صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







عمرو خالد وأحمد ديدات

محمد جلال القصاص


ـ ذهب عمرو خالد للدينمارك ، وذهب أحمد ديدات للدينمارك ، ومدَّ عمرو خالد يده للكنيسة ومدَّ أحمد ديدات يده للكنيسة ، وأحمد ديدات من الدعاة وليس من العلماء ـ ولا يخفضه بل يرفعه ـ وعمرو خالد من الدعاة وليس من طلبة العلم ، وعمرو خالد نموذج جديد من الدعاة يتكاثر بشكل سرطاني على الساحة الإسلامية ، وأحمد ديدات نموذج فريد مر بالأمة ويتكاثر على الساحة الدعوية . النموذجان ذهبا للدينمارك وللكنيسة فكيف كان حالهما ؟

ذهب أحمد ديدات للدينمارك يقولوا لها ولمن جاورها من دول أوروبا جميعا : إن الدين عند الله الإسلام ، آمنوا خيرا لكم ، جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير ، القرآن الكريم كلام الله العلي العظيم ، والعهد القديم والعهد الجديد ليس بتنزيل رب العالمين بل كتبته أيدُ الآثمين .

لم تكن الدينمارك يوم ذهب إليها أحمد ديدات سبّت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو فعلت شيئا منا فعلت بعد ؛ تحرَّكَ إليها يبلغها رسالة ربه ، ويدعوها إلى صراط الله المستقيم . ويحار العاقل حين يفكر في أمر هذا الرجل ، كيف سمع وهو أعجمي ، وهو بعيد في أقصى المعمورة ؟! ، وكيف أجاب ولم ينادَ عليه ؟! أي همّة هذه التي حركته من شدّة الحر ومن بين الزنوج إلى الثلوج والعلوج ؟! ؛ هبَّ إليهم وقد سكت الكل عنهم ، فدَيْتُهُ وهو يقظ والكل نيام ، وهو يصفعهم وغيره يصافحهم ( حوار الأديان ) ، وهو يدعوهم إلى النجاة وغيره يُدعى إلى النار ( حوار الأديان ولست أعني عمرو خالد وحده ) . وهو ذكي فطين وغيره غبي بليد ، فديْتُه وهو رثُّ الهيئة خفيف الملبس تعرف النعمة في وجهه وغيره تعرف النعمة في ثوبه .فديته وقد تجمعوا عليه يدفعونه بكلتا يديهم وهو طود شامخ .
ثم دار في الدينمارك حديث بذيء عن سيد الأولين والأخيرين ، وعن الإسلام والمسلمين ، يخدش الحياء ، ويقتل الغيور ، ولا يسكت عنه جَلِدٌ صبور ، سبّوا واستهزؤوا ، وعاندوا واستكبروا ، وتكلم كل ذي عقل بأن المطلوب هو تأديبهم ، وليّ ذراعهم حتى يسمع عبّاد المسيح للجواب الصحيح من أتباع الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وشقَّ عمرو خالد كل هذا الإجماع وراح للدينمارك ، عصى أولي الأمر من العلماء والعقلاء وركب رأسه وذهب إليهم . ولم يتكلم عن فساد العهد القديم والجديد ، ولا أن النصرانية ليست بدين .ولا أن الحبيب جاء بشيرا ونذيرا للعالمين ... لم يُرْضِ قريبا ولا بعيدا ولذا عاد حسيرا كليلا.
وسبَّت الأقباط رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتكلمت في حقه بما لا يتكلم به أفحشُ الناس ، فبكى من سمع ومَنْ حُكي له ، وأجمع العقلاء وذوي العلم والغيرة على تأديبهم أو البيان لهم ، وشق عمرو خالد إجماع الأمة وذهب منفردا للأقباط رأس ماله أنه ( داعية إسلامي ) يبارك دينهم ، ويقول ( كلنا مؤمنون ) ، ( كلنا مواطنون ) نريد التعايش .جئت أبحث لكم عن أمان في هذه الأوطان .!! .
ويِّ .. ومن أخافهم يا عمرو ؟!! ، ومن تطاول عليهم يا عمرو ؟؟!! ومن بدأهم يا عمرو ؟؟!! يا عمرو يسبون نبيك ، ونساء نبيك ، وصحابة نبيك ، ولا يريدون مسلما في هذا الوطن .. يجاهرون بهذا ليل نهار في غرف البالتوك والفضائيات ، وقد أسمعوا الأصم وحركوا البليد ، فأولى لك أن تنادي عليهم بالسكوت . أو أن تدعوهم كما كان ديدات .
وهل يفعل عمرو فعل ديدات ؟؟
أين عمرو خالد من أحمد ديدات ؟!
في الكنيسة وقف أحمد ديدات داعية إلى الله ، ووقف عمرو خالد داعية للوطن .
أحمد ديدات أرّقه كفر الناس بربهم ، أرّقه ضلال الضالين وفتنة المفتونين ، فراح يدعوا الناس إلى صراط الله المستقيم ، وعمرو خالد يخاف على الوطن ، فراح يجمع المفترقين على حب الوطن ويذكرهم بأخوة الأوطان .
وكلنا مثل عمرو نخاف على الوطن ، ونرجو له السلامة في الدنيا والآخرة ، نخاف عليه من عذاب الله غدا لذا ندعوه إلى الله ، ونخاف عليه من فعال السفهاء ـ أعني النصارى ـ فهم الذين يشعلون الفتنة بين الناس ، ولذا قمنا إليهم نرد على شبهاتهم ونبين لهم ليعودوا كما كانوا ، وتعود الأوطان إلى أمنها وسلامتها .فليس شيء أحبَّ إلينا من السلامة في الأوطان .
أحمد ديدات صار للأمام في الطريق الصحيح ، وهو أن الحوار بين الأديان حوار دعوة ، نعرض عليهم ما عندنا ويعرضون ما عندهم ، فإما إيمان بالرحمن وإمّا إتباع للشيطان .
وعمرو خالد صار للوراء .. يدعوا للتعايش ، وهو جاهل أو غافل أو متغافل .. يتغافل عن أن القوم جادون في الدعوة لدينهم ، وأنهم لا يريدون مسلمين على وجه الأرض في مصر .

وماذا جنى عمرو من زيارته ؟!
هل سكت القوم عن سفاهتهم . . تُراهم صدقوه ؟!
لا بل استغلوه .. استفادوا من زيارته في دعم حركتهم الدءوبة للقضاء على الإسلام في أرض مصر ، فزيارة عمرو تعني بداهة أنهم على صواب ، فها هو أحد ( الدعاة ) ( المشهورين ) ( ذوي الجماهير العريضة ) يأتي إلينا يبارك فعالنا ويثني على سلوكنا ؟ فثبت على الكفر الكافرين ، وانشغلنا نحن بالرد على عمرو ، وترقيع الخرق الذي أوجده في جدار السفينة ، وستقف بين يدي ربك ويسألك . فأعدَّ جوابا يا عمرو .
فِعْلُ عمرو خالد بغيضٌ ، وفعل أحد ديدات وأحمد ديدات حبيب ، ولمن يعتب علي في التعقيب على عمرو خالد أقول : ارجع عني ، فلست ممن يقعد بطريق المصلحين وإنما المفسدين ، ولست ممن يحمل خنجرا لإخوانه بل لأعدائه ، ورأيت عَمْراً يحول بيني وبين المجرمين الذين سبوا الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرحت أدفعه ليخلي بيني وبينهم . وما تتبعته من قبل ، بل ولا علم لي به إلا سماعا ، وما دافعته ، ولا حاجة لي فيه ، وإن أكره طريقته .لا شخصة .
ومن أرّقه أن نتناول بعض بأقلامنا علانية : هوّن عليك ، فالنصيحة واجبة ، والأخذ على يد المخالف أمر شرعي يحمد ويطلب ، ومن جاهر بفعله جاهرنا بنصحه حتى يسمع كل من رآه وسمعه قولنا كما سمع ورأى فعله ، وعمرو أولى بقولك ، كلمه بأن لا يتعدى على العلماء والعقلاء . وأن يستشير ذوي العلم والفقه . وإلا فليخرج عنّا ويتكلم بغير لساننا .
ولمن يعتب علي : هلّم إلي ، وانظر ماذا يقول النصارى على نبيك ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأحسب أنك لن تجلس عنهم حتى ترجعهم بيدك أو بلسانك أو بقلمك .فهيا انظر قبل أن تتكلم .


أبو جلال / محمد جلال القصاص
مساء الأربعاء 28 / 1 / 1429
8 /2 / 2008

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد القصاص
  • مقالات شرعية
  • في نصرة النبي
  • مقالات في فقه الواقع
  • مقالات أدبية
  • تقارير وتحليلات
  • رسائل ومحاضرات
  • مع العقلانيين
  • صوتيات
  • مقالات تعريفية بالنصرانية
  • رد الكذاب اللئيم
  • اخترت لكم
  • بريد الكاتب
  • الصفحة الرئيسية