صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







النفايات ثروة مهدرة

د.عبدالعزيز بن سعد الدغيثر

 
بسم الله الرحمن الرحيم

٢٠١٦/١/١٦
ما أجمل فكرة المشروع الخيري الذي بدأ في المنطقة الشرقية الحبيبة للاستفادة من بقايا الأطعمة لإطعام المحتاجين

يعاني العالم بأسره من مشكلة تراكم النفايات، بل لا يبعد أن يقال إن أزمة النفايات من أعظم القضايا البيئية التي تشغل المجتمعات المتحضرة، وذلك لأنه يلقى في المرامي كميات هائلة من النفايات في العالم. ويصل إنتاج الفرد من النفايات المنزلية في المملكة السعودية إلى حوالي 3 كيلوجرامات يوميا. وتحتوى هذه الكمية على 28 % ورق كرتون، 36 % بقايا أطعمة، 7 % معـادن، 6 % مواد بلاستيكية، 3 % زجاج، 4 % جلود، 11% مواد أخرى. والمشكلة تكمن في أن هذه المواد تحتاج إلى مدة طويلة لتتحلل. فمثلا علبة المناديل تحتاج إلى 6 أشهر لكي تتحلل، وتحتاج الجريدة إلى سنتين، وأكياس البلاستيك إلى 4 سنوات، وقارورة البلاستيك إلى 4 سنوات وكوب الفلين (ستيروفوم) إلى 75 سنة، وعلبة الألمنيوم إلى 350 سنة وإطارات السيارات إلى 450 سنة. (البيئة الطبيعية/46).
وجاءت الشريعة لحل هذه المشكلة بأمور:
الأمر الأول: الحث على الصدقة بما يمكن أن يستفاد منه، وألا يحقر المتصدق شيئا. وفي فضل الصدقة بالقليل والكثير قال تعالى: «فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره»( الزلزلة:7). وروى ابن قتيبة عن الأصمعي أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لقط نويات (فصم التمر) من الطريق فأمسكها بيده حتى مر بدار قوم فألقاها فيه وقال: «تأكله داجنتهم» (رواه الخلال في الحث على التجارة/41 وابن قتيبة في الغريب2/41). ورأى أبو الدرداء – رضي الله عنه – حبًّا منثورا في غرفة له فالتقطه وقال: «من فقه الرجل رفقه في معيشته» (رواه وكيع في الزهد 3/782-783). وتصدقت عائشة بحبة عنب وقالت لنسوة عندها: «هذا أثقل من مثاقيل ذر كثيرة» وذكر مثل ذلك عن عبدالرحمن بن عوف وأبي هريرة وغيرهم رضي الله عنهم (رواه أبو عبيد في الأموال (440) والإمام أحمد في الزهد (212) ووكيع في الزهد (3/783-784)).
وما أجمل فكرة المشروع الخيري الذي بدأ في المنطقة الشرقية الحبيبة للاستفادة من بقايا الأطعمة لإطعام المحتاجين، وليت الجهات المنظمة في الأمانات والبلديات تلزم المطاعم بأن يتصرفوا في بقايا الأطعمة بتسليم ما لم يمس للمحتاجين، والاستفادة من الطعام الذي مسته الأيدي كأعلاف.
وإن مما يسر الخاطر انتشار فكرة أخذ بقية الأكل من المطاعم، والبحث عن محتاج لإعطائه الطعام النظيف، وتفريحه بذلك.
الأمر الثاني: التدوير، والأمر به داخل في العمومات الواردة في الشريعة، كالأمر بحفظ المال والنهي عن التبذير والإسراف ونحوها قال تعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً}سورة الفرقان الآية: 67. وقال: {ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}سورة الأنعام الآية 141، وقال: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين}سورة الإسراء الآية 27 .

ولإيضاح الدور الذي يقوم به إعادة التصنيع، يجب أن نعرف أن كل طن من الورق يعاد تصنيعه يوفر:
• 17 شجرة
• 505 جالونات زيت
• 28000 وحدة حرارية
• 7000جالون ماء
• 3 ياردات مكعبة من المرادم الصحية.( ينظر كتاب: البيئة الطبيعية/47).
إننا بحاجة إلى تضافر الجهود للاستفادة من النفايات المائية، ولك أن تتخيل الهدر المائي في دورات المياه التابعة للمساجد، ولا نكاد أن نجد من وزارة الأوقاف أي مبادرة للاستفادة من الهدر المائي، وقد سمعت من أحد الأصدقاء المهندسين أصحاب المبادرات الرائعة بأنه يمكن تركيب نظام معالجة للمياه للاستفادة من ماء الوضوء فقط بالزراعة وإعادة الاستخدام في السيفونات، فهل نرى من وزارة الأوقاف قبولا واهتماماً؟ آمل ذلك.
إن استهلاك الماء يوميا في المتوسط لعائلة مكونة من أربعة أفراد هو كالتالي:
• دورة المياه 100 جالون.
• الاستحمام 80 جالونا.
• غسيل الأطباق 15 جالونا.
• حوض المنافع5 جالونات.
• حوض الحمام 8 جالونات.
• نقاط المياه المتسربة ببطء من الحنفيات، تهدر كمية من المياه تتراوح ما بين 50 و 75 لترا يوميا.
• ويعتبر سيفون المرحاض المسبب الأكبر للهدر في المياه في معظم المنازل.( عن البيئة الطبيعية لمها النعيم /37).
وهذا سرف شديد يحتاج إلى تضافر الجهود بين الجميع. فالأفراد مطلوب منهم أن يقتصدوا في المياه ويعالجوا التسريبات والعبث بهذه الثروة. ومطلوب من المصنعين والمستوردين عدم جلب ما لا يحقق غاية الترشيد في استهلاك الماء كبعض أنواع السيفونات. وعلى الحكومات ومقدمي خدمة المياه وضع أنظمة لمنع الاستهلاك الشديد للمياه ومحاسبة العابثين.
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د.عبدالعزيز الدغيثر
  • بحوث علمية
  • مقالات حديثية
  • مقالات فقهية
  • مقالات لغوية
  • مقالات عقدية
  • مقالات أخرى
  • الصفحة الرئيسية