اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/aljefri/396.htm?print_it=1

كيف هو مستوى الشحن ؟
(joma749) 13 /10/1438هـ)

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله تفرد بعظمته،وشمل الخلائق برحمته،أحمده جل شأنه وأشكره على كريم عطائه وجزيل نعمته،وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له في الهيته ولا في ربوبيته،ولا في أسمائه و صفاته،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خليقته صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أمابعد:فتعالوا معاشر المستمعين لنستمع سوياً لوصية ربنا رب العالمين إذ يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران:2). أخي الحبيب هل تملك جوالاً؟. كل منا يملك جوالاً أو أكثر لوطلبت منك الآن أن تنظر لمستوى الشحن الموجود في الجهاز هل نفس المستوى الذي كان عليه يوم أن كان في الشاحن؟. الإجابة بالتأكيد لا.لأنه كلما ما ابتعد الجهاز عن الشحن تأخذ شحنته في التناقص،والسؤال:إذا انتهى الشحن تماماً ما فائدة الجوال؟. الجواب:أنه سيكون قطعة من المعدن والزجاج لافائدة منها.هل قلبك بحاجة إلى الشحن الإيماني المستمر؟. تعالوا معي واسمعوا لهذه القصة: عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ قَالَ وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ قَالَ: قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا تَقُولُ قَالَ قُلْتُ نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ فَنَسِينَا كَثِيرًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا ذَاكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ))(مسلم،الذكر والفكر في أمور الآخرة..،ح(4937)).أحبتي الكرام ما العبرة التي نخرج بها من هذه القصة؟. العبرة أن قلب المسلم يحتاج إلى الشحن المتمثل في المواعظ والتذكير وذكر الله والعبادات المختلفة من صلاة وقراءة قرآن ونحوها ، وأنه كلما انشغل بمجريات الحياة العادية كلما نقص مستوى الشحن لديه،وكما أن هناك برامج تسرع من إفراغ شحنة بطارية الجوال ، كذلك المعاصي والذنوب تؤثر على مستوى الشحن الإيماني وكلما كان الذنب أكبر كلما كان استنزاف الشحن الإيماني أكبر،تعالوا معي واسمعوا لهذا الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :((لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ))(البخاري،النهب بغير إذن صاحبه،ح(2295))،أيها الكرام كُلنا خرجنا بفضل من الله وتوفيق بشحنة إيمانية جيدة،ثم انطلقنا في فرحة عيدنا الذي أباحه الله لنا،بيد أن السؤال:هل تعاهدنا قلوبنا بالشحن في أيام العيد ولو بالشحن الخفيف؟.كم ختمة ختمنا بعد رمضان؟.أم كم جزءاً ؟. كم صفحة ؟. كم آية ؟. أحبتي هل من ترك المصحف جانباً منذ ثبوت العيد إلى اليوم ولم ينظر فيه نظرة واحدة يكون متعاهداً لشحنة الإيمان في قلبه؟.هل من تهاون منا أو من أولادنا وأهلينا في السنن الرواتب وفي قيام الليل يكون متعاهداً لشحنة الإيمان في قلبه؟.هل من أخذ يفرط في الصلوات المفروضة وفي صلاة الجماعة يكون متعاهداً لشحنة الإيمان في قلبه؟.معاشر المؤمنين تعالوا واسمعوا معي لهذا الوعد الذي وعده الله من استقام على طاعته بقوله: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ () أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأحقاف:13-14)

الخطبة الثانية:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله على هذا النبي العظيم و على آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . أما بعد : فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وإياكم أنه من فضل الله علينا أن سخر لنا محطات نشحن من خلالها إيماننا ونتخلص فيها مما تعلق بنا من الذنوب والآثام فهناك محطات كبرى ومحطات صغرى محطات سنوية كرمضان والحج ، ومحطات يومية مثل الصلوات الخمس وقيام الليل،أخبرنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم عن أثر تلك المحطات بقوله : ((الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ إِلَى الصَّلَاةِ الَّتِي بَعْدَهَا، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، قَالَ: وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَالشَّهْرُ إِلَى الشَّهْرِ - يَعْنِي رَمَضَانَ إِلَى رَمَضَانَ - كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا))(الإمام أحمد،مسند أبي هريرة،ح(7129)).وقد أكرمنا ربنا برحمته أن جعل لنا وسيلة شحن إيمانية دائمة نحملها معنا لا تكلفنا جهداً ولامالاً أنها ذكر الله،ويحثنا صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي والناس أجمعين على ملازمة شحن الإيمان في قلوبنا بقوله : ((جددوا إيمانكم" قيل: يا رسول الله وكيف بخدد إيماننا؟ قال: "أكثروا من قول: لا إله إلا الله".))(الإمام أحمد،مسند أبي هريرة،ح(8695)قال أحمد شاكر [إسناده حسن، رواه الحاكم عن أبي هريرة، والسيوطي في الجامع الصغير" ورمز له بأنه حديث صحيح.]) وهذا ربنا ينادينا أحبتي لتكون القلوب دائمة الصلة بجلاله لتمتلئ إيماناً بقوله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ()وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ()هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمً} (الأحزاب:41-42).

 

عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية