صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أَنَا الأَدِيْبُ الأَهْدَلِي

د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


صَوْتُ الْحِمَارِ الْمُعْتَلِـي ** هَـزَّ فِنَـاءَ الْمَنْـزِلِ
كَـأَنَّـهُ صَـاعِـقَـةٌ ** هَوَتْ عَلَيْنَا مِـنْ عَـلِ
أَوْ صَوْتُ رَعْـدٍ هَائِـجٍ ** أَوْ مَدْفَـعٍ مُـزَلْـزِلِ
الـذُّلُّ وَالْـخِزْيُ مَعًـا ** مَعَ السِّقَـامِ الْمُعْضِلِ
لِظَـالِـمٍ مُـعَـانِـدٍ ** كَالأَسَـدِ الْمُسْتَفْحِـلِ
مَـا أَنْـتَ إِلاَّ حَـرْبَـةٌ ** يُرْمَـى بِهَـا كُلُّ وَلِـي
أَتْعِسْ بِـذِئْبٍ مَـاكِـرٍ ** يَعِيْـشُ بَيْـنَ الْبُـزَّلِ
فَكَمْ وَكَـمْ مِـنْ طَعْنَـةٍ ** بِـخَنْـجَـرٍ وَمِعْـوَلِ
فِـي صَدْرِ شَيْـخٍ صَالِحٍ ** مِـنَ الطِّــرَازِ الأَوَّلِ
وَفِـي السُّجُـوْنِ سَادَةٌ ** طَعَامُهُمْ مِـنْ حَنْظَـلِ
زَجُّـوْا بِهِمْ فِي غَيْهَبٍ ** فِـي قَعْـرِ لَيْـلٍ أَلْيَلِ
وَالْكُلُّ يَبْكِـيْ حَزَنًـا ** عَلَى الشُّيـوخِ الْكُهَّـلِ
وَكَـمْ نِسَاءٍ وَلْـوَلَتْ ** وَلَوْلَـوَتْ وَلِـيْ وَلِـيْ
فَقُلْـتُ لا تُوَلْـوِلِـيْ ** أَمَـامَ وَحْـشٍ مُذْهِـلِ
مُـزَمْـجِـرٍ مُدَمِّـرٍ ** كَلَبْـوَةٍ فِـي مَحْفِـلِ
قَالَتْ سَـأَدْعُو خَالِقًـا ** يَرْحَـمُ ضَعْفَ الْعُـزَّلِ
فَـإِنَّ رَبِّـيْ مُنْـصِفٌ ** مِـنْ ظَالِـمٍ وَمُعْتَلِـي
فَقُلْـتُ فَازَتْ مُبْتَلًـى ** وَصَـاخَ كِبْـرُ الْمُبْتَلِي
فَسَبْحَلَـتْ وَحَمْـدَلَتْ ** وَأَكْمَلَـتْ بِالْحَوْقَـلِ
ثُمَّ دَعَـتْ فَأَحْـزَنَتْ ** بِدَمْعِهَـا الْـمُنْهَمِـلِ
وَالْكُـلُّ يَدْعُوا عَـلَنًا ** وَلَـمْ يُصَبْ بِالْمَلَـلِ
وَإِذْ بِـسَـيْـلٍ عَـرِمٍ ** يَجْتَاح وَكْـرَ الْقُصْعُلِ
فَصَـارَ ذَا تَـقَلْـقُـلٍ ** قَلْقَـلَ فِـي تَقَلْقُـلِ
وَآضَ بَـعْـدَ قُــوَّةٍ ** كَالْعَنْكَبُوْتِ الْمُهْمَـلِ
يَلْبَسُ ثَـوْبَ كُـرْبَـةٍ ** بَعْـدَ لِبَـاسِ الْحُلَـلِ
فَفَـرَّ خَـوْفَ صَعْقَـةٍ ** أَوْ ضَـرْبَـةٍ بِمِنْجَـلِ
وَأَظْلَمَـتْ وَأَطْبَقَـتْ ** عَلَـى قَلِيْـلِ الْحِيَـلِ
وَالسَّقْفُ طَقْطَقْ طَقْطَقْ ** مِـنْ جَانِـبٍ مُهَلْهَـلِ
وَالنَّـاسُ مَـالَتْ طَرَبًا ** مِـنْ ذُلِّ رَأْسِ الْخَبَـلِ
فََيَـا شَقَـاءَ أُمَّــةٍ ** لَـمْ تَتَّعِـظْ كَالْهَمَـلِ
وَمَـا اسْتَفَاقَتْ بُرْهَـةً ** وَلا وَنَـتْ عَـنْ زَلََلَلِ
حَتَّامَ تَبْقَى فِيْ هَـوَىً ** إِلَى انْقِضَـاءِ الأَجَـلِ
فَرُبَّـمَـا دَاهَمَـهَـا ** إِعْصَـارُ نَـارٍ جَلَـلِ
وَأَصْبَحَتْ أُضْحُوْكَـةً ** نُذِيْعُهَـا كَـالْمَثَـلِ
لِـذَا نَظَمْتُ قِطْـعَـةً ** أَهْـدَيْتُهَـا لِلْكُمَّـلِ
وَجِئْتُ أَمْشِـيْ حَافِيًا ** كَمِشْيَـةِ الْعَـرَنْجَـلِ
إِلَى لِـقَــاءِ سَيِّـدٍ ** مُهَـذَّبٍ مُـبَـجَّـلِ
يَقْبَلُ نُصْحًـا خَالِصًـا ** مُخْتَلِطًـا بِـالْهَـزَلِ
لَعَلَّلَّـه أَنْ يَسْتَـفِيْـقَ ** مِنْ سُبَـاتِ الْخُـذَّلِ
وَيَنْحَنِيْ لِشِرْعَـةِ الْـ ** مخْتَارِ صَافِ الْمَنْهَـلِ
وَيَكْتَفِـي شَـرَّ الأَذَى ** مِنْ غَـادَةٍ أَوْ رَجُـلِ
أَنَـا الأَدِيْبُ الأَهْدَلِي ** مِنْ بَيْتِ صِدْقِ الْمِقْوَلِ
نَظَمْتُ شِعْـرًا مُبْهِـرًا ** كَالنَّـارِ فَـوْقَ الْجَبَلِ
أَقُـولُ فِـيْ مَطْلَعِـهِ ** صَوْتُ الْحِمَارِ الْمُعْتَلِي

9/3/1432 هـ

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عبدالرحمن الأهدل
  • مقالات
  • كتب
  • قصائد
  • الصفحة الرئيسية