اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/aljuaid/40.htm?print_it=1

مَنْ سارَ في دنياه سيرةَ مصلحٍ ... لهَجتْ بخالدِ ذكرِه الأمصارُ

كلمات في مآثر العم حباب بن نوار الجعيد من خامس القثاردة رحمه الله

د.عبدالله بن معيوف الجعيد
@abdullahaljuaid

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا وسيد ولد آدم أجمعين محمد بن عبد الله النبي الأمي الأمين، وعلى آله وأصحابه ومن اقتدى بهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، أما بعد.
فإن لكل رجل صفةٌ يتسم بها، ومميزات وشمائل يتفرد بها عن غيره، وقد كان العم حباب بن نوار الجعيد من خامس القثاردة رحمه الله والذي توفى عصر يوم الجمعة 20\2\1444ه الموافق 16\9\2022م عن عمر يناهز التسعين عامًا، يتفرد بصفات خاصة لا تكاد تجتمع إلا في الرجال النبلاء والأعلام الفضلاء، فقد كان يتصف رحمه الله بالتواضع والهيبة الممزوجة بالأنس، يتزين محياه بالإيمان والتقوى، يمتلك نفسًا مطمئنةً تتغلغل في أعماقها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، كما كان رجلًا يتصف بالآداب الرفيعة والطباع اللينة.

كان رحمه الله من الرجال الصالحين المشهود لهم بالسيرة الحسنة، يعرفه الصغير والكبير، فقد كان من رجال القبيلة المنشغلين بأحوالها، يسعى في شؤونها، يهتم بأبناء القبيلة ويجتهد في دعمهم ومساندتهم في شؤونهم كافة، بل تجاوزت اهتماماته رحمه الله رعاية شؤون أبناء قبيلته إلى القبائل الأخرى، وذلك من خلال دعم القرى والسعي لتوفير سبل الراحة لأبنائها لتسهيل حصولهم على الخدمات الأساسية التي يحتاجونها ليحيوا حياة كريمة، فآثاره باديةٌ لا تكاد تخطئها العين، بذل جهودًا تذكر فتشكر، وتحمد له في السعي لتأسيس المدارس والمستوصف وشيب الماء والدفاع المدني في شقصان.

من عاش في خِطط البلاد مؤثرًا ... أحيتْه بعد مماته الآثار


ولما كان لإصلاح ذات البين دورٌ عظيم في تقوية المجتمع المسلم وحفظ الوحدة والتلاحم بين أبناء المجتمع بمختلف مكوناته، كان له رحمه الله بصمة واضحة في إصلاح ذات البين في القبيلة وفي القبائل الأخرى، فقد تولى رحمه الله المرافعة في قضايا الديار في المحاكم والجهات الرسمية ، حتى أصبح رحمه الله من الرجال الأوائل والمبادرين في حل المشاكل والخلافات في القبيلة وبين أبناء القبيلة والقبائل الأخرى، ومن يعرفه رحمه الله يعلم أن ما يبذله من جهود في الإصلاح بين الناس لم تكن إلا نابعةً من محبته الخالصة لأبناء عمومته وديرته، فقد كان رحمه الله ركنا من أركان القبيلة، ومن حقه وحق الأجيال اللاحقة أن يعرفوا بعض سيرته.


مَنْ سارَ في دنياه سيرةَ مصلحٍ ... لهَجتْ بخالدِ ذكرِه الأمصارُ


ومن المشهود به للرجل أنه من المواظبين على صلاة الجماعة ومن أهل الصف الأول، وكان له اهتمام بالغ بالفقراء والضعفاء رحمة بهم، فكان يتفقد الأيتام والأرامل ويشرف على رعايتهم، وقد ذكر من كانوا تحت رعايته الكثير من مناقبه في حبه لمساعدتهم وخدمتهم حيث كان يقدم لهم كل ما يستطيع من مالٍ أو جهدٍ أو وقت في سبيل قضاء حوائجهم.

إن سيرة هذا الرجل لهي نبراسٌ للأجيال القادمة، فقد كان رحمه الله قدوةٌ وأي قدوة، فلم يكن رحمه الله يتعامل مع أحدٍ إلا بالكلام الطيب فكان ينصح لغيره بالحكمة وبالموعظة الحسنة يتصف بالعفو والتسامح، سليم الصدر، يطمئن ويرتاح له كل من يعرفه؛ لأنه لا يتهمه أحد ممن يعرفه بالغل ولا الحقد ولا الكراهة، وهو ما جعله محل اتفاق لجميع أبناء القبيلة والقبائل الأخرى، فقد كانت تجتمع عليه القلوب وتصغى له الآذان.

وختامًا، فنسأل الله جل وعلا للعم حباب الرحمة والمغفرة، وأن يتجاوز عنه ويبدله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله، وأن ينقيه من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، ونسأل الله أن يجعل من سيرته العطرة منارةً يهتدي بها كل رجلٍ يسعى في قضايا القبيلة أو قضايا أمتنا الإسلامية عامة.
 

 
  • المقالات
  • العمل الخيري
  • الكتب
  • الصفحة الرئيسية