صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







اسم الله الحفيظ
(joma773) 13 / 7 / 1439هـ )

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الملك القدوس تبارك اسمه وتعالى جده،يحفظ الخلائق سبحانه بحفظه أحمده جل شأنه وأشكره على عظيم عطائه ونعمه،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له في تدبيره وملكه،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله لخلقه صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله تفوزوا بحفظ الله ومعيته فهذا ربكم يخبركم عن ذلك بقوله :{ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ()إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}(النحل:127-128).معاشر المؤمنين من الذي خلق الكون العظيم بكل ما يحتويه؟.إنه الله القدير.ومن يدبر أمر هذا الكون العظيم؟.إنه الله الحكيم.ومن الذي يحفظ الخلق من الشرور والبلايا؟.إنه الله الحافظ الحفيظ.والحفيظ لها معنيان الأول العليم الذي لا ينسى ولا يضيع عنده شيء مهما صَغُر قالها موسى لفرعون وخلدها لله في كتابه: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى()قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى}(طه:51-52). المعنى الثاني:الحفيظ أيْ ضِدُّ التضييع فالله العظيم لا يُضيِّع عمل المؤمن التقي الذي جاهد نفسه وحرمها من المتع المحرمة ابتغاء وجه الله فيجزيه عليه الجزاء العظيم في الآخرة وعد بذلك ربنا بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا()أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقً}(الكهف:30-31).والله سبحانه أيضاً يحفظ عباده المؤمنين في هذه الحياة الدنيا بحفظه وهاهو يعلنه سبحانه في الحديث القدسي بقوله:((مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ..))(البخاري،التواضع،ح(6021)).نعم قد يُبتلى الصالحون،فما من نبي إلا ابتلي بتكذيب قومه وأذيته وقتاله إلا أن العاقبة كانت لمن؟. كانت لمن معه حفظ الله، لمن معه تأييد الله؟.وضعها ربي سنة إلهية بقوله: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}(الأعراف:128).اخوة الإيمان دعونا نقف هنا ليـتأمل كل منا في تأثير اسم الله الحفيظ في حياته اليومية.الله الحفيظ حفظك قبل أن تعرفه وقبل أن تدعوه فمن حفظك يوم أن كنت نطفة صغيرة في بطن أمك؟. إنه الله الحفيظ.من الذي حفظك يوم أن كنت رضيعاً لا تستطيع أن تذب الذبابة عن وجهك؟ إنه الله الحفيظ.وبعد أن غذوت تملك القوة والسلطان والمال هل بإمكانك أن تستغني عن حفظ الله لك طرفة عين؟.لا.والله.فمن حفظ بيوتنا ألا تحترق أو أموالنا ألا تُسرق أو أعراضنا أن لايعدوا عليها ذئاب البشر القذرين؟ إنه الله الحفيظ.من حفظ علينا صحة أبداننا؟.إنه الله الحفيظ.من حفظ علينا عقولنا ولم نكن مجانين في الشوارع؟إنه الله الحفيظ.من حفظ على بلادنا أمنها ورغد عيشها؟ إنه الله الحفيظ.من ومن ومن ..إنه الله الحفيظ وكفى.ولا يعني الاتكال على حفظ الله عدم الأخذ بالأسباب تعالوا واسمعوا معي للنبي ابن النبي أبو النبي يعقوبوهو يوصي أولاده فبدأ معهم بغرس مفهوم حفظ الله أولاً فقال: {هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}(يوسف:64).ثم أرشدهم لاتخاذ الأسباب وبيَّن الله أن أخذهم بالأسباب لا يغنيهم عن حفظ الله: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}(يوسف:67-68).


الخطبة الثانية:إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . أما بعد:فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وإياكم أنه من لم يشمله الله بحفظه فإن مصيره الهلاك مهما بلغ ماله وسلطانه وقوته.كم من أناس اعتمدوا على أموالهم ونسوا الله الحفيظ فافتقروا،وكم من الناس اعتمدوا على سلطانهم ونسوا الله الحفيظ فذلوا،وكم من الناس اعتمدوا على تأمين سياراتهم فهلكوا،وكم .. وكم..والأمثلة تطول.أيها المؤمنون الكرام هل تريدون خلاصة الموضوع؟.إنه يتلخص في سؤال: كيف أكون مستحقاً وجديراً بحفظ الله؟.والإجابة بسيطة كان نبينا صلى الله عليه وسلم يعلمها الأطفال منذ نعومة أظافرهم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قال: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ:((يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ..))(الترمذي،ح(2440)). تيقن تمام اليقين أنك مادمت مستقيماً على دين الله مستمسكاً بحبله فإنك ستلمس حفظ الله لك في كافة أمور حياتك،ومن فرَّط في المحافظة على دين الله وشريعته فقد عرض نفسه لخطر رفع حفظ الله عنه في أي لحظة والأمر ليس قصراً على الأفراد بل حتى على المجتمعات أخبر ربنا عن ذلك ربنا بقوله: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ()وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}(هود:116-117).أحبتي في الله هل تسمحون أن اقترح عليكم أن نربي أنفسنا وأهلينا على تعليق القلوب بحفظ الله مع الأخذ بالأسباب ولنجعل شعارنا في حياتنا العملية قول ربنا جل في علاه: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عصام الجفري
  • خطب إيمانية
  • خطب إجتماعية
  • يوميات مسلم
  • خطب متفرقة
  • مناسبات وأحداث
  • رمضانيات
  • خطب ودروس الحج
  • الصفحة الرئيسية