِ
أُمُّوا الْمَسَاجِدَ وَاسْتَسْقُـوا فَبَارِئِكُمْ *** رَبٌّ رَحِيْمٌ بِـنَا سُبْحَـانَهُ الْبَـارِيْ
لَوْلاَ الْبَهَائِمُ وَالأَطْفَالُ قَـدْ رَضَعُوْا *** كَـذَا الشُّيُوْخُ وَضَعْفٌ فِيْهِمُو سَارِيْ
لَذَاقَ كُلٌّ عَذَابَ الْخِزْيِ فَارْتَدِعُوا *** أَمِ الْقُلُوْبُ قَسَتْ أَضْحَتْ كَأَحْجَارِ
فَسَارِعُوا يَـابَنِي الإِسْـلاَمِ وَامْتَثِلُوا *** أَوَامِـرَ الشَّرْعِ وَاسْتَسْقُـوا بِإِصْرَارِ
دَعُوا الدُّمُوْعَ عَلَى الْخَدَّيْـنِ سَائِحَةً *** سَلُوا الإِلـهَ سَلُـوْهُ مَحْـوَ أَوْزَارِ
ثُمَّ انْظُـرُوْا نَظْرَةً فِيْ غَيْرِ سَاحَتِنَـا *** تَـرَوْنَ كُـلَّ بَلاءٍ هَـائِـجٍ ضَـارِ
مَـوْتٌ وَ فَقْـرٌ وَ زِلْزَالٌ يُزَلْزِلُهَـا *** سُبْحَانَهُ خَفَّفَ الأَضْـرَارَ عَنْ دَارِيْ
صَلَّـى الإِلهُ عَلَى طَـهَ وَعِتْـرَتِـهِ *** وَالصّحْـبِ طُـرًّا وَمَنْ يَقْفُـو لآثَارِ

◙ ◙ ◙ ◙ ◙ ◙ ◙
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عبدالرحمن الأهدل
  • مقالات
  • كتب
  • قصائد
  • الصفحة الرئيسية