بسم الله الرحمن الرحيم

حق المسلم


في معرفة حقيقة الأمر مع البلاء
* قال تعالى:{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا}. سورة النساء. الآية: 123
قوله تعالى: "من يعمل سوءا يجز به "السوء ههنا الشرك، قال الحسن: هذه الآية في الكافر، وقرأ "وهل يجازى إلا الكفور "[سبأ: 17]. وعنه أيضا "من يعمل سوءا يجز به "قال: ذلك لمن أراد الله هوانه، فأما من أراد كرامته فلا، قد ذكر الله قوما فقال: "أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون" [الأحقاف: 16]. وقال الضحاك: يعني اليهود والنصارى والمجوس وكفار العرب. وقال الجمهور: لفظ الآية عام، والكافر والمؤمن مجازى بعمله السوء، فأما مجازاة الكافر فالنار؛ لأن كفره أوبقه، وأما المؤمن فبنكبات الدنيا، كما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: لما نزلت "من يعمل سوءا يجز به "بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قاربوا وسددوا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها والشوكة يشاكها ).

*وقال علي بن أبي طالب: الخشوع في القلب، وأن تلين كفيك للمرء المسلم

*الحسد نوعان: مذموم ومحمود، فالمذموم أن تتمنى زوال نعمة الله عن أخيك المسلم، وسواء تمنيت مع ذلك أن تعود إليك أو لا، وهذا النوع الذي ذمه الله تعالى في كتابه بقوله: "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله" [النساء: 54] وإنما كان مذموما لأن فيه تسفيه الحق سبحانه، وأنه أنعم على من لا يستحق. وأما المحمود فهو ما جاء في صحيح الحديث من قوله عليه السلام: (لا حسد إلا في اثنين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار). وهذا الحسد معناه الغبطة. وكذلك ترجم عليه البخاري "باب الاغتباط في العلم والحكمة". وحقيقتها: أن تتمنى أن يكون لك ما لأخيك المسلم من الخير والنعمة ولا يزول عنه خيره، وقد يجوز أن يسمى هذا منافسة، ومنه قوله تعالى: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" [المطففين: 26] أي "من بعد ما تبين لهم الحق" أي من بعد ما تبين الحق لهم وهو محمد صلى الله عليه وسلم، والقرآن الذي جاء به.

*من أعظم المصائب المصيبة في الدين،وفى الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي فإنها من أعظم المصائب). أخرجه السمرقندي أبو محمد في مسنده، قال أبو عمر: وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم بعده إلى يوم القيامة، انقطع الوحي وماتت النبوة. وكان أول ظهور الشر بارتداد العرب وغير ذلك، وكان أول انقطاع الخير وأول نقصانه. قال أبو سعيد: ما نفضنا أيدينا من التراب من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنكرنا قلوبنا.
ولقد أحسن أبو العتاهية في نظمه معنى هذا الحديث حيث يقول:
اصبر لكل مصيبة وتجــــلد * واعلم بأن المرء غير مخلد
أو ما ترى أن المصائب جــمة * وترى المنية للعباد بمرصد
من لم يصب ممن ترى بمصيبة؟ * هذا سبيل لست فيه بأوحـد
فإذا ذكرت محمدا ومصـــابه * فاذكر مصـــابك بالنبي

*قال تعالى:{من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون}. سورة البقرة. الآية: 245
قال القرطبى: وقيل المراد بالآية الحث على الصدقة وإنفاق المال على الفقراء والمحتاجين والتوسعة عليهم، وفي سبيل الله بنصرة ا الدين. وكنى الله سبحانه عن الفقير بنفسه العلية المنزهة عن الحاجات ترغيبا في الصدقة، كما كنى عن المريض والجائع والعطشان بنفسه المقدسة عن النقائص والآلام. ففي صحيح الحديث إخبارا عن الله تعالى: (يا ابن آدم مرضت فلم تعدني واستطعمتك فلم تطعمني واستسقيتك فلم تسقني) قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال: (استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي) وكذا فيما قبل؛ أخرجه مسلم والبخاري
*وقال:
ثواب القرض عظيم، لأن فيه توسعة على المسلم وتفريجا عنه. خرج ابن ماجة في سننه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر فقلت لجبريل: ما بال القرض أفضل من الصدقة قال لأن السائل يسأل وعنده والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة).
وفى الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما نزلت "من يعمل سوءا يجز به "قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: ما هذه بمبقية منا؛ قال: (يا أبا بكر إنما يجزى المؤمن بها في الدنيا ويجزى بها الكافر يوم القيامة ).وعن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي قال: لما نزلت "من يعمل سوءا يجز به "قال أبو بكر: كيف الصلاح يا رسول الله مع هذا ؟ كل شيء عملناه جزينا به، فقال: (غفر الله لك يا أبا بكر ألست تنصب، ألست تحزن، الست تصيبك اللأواء ؟. قال: بلى. قال (فذلك مما تجزون به )

*وفي الحديث عن أبي الدرداء وبعض المحدثين يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من رد عن عرض أخيه المسلم كان حقا على الله عز وجل أن يرد عنه نار جهنم) ثم تلا: "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا". وعنه عليه السلام أنه قال: (من حمى مؤمنا من منافق يغتابه بعث الله عز وجل يوم القيامة ملكا يحميه من النار ومن ذكر مسلما بشيء يشينه به وقفه الله عز وجل على جسر من جهنم حتى يخرج مما قال).

*قال تعالى:{وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين}. سورة الحجرات. الآية: 9
قوله تعالى: "إنما المؤمنون إخوة" أي في الدين والحرمة لا في النسب، ولهذا قيل: أخوة الدين أثبت من أخوة النسب، فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين، وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب. وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخوانا). وفي رواية: (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب أمريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) لفظ مسلم. وفي غير الصحيحين عن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: [المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يعيبه ولا يخذله ولا يتطاول عليه في البنيان فيستر عليه الريح إلا بإذنه ولا يؤذيه بقتار قدره إلا أن يغرف له غرفة ولا يشتري لبنيه الفاكهة فيخرجون بها إلى صبيان جاره ولا يطعمونهم منها]. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: [احفظوا ولابحفظ منكم إلا قليل].

*قال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم}. سورة الحجرات. الآية: 12
ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تناجشوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا) لفظ البخاري.
قال القرطبى:
قال علماؤنا: فالظن هنا وفي الآية هو التهمة. والذي يميز الظنون التي يجب اجتنابها عما سواها، أن كل ما لم تعرف له أمارة صحيحة وسبب ظاهر كان حراما واجب الاجتناب. وذلك إذا كان المظنون به ممن شوهد منه الستر والعلاج، وأونست منه الأمانة في الظاهر، فظن الفساد به والخيانة محرم، بخلاف من أشتهره الناس بتعاطي الريب والمجاهرة بالخبائث. وعن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله حرم من المسلم دمه وعرضه وأن يظن به ظن السوء).

*وأخرج البخاري في الأدب والترمذي وابن ماجه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم".

*وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب قضاء الجوائج عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى الحسين بن علي فسأله أن يذهب معه في حاجة فقال: إني معتكف، فأتى الحسن فأخبره الحسن: لو مشى معك لكان خيرا له من اعتكافه، والله لأن أمشي معك في حاجتك أحب إلي من أعتكف شهرا.

قوله تعالى:{قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى}
أخرج ابن ماجه عن أبي هريرة "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الصدقة أن يتعلم المرء المسلم علما، ثم يعلمه أخاه المسلم".
وأخرج المرهبي في فضل العلم والبيهقي في الشعب عن عبد الله بن عمرو "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أهدى المرء المسلم لأخيه هدية أفضل من كلمة حكمة، يزيده الله بها هدى أو يرده عن ردى".
وأخرج الطبراني عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما تصدق الناس بصدقة مثل علم ينشر".
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نعم العطية كلمة حق تسمعها، ثم تحملها إلى أخ لك مسلم فتعلمها اياه"

*قوله تعالى: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}
أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن أنس قال: "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الربا وعظم شأنه، فقال: إن الرجل يصيب درهما من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم".
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن سلام قال: الربا اثنتان وسبعون حوبا، أصغرها حوبا كمن أتى أمه في الإسلام، ودرهم في الربا أشد من بضع وثلاثين زنية. قال: ويؤذن للناس يوم القيامة البر والفاجر في القيام إلا أكلة الربا، فإنهم لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.
وأخرج البيهقي عن عبد الله بن سلام قال: الربا سبعون حوبا، أدناها فجرة مثل أن يضطجع الرجل مع أمه، وأربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه المسلم بغير حق.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد والبيهقي عن كعب قال: لأن أزني ثلاثة وثلاثين زنية أحب إلي من أن آكل درهما ربا يعلم الله أني أكلته ربا.
وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "درهم ربا أشد على الله من ستة وثلاثين زنية. وقال: من نبت لحمه من السحت فالنار أولى به".

*قوله تعالى:{وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك في الآية قال: من كان ذا عسرة فنظرة إلى ميسرة وكذلك كل دين على المسلم، فلا يحل لمسلم له دين على أخيه يعلم منه عسرة أن يسجنه ولا يطلبه حتى ييسره الله عليه {وأن تصدقوا} برؤوس أموالكم يعني على المعسر {خير لكم} من نظرة إلى ميسرة، فاختار الله الصدقة على النظارة.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد في مسنده ومسلم وابن ماجة عن أبي اليسر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله".
واخرج أحمد والبخاري ومسلم عن حذيفة، أن رجلا أتى به الله عز وجل فقال: ماذا عملت في الدنيا؟ فقال الرجل: ما عملت مثقال ذرة من خير. فقـال له ثلاثا، وقال في الثالثة إني كنت أعطيتني فضلا من المال في الدنيا فكنت أبايع الناس، فكنت أيسرعلى الموسر وأنظر المعسر. فقال تبارك وتعالى أنا أولى بذلك منك تجاوزا عن عبدي فغفر له.
وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا في كتاب اصطناع المعروف عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أراد أن تستجاب دعوته وأن تكشف كربته فليفرج عن معسر".
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أنظر معسرا إلى ميسرته أنظره الله بذنبه إلى توبته".
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير,قوله: {وأن تصدقوا خير لكم} يعني من تصدق بدين له على معدم فهو أعظم لأجره، ومن لم يتصدق عليه لم يأثم، ومن حبس معسرا في السجن فهو آثم لقوله {فنظرة إلى ميسرة} ومن كان عنده ما يستطيع أن يؤدي عن دينه فلم يفعل كتب ظالما.

*قوله تعالى:{والكاظمين الغيظ}
أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن أبي هريرة في قوله {والكاظمين الغيظ} أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأه الله أمنا وإيمانا".
وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والبيهقي في الشعب عن معاذ بن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء"
وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس الشديد بالصرعة ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب"
وأخرج البيهقي عن علي بن الحسين أن جارية جعلت تسكب عليه الماء يتهيأ للصلاة، فسقط الإبريق من يدها على وجهه فشجه، فرفع رأسه إليها فقالت: إن الله يقول {والكاظمين الغيظ} قال:قد كظمت غيظي قالت {والعافين عن الناس} قال: قد عفا الله عنك قالت {والله يحب المحسنين} قال: اذهبي فأنت حرة.

*قوله تعالى:{يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}
أخرج ابن أبي حاتم والطبراني بسند صحيح عن ابن مسعود قال: إنها محكمة ما نسخت ولا تنسخ إلى يوم القيامة
وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن في الآية قال: كان الرجل يتحرج أن يأكل عند أحد من الناس بعد ما نزلت هذه الآية، فنسخ ذلك بالآية التي في النور (ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم..) (النور الآية 61) الآية.

*قوله تعالى: ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون" سورة البقرة
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام} قال: هذا في الرجل يكون عليه مال وليس عليه فيه بينة، فيجحد المال ويخاصمهم إلى الحكام وهو يعرف أن الحق عليه، وقد علم أنه إثم أكل حرام.وعن مجاهد قال: لا تخاصم وأنت تعلم أنك ظالم.
وأخرج مالك والشافعي وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع منه، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذنه، فإنما أقطع له قطعة من النار".
وأخرج أحمد عن أبي حميد الساعدي "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لامرئ أن يأخذ مال أخيه بغير حقه، وذلك لما حرم الله مال المسلم على المسلم".
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس "أنه كان يكره أن يبيع الرجل الثوب ويقول لصاحبه: إن كرهته فرد معه دينارا"فهذا مما قال الله {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}.

*قوله تعالى: {ولولا دفع الله} الآية
أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض} قال: يدفع الله بمن يصلي عمن لا يصلي، وبمن يحج عمن لا يحج، وبمن يزكي عمن لا يزكي.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله {ولولا دفع الله الناس...} الآية. يقول: ولولا دفاع الله بالبر عن الفاجر، ودفعه ببقية أخلاق الناس بعضهم عن بعض لفسدت الأرض بهلاك أهلها.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض...} الآية. قال: يبتلي الله المؤمن بالكافر، ويعافي الكافر بالمؤمن.
وأخرج ابن جرير عن الربيع {لفسدت الأرض} يقول: لهلك من في الأرض.
وأخرج ابن جرير عن أبي مسلم. سمعت عليا يقول: لولا بقية من المسلمين فيكم لهلكتم.

وجمعه وكتبه الفقير الى عفو ربه تعالى…
د/ السيد العربى بن كمال