صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







نعم لم يكنْ عباسُ العقادِ يؤمنُ بالوحيِ

محمد جلال القصاص


بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
نعم لم يكنْ عباسُ العقادِ يؤمنُ بالوحيِ

كَبُرَ على عددٍ من الكرامِ أنَّ عباسَ العقادِ لا يُؤمنُ بالوحيِ[1] ، وَوَقفوا أمامَ تلكَ الحقيقةِ الشامخةِ فاغرينَ أفواهَهم يلوونَ رؤوسهمُ ، لا ينكرونَ ولا يقبلونَ ، وهي حالةٌ تدلُ على أنَّ دجلَ الإعلامِ أثَّرَ في بعضِ الطيبينَ وليسَ فقط في الغافلينَ ، وأنَّ كثرةَ الكذبِ جعلتْ الناسَ يصدقونَ .!
 وإحدى المسلماتِ العقليةِ أنَّ الخبرَ بالمخبرِ ، فَرَفْعُ العقادِ من قبلِ مَنْ لا خلاقَ لهم كفيلٌ بأن نطرحهُ أرضاً ، ولكنَّ كثيراً منَّا ما طرحوه ، وما تدبروا في حالهِ وحالِ مَنْ قدَّموه لنا .!!
اليومَ ـ بحولِ اللهِ وقوتهِ ـ أعاودُ الكرَّةَ بمزيدٍ منَ الأدلةِ على أنَّ عباسَ العقادِ لم يكن يؤمنُ بالوحي ، ليزادَ الذينَ آمنوا إيماناً .
 
عمرُ بن الخطابِ رضي اللهُ عنهُ
أخلاقُ عمرٍ رضي الله عنه
فراسةُ عمرَرضي الله عنه
أعمالُ عمرَ رضي الله عنه .
الجندية !!
 
1.  أخلاقُ عمرٍ رضي الله عنه

عندَ عباسِ العقَّادِ أنَّ الصفاتَ الطيبةَ الَّتي ظهرتْ في عمرَ ـ رضي اللهُ عنهُ ـ مِنْ شخصهِ هو ولا فضلَ للدينِ فيها ، فبعدَ ذكرهِ لعددٍ من خصالِ عمر ـ رضي اللهُ عنهُ ـ الكريمةِ ينفي أنْ يكونَ ذلك بتأثيرِ الوحيِ ويقولُ : ( لا يقال إنه قد كان يطيع أمراً سماوياً تحركت له نفسه ) .!!
 و يَسندُ عدلَ عمرَ إلى الوراثةِ لا للدينِ ، ثم يذكرُ قصةَ عمرَ ـ رضيَ اللهُ عنهُ ـ مع النصرانيِّ الذي لا يستطيعُ دفعَ الجزيةِ وكيفَ أنَّهُ رَحِمَهُ ، ومع ابنِ الزنا اللقيطِ وقدْ فرضَ لهُ من بيتِ المالِ كما فرض لمن عُرفَ أبوهُ ، ويَذكرُ رحمةَ عمرَ بالبهائمِ  ، ثم يقولُ معلقاً : ( كانَ عمرُ يرحمُ في أمورٍ يحولُ فيها النفورُ الدينيُّ دونَ الرحمةِ عند كثيرين ) . وكأنَّ الرحمةَ بالذميِّ وابنِ الزنا اللقيطِ فضلٌ من عندِ عمرَ لا يقومُ به حتى المتدينونَ . ثم يعلقُ قائلاً : ( علمته الرحمة كيف يطيع الدين )([2])   !!
تدبر ماذا يقولُ عباسُ : الرحمةُ هي التي علمتْ عمرَ ـ رضيَ اللهُ عنهُ ـ كيف يكونُ متديناً !!
والعكسُ هو الصحيحُ فالدينُ هو الذي علَّمَ عمرَ الرحمةَ !
 
نعم لا يرى العقاد أثراً للوحيِ في أخلاقِ عمرَ ، ولا يرى أثراً للوحي جعلَ عمرَ يؤمنُ بالنبيِ > بل يصرحُ العقادُ قائلاً : ( كان عمر مستقيم الطبع مفطوراً على الإنصاف فلم يكن رجل مثله ليستريح إلى فساد الجاهلية )([3]) .
وعندَ العقادِ أنَّ عمرَ آمنَ بالنبيِ >  لأنه كان معجباً بهِ ، ( عمر كان يحب محمداً حب إعجاب ، ويؤمن به إيمان إعجاب )([4]) !! تماماً كالذي قالهُ وهو يتكلم عن الصديقِش !!
 
ولستُ بحاجةٍ إلى استحضارِ حالِ عمرَ بن الخطابِ ط  في الجاهليةِ وهو يشربُ الخمرَ ، ويعذبُ المؤمنينَ باللهِ المتبعينَ لرسولِ اللهِ > ، فأينَ كانت هذه الصفاتُ ؟! أين كانت الرحمةُ بالمخالفِ ؟! وأين كان العدلُ ؟!
كلُّ ذلك من فضلِ اللهِ على عمرط  حين أسلمَ ، كلُّ ذلك علمتهُ العقيدةُ لعمرَ بن الخطاب ط ولكنَّ العقاَدَ في كلِّ مرةٍ .. مع كلِّ ( عبقري ) يصرُّ على أنَّ مكارمَ الأخلاقِ في هذا العبقريِّ من عنده هو ورثها من أمِّهِ وأبيهِ وظهر شيءٌ منها في أختهِ وأخيهِ [5]!! ، والتالي يزيدُ الأمرَ بياناً .
 
2.  فراسةُ عمرَ رضي الله عنه  

المؤمنُ يرى بنورِ اللهِ . فاللهُ قد جعلَ لعبادهِ المتقينَ نوراً يقذفهُ في قلوبهم ، يفرقونَ به بين الحقِّ والباطلِ والصالحِ والفاسدِ([6]) ، قال اللهُ ـ سبحانه وتعالى ـ : يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ  [ الأنفال : 29 ] ، وفي الصحيحِ : « وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ »
والفراسةُ من الإيمانِ ، والمتفرسونَ في الناسِ هم المتوسمونَ الذين يَعتبرون بآياتِ اللهِ في خلقهِ قالَ اللهُ : إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ  [ الحجر: 75 ]، وفي الحديث « إن لله عباداً يعرفون الناسَ بالتوسمِ » ([7]).
والنورُ الذي يقذفهُ اللهُ في قلبِ المؤمنِ يفرقُ به بين الحقِ والباطلِ هو ( الفراسةُ ) ، ووجودُ الفراسةِ بالإيمانِ مما اشتهرَ في الدينِ ، وتناثرَ ذكرهُ في الكتابِ والسنةِ وكتاباتِ وأحاديثِ فقهاءِ ووعاظِ الأمةِ([8]) ، ولكنَّ عباسَ العقَّادِ كعادتِه مُعْوَجٌّ يحيدُ عن الحقائقِ البينةِ الظاهرةِ ، وكأنَّ الناسَ لا تقرأُ إلاَّ لهُ .!!
عباسُ يفسرُ فراسةَ عمرَط  بأنها ( تستند إلى التقدير الصحيح والظن المدعوم بالخبرة ) .!!
هكذا يفسرُ عباسُ فراسةَ عمرَ بن الخطابِ ط ، يذهبُ بها بعيداً عن الوحي . ولنا أنْ نسأل : أينَ كانَ هذا التقديرُ الصحيحُ والظنُّ المدعومُ بالخبرةِ في حربهِ للإسلامِ ؟!
أكانَ نداءه على ساريةَ بأنْ يلزمَ الجبلَ ، وهو في المدينةِ بالحجازِ وساريةُ في خرسانَ([9])( شرق إيران الآن ) من ( التقدير الصحيح والظن المدعوم بالخبرة ) ؟!([10])
أوْ كان إخباره الرجلَ بأن أهلَه قد احترقوا بعد أن عرفَ اسمَهُ ومسكنَه من ( التقدير الصحيح والظن المدعوم بالخبرة ) ؟!
أوْ كان إخبارُه مَنْ حولَه بأنَّ هذا القادَم عليهم كان كاهناً في الجاهليةِ من ( التقدير الصحيح والظن المدعوم بالخبرة ) ؟!
ثم لم يكن عمرُ وحدَه ، فقد كان لعثمانَ وغيرهِ مثلُ هذا([11])
وكانت فراسةُ عمرَ تستندُ للدليلِ أحياناً ، كما في اعتراضهِ على الصلاةِ على ابن سلول ([12]) ، وكان عمرُ يخطئ أحياناً كما حدثَ يومَ الحديبيةِ ، فأينَ كانتْ الخبرةُ ؟
وقد مرَّ بالتاريخِ عظماءُ كثرٌ ولم يكن لهم من الفراسةِ ما كان لعمر بن الخطاب ط  أو لغيرهِ من صحابةِ رسولِ اللهِ > .
وعاشَ عمرُ قبلَ الإسلامِ ثلثَ قرنٍ من الزمنِ لم نسمعْ له عن موقفٍ واحدٍ يتفرس فيه . فراسةُ عمرَ من إيمانه بالله ، والعقَّادُ لا يعرفُ ذلك ، أو بالأحرى لا يريد أن يُقرَّ بذلك . لأن عباسَ العقَّادِ لا يرى أثراً الوحي ، وإن رآه جدَّ واجتهدَ أن يواريه ، وموضوعُ الفراسةِ عندَ عمرَ بن الخطابِ ط شاهدٌ على ذلكَ .

3.  أعمالُ عمرَ رضي الله عنه .

ومن الأدلةِ على أنَّ عباسَ العقَّادِ لا يرى أثراً للوحي في حياةِ الصحابةِ ، أنه حينَ يتعرضُ لأعمالِ عمرَ ط يعرضُها وكأنَّ عمرَ ط  قامَ بها من نفسهِ !؛ ففي عرضِه لمعاهدةِ عمرَ ط  مع نصارى بيت المقدسِ ( إيلياء ) يقولُ أعطاهم وأعطاهم([13]) ، وكأنه يعطي من عنده لا بحكمِ الشريعةِ !!
 وحينَ يأتي على أحكامِ أهلِ الذمَّةِ في الإسلامِ يبدي قليلاً ويخفي كثيراً ثم يتعاطى هذا القليلَ وكأنَّه من عندِ عمرَ ط  .. هو الذي شرعه لهم([14])!!
وكلُّه من تشريعِ ربِّ العالمين ، وأحكامُ أهلِ الذمَّةِ لها كتبٌ مستقلةٌ ، ولها أبوابٌ مستقلةٌ في كتبِ الفقه يعرفها مَن له أدنى درايةٍ بالدينِ ممَن للعلمِ منتسبين ، ولكنَّ العقادَ ككلِ مرةٍ يلوي الحقائقَ ويسندَ الفعالَ للعباقرةِ لا للوحي ، لأنه ينكرُ الوحيَ ، ويرى أن كلَّها من فعالِ العظماءِ العباقرةِ .
 عينُه عوراءٌ ، وعقلُه شرودٌ ، ولسانُه كذوبٌ !!

ويفسرُ سيرةَ عمرَ وعدلَه مع خالدٍ حين قاسمَه مالَه ، ومع عمرو بن العاص وهو يراجعه ويحاسبه على أنها ملكةٌ وأسلوبٌ في التفكيرِ عند عمر ط ثبت صحته بعد ذلك ، وهو الإسلامُ ، وهو العدلُ ، وهي خصوصيةُ الشريعةِ الإسلاميةِ التي لا يفهمها العقادُ ولا يفهمها دهاةُ السياسةِ .
وإذا تعرَّضَ لإيمانِ عمرَ يقولُ ( له من قوته ومن إيمانه قدرتان )([15]) ، يحور ويدور ويروح ويجيء ، يكثرُ الحركةَ ويكثرُ من البيانِ حولَ الحقيقةِ ليشغلَ عنها القراءَ أو ليمر عليها دون أن يصفها ليضيع الأمرُ على القراء . يقول أحياناً : الإيمان هو الضابط ولا يصف كنه هذا الإيمان ، ويذكر أن الدعوةَ المحمديةَ أثرت في عمر ولا يتكلم عن مدى هذا التأثير ؛ ونسبة الدعوة للنبي > نوع من إنكار الوحي أيضاً ، فكما مر بنا من قبلُ أنه يرى أن النبي > عبقري تكلم من عند نفسه أو عقل عن الله بنفسه ، ولا ترى ذكراً لأمين الوحي جبريل .

والعقادُ في كل مرةٍ يرمي ببعض الجملِ التي تصلحُ للاعتذار عنه إن قطعتَها من النص ، كقوله هنا ـ في عبقرية عمر ( الإيمان لَيَقوى في نفوسٍ كثيرات ثم تختلف آياته وشواهده باختلاف تلك النفوس )([16]) ، ولا تعرف عن أي إيمان يتكلم الرجل ، ولكنك إن تتبعته وسألت عن التوحيد وعن الإيمان وجدت أن الرجل بعيد ..جدُ بعيدٍ [17] .

4.  الجندية !!
يقول فطرَ عمرُ على الجُنديةِ .هي التي كانت تحركه فهي مفتاح شخصيته ، بزعمه ، ثم ينثني إلى كرائم عمرَ كلِّها فلا يتركُ منها شاردةً ولا واردةً إلا وينسبها للجُندية ، يقول ـ مما لم أذكره من قبل ـ يسوي الصفوفَ لأنه جنديٌ ، والجنديٌ يحب النظامَ والتسويةَ .!!
 وهي سنَّةُ النبي > تعلمها عمرُ من النبي > ، فقد كان النبيُّ > يأمر بها قبل الصلاة ، ويصر عليها ، حتى أنه يسويهم ش بيده إن لم يكف القول بلسانه ، كان يسوي الصفوفَ حتى كأنه يعدها ليسوي بها كما يقول النعمانُ بن بشير[18]) ب  ، ولا يرضى فقط أن يبرز صدرَ أحدهم من الصف([19]) .
 وكان عمرُ يمشي كمشية الحبيب > ([20])، ويعاقبُ من يعتدي على الطريق .. يحفظُ للطريق حقَّه كما أوصى الحبيب > ويعطي للمستحقين من بيت المال كما أمرت الشريعةُ وكما فعل أبو بكر وفعل عثمانُ . ويزهدُ في الدنيا فلا ينفق على مطعمه ومشربه ، ودائمُ الفكر والمراقبة لله فلا يمزح إلا قليلا([21]) ، والعقاد يجعلها كلَّها من عند عمر ط . . جاءته من صفة الجندية التي طبع عليها ، وليست من تعليمٍ تعلمه يقول : ( ذلك هو السمت العسكري بالفطرة التي فطر عليها ، وليس هو السمت العسكري بالأسوة والتعليم )([22]) !!
 حتى أدبُ السيدةِ عائشةَ ك أم المؤمنين حين تركت التفضُّلَ في ثيابها بعد وفاة أمير المؤمنينَ عمرط  ودفنه بجوار رسول الله > وأبي بكر ط ، يفسره العقَّادُ بأنه من مهابتها لعمر .. خافته بعد أن مات وهو في قبره([23])!!
إيهٍ يا عقاد .!!
لن ينفعك ، ولم ينفعك .
كان عمرُ عبداً لله ، متبعاً لرسوله محمدٍ بن عبد الله > .
 واجلس يا عقّادُ في الظلام حيث شئتَ ، وقل ما شئتَ فيوماً نأتيك ونوقد المصباح عليك ومَن يجلس حواليك ، حتى يعرف المخدوعُ أن عقلكَ شرودٌ ولسانكَ كذوبٌ .
 
علي بن أبي طالب ط وأخلاق الفروسية

الفروسية ـ مفتاحُ شخصية علي رضي الله عنه ـ بزعم العقاد ـ ( هي التي كانت تمنعه أن يعملَ في السرِّ ما يزري به في العلانية )([24])!!
( كان رضاه من الآداب في الحرب والسلم رضا الفروسية العزيزة من جميع آدابها ومأثوراتها )([25]) .!!
وكان إسلامُ عليٍّ ط ( إسلام المسلم  المطبوع الذي يبتكر دينه لأنه يعتمد فيه على وحي بصيرته وارتجال مزاجه ) كما يفتري العقادُ .!!
وعليٌّ ( طبع على الإسلام فلم تزده المعرفة إلا ما يزيده التعليم على الطباع . كان عابداً يشتهي العبادة كأنها رياضة تريحه وليست أمراً مكتوباً عليه  )([26]) .بزعم العقادِ  !!
 
قلتُ : اشتهر عليٌّ ـ رضي الله عنه ـ بالعلم وبالزهد والورع حتى أنك إن أردت أن تستشهد على زهده وورعه وجدت أمثلة في قتاله ، كتركه ط جندَ معاوية يشربون من الماء بعد أن غلبهم عليه ، وكانوا قد منعوه ،. وترك لنا الإمامُ عليٌّ ثورةً بلاغيةً ـ يعرفها العقادُ وتكلم عنها ـ تحث على الزهد في الدنيا ، وكان في آخر أيامه يرجو الموت ، ويناجي ربه : مللتهم وملوني ، وقضى علي ـ رضي الله عنه ثلثي عمره ـ تقريباً ـ لم يحمل سيفاً([27]) ، وعقلُه ( علمُه وفطنته ) هو الأبرز في شخصيته ، فكيف يقال أن الفروسية هي مفتاح شخصيته .. هي التي تأمره وتنهاه ؟ !
إنما هي محاولة لإيجاد تَعِلَّةٍ تبعد التحليل عن الوحي ليس إلا .. هو العقاد يبحث عن أي شيء يفسر به كرائم الممدوحين من الصحابة الأكرمين بعيداً عن تأثير الوحي .!!
 
حتى فاطمة الزهراءك  يا عقاد!!

حتى السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وزوج علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وأم السبطين ، حين تكلم عنها العقاد لم ير أثراً للوحي في شخصها ، وإنما : ( كانت مفطورة على التدين وراثة وتربية)[28]، ولا تحسب أنه يتكلم عن وراثة السيدة فاطمة ـ رضي الله عنها ـ للتدين من أبيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا أنها تربت على التدين من أبيها ، بل من أجدادها خويلد ، وأقرباء أمها في الجاهلية ورقة بن نوفل[29] .
السيدة خديجة كآبائها ، متدينة ، وبالتالي بثت هذا التدين ( الجاهلي الموروث ) في بنتها الزهراء فاطمة .
هذا هو العقاد حتى فاطمة لا يرى للوحي تأثيراً فيها ، يرى أن مكارمها ممن هم من حصب جهنم خويلد بن عبد العزى وما أشبه .
نعم هذا هو العقاد فلا ألفينك ثانية تجادلني في إنكار عباس العقاد للوحي . وإن عُدتَ علي بالنكير عدت عليك بمزيد من التفاصيل .
 

محمد جلال القصاص
السبت 7جمادى الأولى 1430هـ
2/5/2009


مقالات ذات صلة
من هو عباس العقاد ؟
http://saaid.net/Doat/alkassas/123.htm
 
هل كان عباس العقاد نصرانيا ؟
http://saaid.net/Doat/alkassas/125.htm
 
التوحيد والأنبياء عند عباس العقاد
http://saaid.net/Doat/alkassas/126.htm
عبقريات عباس العقاد : ركوب للكذب واستخفاف بالعقول
http://saaid.net/Doat/alkassas/129.htm
عبقريات عباس العقاد : إنكار للوحي
http://saaid.net/Doat/alkassas/128.htm
عبقريات عباس العقاد : ليست انتصاراً للإسلام
http://saaid.net/Doat/alkassas/131.htm
 
 

----------------------------
[1] انظر للكاتب : عبقريات عباس العقاد إنكار للوحي
([2]) عبقرية عمر ضمن موسوعة العقاد الإسلامية / 329 إلى صفحة 340
([3]) عبقرية عمر /383
([4]) عبقرية عمر / 438
[5] يستثنى من ذلك فقط غاندي الهندي عابد البقرة ، فهو ( العبقري ) الوحيد ـ عند العقاد ـ الذي شكلته العقيدة مع العوامل الوراثية .
([6]) راجعت أقوال عددٍ جم من المفسرين يدور المعنى عندهم على هذا والنص من أيسر التفاسير للجزائري ، وحديث الترمذي "اتقوا فِراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله"مع شهرته وانتشاره في المعاجم وكتب أهل العلم ( ومنهم شيخ الإسلام بن تيمية) إلا أن أهل الاختصاص على أنه ضعيف انظر السلسلة الضعيفة للألباني 4/299 (1821) .وتعلمت من ابن عثيمين أن لا حاجة لنا في الضعيف وإن كان في الترغيب والترهيب .وربما انتشر لأن المعنى صحيح بشواهد أخرى .
([7]) أورد الحديث وغيره في معناه مخرجاً الشيخ الأمين الشنقيطي في أضواء البيان في تفسيره للآية 75 من سورة الحجر ، وانظر الجامع الكبير للسيوطي ( 1626) ، والسلسلة الصحيحة 2/437،ح  (1693) .
([8]) أكثر بن القيم من الحديث عن الفراسة  وخاصة في رسالة ( الطرق الحكمية ) ، ولولا أن نخرج عن سياق الكلام لأتيت بكلامه عن الفراسة  والنماذج التي ذكرها هناك ، حتى تعلم أنها حقيقة لا مراء فيها واضحة بارزة في كل مكان .
([9]) خرسان اسم مكان ، وهي كلمة فارسية تعني  مطلع الشمس أو المشرق ، فتحت في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ على يد حليم العرب الأحنف بن قيس التميمي ، وهي الآن من أعمال إيران ، وقديماً كان عاصمتها ( مرو ) ـ وهي غير مروالروذ التي ينسب إليها بن رهوية وغيره ـ وخربت على يد التتار بعد أن أخذوا ما فيها فتحوا عليها السد الكبير فغرقت ولم تقم لها قائمة إلى يومنا هذا . 
([10]) الحديث في السلسلة الصحيحة (1110)
([11]) ذكر ابن القيم عددا غير قليل من فراسة عمر في كتابه ( الطرق الحكمية ) ص /40 ، وما بعدها.
([12]) عبد الله بن أبي بن سلول .. زعيم المنافقين .. وسلولٌ هذه أمه أو أم أبيه . وهي من خزاعة . وبيان ما ذكرته في النص أعلاه في تفسير الطبري للآية 84 من سورة التوبة .
([13]) عبقرية عمر من الموسوعة الإسلامية ص /393
([14]) عبقرية عمر ص/ 396
([15]) عبقرية عمر من الموسوعة م352
([16]) عبقرية عمر من الموسوعة / 361
[17] انظر للكاتب التوحيد والأنبياء عند عباس العقاد .
[18] ، هو أبو عبد الله النعمان بن بشير بن سعد الخزرجي ، ولد بعد الهجرة بعامين ، عرف بالكرم والشعر والشجاعة ، تولى الإمارة لمعاوية ويزيد ثم بايع ابن الزبير ، وخدعه عبيد الله بن زياد حتى قتل بعد معركة ؛ ( مرج راهط) سنة 64 هجرية ، وأبوه ممن بايع العقبة الثانية وشهد المشاهد كلها ، وكان أول من بايع أبا بكر يوم السقيفة ، وقتل في عين التمر بالعراق في السنة الثانية عشر من الهجرة انظر أسد الغابة 1/122 ، والاستيعاب 1/473
([19]) حديث النعمان عند مسلم ح ( 660 ) ، والأحاديث في هذا الباب كثيرة مشهورة .
([20]) عند أحمد /8948 (( مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مَشْيِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا الْأَرْضُ تُطْوَى لَهُ إِنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ ) صلى الله عليه وسلم .
([21]) العقاد يثبت لعمر الجدية المطلقة ، وفي مكان آخر ( في عبقرية عمر وعبقرية خالد حال المقارنة بينهما ) يثبت أنه كان لعمر دعابة . وهذا صحيح ، وفيه دليل على تضارب العقاد . ويستدل العقاد على جندية عمر بشرب عمر للخمر في الجاهلية ، وكان أهل الجاهلية كلهم إلا قليلا جدا يشربون الخمر . ولكن العقاد ينسى .
([22]) عبقرية عمر من الموسوعة الإسلامية ص /363
([23]) عبقرية عمر / 321
([24]) عبقرية علي من موسوعة العقاد الإسلامية ص/ 700
([25]) عبقرية علي من موسوعة العقاد الإسلامية ص /702
([26]) المصدر السابق /706
([27]) لم يقاتل علياً ـ رضي الله عنه إلا عشر سنوات مع النبي بعد الهجرة ، وبعد أن تولى الخلافة ، وكان بعد ذلك بجوار الخليفة .
[28] فاطمة الزهراء ص20 .
[29] تكلم بهذا في بداية بحثه عن السيدة فاطمة الزهراء ، وأعاده في نهاية بحثه .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد القصاص
  • مقالات شرعية
  • في نصرة النبي
  • مقالات في فقه الواقع
  • مقالات أدبية
  • تقارير وتحليلات
  • رسائل ومحاضرات
  • مع العقلانيين
  • صوتيات
  • مقالات تعريفية بالنصرانية
  • رد الكذاب اللئيم
  • اخترت لكم
  • بريد الكاتب
  • الصفحة الرئيسية