اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/alhomaid/q2.htm?print_it=1

إستهانة أهل هذا الجيل بـِذِكـْر الْمَـلِـكِ الْجَـلـِيـل

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

الشيخ عبدالكريم بن صالح الحميد

 
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ، وعلى مَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .     أما بعد :
فهذه قصيدة حول استهانة أهل هذا الجيل بِذِكْر اللهِ الْمَلِك الجليل - جلَّ جلاله - ؛ وقد ألْحقناها في القسم الثاني من كتابنا الجديد ( بيان الأدلة النقلية والعقلية في الفرق بين الرُّقية الشرعية والرقية التجارية ، وبيان وجوب تعظيم واحترام ذِكر الله - عَزَّ وجل - ) ، وقد تكلَّمْنا فيه عن فظاعة ما يحصل في زماننا من الاستهانة بِذِكر الله تعالى ، مع ذِكْرِ أمثلةٍ تُبين ذلك ، وذِكر بعض قصص السلف في تعظيمهم ذِكْرَ الله - عزَّ وَجل - ، وبيان أنَّ التعلق بالدنيا والغفلة عن الآخرة من أعظم أسباب الاستهانـة بِذكر الله تعالى .. ولا شك أنَّ مِن عَلاَماتِ الإيمانِ بالله - جلَّ وعَلاَ - وتعظيمِهِ وإجلالِهِ وتوقيرِهِ عدم الاستهانة بذِكْره ، والإنكار على مَن يستهين بذلك ، ورَفْع الأوراق التي لا تخلو عـادةً من ذِكره إذا وُجِدَت ساقطة على الأرض ومُهَانة في الأسواق والزبائل وحَرْقها أوْ دَفْنها في مكانٍ نَظِيف (1)  ؛ وتعظيمُ اللهِ وذِكْرِه من علاماتِ توفيق الله لعبده ..


رَانٌ عَلَى القَلْبِ قَدْ صِرْنَا بِظُلْمَتِـهِ *** كَمَنْ يَسِيِرُ بِلَيْلٍ حَالِكِ الظُّلَمِ
نَرَى العَظَـائِمَ لاَ جُرْحٌ يُؤَلِّمُـنَـا **** وَكَـثْرَةُ الْمَـسِّ تُخْفِي شِدَّةَ الأَلَمِ
مِنَ العَظَائِمِ - إِنْ تَسْأَلْ - إِهَانَتُـنَا *** ذِكْرَ العَظِيـمِ مِنَ الأَسْمَاءِ وَالكَلِـمِ
وَقَوْلَ أَشْـرَفِ خَلْقِ اللهِ قَاطِـبَةً  ***  ( مُحَمَّـدٍ ) أَعْظَمِ الآلاَءِ وَالـنِّعَـمِ     
أَحْوَالُ سُـوءٍ بَدَتْ فِيـنَا عَلاَنِيَـةً  ***  وَمُظْهِرُ السُّـوءِ عُقْبَـاهُ إِلَى الـنَّدَمِ
نَعَـوذُ بِاللهِ مِنْ حَـالٍ عَوَاقِـبُهَاً  ***  حُلُولُ سُخْـطٍ مِنَ الْجَبَّـارِ مُنْتَقِمِ
كَأَنَّ ذِكْرَ  إِلَـهِ العَرْشِ سَاقِطَةًٌ  ***  مِنَ الْمَتَاعِ (2) وَشَيْءٌ غَيْرُ مُحْتَرَمِ
فَلاَ تَحِـلُّ بِـأَرْضٍ أَوْ تَسِيِـرُ بِهَاً  ***  إلاَّ رَأَيْتَ مِنَ الآيَاتِ وَالْحِكَمِ
جَرَائِـدُ الوَقْتِ لاَ تَخْلُو صَحَائِفُهَـاً  ***  وَفِي الدُّرُوسِ خَلِيطٌ غَيْرُ مُـنْسَجِمِ
كَذَلِكَ الإِسْمُ تَعْبِيداً لِخَالِـقِـنَـاً  ***  بَيْـنَ القَمَائِـمِ أَوْ يُلْقَى عَلَى الرَّغَمِ
مَعَ التَّصَاوِيرِ آيَاتُ الْجَلِيلِ تُرَىً  ***  كَذَا الْحَدِيثُ وَمَا هَذَا بِمُلْتَئِمِ 
وَمَا تَشَاءُ مِنَ الأَوْرَاقِ مُـمْـتَـهَنً  ***  اسْـمُ الْجَلاَلَةِ فِيهَا غَيْرُ مُحْـتَشَمِ
حَفَائِظُ الطِّفْلِ لاَ تَخْفَى نَجَـاسَتُهَـاً  *** تُخَالِطُ الذِّكْـرَ وَالغَيْرَاتُ فِي عَـدَمِ  
وَأَسْوَأُ السُّـوءِ أَنْ نُوُلِي إِهَانَـتَـنَاً  ***  لِلْمُسْتَحِـقِّ عَلَيْـنَـا غَايَةَ الكَرَمِ
 قَدْ كَانَ إِشْفَاقُـنَا فِيمَا مَضَى حَـزَناً  ***  أَنْ يَسْـتَخِفَّ رَعَاعُ النَّاسِ بِالنِّعَمِ (3)
وَلَـيْسَ هَذَا صَغِيِراً يُسْـتَهَانُ بِهً  ***  لَكِنَّهُ زَمَنٌ قَدْ حَيَّرَ الفَهِمِ 
مَعَ النَّجَاسَةِ تَلْقَاهَا مُبَعْثَرَةًً  ***  فَجَاءَ أَعْظَمُ مِمَّا دَارَ فِي الوَهَمِ
حَيْثُ اسْـتُخِفَّ بِأَذْكَارِ الْجَلِيلِ وَمَاً  ***  جُـرْحٌ سَيُؤْلِمُ مَنْ قَدْ مَاتَ بِالأَلَـمِ
بِلاَ ارْتِيَابٍ تَجَاوَزْنَا الْحُدُودَ وَمَاً  ***  بَيْـنَ العِبَـادِ وَبَيْنَ الرَّبِ مِنْ رَحِمِ
إِنَّـا نَخَافُ عُـقُوبَاتٍ مُعَجَّـلَـةًٍ  ***  نَعَـضُّ مِنْـهُنَّ أَيْـدِيـنَا مِنَ النَّدَمِ
فَسُـنَّـةُ اللهِ لاَ تَـبْدِيـلَ غَيَّرَهَا ً  ***  مِنْ عَصْرِ ( آدَمَ ) حَتَّى آخِرِ الأُمَمِ 
نَعْصِي الإِلَـهَ وَنَرْجُو خُلْفَ مَوْعِدِهِ ً  ***  هَذَا الغُرُورُ ، وَعَيْنُ اللهِ لَمْ تَنَمِ  
صَلَّى الإِلَهُ عَلَى مَنْ جَاءَ يُرْشِـدُنَـا ً  ***  لِكُلِّ رُشْدٍ وَيَجْلُو غَيْهَبَ الظُّلَمِ 


بريدة - شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّم / 1418هـ

 

----------------------------------------------------
(1)  قال البيهقي - رحمه الله - في « شُعَب الإيمان » ( 2 / 227 ) : ( وفي تعظيم الله - عز وجل - وتعظيم رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أن لاَ يَحْمِل على مُصْحَف القرآن ولاَ على جوامع السُّنن كتاباً ولا شيئاً من مَتاع البيت ، وأن ينفض الغبارَ عنه إذا أصابه ، ولاَ يَمْسَح أحَدٌ يدَه مِن طعامٍ ولا غيره بورقة فيها ذكر الله تعالى أو ذكر رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ولا يُمزقها تمزيقاً ، ولكن إن أراد به تعطيلها فليغسلها بالماء حتى تذهب الكتابة منها وإن أحْرَقَها بالنار فلا بأس ؛ حَرَّق عُثمان - رضي الله عنه - مصاحفَ كانت فيها آيات وقرآن منسوخة ولَم يُنكر ذلك عليه أحَدٌ ؛ والله أعلم ) انتهى .
(2)  « سِقْطُ الْمَتاع » يُوصَف به ما يُستهانُ به .
(3)  مثل التمر والخبز وغير ذلك من نِعَم الله تعالى .

 

عبدالكريم الحميد
  • كتب ورسائل
  • بيانات ورسائل
  • قصائد
  • الصفحة الرئيسية