اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/aljefri/335.htm?print_it=1

صفات الخوارج في السنة النبوية
(joma646)26/10/1435هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ذي العزة والكبرياء،أحمده جل شأنه وأشكره جعل العلم ضياء وذم الجهل والجهلاء،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده تنزه عن الأعوان والشركاء، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله يكرمكم ربكم بفرقان بين الحق والباطل يقول ربنا جل في علاه { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }(الأنفال:29)
أمة الإسلام العظيمة يتردد كثيراً في هذه الأيام عبر وسائل الإعلام وغيرها مصطلح الخوارج فكيف نعرفهم لميزهم ونخرج من ليس منهم فنحن في زمن أخذ المغرضون يلبسون الحق بالباطل؟. والمنهج الشرعي أن نبحث عن ذلك في كتاب الله فإن لم نجد ففي سنة رسول الله، فإن لم نجد رجعنا للعلماء الربانيين، إلا أن سيدي صلى الله عليه وسلم وصف لنا هذه الفئة بالذات لخطورتها وصفاً دقيقاً فتعالوا لنسمع كيف وصفهم لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم:وصفهم بقوله (حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ) أي صغار السن: فهم في غالبهم شباب صغار،يقل بينهم وجود الشيوخ والكبار من ذوي الخبرة والتجارب، كما وصفهم صلى الله عليه وسلم بقوله(سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ)وهو الطَّيش والسَّفه: فعامة الخوارج ومن يتبنى فكرهم تغلب عليهم الخِفَّة والاستعجال والحماس،وقصر النظر والإدراك،مع ضيق الأفق وعدم البصيرة، كما وصفهم صلى الله عليه وسلم بقوله:(إنَّ فِيكُمْ قَوْمًا يَعْبُدُونَ وَيَدْأَبُونَ،حَتَّى يُعْجَبَ بِهِمُ النَّاسُ،وَتُعْجِبَهُمْ نُفُوسُهُمْ،يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ)(الإمام أحمد،مسند أنس رضي الله عنه،(12420)،[إسناده صحيح على شرط الشيخين]) وهذا وصف بالغرور والتَّعالي: فالخوارج يُعرفون بالكبر والتعالي على عباد الله، والإعجاب بأنفسهم وأعمالهم،ولذلك يُكثرون من التفاخر بما قدموه وما فعلوه ويدفعهم غرورهم لادعاء العلم،والتطاول على العلماء،ومواجهة الأحداث الجسام،بلا تجربة ولا رَوية،ولا رجوع لأهل الفقه والرأي.كما وصفهم صلى الله عليه وسلم بقوله (لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إِلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا صَلَاتُكُمْ إِلَى صَلَاتِهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا صِيَامُكُمْ إِلَى صِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ)(مسلم،التحريض على قتل الخوارج،ح(1773)) وهو الاجتهاد في العبادة: فهم أهل عبادة من صلاة وصيام وقراءة وذكر وبذلٍ وتضحيةٍ. أحبتي في الله نقف هنا ألا ترون أن قوم عباد صوام قوام قد يفتتن بهم رجال من الأمة فضلاً عن شباب قل زادهم من العلم الشرعي. وقد يسأل سائل ما المخرج؟. المخرج هو الالتجاء إلى الله وتكرار الدعاء الذي علمنا إياه ربنا بقوله { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }(آل عمران:8)

الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه أمابعد:فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وإياكم أن مما وصف به صلى الله عليه وسلم الخوارج سوء الفهم للقرآن: فهم يكثرون من قراءة القرآن والاستدلال به،لكن دون فقه وعلم،بل يضعون آياته في غير موضعها،ولهذا جاء وصفهم في الأحاديث (يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ)، (يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ(،(يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ) قال فيهم عبد الله بن عمر رضي الله عنه: "انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الكُفَّارِ، فَجَعَلُوهَا عَلَى المُؤْمِنِينَ" ذكره البخاري تعليقاً.ومن صفاتهم قوله صلى الله عليه وسلم (ُيحْسِنُونَ الْقِيلَ، وَيُسِيئُونَ الْفِعْلَ)،(يَتَكَلَّمُونَ بِكَلِمَةِ الْحَقِّ)، فكلامهم حسن جميل، لا ينازع أحد في حلاوته وبلاغته!!، فهم أصحاب منطق وجدل، يدعون لتحكيم الشريعة وأن يكون الحكم لله ومحاربة أهل الردة والكفر، ولكن فعالهم على خلاف ذلك!!. ومن صفاتهم التَّكفير واستباحة الدماء: وهذه هي الصفة الفارقة لهم عن غيرهم؛ التكفير بغير حق واستباحة دماء المخالفين لهم، كما قال عنهم صلى الله عليه وسلم(يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَان)ِ)البخاري،قول الله تعالى وأما عاد فأهلكوا بريح..،ح(3095) . ووصفهم صلى الله عليه وسلم بقوله (يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ) ،" فشبه مروقهم من الدّين بِالسَّهْمِ الَّذِي يُصِيب الصَّيْد فَيدْخل فِيهِ وَيخرج مِنْهُ من شدَّة سرعَة خُرُوجه لقُوَّة الرَّامِي،لَا يعلق من جَسَد الصَّيْد بِشَيْء".(متفق عليه)، ووصفهم صلى الله عليه وسلم باتخاذهم شعارا يتميزون به بقوله : (سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ) (رواه البخاري) وقال عنهم صلى الله عليه وسلم :(هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ) وعند أحمد بسند جيد: (طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ)، قال ابن حجر : " وَفِيهِ أَنَّ الْخَوَارِجَ شَرُّ الْفِرَقِ الْمُبْتَدِعَةِ مِنَ الْأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ " فتح الباري . فيا خير أمة أخرجت للناس أقبلوا على دينكم وسنة نبيكم وتعلموها وعلموا أبناءكم ما جاء فيها وبالذات صفات هذه الفئة ونحوها حتى لا يغتر بهم أبناءكم لا قدر الله

 

عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية