صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







وصفة لعلاج بعض منغصات الحياة
(joma622)26/1/1435هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله فارج الهم ، وكاشف الغم ، أحمده جل شأنه وأشكره على ما أسبغ علينا من وافر النعم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ولا ند يعبد بحق أو يُعَظَّم ، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله بلغ رسالة ربه فأتم ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد : فاتقوا الله عباد الله فإن تقوى الله بها تفرج الكروب والغموم وتستنزل النعم قال ربنا جل في علاه:{..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا(2)وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا } (الطلاق:2-3).
أخي الحبيب هل خِفت يوماً من قوم لا طاقة لك بهم؟.هل خفت يوماً من شيء عظيم لا طاقة لك بدفعه ؟.هل ابتليت يوماً بهمّ وغمّ مطبق لا طاقة لك بدفعه؟.اخبرني ماذا فعلت؟. وكيف دفعت؟.و كيف كانت النتيجة؟.أحبتي في الله كلنا عرضة لتلك المواقف هل تريدون أن أدلكم على وصفة عجيبة سريعة تدفع عنكم كل ذلك؟.تعالوا أحبتي واسمعوا معي إبراهيم عليه السلام يوم أن حطم آلهة قومه المزعومه أراد أهل الكفر الانتقام لإلهتهم العاجزة فأوقدوا لإبراهيم عليه السلام ناراً عظيمة يقول بعض أهل السير لو مر طير من فوقها لسقط مشوياً فيها،ومن شدة حرها لم يستطيعوا القرب منها فوضعوه في المنجنيق وقذفوه إلى النار؛وتخيل نفسك مكان إبراهيم عليه السلام منطلق نحو نار لا طاقة لك بدفعها من يغيثك؟.من يعينك؟.من يدفع عنك شرها حرها وأذاها؟.إنه الله القوي المقتدر،فقال إبراهيم عليه السلام مستعيناً بربه:حسبنا الله ونعم الوكيل فماذا كانت النتيجة خطاب الله من بيده ملكوت السموات والأرض من إذا أراد أمراً إنما يقول له كن فيكون خاطب الخالق مخلوقته النار بخطاب جازم حازم:{قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ()وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ}(الأنبياء:69-70).في ثوان معدودات تحولت النار المحرقة بأمر ربها وخالقه إلى جور بارد لطيف على إبراهيم وحده والذين أوقدوها يصيبهم من حرها ودخانها.قالها نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه كما أخبرنا الله عن ذلك بقوله:{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}(آل عمران:173).أتعلمون ما النتيجة؟.ماذا حصل لهم؟.إني سمعت ربي جل في علاه يخبرني ويخبر أمة الإسلام قاطبة عن ذلك بقوله:{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ }(آل عمران:174). وتأملوا معي أحبتي في كلا الحالتين من قال تلك الكلمة الفاعلة المنجية كان الفوز من نصيبه والخسارة من نصيب من أراد به السوء،ثم تعالوا لندقق النظر أكثر في العبارة الربانية {لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} ولم يقل سبحانه لم يصبهم،إذاً وقاهم الله حتى مجرد المس.فالله اكبر ما اعظمها من كلمة كم غفلنا عنها؟. أتعرفون ما القضية؟.إن من يحاول إخافة وإيذاء أهل الإسلام وحملة الدعوة إلى الله رَكَنَ إلى سيده إبليس إجارنا الله وإياكم من مكره،فمن ينتصر؟.أهل الحق أهل الإيمان أهل التقى؟.أم أهل البغي والمنكر والطغيان؟.معادلة حسمها رب العالمين وبين النتيجة فيها واضحة كالشمس في رابعة النهار بقوله:{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}(آل عمران:175).وإني سمعت ربي يتعهد بقوله:{إنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }(غافر:51).وسمعت ربي يقول وعداً جازماً:{...فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (الروم:47).أيها السادة أيها العقلاء أيها النجباء أيها المؤمنون بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ونبياً أتدرون من السر في هذه العبارة حسبنا الله ونعم الوكيل ، ولما لها هذا التأثير العجيب والمفعول السريع . أخبرنا الله به عن مؤمن آل فرعون في سورة غافر يوم أن قال لهم:{..وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} (غافر :44). فما كانت النتيجة إني سمعت الله يخبر بها بقوله : {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ} (غافر:45).يا عباد الله إن القضية باختصار هي حسن الثقة بالله وحسن الظن بالله وحسن المعرفة بالله وحسن التوكل على الله،إني سمعت الله يقول:{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }

الخطبة الثانية :
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم . أما بعد : فاتقوا الله عباد لله ، وقد يقول قائل حدثتنا عن ماذا يقول من خشي أمراً لا طاقة له ولم تحدثنا عن كيف نواجه الهم والغم والحزن ؛ فأقول : تخيل نفسك مكان يونس عليه السلام وقد أطبق عليك الحوت بين أضلاعه وخاض بك في أعماق البحار والمحيطات المظلمة وأخذ يفرز عليك من عصاراته الهضمية ليفتت جسدك . هل هناك هم أو غم أو مصيبة أكبر من ذلك ؟. أتدرون كيف نجا ؟. إني سمعت ربي يخبرني عن ذلك بقوله :{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } (الأنبياء:87). من سمع تلك الاستغاثة ؟. سمعها فاطر السموات والأرض ، سمعها من بيده ملكوت كل شيء وإليه المصير ، فماذا كانت النتيجة .فجاء الفرج وجاءت الاستجابة السريعة { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ } (الأنبياء:89) أمر الخالق مخلوقه الحوت أن يلقيه على الشاطئ وتحول غمه إلى سعادة إني سمعت ربي يخبرني عن ذلك بقوله :{فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ()وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ()وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ()فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} (الصافات:145-148). وأنت نعم أنت أخي المؤمن وأنت أختي المؤمنة إذا نزل بكم غم أو هم وقلتم كم قال يونس إن الفرج سيأتيكم بإذن الله فإني سمعت الله وعد بذلك بقوله:{ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } (الأنبياء:89). وربنا عظيم كريم لا يخلف الميعاد { ..وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ.. }(التوبة:111).{ ..وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا } (النساء:87). {..وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا } (النساء:122).

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية