صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أَتَلْمِزُ الْمُصْطَفَى

د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


بَابَا الْفَتِيْكَانِ أَنْتَ الزُّوْرُ وَالْقَـذَرُ ** وَأَنْتَ أَكْـذَبُ مَنْ يَمْشِيْ وَيَفْتَخِرُ
وَأَنْتَ غُـوْلٌ تَبَـدَّى فِيْ قَبَاحَتِةِ ** وَأَيُّ عَقْلٍ لِجِسْمٍ رُوْحُـهُ عَكِـرُ
دَهَـاكَ جَهْلُكَ يَازِنْدِيْقُ فَانْبَعَثَتْ ** رَوَائِـحُ الْكُـرْهِ لِلإِسْلاَمِ تَنْتَشِرُ
أَفْلَسْتَ عَقْلاً فَسَارَ الْخِزْيُ مَبْدَؤُكُمْ ** وَمِنْ نَعِيْـقِكِ بَانَ الْخُبْرُ وَالْخَبَرُ
رَسُوْلُنَا الْمُجْـتَبَى بِالْعَـدْلِ مُتَّصِفٌ ** طَوْبَى لأَحْـمَدَ وَجْهٌ مُشْرِقٌ نَضِرُ
هُـوَ الرَّءُوفُ بَأَمْـرِ اللهِ مُؤْتَـمِرٌ ** وَمِنْ خَصَـائِصِهِ بِالرُّعْبِ مُنْتَصِرُ
هُـوَ الرَّحِيْمُ اصْطَفَاهُ اللهُ مِنْ نُطَفٍ ** مِنْ خِيْرَةِ الْخَلْقِ فَاخْسَأْ أَيُّهَا الْبَطِرُ
صَلَّى الإِلَـهُ عَلَى الْمُخْتَارِ مِنْ مُضَرٍ ** وَأَنْتَ بَـابَا مِنَ السَّوْءَاتِ تَنْحَدِرُ
دَعَـا إِلَى اللهِ لا بِالسَّيْفِ مُنْصَلِـتًا ** وَإِنَّـمَا الْحُبُّ فِيْ طَيَّـاتِهِ الظَّـفَرُ
فَلَيْسَ فِي الدِّيْنِ إِكْـرَاهٌ فَكَمْ تُلِيَتْ ** عَلَيْكَ آيٌ وَفِيْهَا النَّـصُّ مُزْدَهِـرُ
وَأَنْتَ أَعْمَـى فَلا رُؤْيَا وَلا نَظَـرٌ ** وَكَيْفَ يُـبْصِـرُ مَنْ تَسْبِيْحُهُ وَزَرُ
وَكَمْ عَفَا الْمُصْطَفَى فِيْ وَسْطِ مَعْرَكَةٍ ** عَنْ مَارِقِيْنَ وَقَدْ عَاثُوا وَقَدْ مَكَرُوا
فَقَالَ ذُوْ رَحْـمَةٍ يَا قَـوْمُ فَانْطَلِقُوا ** وَلَمْ يُصِبْهُمْ أَذًى أَوْ مَسَّهُمْ كَـدَرُ
وَانْظُـرْ لِقَوْمِكَ وَالتَّدْمِيْرُ مَنْهَجُهُمْ ** وَالْقَهْرُ وَالظُّلْمُ وَالإِذَلالُ وَالضَّرَرُ
تَدُكُّ قَـوَّتُكُمْ شَعْـبًا وَتَسْحَـقُـهُ ** وَتَـتْرُكُ النَّارَ كَالْبُرْكَانِ تَسْتَعِـرُ
فَلا الصَّغِيْرُ نَجَـا مِنْ شَرِّ سَطْـوَتِكُمْ ** وَلا الْكَبِيْرُ وَلا الأَحْجَارُ وَالشَّجَرُ
أَتَلْمِزُ الْمُصْطَفَى الْمُخْتَارَ مَنْ كَمُلَتْ ** فِيْهِ الْمَحَاسِنُ ذَاكَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
فَـدِيْنُ أَحْـمَـدَ نُـوْرُ اللهِ مُنْتَشِرٌ ** بَيْنَ الْخَـلائِقِ لا كِبْرٌ وَلا بَطَـرُ
وَلَمْ يُقَاتِلْ سِوَى شَخْـصٍ يَقَـاتِلُـهُ ** وَمَا اعْتَدَى قَطُّ أَوْ زَاغَتْ لَهُ بَصَرُ
تَقُـوْلُ تَعْلِيْـمُهُ شَـرٌّ وَدَعْـوَتُـهُ ** مَنْزُوْعَـةَ الْعَقْلِ فَاسْمَعْ أَيُّهَا الْقَذِرُ
مُـحَمَّـدُ الْمُجْـتَبَى رُوْحٌ مُطَـهَّرَةٌ ** مُكَلَّلٌ بِالتُّقَى أَنْفَـاسُهُ الْعَطِـرُ
أَتَى بِنُوْرِ الْهُـدَى وَالْعَـدْلُ مَنْهَجُـهُ ** وَأَنْتَ يَا سَوْءَةَ التَّـأْرِيْخِ مُحْتَقَرُ
فَالْعَقْـلُ فِيْ دِيْنِنَا شَرْطٌ نُدِيْنُ بِـهِ ** فَدَعْ خِدَاعَ الْوَرَى فَالزُّوْرُ مُنْدَحِرُ
مَا كَـلَّفَ اللهُ مَجْنُـوْنًا بِتَكْلِـفَـةٍ ** وَلا صَغِـيْرًا بَدَا فِيْ عَقْلِهِ قِصَـرُ
وَانْظُـرْ عَقِيْدَتَكَ الْعَمْيَاءَ كَيْفَ بَدَتْ ** أُضْحُـوْكَةً لِلْوَرَى آيَاتُهَا الضَّجَرُ
فَبَعْـدَ تَحْرِيْفِكُمْ لِلآيِ مِنْ بَطَـرٍ ** أَضْحَتْ كَأُلْعُوْبَـةٍ تَلْهُوْ بِهَا الْفِكَرُ
إِلَهُكُمْ أَيُّهَـا الْبَابَا كَمَـا زَعَـمَـتْ ** أَسْفَارُ شَـرٍّ وَمِنْهَا الشَّرُّ وَالشَّرَرُ
أَطَـاحَ بِابْنٍ لَـهُ كَيْمَـا يُخَلِّصُكُـمْ ** مِنَ الذُّنُوْبِ فَأَيْنَ الْعَقْـلُ وَالنَّظَرُ
أَبٌ إِلَهٌ فَلَـمْ يَـسْطِـعْ يُخَلِّصُكُـمْ ** إِلا بِقَتْـلِ ابْنِهِ وَالـرَّبُّ مُقْتَـدِرُ
أَيُعْجِزُ الرَّبَّ عَفْـوٌ دُوْنَ سَفْـكِ دَمٍ ** وَكَيْفَ يُعْبَدُ مَنْ فِيْ سَطْوِهِ خَـوَرُ
وَقُلْـتَ رَبِّـيْ إِلَهُ الْخَلْـقِ مُقْتَـدِرٌ ** ثَلاثَةٌ وَاحِـدٌ وَالْعَكْسُ ذَا عَـوَرُ
جَمَعْتَ فَرْدًا وَصَارَ الْجَمْـعُ مُنْفَـرِدًا ** فَالْعَقْلُ يَرْفُضُهُ وَالسَّمْعُ مُنْكَسِـرُ
فَتُبْ إِلَى اللهِ وَارْجِعْ عَنْ ضَلالَتِكُـمْ ** فَدِيْنُنَا الْحَقُّ أَمَّـا دِيْنُكُـمْ هَـذَرُ

************

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عبدالرحمن الأهدل
  • مقالات
  • كتب
  • قصائد
  • الصفحة الرئيسية