اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/alkassas/109.htm?print_it=1

مداخلة مع الدكتور سعد مطر العتيبي

محمد جلال القصاص


بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
 

توجه أحد النصارى إلى الشيخ بعدد من الأسئلة تتعلق بحجاب المرأة المسلمة ، وقد أجاب الشيخ فأحسن ، أحسن الله إليه . قرأت الأسئلة وإجابة الشيخ عليها ثم أمسكت قلمي أكتب هذه المداخلة .

دفعني لكتابة المداخلة طبيعة الأسئلة ، فقد بدى أن السائل من ( المستشرقين ) أو من ( المبشرين ) ، ممن يبحثون وينقبون في التشريع الإسلامي ، ليقولوا أن بالإسلام مذاهب ، أو أن الشريعة تخضع للواقع وتتأثر بالناس هنا وهناك ، أو تحمل ما يخجل منه بعض المسلمين ، ولا يستطيعون رده ، وهو دأب من نواجه في الحوارات المباشرة ، يحرصون على أن يظهروا لمن يسمع للمسلمين أو من يسمع عن الإسلام أن بالإسلام مشاكل كما هو الحال في النصرانية .
وليس عندنا شيء من هذا ، عندنا نص محكم ، وعندنا تفسير عملي لهذا النص متمثل فيما فعله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما فعله الصحابة بين يديه وأقرهم عليه . نحتكم لهذا ، وبالتالي نعرف المهتدي من الضال ، ومَن زال عن الطريق ومن لا زال على الطريق .
أما النصرانية فلا . . ولا .
النصرانية ليس عندها مرجعية ثابتة تتحاكم إليها في كل شيء . في كل شيء مختلفون .. في كتابهم ، وربهم ( أعني المسيح عليه السلام ) وحلالهم وحرامهم .
مختلفون في كتابهم فمنهم من يزيد عليه ومنهم من ينقص منه ، وهم الذين أعطوه صفة القداسة في مجامعهم ( المقدسة ) ، والمسيح ـ عليه السلام ـ مختلفون فيه ، فمنهم من يقول إله ومنهم من يقول ابن الإله ، ومنهم من توسط في الأمر ومنهم من فارق الجميع ، ومنهم ,, ومنهم . !!
وحلالهم وحرامهم من رأسهم ، وليس من المسيح ـ عليه السلام ـ ولا من تلاميذ المسيح ـ عليه السلام ـ ، فكل ما ترى عينيك من عقائد وشعائر ( طقوس ) جاءت بعد المسيح ـ عليه السلام ـ ، وجاءت على غير ما يرضى به المسيح ـ عليه السلام ـ ، وأضرب الحجاب كمثال فهو موضوع المداخلة .
تشير بعض فقرات العهد القديم إلى أن المرأة كانت ترتدي النقاب ، من ذلك [ إشعياء :47 : 2 ] يقول كاتب السفر : "خُذِي الرَّحَى وَاطْحَنِي دَقِيقاً. اكْشِفِي نُقَابَكِ. شَمِّرِي الذَّيْلَ. اكْشِفِي السَّاقَ. اعْبُرِي الأَنْهَارَ " .
وفي سفر نشيد الإنشاد الإصحاح الرابع ، يقول كاتب السفر :1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِ مِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ.3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَ نَقَابِكِ.
لا تلمني ، هذا كلامهم ( المقدس )، شفاهٌ وخدودٌ .. وعيون ، رمانٌ ومياهٌ وسيقان ، وعندهم ما هو أدهى وأمرّ . وقد انتقيت قولاً خفيفاً ( مهذبا ) بعض الشيء مما يصلح للمقام فلا تلمني !!
هذا ( العهد القديم ) يذكر أن المرأة كانت منقبة .
وفي ( العهد الجديد ) نجد ( بولس ) ـ وهو رسولهم الحقيقي ـ يأمر النساء بأن يغطين رؤوسهن في الكنائس أو يحلقن شعرهن !! ، .يقول " 5وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ"[ كرونثوس 1 :21 :5 ـ6 ]
وكأن المشكلة في الشعر!!
وفي مكان آخر [ 1كو 7:25 ، 26] يقول :25 وَأَمَّا الْعَذَارَى، فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ، وَلكِنَّنِي أُعْطِي رَأْيًا ...26 فَأَظُنُّ أَنَّ هذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ، أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هكَذَا:
هذا بولس رسولهم ليس عنده تعليمات من الرب في شأن العذارى ، ويتكلم بالظنون ، والرجل يقول أنه يتكلم من تلقاء نفسه .. بالظنون ، وهم يصرون على أنه رسول من عند الله ، يبلغ عن الله .
المقصود أن وضع المرأة النصرانية الآن لا يستند لنص محكم أ و غير محكم عندهم ، هذا إن سلمنا جدلا أن كتابهم ( مقدس ) .
بل وما دون الكتاب ( المقدس ) وهو ما يعرف بـ ( الدسقولية ) ، يقولون كتبه التلاميذ و( بولس ) وآخران ، حتى هذا ( الدسقولية ) يأمر المرأة بأن تتغطى إن خرجت من بيتها ، وأن تعتزل الرجال في الأماكن العامة ، وأن تكون زينتها لزوجها ، بل ويحرم عليها الزينة المصطنعة ( المكياج ) ، و ( الدسقولية ) ليس ببعد وليس بكبير .بل قريب وسهل يمكن الاطلاع عليه في ساعات ليس إلا .
أسأل : من أين للمرأة النصرانية بالتبرج والسفور ، بل والعري ؟ وهذا كتابها ينطق بعكس فعالها ؟!
أسأل : المرأة النصرانية بوضعها الحالي متعبدة ؟!
أبداً . ولا يخطر في بالها التعبد ، وإن ثمت نية عندها فهي أن تتبع ما تكلم به البشر بدعوى أن الله يتكلم على لسانهم ، وهو الشرك ، وهو الكفر بالله بأم عينه ، {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }[التوبة:31]

محمد جلال القصاص
مساء الأربعاء 27 رجب 1429

 

محمد القصاص
  • مقالات شرعية
  • في نصرة النبي
  • مقالات في فقه الواقع
  • مقالات أدبية
  • تقارير وتحليلات
  • رسائل ومحاضرات
  • مع العقلانيين
  • صوتيات
  • مقالات تعريفية بالنصرانية
  • رد الكذاب اللئيم
  • اخترت لكم
  • بريد الكاتب
  • الصفحة الرئيسية