صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







مؤتمر البحرين في مصلحة من ؟

محمد جلال القصاص
mgalkassas@hotmail.com


تجميع عدد من العلماء في مؤتمر عالمي والخروج بتوصيات خطوة رائدة تُحسب لمن قام بها .
فمن شأنها أن تنزع قيادة الأمة من المنظمات الحكومية الرسمية ، ومن شأنها أن تعطي صفة رسمية لشيوخ الصحوة الإسلامية الذين لا تعترف بهم الأنظمة العلمانية إلى اليوم مع أن كثيرا منهم يحمل شهادات رسمية .

ولكن السؤال الذي يتبادر للذهن لماذا سُمح لمؤتمر مثل هذا أن ينعقد بهذه الوجوه التي لا نشك في إخلاصها لدينها وأمتها ؟
ولم لم تعارض الحكومات وتطلب انعقاد المؤتمر بالجهات الرسمية الممثل ( الشرعي ) للشعوب ؟

إن هناك قراءة أخرى لما يحدث يجب أن ننتبه إليها ؟

الشعوب غاضبة من سلسلة الإهانات المستمرة التي تتعرض لها الأمة على يد ( الآخر ) بدءا بأحداث الانتفاضة ووقوف الأمريكان في صف اليهود وسكوت الحكومات على ما يحدث ، ومرورا بما حدث في ( أبو غريب) وجوانتناموا وما حدث للمصحف الشريف وانتهاء بما حدث لشخص نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ولم تعد الجماهير تثق في كل ما هو ( رسمي ) في معظم البلاد الإسلامية ، وهي اليوم في أشد حالات غضبها ونفرتها من حكّامها ، ولابد من تصدير قيادات ( معتدلة ) ولو نسبيا كهؤلاء المؤتمرين في البحرين للخروج بتوصيات ( مدنية ) في إطار ( الشرعية ) الحالية ، وكبح جماح الأزمة قبل أن تتطور .

الجماهير حاليا لن تستجيب لعلماء الدولة الرسميين الساقطين في نظر الجماهير ، وبقاء الأزمة على ما هي عليه من إصرار من الطرف الدينماركي على عدم الاعتزاز وضغط ( الآخر ) من أجل إنهاء الأزمة من شأنه أن يحرج الأنظمة ، ومن شأنه أن يعطي قبولا لخطاب ( القاعدة ) وأمثالها بين الشعوب ، وتكون دَفعة معنوية جديدة لـحَمَلِة السلاح الخارجين على الأنظمة .
لذا فإن مؤتمر البحرين يأتي في إطار كبح جماح الجماهير والوقوف بالأزمة عند حد معين يحول دون تطورها . ثم بعد ذلك تتعامل الأنظمة مع توصيات المؤتمر بطريقتها ، أو تفتعل خصومات مع الشخصيات المتنفذة في المؤتمر وتساومها . وهي قضية قديمة تتكرر ولا تخفى على أحد .
وبهذا تكون مكتسبات الجماهير من الأزمة قد صودرت بيد علماء الأمة ودعاتها .

والمؤتمرون يرونها فرصة لأخذ قيادة الأمة ولو مرحليا ، ويرون في هذا الأمر تحقيق مكاسب ولو قليلة ما كان لهم أن يحققوها لو لم يأتمروا . وأن الصدام مع الأنظمة أو مع الغرب ليس في مصلحة أحد اليوم على الأقل .

فمن أقرب لتحقيق هدفه ؟

للإجابة على هذا السؤال لا بد من فهم محورين أساسيين مرتبطين بالأزمة ؛ أولهما :

سبّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمر أبعد مما حدث في الدينمارك والنرويج وما تناولته وسائل الإعلام ، وإنما هو منهج يتبعه المنصِّرون الآن في صدِّ الناس عن دين الله ، وما حدث في الدينمارك ما هو إلا نوع من الانعكاس لهذا النوع من الثقافة ( التبشيرية ) المنتشرة الآن بين القوم .
ومن أراد أن يتأكد فعليه أن يزور غرف البالتوك التي ( تبشر ) بالنصرانية ويستمع لما يقال فيها بكل اللغات ، لتعلم أن القوم قد استقاموا على هذا الطريق .
وعامة الناس في الغرب لا يسمعون كلامنا ـ نحن أبناء الشرق ـ وإنما لهم مصادرهم الخاصة التي تكذب عليهم وهي تتكلم عن الإسلام ونبي الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ جملة وتفصيلا ، وصورة المسلم ـ وخاصة العربي ابن الجزيرة ـ والإسلام أقبح ما يكون في ذهن هؤلاء ، وهي من قبل أحداث سبتمبر، ولعل استخفاف الدينمارك ـ وهم من أضعف الشعوب الغربية ـ يعكس لك هذا .
فنصرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتحسين صورته في الغرب لا تأتي من هنا ، ولن تصلوا لعامة النصارى من الأوروبيين وغيرهم بسهولة ، فمؤسسات التنصير قوية لديها وفرة في العدد ووفرة في العتاد وتستطيع أن تشوش تماما على أي عمل دعوي يقوم به المسلمون ، فكان الأحرى أن تظل المقاطعة وأن تشتد حتى تلفح نارها عامة الناس من الغربيين ويتساءلون عما يحدث فنحدثهم عن نبينا وقرآننا وشريعة ربنا .
أما توقف المقاطعة اليوم فلن يضار منها أحد ولن يستفيد بها أحد . فاليوم ظهرت الثمار ولكنها بعد لم يحن وقت جنيها ، وقد تعجل قومنا إن هم فعلوا ونادوا بوقف المقاطعة .

لِمَ لَمْ نقف للشركات الجزوع التي لم تتجلد وتصبر للمقاطعة ونطالبها هي بتنفيذ مطالبنا نحن من المقاطعة في أرضها أو في أي بلد أوربي ليس شرطا الدينمارك ـ كلهم سواء ـ والمقصود هو أن يعرف الناس النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . ؟
بمعنى تقيم هي بما تنفقه على الإعلانات بإنشاء مركز إسلامي للتعريف بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتوجه هي بيان لعامة الناس من الدينماركيين والأوربيين تتكلم فيه عن شخص نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونحن نتكفل لها بقوقف المقاطعة ؟؟!!
أما اعتذار هنا وكلام آخر معاكس قد يتسرب هناك فهذا أمر لا أدري بما أصفه ولكنه يخلف حسرة في القلب .

ثانيهما : وهو أمر مهم جدا وفي غاية الخطورة لمن يفهمه ويستغله ، وهو أن الخطاب الصحوي ـ إن صح التعبير ـ أوجد جيلا من أنصاف طلبة العلم ـ وأرجو المعذرة في استعمال هذا التعبير ـ وهم الآن منتشرون بين الناس وهم المفعل الحقيقي للأزمة بين الجماهير ولا بد من مد يد العون لهؤلاء . وترشيدهم .
أو قل لا بد من الاهتمام بالخطاب العلمي الرزين الذي يتحدث عن فقه الواقع ، ولا بد من تكثير هؤلاء فهم كالقنوات الفرعية بين الشعوب ، ينصتون جيدا لشيوخ الصحوة ثم ينقلون الخطاب على ما هو عليه للجماهير من خلال المنتديات أو العمل ، وهؤلاء أذكى من الالتفاف عليهم ، فلينتبه كل لما يقول .

ويرتبط بهذا أن تَجَمْع هذا الجمع الغفير من علماء الأمة لا بد من تفعيله في إذابة الحواجز الفكرية والحركية ، أو قل إنشاء آليات عمل مشترك في كافة الميادين بين علماء الأمة ، أي أنه يمكن الاستفادة من المؤتمر بما يعرف بـ ( على هامش المؤتمر ) هذه هي أرجى الثمار .

فمن يسبق من لتحقيق هدفه الأنظمة أم شيوخ الصحوة ؟

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد القصاص
  • مقالات شرعية
  • في نصرة النبي
  • مقالات في فقه الواقع
  • مقالات أدبية
  • تقارير وتحليلات
  • رسائل ومحاضرات
  • مع العقلانيين
  • صوتيات
  • مقالات تعريفية بالنصرانية
  • رد الكذاب اللئيم
  • اخترت لكم
  • بريد الكاتب
  • الصفحة الرئيسية