صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







هل لديك رصيد ؟
(joma695)29/2/1437هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد الله الرحيم الرحمان،ذو الفضل والجود والإحسان أحمده جل شأنه وأشكره على نعمة الأمن والإيمان وأشهدأن لاإله إلاالله وحده لاشريك له الملك الحق الديان وأشهدأن نبينا وحبيبنامحمداًعبدالله ورسوله للثقلين الإنس والجان،صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه ومن سارعلى النهج إلى يوم القيامة بإحسان.أمابعد:فاسمعوا معي عبادالله لهذه البشرى من ربنا الرحيم بنا يبشرنا بها في سورة يونس {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ()الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ()لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }(يونس:62-64). أحبتي في الله نتفق جميعاً أن الدنيا لا تدوم على حال واحدة فهي متقلبة بأهلها ومن هنا فإن الإنسان يستعد لمواجهة الأزمات الطارئة من حادث للسيارة أو مرض طارئ ونحوه بادخار شيء من ماله،فمن يضع البطاقة في الصراف وعنده ورصيد يخرج له الصراف مالاً،ومن ليس عنده رصيديتحسروقتها ويتمنى أن لوادخر لنفسه شيئاً من أموال أنفقها على متعة انتهت وأوردته هذه الحسرة،أحبتي ليس هذاهوموضوعنااليوم.موضوعنا أكبر من ذلك بكثير دعوني أبدأبسؤال:مارصيدك كفرد، ومارصيدنا كمجتمع من الأعمال الصالحة عندالله الذي بيده ملكوت السموات والأرض والذي يفرج الكروب،ويقي الفتن والشرور والحروب والذي اختصرلناقدرته بقوله في أكثرمن موطن من كتابه العظيم منها قوله في سورة المائدة في الآية العشرين بعد المائة: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }،فمتى ما كان لديك رصيد من الأعمال الصالحة الخالصة بينك وبين ربك كانت الإجابة بإذن الله أسرع إليك،وقد أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم عن ذلك في حديث الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى كهف فانحطت عليهم صخرة وأغلقت عليهم الكهف،وكان سبب نجاتهم من تلك المهلكة أن كان لديهم رصيد من أعمال صالحة خالصة دعوا الله بهاففرج الله عنهم،وهذاالأمرأحبتي ليس على مستوى الأفراد العاديين فقط بل هي سنة حتى على مستوى الأنبياء والمرسلين فهذا ربنا يخبرنا عن ذا النون عليه السلام يوم ان ابتلعه الحوت وسبب نجاته بقوله في الآية الثالثة والأربعين بعد المائة من سورةالصافات وما بعدها: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ()لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}،أسمعت أخي كان من المسبحين يعني أنه يملك رصيداًعند ربه، وأخبرناسبحانه عن زكري عليه السلام في الآيةالتسعين من سورةالأنبياء: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }،لا حظ معي أيضاً كان لديهم رصيد من أعمال صالحة.وفي المقابل الم ترى إلى فرعون لم ينفعه إيمانه في آخر لحظة من حياته لأنه لم يكن لديه رصيد من إيمان وصفحة رصيده سوداء خالية أخبرنا عن ذلك ربنا بقوله في الآية التسعين ومابعدها من سورة يونس :{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ()آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} وتمضي تلك السنة في المجتمعات ولضيق الوقت أقتصر على المجتمعات الإسلامية وأنهم إذا تركوا تكوين الرصيد المطلوب منهم قد يحل عليهم البلاء والعذاب عياذاً بالله ثم يدعون فلا يستجاب لهم وأهم مكونات ذلك الرصيد هوصمام الأمان للمجتمعات الإسلاميةوهوالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.أخبرن صلى الله عليه وسلم عن نموذجاً لذلك بقوله في الحديث الذي أخرجه الإمام الترمذي وحسنه: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ))(الترمذي،ماجاء في الأمر بالمعروف..،ح(2095)[ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ]).عباد الله هذا ربكم يحذركم فاسمعوا لتحذيرربكم إذ يقول في الآية الرابعة والخمسين وما بعدهامن سورة الزمر: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ()وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ }

الخطبة الثانية :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد : فاتقوا الله عباد الله ، واعلموا رحمني الله وإياكم أنه ليس المقصود بما ورد في الخطبة الأولى تحجير رحمة الله وأنها فقط لمن كان له رصيد من الأعمال الصالحة فرحمة الله واسعة جل في علاه وقد أخبرنا سبحانه أن ينجي المشركين إذا دعوه مخلصين له الدين وذلك بقوله جل في علاه في الآية الخامسة والستين من سورة العنكبوت: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ }،ولا يعني ذلك أيضاً أن نتكل ونترك العمل الصالح والمبادرة إليه فربنا جل في علاه يرحم من يشاء ويعذب من يشاء،والمسارعة إلى الأعمال الصالحة والاستكثار منها مظنة تدارك الله للعبد والمجتمع برحمته فقد وعدنا الله وربنا جل في علاه لا يخلف الميعاد بقوله في الآية الخامسة والخمسين من سورة الأعراف : {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ()وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }، فاحرص أخي أن تعود نفسك وأهلك وولدك أن تكونوا مبادرين إلى الخيرات وأن تكون بينكم وبين العظيم الكريم خبيئة من عمل صالح لا يعلمها إلا هو وثق بوعد الله


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية