اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/alkassas/64.htm?print_it=1

جِيء بهم لفيفا

محمد جلال القصاص
mgalkassas@hotmail.com


أربعةٌ :

الأولى :
أطال النفس الشيخ الدكتور عبد العزيز كامل في التحدث عن بني إسرائيل  . . . من هم ؟
وأبان بما لا يدع مجالا للشك أن بني إسرائيل هم اليهود والبروتستانت ( الإنجيليين ) مستندا إلى أن اليهود حين سباهم النصارى وحَمَلوهم إلى أوروبا عبيدا اعتنقوا النصرانية ثم حرفوها ، وقد كان ( مارتن لوثر ) ذا جذور يهودية [1]. والبروتستانت هم أقل الطوائف بغضا للنصارى ، وهم أكثرها إيمانا بالعهد القديم[2] ، بل هم من ينصرون النصارى على أرض الواقع بدوافع إيمانية .
والمقصود أن بني إسرائيل هم اليهود والإنجيلين من النصارى ( أمريكا وبريطانيا واستراليا ) الذين يقاتلون في العراق وأفغانستان وفلسطين اليوم . . . أو قل الذين يتولون قتال المسلمين اليوم .
  
الثانية :
في محكم التنزيل : " وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً{4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً{5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً{6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً{7}
والنفير هو عدة الحرب ، وهم اليوم ولا شك أكثر نفيرا ، وهم اليوم علو  علوا كبيرا في الأرض .
 
ــ  و ( إن قارئ أسفار التوراة -لاسيما أنبياء عهد السبي وما بعده- يجد بوضوح تام أنها تشتمل على نبوءات عن اليهود في آخر الزمان ، وأن لهم بقية يكون لها اجتماع ومملكة أخرى في فلسطين ، وأن الله سوف يسلط عليهم غضبه بواسطة أمة قديرة تجتمع عليهم من أطراف الأرض) كما يقرر الدكتور سفر الحوالي في كتابه ( يوم الغضب هل بدأ بانتفاضة رجب ؟) ص 7 وما بعدها .
 
الثالثة :
وإن فتن آخر الزمان ستكون ببيت المقدس وأجوار بيت المقدس ، هكذا يتكلم النصارى ، وهكذا يتكلم اليهود ، وهكذا يتكلم المسلمون[3] .
 
والرابعة :
أن العلمانية شدت رحالها ، وأن  الصراع اليوم  على خلفيات دينية واضحة ، يشهد لذلك اليهود بعلمهم ذي الخطين الأزرقين ، وخريطة إسرائيل الكبرى على الكنيست الإسرائيلي ، وبوش الصليبي المتعصب ، وحملات التنصير المنتشرة كالجراد في كل بقاع العالم الإسلامي ، وتشهد هذه الصحوة المباركة في الأمة الإسلامية .

لا تكاد تخطئ عين كل متابع أنها بدأت .  فها هم بنو  إسرائيل  على ذات الأوصاف التي تكلمت عنها نبوءات ( الكتاب المقدس ) ـ رجسة خراب ــ ، وعلى الذات الأوصاف الذي تكلم عنها القرآن الكريم ــ أكثر نفيرا وعلو علوا كبيرا ــ ، وها هو الصراع بدأ شرقي نهر الأردن  ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ، وعلى يد ( أمّة قديرة اجتمعت عليهم من أطراف الأرض ) .
وهاهي الأمة الإسلامية تنفض يدها من العلمانيين . . . القوميين  بعد أن خانوا وهانوا وأبدوا للأعادي الِّلينا . . . بعد أن أضاعوا شعوبهم فلم يبقوا دنيا ولا دينا .
 
وقد نفدت كل الحيل ورمى القوم بكل سهامهم ، ولم تنكسر شوكة المسلمين بل شبَّت واشتدت ،  ولكن لا زالت الصورة مُغَبَّشَةٌ ، لا زالت النخبة تتكلم من منطلقات دنيوية تبحث عن ( السلام)  بمفهوم القوم ، وتنادي بتحرير الأوطان بحدودها المستحدثة على يد ( سايكس ــ بيكو ) ، ونحتاج لتنقية الأذهان من رواسب الجاهلية . لتنطلق الأمة مؤمنة بربها ، تبحث عن تعبيد الناس لله . . . تنطلق وهي تحمل لا  إله إلا الله محمد رسول الله ، وتنادي في الناس اعبدوا الله ما لكم من إله غيره . عندها سنردد جميعا " ألا إن نصر الله قريب " .
فليت الهمم تنشط لتصحيح المفاهيم ، وحشد الجماهير ، فإن نصر الله لا يتنزل إلا على المؤمنين .
 
 
-------------------------------------------
[1] تجد ذلك في عدد من مقالات الشيخ في مجلة البيان ، وفي ثنايا كتابه القيم ( حمى سنة 2000) ، وهو حق يدعمه تاريخ اليهود فقد كان ( بولس ــ شاؤول ) يهوديا تولى تعذيب المؤمنين بالمسيح عليه السلام ثم بين عشية وضحاها وفي قصة يشكك في صحتها الأصدقاء قبل الأعداء أصبح رسولا من عند ( رب المجد  يسوع ) ، ورفع المسيح عليه السلام لدرجة الألوهية ومارس هو مهام الرسول كاملة . ومن يتدبر في قصة بن السوداء يجده سار على ذات الطريق بذات الألفاظ  . . . أراد رفع علي بن أبي طالب لدرجة الإله ، وأخذ هو يتحدث للناس بما يستحق هذا ( الإله ) وما يجب عليهم نحوه ، وقد بقيت آثار لأقواله في أرباب التشيع إلى اليوم . [ انظر ترجمة بن سبأ في البداية والنهاية : وفيات عام 38 هـ ] .
[2] كتاب النصارى الذي في أيديهم اليوم يتكون من قسمين : العهد القديم والعهد الجديد ، العهد القديم يتكون من عدة  أجزاء :  الأسفار الخمسة المنسوبة لموسى عليه السلام ، وهي ما يقال لها عند المسلمين التوراة مجازا ، و الأسفار التاريخية منسوبة لعدد من الأنبياء الذين عاصروا هذه المرحلة . ، و أسفار الشعر والحكمة ، والأسفار النبوية ، واسفار الأبوكريفا ـ وهي محل خلاف عندهم ـ ويطلق النصارى لا اليهود على هذا الأجزاء الأربعة اسم العهد القديم ، وتسمى أيضا الكتب والناموس ، ويطلق اسم التوراة على الأجزاء الثلاثة الأخيرة تجوزا .
و العهد الجديد هو مجموعة الأناجيل الأربعة والرسائل الملحقة بها، وينسب إلى ثمانية من المحررين ، بعضهم تنصر على يد من لم يلق المسيح ، وبعضهم غامض لا يعرف له تاريخ إلى اليوم ، وكذا كثير من كتبة العهد القديم  . راجع إن شئت ـ هل العهد الجديد كلمة الله ؟! ، وهل العهد القديم كلمة الله ؟! للشيخ الدكتور منقذ محمود السقار .
[3] انظر رسالة إلى الطائفة المنصورة ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ( ملحق مجلة البيان العدد 200 ) .

 

محمد القصاص
  • مقالات شرعية
  • في نصرة النبي
  • مقالات في فقه الواقع
  • مقالات أدبية
  • تقارير وتحليلات
  • رسائل ومحاضرات
  • مع العقلانيين
  • صوتيات
  • مقالات تعريفية بالنصرانية
  • رد الكذاب اللئيم
  • اخترت لكم
  • بريد الكاتب
  • الصفحة الرئيسية