اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/aljefri/365.htm?print_it=1

هل أنت قائد ماهر ؟
(joma708) 16/6/1437هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الرحيم ا لرحمان خالق الإنس والجان،أحمده جل شأنه وأشكره على نعمه الكثيرة و الإحسان،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له الملك الحق الديان،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله فصيح اللسان المؤيد بالقرآن صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه ومن سار على النهج بإحسان وسلم تسليماً كثيراً أمابعد:فاتقو الله عباد الله فإن تقوى الله هي السبيل للخلود بالجنان أخبر عن ذلك ربنا بقوله: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّ}(مريم:63).أحبتي في الله أي قائد لمركبة من سيارة أو طائرة أو قاطرة أو غيرها مسؤول عن جميع الركاب معه،فإن لم يكن ماهراً في القيادة ضج عليه الركاب وقد يخسرهم،ويخسر مصدر رزقه،أم القائد الماهر فإنه يُبعد جميع من معه من الركاب عن الأذى فضلاً عن الحوادث الكبيرة المهلكة، فيكسب ودهم وثناءهم ومصدر رزقه،وفي الشركات والمؤسسات والإدارات إذا فشلت الإدارة في تحقيق الأهداف المرسومة لها كان المسؤول الأول عن ذلك هو القائد،وإذا نجحت كان المستفيد أيضاً هو القائد واسمحوا لي أن أسأل نفسي وأن أسأل كل واحد منكم سؤالاً قد يكون في ظاهره مستفزاً لكن يعلم الله أن القصد منه هو الإصلاح،والسؤال:هل أنت قائد ماهر؟.وقد يرد علي البعض بأني لا أقود ولم أقد مركبة في حياتي كلها فالسؤال لا يعنيني.أقول بل كل واحد منا قائد وهو يقود أخطر مركبة في حياة الأمم وأن لم يكن قائداً الأن فسيصبح في المستقبل القريب قائداً تلك سنة الله في خلقه أعرفتم أي قيادة أقصد إنها قيادة الوحدة الأساس بالمجتمع إنها قيادة الأسرة بما فيها من زوجة وأولاد من الذكور والإناث،هذه القيادة أعطاها الله لك أيها الرجل دون الأنثى لما أودعه فيك من صفات تؤهلك للقيادة فقال سبحانه: { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}(النساء:34). يقول الإمام ابن كثير في تفسير القوامة: (أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجَّت)(ابن كثير،2/292)،ياسادة القيادة ليست بالصراخ والأوامر العسكرية القيادة ذكاء،القيادة حكمة،القيادة حب فإذا أحبك أفراد أسرتك سلموا لك القيادة طوعاً القيادة تلبية لاحتياجات الأسرة النفسية والاجتماعية والعاطفية والجسدية ..الخ أورد الشوكاني قوله: (وقد استدل جماعة من العلماء بهذه الآية على جواز فسخ النكاح إذا عجز الزوج عن نفقة زوجته وكسوتها،وبه قال مالك، والشافعي،وغيرهما) (فتح القدير).،هذه القيادة وضعها في عنق كل رجل سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم بقوله فيما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))(البخاري،العبد راع في مال سيده،ح(2232)).وقد أثنى الله في كتابه على نبي من أنبيائه عليهم السلام لرعايته لأهله فقال سبحانه : {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا () وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا }(مريم:54-55)وقد وضع الله لهذا القائد هدفاً استراتيجياً كبيرا مطلوب منه تحقيقه فقال سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }(التحريم:6)

الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد : فاتقوا الله عباد الله واعملوا رحمني الله وإياكم أن المسؤولية عظيمة فهنا في الأسرة تصنع الأجيال التي سوف تقود الأمة في المستقبل ، فإن أدى قادة الأسر دورهم سعدوا هم في الدرجة الأولى بأبنائهم وبناتهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة أخبر سيدي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم بقوله فيما أخرجه الإمام الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ))(الترمذي،في الوقف،ح(1297)[ الَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ]). وكم نسمع في الواقع من العامة حينما يرون الرجل الصالح صاحب الخلق الرفيع والتربية المتينة يقولون رحم الله من عقبك يدعون لوالديه،وفي المقابل مع الأسف تراهم يدعون على والدي الفاسق الفض الغليظ الذي افتقد التربية الحسنة،والذي يهمل في التربية لا يجني غالباً إلا العقوق في الدنيا والخسران في الآخرة أخبر عن ذلك نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن معقل بن يسار : ((مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ))(البخاري،من استرعى رعيه،ح(6617))ومما دفعني أحبتي للحديث عن هذا الموضوع أننا أصبحنا نرى في الواقع انشغالاً من الآباء والأمهات بشهواتهم وأصدقائهم فيقضون أوقاتاً كبيرة خارج المنزل أو بعيداً عن تربية أبنائهم ووكلوا تربية الأبناء للخدم أو للقنوات أو لمواقع الأنترنت دون أدنى شعور بالمسؤولية ولا يهتمون بحفاظ أولادهم على الصلاة ولايهتمون بتربية أبنائهم على القرآن لا يهتمون بمستوى ابنائهم الدراسي أو الأخلاقي لا يهتمون بصحبة أبنائهم والقائمة تطول فهل تتصورون أن هذا قائد ناجح؟.أحبتي كلنا وأنا أولكم نحتاج لمراجعة أنفسنا هل قمنا بواجب القيادة أم نحتاج لتصحيح؟.


 

عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية