اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/aljefri/372.htm?print_it=1

أبشروا وأملوا فإن ربكم كريم
(joma719) 26 / 9 / 1437هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله أعظم من ذُكر،وأكرم من أعطى وشكر،أحمده جل شأنه وأشكره أن وفقنا لاغتنام هذا الشهر العطر،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ولا ند معتبر،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحابته الميامين الغرر.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله تفوزوا بجنة عرضها السموات والأرض فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وعدكم بذلكم ربكم بقوله: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّ} (مريم:63). أحبتي الكرام ها هو رمضان يجمع أغراضه يوشك بالرحيل،أنصتوا معي هاهو ينادي فينا يامعاشر المؤمنين هلموا واغتنموا ما بقي من أيامي فإني راحل وإني أعود في كل عام كما اقتضت سنة الله بيد أن السؤال:هل أعود وأنتم على قيد الحياة أم تكون قد طويت صفحتكم ولا تستطيعون أن تضيفوا فيها شيئاً،فأعدوا لرحيلكم قبل أن تُعدوا لرحيلي وفي هذا الجو المشحون بعواطف الفراق جئت أحمل لكم بشرى فهنيئاً لكل من صام رمضان إيماناً واحتساباً بما فاز به من المغفرة،هنيئاً لكل من قام رمضان إيماناً واحتساباً بما فاز به من المغفرة،أريدك أخي أن تتخيل معي حجم فرحتك وأنت واقف أمام الميزان وقد حُذِفَ من كفة السيئات عددا كبير جداً ووضعت حسنات رمضان في كفة الحسنات فرجحت وكنت ممن ثقلت موازينه وبُشرت بجنة النعيم الخالد وتحقق وعد الله لك بقوله: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ()فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ}(القارعة:6-7).ابشر أخي فإني والله لأرجو أن أكون أنا وأنت والجميع ممن فاز بالعتق من النار في هذا الشهر الكريم،أتعرف لماذا لأن الله الرحمن الرحيم خلقنا سبحانه ليرحمنا لا ليعذبنا أعلن ذلك وخلده في كتابه بقوله: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمً}(النساء:147).وأنت قد شكرت ربك لما بلغك هذا الشهر وصمته وقمته إيماناً واحتساباً،أرجو أن أكون وإياكم والمسلمين من الفائزين لأن ربنا كريم سبحانه يعطي على القليل الكثير قال سبحانه: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}(الأنعام:160).الله من رحمته وكرمه بعبده أنه يُقْبِل على العبد إذا أقبل عليه أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا في الحديث الصحيح أن الكريم قال:((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً))(البخاري،قول الله تعالى ويحذركم الله نفسه،ح(6856)).نعم افرحوا ياعباد الله فقد شرع الله للجميع أن يفرح بهذا الإنجاز العظيم في حياته وأن يعلي صوته بهذا الفرح من خلال التكبير ليلة العيد،وحتى تتم الفرحة وتعم ويحصل لك الأجر كاملاً غير منقوص شرع لكم زكاة الفطر صاع من طعام تُخرج ليلة العيد حتى ما قبل صلاة العيد،كأني أشعر في مكاني هذا بشخص يعتصر قلبه الألم والحسرة لأنه فرط في اغتنام الشهر،وكأني به يقول كيف أفرح مع الفرحين،فأقول له لا تحزن فلا مجال للحزن لا زال في الشهر بقية وهي من أرجى أيام الفوز والنجاح،قم وتذلل وأبك وأنب إلى ربك وقل يا ربي..ياربي ألحقني بركب الصالحين الفرحين وأبشر فإن أبواب ربك ورحمته مشرعة فهاهو ينادي الجميع بنداء ملؤه الرحمة فيقول: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(الزمر:53).

الخطبة الثانية :
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه،وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وأتباعه.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وإياكم أن التعامل مع الله من أربح التجارات واسهلها،وقد أكرمكم ربكم بالإضافة لما سبق ذكره بجائزة عظيمة أخفاها في هذه العشر،ولعِظم تلك الجائزة كان نبيكم وحبيبكم وقدوتكم صلى الله عليه وسلم ينقطع كل العشر معتكفاً بالمسجد رجاء إدراكها،وقد قال أهل العلم أن أرجى ليالي العشر أن تكون فيها ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين لما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ:(قَالَ أُبَيٌّ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُهَا وَأَكْثَرُ عِلْمِي هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقِيَامِهَا هِيَ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ)(مسلم،الترغيب في قيام رمضان،ح(1273)).
أخي الحبيب احذر أن تسول لك نفسك أن تتكل على ما قدمت من أعمال في رمضان فتكسل أو تُشغل بثياب ومسلتزمات العيد فإن العبرة بالخواتيم وإن عيدك الحقيقي يوم أن تفوز برضوان الله وبجناته،اغتنم واستكثر من هذا الشهر فإنك لا تدري أتدركه العام القادم أم لا، ثم ألا يستحق ما أكرمك الله به من فضل ونعمة غمرتك أن تكون عبداً شكوراً


 

عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية