صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







ماذا عن دمج الأولاد والبنات في الصفوف الأولى؟

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله خالق الأرض والسماء،الأول بلا ابتداء،والآخر بلا انتهاء، أحمده جل شأنه وأشكره أن شرع لنا شريعة تحفظ العفة والحياء،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له تفرد بالحكم وحسن القضاء،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله خير الأنبياء وقدوة الأتقياء صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه الأطهار النجبـاء . أمابعد:أما بعد
فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وإياكم أن رغد عيش المجتمعات مصدره التقوى قال ربنا جل في علاه: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } (الأعراف:96).عباد الله امتحان كتبه الله على كل مجتمع من المجتمعات البشرية تمر به فمنهم من ينجح وقليل ما هم؛أتدرون أحبتي ما هذا الامتحان؟.إنه الموقف من شريعة الله ومن الرسالة التي جاء بها نبيه؛فكلما آمنت أمة بها وتمسكت بها قولاً وعملاً كان النجاح والفلاح ورغد العيش والسعادة في الدنيا والآخرة قال الله سبحانه: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ()وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ } (المائدة:65-66).هذا الامتحان قليل من المجتمعات البشرية من ينجح فيه أخبرنا الله عن ذلك بقوله: { فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ } (يونس:98).عباد الله لنقترب أكثر من الواقع فهذه بلادنا _حفظها الله من كل مكروه_ كانت تعيش في فقر وخوف وذِلة حتى قيض الله لها دعوة التوحيد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب وناصره آل سعود فمكن الله لهم في الأرض وأخرج لله لنا من بركات الأرض ما رفعنا به في الدنيا وغدينا نجم في سماء العالم ؛ وبفضل من الله أن ولاة أمرنا –وفقهم الله لكل خير- ما زالوا يذكرون الأجيال دائماً بأن ما نحن فيه من أمن ورغد عيش إنما هو بفضل الله ثم بفضل التمسك بشريعة الله،وقد عاهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في خطاب توليه قيادة هذه البلاد عهداً غليظاً بقوله:"أعاهد الله ثم أعاهدكم أن يكون القرآن الكريم دستوري".وما ذاك إلا لإدراكه العميق بأن مصدر العز والتمكين في الأرض هو التمسك بكتاب الله وتطبيق شريعة الله وأن ذلك وعد إلهي وعد الله به عباده بقوله: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } (النور:55).أحبتي في الله غير أنه نبتت بيننا نابتة خطيرة ينبغي التنبه لها فهي تريد سحب مجتمعنا الآمن المطمئن الذي يساق إليه العيش رغداً من كل مكان لمستنقع الشهوات والإفساد الآسن وما يترتب عليه من زنا وخنا وانتشار للجريمة،وأعظم من ذلك معصية الله ثم استحقاق العقوبة عياذاً بالله،وأخطر ما في خطة الإفساد التي تتبناها تلك الفئة هو غرس الفساد في الأجيال المستقبلية؛ويتجلى ذلك صُراحاً في الدعوة لدمج الأولاد في صفوف البنات الأولية،وألبسوا تلك الخطوة العديد من الثياب التي لا تقنع الجهلة والسذج من الناس فضلاً عن العقلاء منهم،لأنها تطبيق وإتباع ساذج لخطوات الاختلاط التام التي تم إتباعها في دول مجاورة وعانت ولا تزال تعاني منها الأمرين،يا قوم ..ياقوم إن مجتمعات جربت الاختلاط بكل صوره بات العقلاء منهم ينادون بالعودة للفصل بين الطلاب والطالبات لما في ذلك من آثار سلبية على العملية التربوية والتعليمية وقد ثبت ذلك علمياً واسمحوا لي أن أسوق لكم شواهد من ذلك:هناك حقيقة علمية ثبتت في كل من أمريكا وبريطانيا والسويد وألمانيا ومصر وهو ما يعرف بتوحد طفل مرحلة الطفولة الوسطى(6-8) سنوات مع دوره الجنسي في الحياة وهو مصطلح يقصد به علماء النفس(مرحلة يبدأ فيها الطفل الذكر والأنثى على حد سواء معرفة فروقاتهم عن بعضهم البعض ودور كل منهما في الحياة؛ فيبدأ الذكر يقلد والده وأخوته ومعلمه والذكور من حوله في سلوكهم وأدوارهم؛وبالمثل تبدأ الأنثى تحاكي سلوكيات أمها وأخواتها ومعلمتها والإناث من حولها؛وتحدد تلك المرحلة في سن السادسة وما حولها).وذكر "بيفرلي شو"،وهو أحد الخبراء التربويين في بريطانيا،في بحثه حول التعليم المختلط:حيث قال:(إنَّ البنات كن يتعلمن على نحو أفضل،ويشعرن بالسعادة بصورة أكبر في المدارس والفصول غير المختلطة؛لذلك فإنَّه لا يليق بنا أن نضحي بمصالح هؤلاء الطالبات مقابل شعارات فارغة تطالب بالمساواة التامة بين الجنسين في التعليم دون الاهتمام بالفروقات الجنسية والاختلافات بينهما).وأضاف في توصياته ما نصه:(لعلَّ الهوية الجنسية بالنسبة للفرد أهمّ من جوانب شخصيته الاجتماعية والعرقية والدينية،وقد تكون حقيقة الأمر مرتبطة بتلك الجوانب من هوية الفرد ارتباطاً وثيقاً،وقد يكون التحول المنظور للهوية الجنسية خدمة لمبدأ المساواة التامة بين الجنسين غير مفيد وبغيض يمجه الذوق السليم،وترفضه الفطرة..".كما ذكر السناتور والخبير التربوي الأمريكي بيل هيوتشون الذي قام بكتابة قانون (المدارس غير المختلطة) في عهد بوش الثاني تبريراً لهذا القرار بأنَّ :"أداء الأولاد يكون جيداً في البيئة التي يوجد فيها الأولاد وحدهم،وذلك نتيجة لعدم انشغالهم بالبنات، وبنفس القدر يكون أداء البنات جيداً، وتزداد ثقتهن بأنفسهن؛نتيجة لعدم انشغالهن بالأولاد". ياقوم إن هؤلاء قد عرفوا مساوئ الاختلاط من خلال البحث العلمي ونحن نعلمه من قبل من خلال ديننا، ياقوم هذا ربنا يحذرنا من الإعراض عن دينه بقوله: { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ()وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } (القصص:58-59).

الخطبة الثانية
 إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وإياكم بأنه إن نجح هؤلاء المفسدون في تطبيق الاختلاط بين الذكور والإناث في الصفوف الأولى بأن خطوة الاختلاط العام بعدها في جميع المراحل أيسر،وإني لعلى يقين من أن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني يعلمون تمام العلم أن أعراض بناتنا ومستقبل أجيلنا أمانة في أعناقهم سيسألون عنها لدى سيتصدون بكل عزيمة وقوة لهذا المشروع الذي لا تقره فطرة ولا عقل ولا علم فضلاً عن الدين، وسيحاسبون المدارس الأهلية وكل من سعى في تنفيذ هذا المشروع الخبيث،أحبتي في الله لنقف صفاً واحداً خلف قادة بلادنا لصد تلك المؤامرات الخبيثة التي تسعى لتدمير مجتمعنا من كل جوانبه،وحتى نحافظ على ما نحن فيه من أمن ورغد عيش،يا قوم هذا ربكم يضرب لكم الأمثال فاعقلوا خطاب ربكم إذ يقول: { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } (النحل:112).

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية